شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لمحة عن تاريخ ضياء الدين رجب (1)
ولد ضياء الدين رجب بالمدينة المنورة ووالده الشيخ حمزه رجب شيخ الشرشورة سابقاً (دار تجهيز الموتى اليوم) ولما بلغ السابعة أدخل الكتّاب لقراءة القرآن وحفظه حتى سن الشباب فأخذ يدرس على خاله الشيخ عبد الحفيظ كردي رحمه الله في داره بعد مغرب كل يوم، وفي النهار يدرس على الشيخ محمد الطيب التمكتي في الحرم الشريف، وتعرفت به في دار خاله المذكور فقد كنا أنا والخال على كابلي نسمر عنده في بعض الليالي. ثم دخل المدرسة الابتدائية ولدراسته في علوم القواعد والفقه والتوحيد انتظم في الصف الرابع، وأخذ يجهد نفسه في الحساب والتاريخ والجغرافيا وكنت بدوري معلم أول أدرس الأخلاق والمحفوظات والحساب والتاريخ والجغرافيا، وفي الاختبار الخصوصي بمحمود قد لمحت فيه الذكاء فكان ينظم الشعر وعثرت معه يوماً على صحيفة فيها بعض منظومه فنصحته أن لا ينظم في أوقات الدراسة، ونجح بدوره في الاختبار العام ونال الشهادة الابتدائية وأصبحت أتصل به بعدها تارة عندي وتارة عنده ونتجاذب أطراف الأدب في تناشد الأشعار، ثم حسّن لي بتعاطي مهنة المحاماة الشرعية فقلت له ليس لدي الكفاءة اللازمة بتعاطيها حسب الشروط التي قررتها الحكومة قال لك الحق بتعاطيها بصفتك من العلماء ولديك الشهادة العالية التي نلتها من المدرسة العالية مظاهر العلوم، فاتصلت بصديقي السيد علي حافظ الذي رأس كتاب المحكمة الشرعية يومئذ فقال لي لا بد من إجراء اختبار لك لنيل الشهادة التي تخولك لتعاطي المحاماة، فاتصلت بالسيد محمود أحمد رحمه الله وذكرت له طلبي فقال لا بأس سأكلم لك قاضي المدينة السيد زكي لإجراء الاختبار، وعليه تعينت لجنة برئاسة القاضي ومعاونه الشيخ عبد الحفيظ كردي ومعاونه الشيخ صالح الزغيبي إمام الحرم وفضيلة الشيخ عبد الرؤوف عبد الباقي رحمهما الله وأمين سر المحكمة السيد علي حافظ، فاصطحبت معي شهاداتي الابتدائية والشهادة العالية.
في اليوم الثاني نظرت الهيئة للشهادات المذكورة ولم تجرِ لي الاختبار واكتفت بما قرأته في الشهادة وخاصة بعد أن علمت بأني مدرس بمدرسة العلوم الشرعية بتدريس التفسير والحديث والعلوم العربية وكتب لي السيد على الشهادة المطلوبة، وفور حصولي عليها أخبرت الأخ ضياء الدين فقال سآتي لك بأول وكالة، وكان أحد البدو من الأحامد يدرس معه لدى الشيخ الطيب وكانت عليه دعوى بالمحكمة ادعى عليه أحد البدو بحق له فتوكلت عنه وذهبت للمحكمة يوم الجلسة المقرر فجاء البدوي وقرأت عليه دعواه فأنكرت نيابة عن موكلي المذكور فطلبت البينة من المدعي فأجاب أنه سيحضرها في الجلسة الثانية وحضر في الجلسة الثانية ولم يأت بشهوده فوجهت اليمين على موكلي حسب القاعدة الشرعية البينة على المدعي واليمين على من أنكر، وطلبت المدعى عليه ليحلف يوم الجلسة الثانية فجاء معي وحلف اليمين اللازمة وأخلي سبيل المدعى عليه، فسألت الأخ ضياء عن الأجرة، فقال لي إنه سيعطينا جملاً لأنه ليس لديه نقود: قلت وما نصنع بالجمل قال نبيعه قلت أرجوك أن يقوم هو ببيعه، وأعطينا ثمنه فكلمه وباع بدوره جمله واقتسمنا القيمة فكان أول أجرة تناولتها من مهنة المحاماة.
وكان ضياء الدين يأتيه البعض يحكم عليهم بالمحكمة ويطلبون استئناف الحكم ليحرروا اللائحة الاعتراضية فيأتون للشيخ ضياء فيكتب لهم اللائحة فكان يتحامل في اللائحة على القضاة وكان يكتب مسودة النقض ويكلفني بتبيضها، وكان رئيس كتاب رئاسة القضاة الشيخ عبد الله بن الحسن هو بكر حمدي فكان يتأثر من صورة النقض وعلم من بعض أصدقائي بأن تحرير النقض هو بقلمي فبعث إليّ أن امتنع من الكتابة وإلا سوف أعاقب ببعثي لأحد المحاكم الثانية عن المدينة وعمل على إبعاد الشيخ ضياء الدين بتكليفه بقضاء العُلا ـ ولم يكن بد من سفره إليها وعمل قاضياً فيها مدة سنة أو أقل ثم تشكى لجلالة الملك عبد العزيز بأنه مظلوم وأن ظالمه هو رئيس القضاة فطلب المحاكمة وجاء لمكة وكان الملك بمكة فأحال ظلامته لرئيس القضاة ثم سوّيت بينهما وتصالحا وأقيل من القضاة ورجع للمدينة وتعين مديراً لإحدى المدارس الابتدائية ثم استعفي من المدرسة وذهب لمكة وتعين معاوناً لمدير الأوقاف العام ثم استعفي منها وعيّن عضواً بمجلس الشورى ثم ـ استقال منها وسافر مع الشيخ محمد سرور الصبّان لمصر وعمل لديه مستشاراً كما قام عبد الناصر بنصرته الاشتراكية وتوقفت رواتب الموظفين السعوديين وكنت بدوري في مصر، وكنت أتزاور مع الأخ ضياء وتوقف راتبي التقاعدي؛ اضطررت للرجوع للمدينة وكان أولادي يدرسون بمصر فرجعت ورجع الشيخ محمد سرور ومعه الأخ ضياء وفتح مكتباً بجدة لتعاطي المحاماة وكمستشار أيضاً للشيخ محمد سرور، وأخيراً اجتمعت به في حفلة الأدباء القدامى التي نظمتها كلية الملك عبد العزيز وألقيت بها محاضرة عن الشاعر أحمد شوقي، فرأيت الأخ ضياء وكان ألقى محاضرة بدوره ثم علمت أنه سافر للمعالجة في الخارج وبعدها سمعت برجوعه لجدة وكان تأثر بعد وفاة ابنه حمزة في حادث اصطدامه في السيارة وبعدها سمعت بوفاته أسكنه الله فسيح جناته وأفاض عليه من رحمته ورضوانه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1269  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج