شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ محمد الطيب الأنصاري
ولد الشيخ محمد الطيب ببلدة (السوق) من أعمال الجزائر ودرس في بلده العلوم العربية، وكان أجداده من الأنصار قدموا فيما مضى من الزمان إلى الغرب للجهاد ونشر الإسلام بين البربر كما هو مدون في التاريخ، ولما شب الشيخ الطيب هزّهُ الشوق لأداء فريضة الحج في أواخر الألف والثلاثمائة فقدم إلى مكة مع رفاقه وأولاده أذكر منهم المرحوم أبو بكر عبد الرحيم والمرحوم عبد الله، وبعد الحج جاء للمدينة وحبب له الإقامة في بلد آبائه من الأنصار وأقام في بعض الأربطة المخصصة للطلبة وشرع بالتدريس في الحرم الشريف لبعض رفاقه ومن شاء من طلبة أهل المدينة وكان ذلك آخر زمن الأتراك مجيء سكة حديد الحجاز سنة 1327هـ وبقي الشيخ يدرس مجاناً لوجه الله تعالى مكتفياً بما يأتيه من المنح من بعض الزائرين والحجاج. ولما استولى الشريف الحسين بن علي على المدينة سنة 1347هـ بقي الشيخ على تدريسه في الحرم النبوي فحضر لدرسه الكثير من شباب المدينة في مقدمتهم المرحوم السيد عبيد مدني والسيد علي وعثمان حافظ وإسماعيل حفظي ولما استولى الملك عبد العزيز على الحجاز سنة 1343هـ توظف الشيخ الطيب سنة 1345هـ معلماً للتوحيد في المدرسة الابتدائية وكنت بدوري مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية وكانت غرفة دراستي بجانب غرفة تدريسه فقد كان من المدرسين بمدرسة العلوم الشرعية فكنت أستمع لدرسه وأشترك بالسماع لتقريره الذي كان باللغة العربية الفصحى، وكثيراً ما أشترك في حلقة الدرس وكنت أذهب لداره مع تلميذه زميلي وصديقي ضياء الدين رجب وأتناول بعض وجبات الغداء أو العشاء مع طلبته فقد كان كريماً بعد أن وسع الله عليه في الرزق فيصرف ما يأتيه من راتب المدرسين في إطعام طلبته ومع علة كعبه في العلوم العربية وخاصة في الشعر فلم يمتدح أميراً ولا ذا جاه أبداً وحسبك أنه نظم كتاب شذور الذهب أغنت عن ألفية ابن مالك، وكان الشيخ متزوجاً فتوفيت زوجته فتزوج بأخرى من كرائم أهل المدينة وأنجب منها ولدين، وفي أخريات أيامه أصيب بمرض في الكلى لم يشأ أن يتعالج آخذاً بالعزيمة وتوفي رحمه الله ولم يترك مالاً ولا عقاراً كغيره من علماء زمانه. وبعد وفاته تولت حرمه تربية ولديه وتعليمهما حتى أكمل ولده عبد الرحمن دراسته وابتُعث لأمريكا ونال الدكتوراه ورجع أستاذاً مرموقاً بكلية الآداب بجامعة الرياض فرحم الله الشيخ الطيب رحمة واسعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :889  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج