الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الأستاذ أحمد الشيباني ))

ثم تحدث الأستاذ أحمد الشيباني فقال:

- ليس هناك شك في أن الأستاذ ضياء عندما طالب بأن نعطيه مثلاً واضحاً من الغزو الفكري كان على حق.. الغزو الفكري يا أستاذ ضياء لم يبدأ من قرن ولا من قرنين ولا من ثلاثة، بل بدأ أيام المأمون.. عندما بدأوا بنقل التراث اليوناني من فلسفته وأدبه إلى اللغة العربية.. من هنا بدأ الغزو الفكري. الفلسفة اليونانية والحضارة اليونانية في أكملها هي التربة التي نمت وترعرعت وشبت وبلغت الأوج، ومن ثم انحطت إلى ما نعرف الآن بالحضارة الغربية بشقيها الرأسمالي والماركسي. فالغزو الفكري في الواقع بدأ تماماً عندما ظهرت فكرة هذا السؤال: هل القرآن منزل أو غير منزل؟ وهل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ ومن مظاهر الغزو الفكري الحركات الشعوبية والباطنية.. ألا يعتبر هذا غزواً فكرياً؟ هذا باعتقادي مثل واضح ليس بحاجة إلى نقاش أو جدال.

- فالغزو الفكري في الواقع بدأ مع المأمون أو تكرس مع المأمون، والغزو الفكري في تلك الحقبة استهدف أمرين.. الأمر الأول: ضرب الإِسلام بالذات بواسطة الفرق الباطنية، الأمر الثاني: ضرب العرب بالذات من خلال الشعوبية. إذن الغزو الفكري كان واضحاً كل الوضوح. ثم لنحدد ماهية الفكر الغازي وماهية الفكر المغزو. أنا في رأيي إذا استطعنا أن نتفاهم على المصطلحات فعندئذٍ سنصل إلى الحقيقة وسنصل إلى اتفاق، وإذا رجعنا إلى الوراء أيضاً إلى نهاية عصر الخلفاء الراشدين.. أي إلى معركة صفين، لرأينا أن الانحراف بدأ بمعركة صفين فكان الانحراف للنظام القيصري أو الكسروي.