شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ عبد القادر الشلبي
ولد الشيخ عبد القادر الشلبي بطرابلس الشام وتعلم في مدارسها وعلى علمائها المشهورين، ونبغ في تحسين الخط العربي وبعد أن نال قسطاً من العلوم قدم المدينة المنورة وتصدر للتدريس بالحرم النبوي وهو ابن سبع عشرة سنة وسكن بمدرسة الكشميري، ويتعيش مما جاء معه من النقود وما يأتيه من حصة وقف جده عبد الحميد الشلبي. وقد تشرفت بمعرفته حينما كنت بكتاب الشيخ عبد العليم الهندي بمدرسة الكشميري وكان بالكتاب كثير من أبناء المدينة، فتصدى الشيخ عبد القادر للشيخ عبد العليم بأنه وهابي فخرج أكثر الأولاد لما سمع آباؤهم بذلك وأنا معهم ثم بعد التحقيق مع الشيخ عبد العليم ظهر أنه سني حنفي المذهب فأرجعني والدي لكتابه وحفظت القرآن الكريم عليه، وكان الشيخ عبد القادر خرج من مدرسة الكشميري وتزوج واتخذ داراً لسكناه وأنجب ولداً ثم طلق تلك المرأة وتزوج بأخرى من كرائم التونسيين، وتعين الشيخ ناظراً لمدرسة الجواهرجي فأخذ يدرس بعض طلاب هذه المدرسة مع تدريسه بالحرم النبوي وأنجب الشيخ ولدين وفي تلك الأثناء وقعت الحرب العامة سنة 1333هـ وأخذ حاكم المدينة العسكري فخري باشا يجلي أهل المدينة للشام والأناضول خوفاً من انقطاع سكة حديد الحجاز وعدم ورود الأرزاق من الشام وكان يتوجس الباشا من ثورة الشريف الحسين واتفاقه مع الحلفاء وخروجه على السلطان محمد رشاد، وبالفعل أعلن الثورة الشريف حسين سنة 1334هـ فبعث الشيخ عبد القادر زوجته وولديه مع صديقه الشريف محمد العربي إلى الشام لدى سفر المذكور بأهله أيضاً وبقي هو مع ابن المرحوم حمزة صابرين على لواء المدينة بمدرسة الكشميري، ولما علم فخري باشا بوجود الشيخ بالمدرسة عينه إمام طابور الجنود العرب المقيمين بتبوك فسافر الشيخ مع أبيه حمزة وكان الترك انهزموا من فلسطين وتعقب الإنكليز الجيش العثماني لدمشق وصدر أمر الحسين بإرجاع أهالي المدينة الذين أجلاهم فخري باشا إليها فرجع الشريف محمد العربي بزوجته والشيخ وولديه للمدينة وتعين الشيخ عبد القادر مديراً للمعارف، وأنشأ الشريف الحسين أربع مدارس بها تيمناً بأسماء أولاده الأمراء وكنت بدوري بدمشق ورجعت للمدينة ودخلت المدرسة الفيصلية وتخرجت منها ثم جمع الشيخ عبد القادر المدارس الأربع في مكان واحد بالمدرسة الإعدادية وهو الذي أنشأ المدرسة الراقية وكنت بدوري أنا وزميلي السيد أحمد العربي والسيد محمد صقر من جملة طلبتها حتى سنة 1352هـ ثم سافرت بدوري إلى الهند لطلب العلوم فدخلت مدرسة مظاهر العلوم العالية وسافر السيد أحمد لمصر مع الشيخ عمر حمدان وانتظم في طلبة الجامع الأزهر ولما أتممت دراستي في الهند رجعت للمدينة وعنّ لي أن أسافر لمصر لأجتمع بصديقي أحمد وغيرهم ممن كانوا يدرسون في الأزهر فذهبت واجتمعت بهم فعلمت أن السيد أحمد أكمل مدة الدراسة في الأزهر فبقيت شهوراً بمصر ثم رجعت للمدينة وتوظفت بمدرسة العلوم الشرعية وعلمت أن السيد أحمد انتظم في البعثة السعودية العلمية وبعد أن أتم دراسته بمدرسة دار العلوم العليا ونال دبلومها العلمي وفي سنة 1300هـ رجع للمدينة مكللاً بالنجاح وكان والده ما زال على قيد الحياة فزوجه والده من كريمة عبد القادر وعمل مدرساً للأدب بمدرسة العلوم الشرعية وكان شيخنا وأستاذنا الشيخ عبد القادر بعد دخول المدينة في حوزة الملك عبد العزيز بقي معتكفاً بالدار لا يخرج إلا يوم الجمعة للصلاة وهنا أذكر أن للشيخ فضل كبير علي وعلى زميلي السيد أحمد العربي فقد درسنا عليه زمن حكومة الأشراف بالمدرسة وفي بيته وهو الذي توسط بزواجي وزواج السيد أحمد العربي، وكان يحبنا ويكرمنا وقد كان الشيخ عبد القادر شاعراً كبيراً وعالماً جهيراً، وقد نظم قصائد عديدة وله ديوان شعر لم يطبع، وكنت أزمعت مع صديقي السيد أحمد طبع الديوان بعد وفاة الشيخ فاتصلت بابنه الأخ محمد سعيد فوعدني أن يبحث في مكتبة الشيخ والده وبعد مدة أخبرني أنه لم يجد الديوان المذكور وقال إن والده نظم ديوان شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وطبع في الهند وبحث عنه أيضاً ولم يجد نسخة منه، هذا وإني أحفظ بعض القصائد التي نظمها أيام إدارته للمعارف وأكثرها كان في مدح الشريف الأمير للمدينة وخرج لاستقباله أعيان المدينة وكبار الموظفين وطلبة المدارس وكنت أنا والسيد أحمد العربي من طلبة المدرسة الفيصلية وألقى السيد أحمد في المهرجان قصيدة مطلعها:
أشموس يمن أم بيننا أنوار
أم ضوء مسك أم شذى أزهار
أم ذا وليّ العهد وافى مقبلاً
تحتاط فيه من الأسود ضواري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :959  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.