قدر طوى صنوي فصرت وحيداً |
وغدا الشقيق رؤى يلوح بعيدا |
ما كنت أحسب عندما ودعته |
أني أودع هالكاً مفقودا |
فكأنه رفض الترحل صحبة |
للموت يبقى زاهداً موعودا |
نزل القضاء به ففرق بيننا |
يا ليته حَيّ وكنت فقيدا |
يا من تقحم في الحياة كؤودها |
قد كنت تعبر شاهقاً وصعيدا |
قاسيت أمراضاً لأمت جراحها |
أنّى تكون بعثرة موؤداَ |
الموت قناص ونحن فريسة |
يصطاد منا واهناً وجليدَا |
كم كنت أرجو أن تكون مؤبني |
يا شاعراً نظمَ الدموع عقودَا |
شاطرتني حلو الحياة ومرّها |
فلكم وقفت بجانبي صنديدا |
كنا معاً نسعى لنيل مطامع |
سهلاً نكون وتارة جلمودَا |
قطعت بنا الأيامُ شرخ شبابنا |
والجهدُ يأبى أن يكون قعيدا |
والمجد صعب والمسالك وعرة |
والنفس جانحة تريد مزيدا |
أوقفت عمرك جامعاً تاريخها |
نصاً يكون فريدا |
والبحث مضنٍ والحقائق غمة |
تحتاج تحقيقاً يكون وئيدا |
والعمر محدود يضيق نطاقه |
مما تهم به النفوس صعودا |
ونهضت تدعو للجديد مطوِّرَا |
أدب المدينة نثره وقصيدا |
ونظمت للتاريخ شعراً رائعاً |
يومي بما فعل الزمان نشيدَا |
حمل الفجيعة باكياً متأوهاً |
مات المغرد صوته تنهيدا |
ينعي عبيداً في قلوب أحبةِ |
سعدوا به وبهم يظل سعيدا |
أبشرْعبيد بجنة ونعيمها |
طوبى لمن نزل الجهاد شهيدا |