شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيد علي عامر
ولد السيد علي بالمدينة المنورة ووالده السيد حسين من أخلص عرب المدينة دخل الكتاب حتى عشر سنوات ولم يحفظ القرآن ودخل المدرسة الأميرية بعد بلوغه الثانية عشرة ومكث أربع سنوات حتى نال الشهادة الابتدائية التي هي بمثابة المدرسة المتوسطة وكان معه أربع أو خمس زملاء أذكر منهم أنور بصراوي، هاشم عشقي، حسن إسماعيل وصدف أن رجع المرحوم محمد سرور من الرياض بعد أن زالت الوشاية عنه فدعوته لحفلة شاي وجمعتهم بهؤلاء الطلبة وغيرهم كالأستاذ محمد زيدان وزميلي السيد عثمان والسيد علي فسرّ بهم وبعد أن نال الطلبة المذكورون الشهادة الابتدائية كانت الرغبة لموظفين يشغلون مكاتب الوزارات فسافر أربعة منهم لمكة وتوظف السيد علي عامر بوزارة المالية وعلي سعيد وبعضهم بقي بالمدينة منهم المرحوم عارف براده والبعض تعاطى مهنة والده في التجارة وفي عطلة الصيف جاء علي عامر وزميله علي سعيد زائرين أهليهم، فأولم والد كل منهم وليمة فاخرة ودعينا نحن معلميهم مع مدير المدرسة السيد أحمد صقر والسيد ماجد عشقي ثم رجعا لمكة بعد انقضاء العطلة وطفق علي عامر يرقى وظيفة موظفيه، ثم استقال السيد علي وأخذ يشتغل بالتجارة وأعمال أخرى، وكان صديقاً للسيد محمد عمر توفيق وزير الحج والأوقاف يومئذ ولكنه لم يرفض الوظيفة واشتاق أن يزيد في معارفه فسافر لمصر وبدوري كنت بمصر وكان محمد عمر أيضاً بمصر فالتقينا الثلاثة وأشرت على محمد عمر بمصر ورجع هو لمكة وانقطعت صلة طويلة ثم لما رجعت بعد المرض الذي أصابني سألت عنه فعلمت أنه يشتغل بالتجارة فسألت عن عنوانه وتذكرت أنه أديب بالطبع وإذا أجدني يوماً أمام قصيدة له في عدد من جريدة المدينة بعنوان (دمعة ونداء) قصيدة طويلة أعجبت بها فسألت عن عنوانه بالضبط وكتبت له باطلاعي على القصيدة المذكورة وعن مختصر تاريخ حياته، فأجابني بأنه ليس بشاعر ولا يرغب أن تكون له حياة من تاريخه، فألححت عليه فأبى وكتب لي بعض قصائده ولكن علي أن يبعث لي برسمه فقبلت منه، وسأكتب له إن تنازل فأرسل لي برسمين صغيرين كرسمي الجوازات ومن جمله معاذيره أنه بلغ من العمر عتياً وسأحرر له تلك القصيدة التي بعنوان:
رضاء!!
ذوى من عمري الأخضر
فلم أشك ولم أضجر
فقد روضت من صغري
على الأربح أو الأخسر
وإنما في معادلتي
أرى ما نلت مستكثر
على عبد يخاف الله
يخشى ساعة المحشر
فيخفق قلبه ذعراً
وهو مستغفر
وأشفق من سويدائي
على من راح يستكثر
كأن العمر في يده
وأن الدهر لا يدبر
وأن زخارف الدنيا
ستصبح في غد أكثر
وينسى أنه بشر
وأن حياته معبر
ويمضي في تهالكه
فلا يرتاح أو ينفر
أعيذ الناس من طمع
إذا استفحل أو استنسر
لعلي لم أقل إفكا
وحسبي ما به أشعر
حيرة وأمل
أنوء بعبء النَّوى تارةً
وأرزح أخرى على شقوتي
أعود وفي القلب آفة
وأصحوا على الخفق من غفوتي
فلا راحتي اليوم من راحتي
ولا منقذ اليوم من كربتي
أسيرُ أسيراً بلا غاية
وأجهل بعد مدى خطوتي
شقيت بنفسي وآمالها
وحلم يعز على حيلتي
وهذا الصباح وآمالها
يناجي الشباب فواحسرتي
تمر السنون وراء السنين
وينطلق الفجر من قدرتي
صبرت على غصص جمة
ومنها انطوائي على وحدتي
فهل بعد يأسي
يلوح لي البرؤ من علتي؟
وتسكن نفسي إلى مؤنس
يبرد ما كان من وحشتي
ويمنحني قبساً من حياه
ألوذ إليه في غربتي
وأهنأ بالعيش في ظله
حتى أوسده في حضرتي
فليس على خالقي
إذا شاء أفلتت من حيرتي
وعدت سوياً كباقي الأيام
وبين يدي جنى غرستي
أشم فيه عبير الزهور
وأحنو عليه على خلوتي
وأحمد ربي على فضله
وأطمع في العفو من زلتي
وقد عدت من بعد يأسي المرير
سعيداً بصحبى وأمسيتي
وعاد إلى النفس إشراقها
ساد الوهج من فرحتي
وبين الجوانح رف الفؤاد
وغنى ملياً على دوحتي
نشيداً نناغم ألحانه
كطفل على المهد في قصتي
دمعة ونداء
وهي:
بين طيف الأسى وحلو الوعود
وبكانا على الثرى المفقود
لعبت دورها أمس
محمقات بحقنا المشهود
هي تلهو ونحن نمعن بالصبر
ونصغي لرائعات الوعود
من خلال الأحلام وهي سراب
يخلب اللب من وراء الحدود
وهوى النفس دائماً في عناق
للأماني والرجاء السعيد
فهي عطشى لا ترتوي من معين
حيث تهفو إلى مكان جديد
سنة الله من الخلاق طرا
منذ راقت لهم حياة الجدود
تلك والله أرضنا وربانا
ودمانا مخضبات الصعيد
في حرقة واشتياق
يالعدنان والفحول الصيد
أين هم والسعير يكوى قوياً
أين هم والعراة في كل بيد
أين هم والجناة عاثوا فساداً
أين هم واليهود سكرى وعيد
أين هم والحقوق رنين عذر
والضحايا من مبعد وشهيد
نبهوا الغافلين يا آل معد
وانقذونا من الجحيم المبيد
وأعيدوا لطاهر الرحمن مجداً
دنست قدسه علوج اليهود
واستروا أكرامه أهدرتها
عصبة الشر في النهار الشديد
حين صالت في جولة حسبتها
آخر العهد بالطباء البنود
وهلموا إلى الجهاد زحوفاً
لاتهاب الردى وقصف الرعود
وخذوا الثأر عنوة وجهاداً
لا يغرنكم سلام القيود
إنه الطعم لو نظرنا ملياً
نظر الملهم الذكي الرشيد
فلأنتم والمسلمون جميعاً
لو صدقتم غنى الزمان قصيدي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج