أيام من عمري |
جولة في أوروبا |
(6) |
إلى سويسرا |
بعد أيام من إقامتنا في باريس ومشاهدة ما أمكن مشاهدته من معالمها ومتاحفها غادرناها أنا والابن رفيق الرحلة إلى (لوزان) بسويسرة مصيف أوروبا الشهير وبعد خمس ساعات في القطار السريع وصلنا لوزان بعد الظهر وظللنا في مكتب الاستعلامات نبحث عن غرفة في فندق فلم نجد حتى عثرنا على غرفة بفندق ((عدن)) على بحيرة (ليمان) لمدة أربع وعشرين ساعة فقط. حملنا حقائبنا إلى (التاكسي) وما أكثر ما حملناها وتعذبنا في حملها وحسب المسافر حقيبة واحدة خفيفة وأكثر السواح والمسافرين يحملون حقائبهم في أيديهم لا يحتاجون لمساعد أو حمال، وبعد أن تغدينا بالفندق نزلنا إلى ضفاف البحيرة الممتدة من سويسرة إلى فرنسة تحوطها المدن العامرة والبلاجات الهادئة والحدائق الزاهرة. جلسنا في أحد أركان إحدى الكازيونات المطلة على البحيرة نتملى من جمال المناظر الخلابة والمرائي الساحرة، فهناك ثلة من الشباب والفتيات يستحمون في المياه العذبة الرقراقة، وضحكاتهم تتعالى وتخفت مع الأمواج الغادية والرائحة، وأطفال كأزهار الربيع يلهون ويمرحون في ملاعب أعدت لهم خاصة، وأفواج من السواح من كل جنس ولون يتجولون هنا وهناك. |
وفي الكازينو التقينا بقاض سويسري، وما علم بأني ((محام شرعي)) حتى بدا يسائلني عن بعض أحوال القضاء في البلاد سأل: هل القضاء مستقل لديكم؟ أجبت كل الاستقلال، إذا وصل الأمر إليه يجري بحق وعدل، غير أن بعض القضايا تحسم من قبل الحكام الإداريين للمصلحة العامة كقضايا الإخلال بالأمن وحوادث السرقات.. سأل الرجل: هل لديكم قوانين أو مواد قضائية تتمشون بموجبها في الأحكام؟ قلت: لدينا من كتب الفقه الذي دونه كبار أعلام الفقهاء ما يغني عن المواد والقوانين.. والقضاة يستنبطون أحكامهم من تلك المدونات. سأل: وهل لديكم محاكم مختصة للحقوق والجزاء والجنايات؟ قلت: لدينا محاكم كبرى برئاسة قاض وعضوية قاضيين أو ثلاثة ومحاكم صغرى: (المستعجلة) بعضوية قاضٍ واحد.. والمحاكم الكبرى تنظر في جميع القضايا المختلفة، والمستعجلة تنظر في قضايا الحقوق التي لا تتجاوز ألف فرنك “ريال” وقضايا الجنح الصغيرة. قال: وهل يشترك مع القضاة (محلفون) يأخذ القاضي بآرائهم وشهاداتهم؟ قلت: لا بل هناك محاكم للتمييز بنقض الحكم أو تأييده، وفي كل، فالقضاة لدينا يجتهدون في الأحكام، قال الرجل: يظهر لي أن القضاء يحتاج إلى تطوير وتنظيم. وهنا برم الابن من الترجمة قائلاً: يا أبت ما لنا ولهذا الحوار الذي ما جرنا إليه إلا قولك بأنك محام.. ألم تر أن الرجل ينظر إلينا كأمة متخلفة حضارة؟ قلت له: يا بني! وهل وجدت في أجوبتي إلا ما يشرف؟ قال: ولكنها يا بابا لا تخلو من غمزة أو إيهام! قلت في نفسي: سبحان الله (ولد بطني يفهم وطني) وقلت له: اطمئن فلن أكلفك بترجمة شيء بعد الآن، وفي تلك الآونة ودعنا القاضي بإيماءة خفيفة ومضى لشأنه، وقمنا نبحث عن مطعم لنتناول فيه عشاءً خفيفاً ونمضي إلى الفندق لنقضي ليلنا فيه. وكنا عولنا على السفر في باخرة من هذه البحيرة إلى (جنيف) وفي الصباح كنا على ضفاف البحيرة نقطع تذكرتين في باخرة سياحية نظيفة مع زمرة من السواح.. كانت رحلة ممتعة ونحن نسير سيراً هادئاً في جو غائم جميل. وكنا نرسو لدقائق معدودة على مصايف ينزل إليها بعض الركاب أو يطلع علينا بعض المسافرين وأذكر من بعض تلك المصايف ((ايفيان)).. الفرنسية التي جرت فيها مباحثات وفد الجزائر.. وبعد ثلاث ساعات كنا في بلدة جنيف يممنا فندق (كرنفال) الذي احتجزنا فيه غرفة من قبل من لوزان.. ومع ذلك فقد اعتذر إلينا مدير الفندق وطلب إلينا أن نجلس بالصالون حيث إن نزلاء الغرفة سيغادرون بعد ساعة. |
تركنا حقائبنا، وخرجت والابن نتجول ساعة في البلد الجديد، وكان دأبنا كلما خرجنا من الفنادق التي ننزل بها أن نأخذ من مكتب الفندق خارطة البلد، وموقع الفندق في الخارطة، واسم الفندق، واسم الشارع، ورقم الهاتف، وبذلك نضمن العودة ونأمن الضياع. |
أمضينا ساعة من الزمن ثم رجعنا إلى الفندق، لنأخذ مكاننا في الغرفة وكانت أنيقة تطل على شارع المحطة، ومجهزة بتلفزيون عدا الراديو والهاتف وبحمام ساخن.. |
أبدلنا ألبستنا وصلينا الظهر والعصر جمعاً، وما أكثر ما كنا نجمع الصلوات مع القصر طول رحلتنا هذه. |
تجولنا مساء داخل المدينة المكتظة بالسواح في أشهر الصيف.. |
وسويسرة بلد الساعات المختلفة الكبيرة والصغيرة الرخيصة والغالية، فرأينا أنواعاً منها تبدأ من عشر فرنكات إلى أربعة آلاف فرنك. ولم نر فرقاً كبيراً في أسعارها وأسعار بلادنا. وبالسؤال علمنا أن السعر التجاري والإصدار غير سعر البيع في الأسواق. |
ولما كلت منا الأقدام جلسنا في مقهى ((كازينو)) على ضفاف بحيرة جنيف.. وكانت المناظر هنا أبدع مما رأيناها في لوزان. |
وفي صباح اليوم الثاني كانت لنا رحلة لأشهر معالم البلد مع طائفة من السواح فهناك النافورة التي يتدفق منها الماء على ارتفاع أربعمائة قدم، وقمة (مون بلان) الثلجية وكاتدرائية (سان بيتر) ودار الأوبرا، والسجن العمومي، وقال لنا الدليل: إنه خلو من أي سجين.. ومررنا على مبنى عصبة الأمم ومتحف القساوسة وشارع البنوك والقصور الفخمة المطلة على البحيرة والساعة المنسقة من الزهور الملونة ومحركها طبعاً خفي تحت الأزهار. |
وفي المساء وددنا زيارة مكتب فرع الرابطة الإسلامية فلم نجد أحداً وكان علينا أن نسافر في صباح اليوم الثاني إلى روما فأمضينا سهرة في إحدى دور السينما، كان الفيلم بمثابة دعاية لليهود فأرونا كيف كان هتلر يقضي على الألوف المؤلفة بالحرق والتقتيل. وبهذه الدعاية اكتسب اليهود عطف مواطنيهم من الألمان خاصة وسائر المسيحيين. أما الدول الإسلامية وخاصة العربية منها، فلم نجد لها مكاتب دعاية أو إثبات لوجودها كأمة ذات تاريخ وحضارة، فضلاً عن إبراز اضطهاد اليهود لمليون لاجىء فلسطيني منتشرين في أحضان الدول العربية المجاورة ينتظرون ساعة العودة والخلاص القريب. |
إلى روما |
رجعنا أدراجنا للفندق ونمنا نوماً هادئاً حتى الصباح. وبعد إفطار خفيف حزمنا حقائبنا ويممنا صوب المحطة التي كانت قريبة منا فقطعنا تذكرتين إلى روما. وفي المحطة التقينا بسائحين عراقيين: الأخوين: (مهدي وحمود) وكانت وجهتهما كوجهتنا روما، فأنسنا بهما وأنسا بنا، وكانت فرصة طيبة لتجاذب الأحاديث، وقضاء وقت طويل لا يقل عن ست عشرة ساعة في القطار والطريق كله مروج خضر، ومزارع يانعة وجنات أعناب ومياه جارية، إلى مسالك جبلية شاهقة، ومنحدرات ضيقة. والقوم يكدون ويعملون في حقولهم ومصانعهم ومراعيهم.. فمضى النهار وأرخى الليل سدوله فذهبنا في نوم متقطع طول الليل وطرفاً من النهار، وفي كل قطار يصحبه عربات مطعم يجد الإنسان حاجته من الطعام والشراب. |
وصلت شلتنا إلى روما، فقد أصبحنا أربعة بعد أن كنا اثنين وما أحلى الرفقاء في الأسفار إذا كانوا متجانسين، والمثل يقول: (الرفيق قبل الطريق). |
نزلنا في محطة روما فراعنا ما رأينا من فخامتها وبهائها وبنائها الحديث المنسق على أحدث فنون الهندسة فأعجب بها الابن محمد بصفته (طالب هندسة). وبجانب المحطة جميع مكاتب السياحة والطيران.. ولأول مرة رأينا في المحطة مندوبي الفنادق يعرضون علينا النزول بأجور معقولة، فاصطحبنا واحداً منهم إلى ((بانسيون)) أشبه بفندق تديره امرأة إيطالية تقوم بإطعام النزلاء وخدمتهم، استأجرنا غرفتين متجاورتين ثم خرج أربعتنا نطوف داخل البلد الكبير، ويوجد في روما كثير من المطاعم أشبه بالشرقية لوجود أصناف منها كالمحشي والأرز والمسقع والخضر أما الدجاج المشوي فعام في جميع البلدان. |
قررنا الإقامة ثلاثة أيام فرتبنا رحلتنا بالتفاهم مع صاحبة الفندق. وأول ما بدأنا به بزيارة مدينة ((الفاتيكان)) وفي اليوم الثاني كنا مع جماعة السواح في حافلة (أتوبيس) ومعنا المرشد الخاص فمر بنا على ميدان الجمهورية ومباني الحكومة ونافورة الشياطين الأربعة والأستاد الأولمبي وكنيسة سانت سوزانا، حتى وصلنا ((الفاتيكان)). |
في مدينة الفاتيكان |
ومدينة الفاتيكان أنشئت عام 1111 ألف ومائة وأحد عشر ميلادي وسكانها أكثر من مائة ألف نسمة، وتحكم بوساطة البابا. وهي مقر البابوات الكاثوليك، وتشمل كنيستها الكبيرة بناءات ضخمة وأبراجاً عالية وأبهاء عديدة ومتاحف ثمينة ومكتبات أثرية. وكان اليوم مصادفة يوم أحد، فشاهدنا موكب القداس الأعظم، وكان الموكب يتألف من ثلاثة قساوسة يسيرون في الطليعة حاملي الصليب والشموع يتلوهم ثلاثة رهابنة في كامل ألبستهم، ثم قسيس كبير عليه روب أحمر بذيل طويل ممسك به الاتباع، فيعلو الموكب منصة الوقوف والتلاوة على نغمات الأرغن والحاضرون للصلاة شبه ركع على كراسيهم؛ وكان الزوار والسواح يتجاوزون الألوف المؤلفة وفي أبهاء الكنيسة رسوم مختلفة للعذراء والمسيح لمشاهير الرسامين الأقدمين منهم والمتأخرين. ولم نر زحاماً شديداً مثل ما رأينا في هذه الكنيسة العظيمة. كل هذا والدليل لا يفتأ كآلة أوتوماتيكية يشرح لنا ما حفظه عن تلك الآثار برطانته التي لا يفهمها إلا من أوتي حظاً من اللغة الدارجة فكان موقفنا كالأطرش في الزفة.. لا نعي ما يقول وكل منا حريص أن لا يفلت من صاحبه وإذا انفلت الإنسان من رفقائه صعب الحصول عليه. وما أشبه هذا المنظر بمنظر الحجاج في منى وعرفات. |
وكان معنا أحد اللبنانيين فقال لنا: إن هذه الزيارة على الهامش وسيأتي بعدها بمفرده ثلاثة أيام ليكتب في مذكراته أشياء وأشياء كثيرة هو في حاجة إليها ليدونها في مؤلف له.. وهكذا رأينا شأن كثير من السائحين.. |
انتهت رحلتنا بعد الظهر فرجعنا إلى غرفنا في الفندق بعد أن تناولنا غداءنا في أحد المطاعم الشرقية.. وبعد استراحة قصيرة خرجنا ثانياً نتجول، وما أكثر ما شاهدنا من التماثيل والنافورات في أكثر الميادين والحدائق العامة وكثرة الكنائس في كل صوب ومحلة. وقضينا يومنا ما بين حدائق الحيوان والسفارة السعودية واجتمعنا بإخوان لنا هناك واستنشقنا أخبار الوطن فهاجت بنا الذكرى، وسمرنا تلك الليلة مع زميلينا العراقيين في الحديقة التي بها تماثيل الفنانين.. وشاهدنا تمثال أحمد شوقي الذي كرمه الإيطاليون كشاعر عربي… |
إلى نابولي وكابري |
ومن روما قصدنا (نابولي) ومكثنا بها يومين وذهبنا في رحلتين: رحلة إلى (بومبي) البلدة التي دمرها بركان ((فيزوف)) فيما غبر من القرون حتى اكتشفت عام 1748م وتم اكتشاف نصف المدينة وقد أقيم بجانبها متحف يضم ما تحصل عليه القوم من التحف والآثار.. ولقد شاهدنا عشرات البيوت المكتشفة مع ما فيها من بعض الأثاث والأدوات، كما كانت قبل التدمير.. والرحلة الثانية كانت إلى جزيرة (كابري) الجزيرة الحالمة كما يلقبونها، فمضى أربعتنا بوساطة باخرة تشق طريقها في مياه خليج نابولي الزرقاء، ميممة تلك الجزيرة التي جذبت ألوف السواح، وتغني بها الشعراء. وكان معنا ما يقرب من مائتي سائح من رجال ونساء يلهون ويمرحون بأغانٍ وأهازيج قد لا يطرب بعضها مثلنا. وبعد نصف ساعة كنا على شاطىء الجزيرة، وهناك طريقان للصعود إليها حيث إنها غير منبسطة بل هي عبارة عن كتلة من جبل تتدرج مبانيه وحدائقه من شاطئه إلى أعلاه بطريق مسفلت أو بالترام الصاعد بالكهرباء بسلاسل على قضبان خاصة.. وقد اخترنا في صعودنا إليها طريق السيارات وفي الهبوط (الترام الهابط). ويصح أن نسمي ما على هذه الجزيرة بالقصور (والحدائق المعلقة).. |
جلسنا في الكازينو المطل على البحر والبلاج، نتملى منظره الساحر، ثم اتفقنا على أن نبتاع طعاماً جاهزاً نمضي به في إحدى حرجات الجزيرة على القمة هناك.. وبعد تناول الغداء تجولنا في الأسواق المعدة لبيع الخردوات وبعض التحف وكانت أسعارها مرتفعة بالنسبة للبلد، غير أنه لا بد للزائر من أن يبتاع شيئاً على سبيل التذكار. |
وبعد العصر انتهت ساعات الرحلة، وكان علينا أن نهبط لنأخذ أماكننا في الباخرة الصغيرة البيضاء. |
ثم إلى أثينا فالقاهرة |
وبعد قضاء يومين في نابولي قصدنا ميناء ((برندز)) وكان لزاماً علينا أن نرجع إلى (أثينة) حيث كانت تذاكرنا سياحية فاخترنا ركوب البحر من ((برندز)) إلى (بيريه) مرفأ أثينة فأمضينا ليلتين في البحر الأبيض على ظهر باخرة يونانية.. مررنا على كثير من القرى اليونانية وأنزلت الباخرة ركاباً في بعض الجزر كجزيرة ((كورفو)) وبلدة (بتراس) وقطعنا في سيرنا (مضيق كورنت) الذي اقتطعه اليونان وسط الجبل الشاهق ويزيد عرض المضيق في بعض الأماكن بضعة أمتار، ومن فوق المضيق على الجبل جسر مقام لسير القطار والسيارات. |
وصلنا بعد يومين تقريباً إلى ((بيريه)) وحجزنا أماكننا في طائرات الشرق الأوسط، وبعد خمسين يوماً من هذه الرحلة الممتعة والمتعبة وصلنا القاهرة بسلام. |
ملاحظات على هامش الرحلة |
1 ـ لقد كانت هذه الرحلة بمثابة (فلم) حين شاهدنا على مختلف شاشات بلدان الدول العشر عدة شعوب في مختلف معايشهم وأعمالهم وعاداتهم وأخلاقهم وأذواقهم ودياناتهم ولهوهم. |
2 ـ الأثر الأليم بضعف حالة مسلمي يوغسلافيا بعد أن حكمت الدولة العثمانية جميع بلاد البلقان ثلاثة قرون ثم انسلخت عنها دولة فدولة وأصبح المسلمون هناك (كالأيتام في مأدبة اللئام). |
3 ـ لم نر على بعد ألوف الأميال التي قطعناها بالقطار والسيارات إلا حركة دائبة في المعامل والمصانع وعملاً منتجاً في الحرث والزراعة والبناء والعمران ما أدى إلى التوسع في اقتصاد كل دولة من هذه الدول. |
4 ـ النظام الشامل والاستقرار المنشود والأمن المستتب في جميع الأرجاء وتسهيل أمور المسافرين. |
5 ـ غلاء أكثر المواد الغذائية بالنسبة للشرق الأوسط ورخص جميع الخردوات والآلات والسيارات. |
6 ـ استهلاك قدر كبير من ثروات أغنيائنا العرب في سبيل اللهو والملذات. |
7 ـ الدعاية الواسعة لإسرائيل في دول أوروبة بالنشرات والإعلانات ودور السينما والجوالة اليهود بدون مقاومة أو مدافعة من جانب الدول العربية حتى اكتسبوا عطف جميع الشعوب والدول. |
8 ـ وأخيراً على قدر ما شاهدنا من المعارض والمتاحف ودور الآثار نأمل من وزارة الحج والأوقاف والرابطة الإسلامية زيادة العناية بموسم الحج وترتيب أماكن الحجاج في منى وعرفات وتهيئة وسائل الراحة وتنظيم طرق المواصلات وتنظيم أداء المناسك والعناية بالآثار وإقامة بناء ضخم للرابطة الإسلامية ليكون بمثابة المقر الدائم أيام الحج لتعارف زعماء المسلمين وتبادل آرائهم واتخاذ القرارات الفعالة في كل ما يعود على المسلمين في جميع أنحاء العالم بالخير العام والتمسك بدينهم الحنيف. |
|