شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيد محمود أحمد كاتب عدل المدينة المنورة
ولد السيد محمود بالهند ببلدة (تانده) من مضافاة بلدة فيض آباد، ووالده السيد حبيب الله هاجر للمدينة مع أولاده في أواخر الثلاثمائة وألف ومعه خمسة من أولاده صديق أحمد وسيد أحمد وحسين أحمد وجميل أحمد ومحمود أحمد، وأدخله والده للمدرسة الإعدادية وابتعث جميل أحمد في بعثة علمية لاستانبول ثم رجع مريضاً وتوفي وبعد تخرج السيد محمود من المدرسة الإعدادية توظف ملازماً كاتباً بالمحكمة الشرعية وكان غرض السيد حبيب الله أن يبني مدرسة بجوار بيت السكن حيث لما رجع من الهند ابتاع قطعة أرض خارج باب المجيدي واتخذها نصفاً للسكن والنصف كهيئة مدارس الأربطة ولكنه منع من اتخاذها كمدرسة فأمر ولديه الكبيرين السيد صديق أحمد والسيد حسن أحمد بإلقاء الدروس في الحرم الشريف فطفق الاثنان يدرسان فيه مختلف العلوم من الفقه والتفسير والحديث ثم توفي السيد صديق وبقي حسين أحمد، أما السيد أحمد فكان يعمل مع والده ويساعده في المعيشة وبعد أن عمل السيد محمود عدة سنين بالمحكمة تعين موظفاً رسمياً براتب فزوجه والده مع إحدى كريمات التونسيات. وفي سنة 1313هـ شبت الحرب العالمية الأولى وتحالف الترك مع الألمان وكان الترك يتوجسون أن يخلع الشريف الحسين وينضم لدول الحلفاء وأوجس الترك ذلك فبعثوا أحد قوادها المشهور (فخري باشا) حاكماً عسكرياً وأمدوه بجيش وأسلحة خفيفة وثقيلة وصح توجس الترك فقد قام الشريف الحسين بثورته سنة 1335هـ وخاف الترك من قطع مواصلة سكة حديد الحجاز فأوعزوا لفخري باشا بإجلاء سكان المدينة للشام والأناضول لتأمين معيشتهم هناك وقبض على بعض أعيان أهالي المدينة لاشتباهه بميلهم للشريف ومساعدتهم له فسيق لدمشق كأسرى ومنهم السيد حبيب الله وولداه السيد أحمد والسيد محمد ومن دمشق أخذ السيد حبيب الله وولديه لأدرنه وبعد سنتين توفي بأدرنه السيد حبيب بسبب البرد القارس، هناك وفي آخر سنة 37 انتهت الحرب بانكسار الترك وتعقب الإنجليز لهم، وأما السيد حسين أحمد وشيخه محمود الحسن اللذان جاءا المدينة فأخذا أسيرين لجزيرة (مالطه) لأنهما امتنعا من التوقيع على الاستفتاء المقدم لهما بإلحاد الاتحاديين الذين كان بيدهم زمام الدولة العثمانية. ثم رجع الأخوان السيد أحمد والسيد محمود بعد وفاة والدهما لدمشق ليتوجها مع من كان فيه من أهالي المدينة فجاءا للمدينة وتوظف السيد محمود بالمحكمة رئيس كتابها وشرعَ السيد أحمد في بناء مدرسة العلوم الشرعية لأيتام بلدة خير البرية فصادف معارضة من أولي الأمر وخاصة من شيخنا عبد القادر الشلبي الذي تولى إدارة المعارف ثم أذن للسيد أحمد بالاستمرار في تدريس الطلبة وخاصة اليتامى منهم ووجههم لحفظ القرآن الكريم وكان شكل لجنة للمشاورة في شؤون المدرسة بأربعة أعضاء عن إفريقية المرحوم الشيخ محمد السكني الأنصاري، وعن ما وراء النهر والصين المرحوم السيد محي الدين البخاري، وعن روسية وبلاد قازاني المرحوم اسماعيل حفظي، وكانت مصارف المدرسة تجبي من الحجاج والزوّار. وكان السيد تقريباً العدل وقد سبق أن تتلمذت أنا وهو لتعلم اللغة الإنجليزية من الدكتور محمد حسين ساعة كل يوم، وبعد شهرين انقضيا كان السيد محمود يحصل على قسم فيها، ومرض السيد محمود العدل وعكف بالدار لتلاوة القرآن ومطالعة الكتب في الفقه والحديث وكتابة أجوبة الرسائل، ودرس السيد حبيب بمدرسة العلوم الشرعية التي أنشأها السيد أحمد وكان قد توفي المذكور فأنيطت إليّ إدارة المدرسة المذكورة وكان السيد محمود وكلني عنه أحد عماله وغيرهم من أصدقائه حيث كنت، والحمد لله الذي جنبني القضاء وكان السيد محمود موضع ثقة للكثير من الناس بخاصة الهنود الذين كانوا مجاورين في المدينة، وأنجب السيد محمود ولده الوحيد حبيب وثلاث بنات كما زوّج ابنه حبيب أولاً من ابنة عمه السيد أحمد، وبعد مدة توفيت فزوجه من أحد كرائم وأشراف البنات، وما زال السيد محمود أحمد معتكفاً بداره حتى وافته المنية ودفن بالبقيع، وكنت غائباً للعلاج فرثيته بقصيدة مبكية نشرت بالمنهل وللسيد محمود علي فضل كبير فهو الذي توسط بزواجي وهو الذي توسط بشراء قطعة أرض وبنى داراً للسكن وهو الذي مهد لي لأكون محامياً وهو الذي زوج ابني محمد من بنت ابنه الحبيب رحمه الله رحمة واسعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :706  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.