شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ترجمة الشيخ عبد القدوس الأنصاري
ولد بالمدينة المنورة كما قال لي عن نفسه بأن والدته لما جاءت من بلده تمبكتو مع المرحوم الشيخ محمد الطيب التمبكتي وضعته وبعد وفاتها كفلته زوجة الشيخ حتى ترعرع وكانت تلقنه أركان الإسلام وآيات من القرآن وذلك حتى سنة 1300هـ وبعدها على ما أظن كان يتعلم على الشيخ الطيب أمَّا أنا فقد عرفته شاباً سنة 1337هـ حينما كنت تلميذاً بالمدرسة الفيصلية وكان يأتي الأستاذ عبد القدوس للمدرسة وفي أبطه محفظة الدروس يسأل عن العريف المرحوم محمد بن سالم فينزل العريف إليه ويعطيه من النفحات التي ترد للعلماء والطلبة من أهل الخير، وكان الشيخ الطيب مدوناً في سجل علماء الحرم وبعدها رجعت من الهند بعد نيل الشهادة العالمية سنة 1340هـ وتوظفت مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية وكان الشيخ الطيب صدر المدرسين بها ومن طلبته عبد القدوس وزميله محمد عبد الله السوقي والشيخ أبو بكر التمكتي وغيرهم، وكانت غرفة درسي بجانب غرفة الشيخ الكبيرة وكنت أتسمع لدروسه في التفسير والحديث، فتعرفت إلى الشيخ عبد القدوس وزميله عبد الله من المدرسة نجتمع بعد العصر في الحرم الشريف ومعي زميلي السيد عثمان حفظ وقد كان يزاورنا الشيخ عبد القدوس وزميله عبد الله في المكتبة التي أنشأناها في باب الرحمة وكثيراً ما كنا نتناقش في الأدب، وبعد سنتين استقلت من مدرسة العلوم الشرعية وتوظفت بالمدرسة الابتدائية الأميرية بسبب قلة راتب المدرسة وقد أكمل الشيخ عبد القدوس وزميله عبد الله نصاب المدرسة من العلوم العالية حتى نالا الشهادة وتوظف الشيخ عبد القدوس مدرساً للأدب بالمدرسة وتوظف الشيخ عبد الله إماماً بالمسجد النبوي. ودارت الأيام دورتها فاستقال الشيخ عبد القدوس من المدرسة وتوظف معاون رئيس ديوان الأمارة وأول ما ألف هو كتاب آثار المدينة، وقصة التوأمان واستقلت أنا من المدرسة الأميرية بسبب الأزمة الاقتصادية وسافرت في العطلة الصيفية سنة 1351هـ وبعد غياب سبعة شهور رجعت للمدينة، وفاتني أن أذكر أنه لما كنت مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية سنة 1345هـ أسست النادي الأدبي مع بعض زملائي وأصدقائي وبعض الطلبة أذكر منهم السيد عثمان والمرحوم عبد الحميد عنبر وعبد الله حجار وضياء رجب وأحمد بشناق وسامي إسماعيل، وأسس الأستاذ عبد القدوس نادي المحاضرات مع بعض أصدقائه وزملائه أيضاً، أذكر في مقدمتهم صديقه الأوحد المرحوم السيد أحمد خيارى وأحمد رضا حوحو وبعض الطلبة ولم يكن النادي تأسس بأمر رسمي كما كان نادي المحاضرات بالمثل ولما علم أمير المدينة عبد العزيز بن إبراهيم سأل رئيس ديوانه إسماعيل حفظي رحمه الله عن الناديين فأوعز لنا المرحوم بإيقاف عمل الناديين فتوقفنا. وأعود فأقول: ولبثت بدون وظيفة ثلاثة شهور ثم رجعت لوظيفتي بالمدرسة بمكاني لاستقالة السيد عثمان حافظ حيث كان تعين مكاني لغيابي الطويل بعد الأزمة الاقتصادية التي ما زالت قائمة ولا يصرف غير نصف الراتب وهو لا يكفيني لمعيشة أولادي فاستقلت من المدرسة وتعينت مديراً لدار الأيتام التي أنشأها المرحوم عبد الغني دادا، غير أني استقلت منها لأن العمل فيها كان يتطلب كل النهار وقسماً من الليل حتى ينام التلامذة، فصدف أن تأسس معمل النسيج الوطني الذي أنشأه أغنياء حيدر آباد ولي بواسطة معتمدهم المرحوم خواجه معين الدين فتعينت محاسباً فيه سنة 1351هـ بالراتب الذي كنت أتقاضاه في المدرسة ستين ريالاً وكان يدير المعمل السيد هاشم ابن المرحوم السيد زين العابدين مدني وكان والده رئيساً للجنة العين الزرقة، وبوفاته عين السيد هاشم ابنه مكانه فتعين السيد أمين مدني مديراً للمعمل واستقال منها فتعينت أنا مديراً للمعمل سنة 1351هـ وفي سنة 1352هـ أنشأ صديقي السيد عثمان جريدة المدينة وأنشأ الأستاذ عبد القدوس مجلة المنهل وقد كنت أكتب في جريدة المدينة واشتركت في مجلة المنهل من بداية عددها وكان وكيلها هو السيد.
كما كنت أكتب بعض مقالات في جريدة المدينة وفي أيام إدارتي لمعمل النسيج توظفت سنة 1361هـ محامياً لمالية المدينة فكان ذلك لا يتعارض مع عملي في المعمل حيث كنت أحضر الجلسات الداعية لحضور محامي المالية وكانت الجلسات جلسة أو جلستين في الأسبوع لا تتعارض مع إدارتي للمعمل المذكور وعملت في المعمل. وسبق أن الأستاذ عبد القدوس حينما كان موظفاً بأمارة المدينة بعد استقالته من مدرسة العلوم الشرعية تقدم بطلب إصدار مجلة المنهل وفي 7/5/1349هـ تلقت أمارة المدينة الإرادة الملكية بعدد 1312/1060/48/4/1349هـ صدر الأمر أن لا بأس بإصدار المجلة بشرط عدم التعرض للسياسة والاعتراض على الحكومة وإنما في الأمور الأدبية والحث على المصالح الداخلية وأمور الدين على مذهب السلف الصالح وتأليف هيئة من شخصين أحدهما من طلبة العلم والثاني ممن لهم إلمام بالسياسة، فعينت الأمارة قاضي المستعجلة الشيخ سليمان العمري للأمور الدينية وعبد العزيز الخريجي للأمور السياسية وكفل على ذلك المرحوم السيد أحمد الخياري وتحررت بذلك حجة شرعية لصدور المجلة بالشروط المذكورة، وطبع العدد الأول بالمدينة بمطبعة طيبة للسيد عثمان حافظ، واشتركت فيه من أول عدد وكنت توقفت عن الكتابة لصدمة لحقتني أيام كنت أكتب في صوت الحجاز مقالات (ما بين بغداد ودمشق). وكان أخي السيد عثمان حافظ أنشأ جريدة المدينة بمؤازرة أخيه السيد علي ودرجت المنهل والمدينة ثم أنتقل الشيخ عبد القدوس والسيدان علي وعثمان حافظ لطبع المجلة والجريدة في جده حيث إن طبعهما هناك أقل نفقة، وتولى الشيخ عبد القدوس مساعد رئيس ديوان وزارة الداخلية المرحوم عبد الرحمن السليمان وبقي في هذا المنصب سنين عدة ولما تحولت الصحف إلى مؤسسات لكل جريدة الشيخ عبد القدوس بمؤسسة لمجلة المنهل لثقة المرحوم فيصل بكل ما يكتب في المنهل موافق للشروط. ولقد بدأت بالكتابة في المنهل بمقالات عن رحلاتي من مصر إلى ليبيا للجزائر لتونس والمغرب ومنها للأندلس والرجوع من مصر وفي رحلتي الثانية للشام والعراق وتركية ثم لمصر، والثالثة من مصر إلى اليونان فيوغوسلافيا فالنمسا فألمانيا الشرقية والغربية والقسم الغربي من روسيا ثم إلى بلجيكا فبريطانية ففرنسا فسويسرا فإيطاليا فاليونان فمصر، هذا عدا بعض التراجم وبعض القصائد وكانت هذه المقالات تنشر تباعاً في مجلة المنهل. ولما اعتزم الأستاذ عبد القدوس طبع كتاب باليوبيل الفضي للمجلة نظمت قصيدة لمجلة المنهل وكنت بالقاهرة فبعثتها للأستاذ عبد القدوس فنشرت في كتاب (اليوبيل الفضي في خمس وعشرين سنة). أذكر مطلع القصيدة:
حيّ في المنهل الزلال رحيقاً
في جنى ورده رحيق المعاني
روضة العلوم ماءت فأوعت
فتعالت في قدرها والمكان
إلى أن أقول:
إيه عبد القدوس عمرك الله
ووقيت فتنة الحدثان
أنت شيخ الصحافة في العهد
السعودي واحد الخلان
هاك رمز الفخار في يوبيلك الفضي
تزهو على الأقران
فتقبل تحية من صديق
حافظ الود واحد الأخدان
هذه القصيدة نشرت في اليوبيل الفضي لمجلة المنهل لقد كنت متصلاً بالشيخ عبد القدوس بالمكاتبة بعد سفره لمكة وجدة وإذا ذهبت لجده أذهب لزيارته ولما يأتي المدينة بدوره يزورني وما زلت متصلاً وقد قلت له أن يرجع للمدينة ويقيم فيها فاعتذر لي بدراسة أولاد ابنه في جده ويصعب انتقالهم للمدينة وقال لي إن شاء الله إذا انتهوا من الدراسة وابتعثوا للخارج فسوف آتي مع والدتهم وأقيم بدعوة له أن يبلغه الله وبعمره لبعد اليوبيل الذهبي لمجلة المنهل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1255  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.