الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الشيخ عبد المعين أبو ذراع

ولد الشيخ عبد المعين بالمدينة المنورة سنة 1331هـ ووالده هو المرحوم محمد أبو ذراع من قبيلة الحوازم من بني سالم من قبيلة حرب، وكانت لوالده شهرة في القبائل وكان مرجعاً في حل مشاكلهم كثيراً كأصدقاء، واتصل في العهد الهاشمي بأعيان أهل المدينة كالمرحوم ذياب ناصر وسعود وآل المدني والصافي وأسعد. وتوفي بالمدينة وترك ولده في السابعة من عمره فأدخل للكتّاب فختم القرآن الكريم ثم أخذ في طلب العلم على المشايخ الذين كانوا يدرسون بالحرم كالشيخ عبد الرؤوف المصري رحمه الله، وقرأ على الشيخ عبد الباقي في داره، وقرأ علم الفرائض على الشيخ محمد العائش رحمه الله وقرأ بمدرسة العلوم الشرعية يوم كنت مدرساً بها سنة 1345هـ قراءة خاصة شملت الخط والحساب والإملاء والنحو والبلاغة وبعدها تركت مدرسة العلوم الشرعية إلى المدرسة الابتدائية، ومضت السنون الطوال لم أعلم عنه وأصبحت محامياً لمالية المدينة سنة 1360هـ وعملت في المحاماة حتى أحلت للتقاعد سنة 1372هـ وبقيت معتكفاً بالبيت وأصبت بأمراض مختلفة وكنت أسافر لسورية ومصر للعلاج وقضاء الصيف، ولما كنت في مصر سنة 1396هـ عنّ لي أن أكتب مختصر ترجمة من عايشتهم من أساتذتي وزملائي وبعضاً ممن تشرفت بتدريسهم فتذكرت الشيخ عبد المعين الذي تتلمذ علي بمدرسة العلوم الشرعية فكتبت عنه ما أعرفه عنه، ولما رجعت من مصر بعد قضاء الصيف علمت أن الشيخ عبد المعين هو قاضي المحكمة المستعجلة فذهبت إليه لأزوره وأتزود قسطاً من ترجمة حياته، ولما دخلت عليه عرفني فقلت له أعرفتني قال كيف أو لست أستاذي الشيخ عبد الحق؟ قلت صحيح وسألني عن صحتي حيث كنت مستضعفاً لكبر سني فطلبت أن أجتمع به في غير المحكمة فزارني في داري ودعاني بداره فذهبت إليه في اليوم الثاني فأكرمني فقلت له أني كتبت عنك ما أعرفه ولعلّ بعضه غير صحيح وأعطيته مسودة ما كتبته لتصحيح ما كنت كتبته من عندي بدون تحقيق وبعث إلى المقال صحيحاً على أن أضيف إليه عما أخبرني عن أعماله الماضية حيث قال إنه في سنة 1380هـ تعين قاضياً في خيبر ومكث فيها قاضياً ست سنوات أي في سنة 1386هـ نقل للمدينة عضواً بمحكمة المدينة في سنة 1392هـ ثم نُقل لجدة نائب قاضي وبعدها نقل للمدينة قاضياً للمحكمة المستعجلة وأنه في طريقه للتقاعد والتفرغ لعمله.