شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في طريقي إلى استانبول
توجهت من انقره قاصداً ((بروسه)) العاصمة الأولى لسلاطين آل عثمان، فركبت الأتوبيس قبيل الظهر، وما أرخص أجور الأتوبيسات في تركية، فقد قدرت أجرة الخمسين كيلومتراً بليرة تركية (سبعة قروش دارجة) فمررنا في طريقنا على عشرات من القرى والدساكر والمدن على طريق معبد وتلال مخضوضرة وجداول منسابة وزهور فواحة ووهاد مزروعة.
والفلاح التركي يعمل طول نهاره في حرث أرضه وزرعها، والمرأة التركية، الفلاحة، تعمل بجانب زوجها في الحقل مع إدارة منزلها وشؤون أولادها، ورأيتها في الحقل تلبس السراويل الطويلة والثوب الضافي وشالاً على رأسها ومريولة على صدرها.
والفلاحون يعملون جاهدين في شمس الصيف وزمهرير الشتاء ليتلقوا قوتهم مع عيالهم، ولكساد المحاصيل وهبوط قيمة النقد التركي قل أن يتبقى لهم شيء من قيمة المحاصيل.
قطعنا المسافة من أنقره إلى بروسة في سبع ساعات فوصلناها بعد العصر فنزلت في فندق بمحطة الأتوبيسات، وقد أصبح في كل بلد في تركية محطة كبيرة للسيارات، وتشتمل على مبانٍ ومكاتب للشركات وكراجات وفنادق ولوكندات، ارتحت تلك الليلة، وفي الصباح استأجرت سيارة تاكسي للطواف على معالم بروسة، وأول ما قصدت حماماتها المعدنية الشهيرة فدخلت حماماً. وجميع حمامات تركية على الطراز التركي، وبعد أن وصلت إلى بركة الماء المعدنية، وكانت المياه ساخنة لم أطق النزول فيها، وخاصة وكنا في شهر يونيه، فآثرت الخروج بعد أن دفعت الأجرة مضاعفة لصاحب الحمام وهي ليرتان تركيتان، ثم قصدت الجامع الشهير (يشيل جامعي) وأضرحة السلاطين وقصر السلطان مراد، وهو قصر متواضع ما زالت به بعض أواني السلطان وفرشه. وزرت ضريح مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول والمتحف الذي بجانبه، ومكتوب على شاهد قبره: ((هذا ضريح أبو المغازي والفتوحات السلطان عثمان بلارطغل)) الأول نور الله مرقده فسبحان الله مالك الملك يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء)).
وما زال الشعب التركي يحتفظ بوفائه فيزور هذه الأضرحة ويقرؤون عليها الفاتحة.
رجعت إلى الفندق متعباً، وفي اليوم التالي سألت عن أحسن طريق أسلكه إلى استانبول فقيل لي أن أركب وابوراً من بحر مرمرة، والبحر قريب من بروسة فترافقت مع مهندس تركي كان مسافراً مع زوجته فركبنا تاكسياً إلى الفرضة ومنها ركبنا وابوراً صغيراً في الدرجة الأولى بخمس ليرات إلى استانبول، وكانت نزهة في البحر، وكان رفيقي المهندس يشير لي كلما قاربنا إلى بعض الجزر بأسمائها ومنها الجزيرة التي كان مسجوناً بها مندريس وبايار ورفاقهما، حتى وصلنا بعد أربع ساعات إلى مضيق البوسفور وتراءت لنا استانبول بمساجدها الضخمة وقبابها الجميلة ومآذنها الهضيمة، وليس في العالم الإسلامي والعربي أجمل وأفخم من مساجدها.
نزلنا بجانب الكوبري المشهور وأخذت طريقي إلى ((السركه جي)) بالجانب الأوروبي بجوار محطة ((حيدر باشا))، ونزلت في فندق متوسط ((دوروبالاس)) يطل على كوبري البوسفور والمحطة وكنت أرى من غرفتي البواخر غادية رائحة وذلك ما كنت أتطلبه، فارتحت في الفندق تلك الليلة، وفي الصباح رافقني أحد خدم الفندق لأتجول في المدينة التي طالما كنت أتصورها في خيالي فقدر الله أن أراها حقيقة ماثلة أمام عيني عروساً أتجلى طلعتها وأتنسم عبيرها فقصدت إلى دار الآثار ومتحف الغازي، وشاهدت التماثيل المجسمة ونفائس المخطوطات والرسومات البديعة والمصوغات وعدد السلاح ما يرجع تاريخه لمئات خلت من السنين، ورتبت تجوالي كل يوم إلى مكان جديد فقصدت في اليوم الثاني إلى ((توب كبي)) قصور السلاطين القديمة ومخلفاتهم وآثارهم، وهذه القصور عبارة عن قلعة كبيرة يحيط بها سور وباطنها قصور وأكشاك تطل على البوسفور، وبدأنا بالطواف على معارض الأواني الصيني التي كان يستعملها السلاطين متدرجة من الصيني القديم إلى الصيني الممتاز إلى معرض الألبسة ومعرض المجوهرات والمصوغات ومعرض الأسلحة من السيوف الأثرية والخناجر والمسدسات والبنادق إلى المدافع القديمة إلى معرض رسوم السلاطين والباشوات والأغوات، وهناك أفواج من السياح يفدون أفواجاً مع مترجم دليل يشرح لهم تاريخ الأماكن الثرية وما بها من معروضات، فيدون بعضهم ما يراه قابلاً ويرسم بعضهم ما يراه جميلاً أو أثرياً قديماً، وقد طفقت أتفرج ما يقرب من ثلاث ساعات حتى كلت قدماي فجلست في إيوان أحد القصور المطل على البوسفور كان للسلطان مصطفى خان على ما أذكر، وبجانب القصر مسجد جميل آية في البناء والهندسة مزين بالآيات القرآنية بخط الثلث والنسخ محلى بقطع من الفسيفساء الملون الباهر الألوان، والحقيقة أن منظر هذه القصور وما تحويه من آثار وتحف آية في الجمال والبهاء وعبرة للمعتبرين. ولقد شاهدت جامع (سلطان أحمد) ذا المآذن الست والرحاب الفسيحة، ثم عرجت إلى جامع (آيا صوفيا) وقد أصبح كمتحف اثري يقصده آلاف الزوّار والسياح وهو يذكر كل مسلم بالفتح الإسلامي الذي قضى على آخر حصون بيزنطة وختم على نهاية الأمبراطورية الرومانية الشرقية في القرن الحادي عشر الميلادي، وقد دخل سلطان الغازي محمد الفاتح آيا صوفيا وكانت كنيسة فأمر بها فتحولت من الكنيسة المتروبوليتانية إلى جامع كبير تقام فيه الصلوات الخمس ويدوي فيها الآذان، وتحولت القسطنطينة عاصمة الدولة الرومانية إلى دار الخلافة الإسلامية بعد غزو السلطان سليم لمصر واصطحابه لآخر خلفاء العباسيين إليها ومن ثم أضحت معقلاً للإسلام وملجأ للمسلمين، وقد أخذ السلاطين الذين تولوا الخلافة يشيدون الجوامع والسبل والمدارس والخانات والمقابر وما أكثر الجوامع والسبل (جشمه) والمقابر في كل ناحية وكل حارة عدا الأوقاف الخيرية التي وقفوها عليها وخاصة ما كان منها للحرمين الشريفين، ولقد زرت أكثر الجوامع (يني جامع): الجامع الجديد وجامع السليمانية وجامع الفاتح وغيرها من الجوامع والمكاتب.
ومما يحز في النفس أن أصبحت كنوز المكتبة العربية أثراً من الآثار، فالشاب لا يعلم ما تحويه تلك الكتب من ذخائر العلوم والفنون وما كان لمؤلفيها من الخدمات الجليلة للعرب والإسلام، ولقد رأيت في بعض الجوامع دروساً تلقى من جانب أئمة المساجد للعامة بعد الصلوات، كما رأيت تعليم القرآن للأولاد الصغار وما زال في المعمرين من الأتراك روح إسلامية وجذوة كامنة في نفوسهم لا تجد مجالاً للثورة والبركان.
سألت عن قبر أبي أيوب الأنصاري، فعلمت أنه في جوار جامع مشهور باسم (سلطان أيوب). وفي صباح يوم الجمعة ركبت تاكسياً إلى ناحية ذلك الجامع فرأيته غاصاً بالمصلين. وفي أروقته وفنائه كثير من النساء والأطفال، فسألت عن سر وجود هؤلاء النسوة بكثرة فقيل لي: إنهن يأتين لزيارة قبر أبي أيوب رضي الله عنه. دخلت الضريح، وكان بجوار المسجد وفي فنائه كان يعقد بالخلافة للسلطان المتولي، ويقلد السيف والبردة الشريفة التي جاءت مع آخر الخلفاء العباسيين، وقد أبصرت في أحد جُدُر (جدران) الفناء مكتوباً بالخط الثلث الجميل: ((أبو أيوب الأنصاري واسمه خالد بن يزيد كليب بن جعفر بن غنم بن مالك بن النجار شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم توفي سنة 52 وكان في جيش يزيد بن معاوية في حصار القسطنطينة فمرض فعاده يزيد فقال له: ما حاجتك؟ فقال أبو أيوب: إذا مت فاركب ثم اسع في أرض العدو وما وجدت مساغاً فادفني. ثم رجع يزيد فتوفي أبو أيوب ففعل الجيش ذلك ودفنوه بالقرب من القسطنطينية)) (1) .
يحيط بجامع أبي أيوب كثير من المقابر لبعض السلاطين والباشوات والبكوات ويظهر أن تلك المقابر أنشئت بالقرب من الضريح لاجتذاب بركة الجوار، والغريب أن تبقى هذه المقابر في كل محلة وناحية تشغل حيزاً كبيراً من الميادين والشوارع، في الوقت الذي لم تفكر فيه الحكومة لنقل رفات تلك المقابر توسيعاً وتنظيماً للبلاد كما فكرت في غلق المدارس الدينية وزوايا الطرق الصوفية والضرب على علماء الدين.
وبعد أداء صلاة الجمعة في جامع أبي أيوب رجعت إلى مقري بالفندق وقصدت في اليوم التالي لمشاهدة قصر يلدز (سراي عبد الحميد) وسراي (ضولمه بغجة) فتوجهت لناحية الجانب الآسيوي بعد أن قطعت الجسر حتى وصلت إلى السراي والبستان وكان بالقصر إذ ذاك ترميمات وإصلاحات فلم أقف على جميع جوانبه إلا ما كان منه على البوسفور، وأمام هذا القصر التاريخي عاودتني ذكرى تاريخ ذلك السلطان الجائر المستبد وأمام البوسفور ذكرت بيت شاعر النيل:
مشبع الحوت من لحوم البرايا
ومجيع الجنود تحت البنود
حقاً لقد أشبع حيتان البوسفور بما كان يلقيه من جثث خصومه وأعدائه طيلة ايام حكمه ورحم الله شوقي إذ يقول:
سل يلدزا (2) ذات القصور
هل جاءها نبأ البدور
لو تستطيع إجابة
لبكتك بالدمع الغزير
عبد الحميد حساب مثلك
في يد الملك الغفور
شدت الثلاثين الطوال
ولسن بالحكم القصير
تنهي وتأمر ما بدا
لك في الكبير وفي الصغير
لا تستشير وفي الحمى
عدد الكواكب من مشير
ومن إحدى شرفات هذه السراي كانت تشرق طلعة السلطان في يوم عيد جلوسه، فتصفق له الأكف وتزعق الغوغاء والرعاع (بادشاهم جوق يشا) أي: يعيش الملك، ويتسابق الوزراء والباشوات والأعيان للثم ((الأتك)) ـ ذيل روب السلطان نفاقاً ورياءً.
والسلطان يحكم فيطاع، ويأمر بما يستطاع وما لا يستطاع. فسبحان المتصرف في ملكه كما يشاء.
و ((ضولمه بفجة)) والبستان المتصل بالسراي والذي كان آية في الإبداع والإنشاء ما زال منسقاً بأنواع الزهور ومختلف الأشجار وأنواع الأطيار، غير أني لاحظت سحابة من البؤس والكآبة تخيم على القصور والجنان وصدق العوام: ((جنة بلا ناس ما تنداس)).
خرجت وأنا أتلو قوله تعالى: كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ. فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (الدخان: 25 ـ 29).
ومن أشهر جنائن استانبول ((كهنة بارك)) أي: جنينة الزهور وهي جنينة كبيرة كانت للسلاطين يحيط بها سور وبها بعض القصور وتطل على البوسفور ويرتادها الشعب صباح مساء، ومن أجمل أماكن النزهات بلاج ((أميركن)) وهو بلاج طويل ممتد على شاطىء البوسفور وعلى ضفته الكازيونات والمقاهي واللوكندات وبعض الفنادق وبعض هذه الكازيونات على تلال تطل على البحر والماء في هذه الناحية أزرق رقراق وعلى جانبي المضيق (مضيق البوسفور) تقع قلعة (رومللي حصاري) و (أناضول حصادي). وقد دخلت قلعة الرومللي وهي واقعة على تل مرتفع تحيط بها جنينة بهيجة، وقد صعدتُ إلى أعلاها بالمصعد الكهربائي، ومن كانت بيده هاتان القلعتان فهو المتحكم على أستانبول لأن أي وابور أو باخرة حربية تمر من المضيق تكون عرضة للضرب من القلعتين المذكورتين ومكتوب على باب القلعة ما نصه: (أنشأ هذه القلعة المنيفة وأمر ببنائها السلطان الأعظم والخاقان الأفخم السلطان محمد خان ابن السلطان مراد خان لعبده المكرم دغنوس باشا بن عبد الله سنة 856) ويظهر أن دغنوس باشا كان أحد القواد العظام لدى السلطان محمد الفاتح ولعلّه هو الذي قاد المعركة مع السلطان لدى استيلاء الجيش العثماني على القسطنطينة.
وهناك بعض الجزر (بيوك أضه) و (يالوه) وهما بمثابة مصايف للأغنياء والمصطافين من الأجانب وفيهما من الدارات (الفيلات) البديعة والشوارع المنظمة والجنائن المزهرة والغابات المخضوضرة ما تفوق مصايف لبنان وسورية.
ومن أشهر أسواق استانبول (كابالي جارشو) السوق المفضلة، وهذه السوق تحتوي على أسواق متفرعة منها لجميع أصناف التجارة، ومن أسواقها سوق الصاغة التي تبهر العيون بتنسيقها وتنظيمها ومجوهراتها ومصوغاتها المسلطة عليها الأضواء الكهربائية وبالقرب منها (مصر جارشو) سوق مصر، وبها أصناف الأقمشة والخردوات.
ولقد تجولت في أكثر المحلات والأماكن وأبصرت الجامعة والمعاهد وأماكن اللهو والسينما ووجدت لي رفيقاً عراقياً في سني وكان ضابطاً متقاعداً برتبة قائد، فكنا نذهب معاً كل يوم، فيوماً يكون في ضيافتي ويوماً أكون في ضيافته، وكان قد عمل في جيش العراق الذي اشترك في معارك فلسطين وحكى لي ما شاهده ولمسه في الجيوش العربية من التفكك وانعدام القيادة و ((ماكو أوامر)) التي باتت حديث أفراد الجيش العراقي يومئذ، وأكثر ما كنا نجلس في مقهى بالتقسيم بيباي أو غلو أو الحديقة العامة هناك، ومما يلفت نظر السائح في تركية كثرة تماثيل (أتاتورك) في الميادين العامة حتى القرى والدساكر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعلق الجيل الحاضر بزعيمه الذي وجد الاستعمار في شخصه أكبر معوّل لهدم كيان الدين الإسلامي. كذلك لاحظت كثرة البنوك، فأينما سرت أو تجولت تجد بنكاً أو فرع بنك.
وفي تركية اليوم أزمة شديدة، فالتجار والموردون والمصدرون يشكون من الكساد وركود الأسواق، والموظفون يشكون قلة رواتبهم، وخريج الجامعة لا ينال أكثر من ثلاثمائة ليرة أي (مائة ريال سعودي)، والفقير هو المغبون سواء في بلاد الديمقراطية أو الاشتراكية، والفقراء هم العمال والفلاحون الذين لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس، والأغنياء مهما يشكوا فلديهم ما يجبر كسرهم. وبالرغم من هاته الأزمة والكساد الحاصل فلم أجد تسولاً في الأسواق إلا ما كان من بعض العمي والمقعدين على أطراف الجوامع. والتركي بطبعه قانع برزقه طيع لرؤسائه مشهور ببطولته في ميدان الحرب والجهاد.
لقد ضمني مجلس مع بعض التجار والمحامين، فكان بعضهم يتذمر من الحالة الحاضرة ويذكر بخير أيام مندريس وجلال بايار والبعض ينقم على أيامهما. وقد جرنا الحديث فانتقدت موالاتهم لإسرائيل وتعاملهم معها، فأجاب البعض بأنهم مستعدون لمقاطعتها لو قبلت الدول العربية التعامل مع تركية وقبول صادراتها. وللأسف الشديد أن اقتصاد تركية اليوم بيد اليهود الذين توطدت أقدامهم يوم آواهم السلطان سليمان من الأندلس بعد أن طردوا منها، كما لا ينسى العرب عدم نصرتهم بينما كانت جيوش السلطان تتوغل في قلب أوروبا والتاريخ يحدثنا بأن السلطان ألّف جيشاً من اليهود واللقطاء أسماه بجيش (دوننمه) وكان هذا الجيش من العوامل لتمزيق الدولة العثمانية فيما بعد حتى قيام دولة الاتحاد بقيادة نيازي باشا وأنور باشا وخلع السلطان عبد الحميد وتولية محمد رشاد الذي لم يكن له من الأمر شيء، ثم جاء مصطفى كمال وقضى على آخر سلاطين آل عثمان بإجلاء السلطان عبد الحميد خان.
مكثت في استانبول أسبوعين فعزمت على الرجوع فقصدت بلدة أزمير فسافرت براً بطريق السيارات وجلست ثلاثة أيام في أزمير، جبت معالمها وآثارها وكدت أقفز منها إلى اليونان القريبة منها لولا أن عز الرفيق، والرفيق قبل الطريق، وإيجاد الرفيق قبل الطريق أمر لا بد منه لكل من أراد السفر إلى بلاد يجهل لغتها وبضاعتي في اللغة الإنكليزية مثلها بالتركية تفي باللازم ولا تعبر عن جميع المقاصد والحاجات.
بعد ثلاثة أيام توجهت إلى أضنه ومرسين وأنطاكية وجلست أياماً في أضنة أنتظر قطار الشرق السريع إلى حلب، وفي أضنة اجتمعت بمفتي حلب الشيخ محمد بلنقو، وسافرنا بالقطار معاً إلى حلب ونزلت في ضيافته فأكرم مثواي.
وهنا تنتهي رحلتي إلى استانبول.. وإنني أدعو إخواني السعوديين أن يجعلوا لتركية نصيباً في سفراتهم إلى خارج المملكة فهي جديرة بمشاهدة آثارها ومعالمها ومكاتبها ومتنزهاتها ورخاؤها اليوم بسبب خفض عملتها، كما أنني أدعو التجار والموردين إلى التعامل معها وجلب ما يمكن استيراده منها وخاصة الفواكه المجففة والحبوب.. والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :901  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.