رحلة الأندلس أو الخلد المفقود |
ـ 1 ـ |
كم كنت أتمنى وأنا في ريعان شبابي عندما كنت أقرأ تاريخ الأندلس أن أرى تلك البلاد النضرة التي حكمها العرب حقبة طويلة من الزمن، وإذا بالحلم يتحقق بعدما أصبحت كهلاً أتخطى للعقد السابع من العمر فبعد جولتنا أنا ورفيقي الشريف زيد بن شحاذ في شمال افريقيا غادرنا طنجة إلى الأندلس (إسبانيا) في باخرة صغيرة تقطع مسافة خمسمائة وخمسين ميلاً في ساعتين من الزمن، وكان ركاب الباخرة لفيفاً من أجناس مختلفة وصادف مجلسنا في الدرجة الثانية بجوار يهودي هرم بشع المنظر ينكت مع امرأة مسيحية في مثل سنه فيجلب الضحك والمرح للمسافرين، وما إن تراءى لنا جبل طارق الذي سمي باسم فاتح الأندلس حتى هرعنا نجيل النظر فيه ونستعيد خطبة ذلك القائد العظيم والبطل المغوار فبعد أن أحرق السفن التي أقلته هو وجنوده ليقطع عليهم خط الرجعة إلى الوراء قال: أيها الناس، أين المفر العدو أمامكم والبحر من ورائكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم إلى أن قال: وإني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق، فقاتله، إن شاء الله. |
وبالفعل قتل لذريق وتم للمجاهدين الفتح والنصر وخفقت راية الإسلام قرابة ستمائة عام. |
افتقدت بعد هذه الذكرى المثيرة عندما رست الباخرة على بر الأندلس (الجزيرة الخضراء) فتناولنا حقائبنا ونزلنا للبر مع النازلين وفتشت حقائبنا بفتحها وغلقها فقط بعد سؤالنا عن الأشياء الممنوعة أو القابلة للرسم وخرجنا من الجمرك لا ندري أين نمضي وإذا بامرأة مع زوجها تنشد عن راكبين لإكمال عدد السيارة يقصدون بلدة (مالقه) وهي تبعد مائة وثمانين كيلومتراً وكان الطريق مسفلتاً يمر على دساكر وقرى ومزارع، وبعد ثلاث ساعات وصلنا لمالقه ونزلنا في أحد الفنادق ونمنا نوماً هادئاً للصباح، وبعد تناولنا فطوراً خفيفاً خرجنا نتجول في البلد والتقينا بيهودي تعرف إلينا وأرشدنا إلى سيارة نقوم عليها بزيارة الأماكن الأثرية التي خلفها العرب فسار بنا السواق إلى هضبة مرتفعة عليها قلعة قديمة وبجوارها مقهى والقلعة تكشف البلد ثم هبطنا منها إلى شاطىء البحر ذكرتنا بذلك العهد الذي كان في هذا الشاطىء ترسانة للسفن الغازية. رجعنا للفندق تناولنا طعام الغداء وارتحنا قليلاً ثم عرجنا نسأل عن السيارات الذاهبة إلى (غرناطة) فعلمنا أنها تسافر قبيل العصر قطعنا تذكرتين وأتينا بحقائبنا وسرنا على بركة الله مصعدين تارة ومنحدرين أخرى جبال ووهاد ومزارع خضراء فوصلنا الغروب إلى غرناطة واتخذنا طريقنا إلى أحد الفنادق المتوسطة، وبتنا تلك الليلة وطلبنا من مدير الفندق أن يضعنا مع الزوار في اليوم الثاني لقصر الحمراء. |
* * * |
لمحة من تاريخ غرناطة |
ومن المناسب أن نذكر لمحة من تاريخ غرناطة وهي مدينة أنشأها المسلمون بعد الفتح الإسلامي على أنقاض قرية صغيرة وكان لموقعها على الضفة اليمنى لنهر ((شنيل)) أثر كبير في إحاطتها بالجنائن والبساتين ويطل عليها من الشرق والغرب جبل (شلير) الذي يغطيه الثلج صيفاً وشتاءً واتخذها (المرابطون) عاصمة لملكهم، وبعد الزحف الإسباني انكمشت رقعتها وكانت الأحوال السياسية تقضي بتأليف جبهة قومية تقف أمام الزحف المسيحي فقامت مملكة غرناطة وعقد عليها المسلمون آمالهم لإنقاذ ما بقي من دولتهم، ودامت هذه المملكة قرنين ونصف قرن من الزمان بالرغم من الصراع غير المتكافىء وبالرغم مما عانته غرناطة من حروب داخلية وكان توسل ملوك بني الأحمر بملوك بني مرين حيناً وعقدهم محالفات مع ملوك قشتاله حيناً آخر عاملاً قوياً في إطالة أمد الصراع وبقاء هذه المملكة حقبة طويلة من الزمان كما كان لخروج كبريات المدن الأندلسية سبب لهجرة المسلمين إلى غرناطة وبين هؤلاء اللاجئين عدد كبير من الفنانين والصنّاع وأقام السلطان محمد بن يوسف قصبة الحمراء وبني بها برج الطليعة وأن العصر الذهبي لدولة بني نصر يبدأ بعهد أبي الحجاج يوسف الأول لقد كان حامياً للآداب والفنون فأقام أول نواة لقصر الحمراء بما فيه (برج قمارش) وظل يوسف هذا يحكم سنين كلها رخاء حتى قتل وهو يصلي في جامع الحمراء وخلفه ابنه محمد الخامس الغني بالله الذي أكمل قصر الحمراء ثم تولى بعده ملوك ضعاف وكانت تلك الفترة فترة نزاع وانقسام بين أفراد بني نصر وفي هذه الفترة اتحدت أهداف سياسة العدو من ملوك قشتالة للقضاء على الإسلام في الأندلس فأخذت حصون الإسلام تسقط تباعاً في أيدي العدو وبنو نصر لاهون في منازعاتهم التي فتتت وحدتهم وقامت بينهم الثورات تأييداً لبعضهم على الآخر وكان آخر الصراع بين أبي عبد الله محمد بن سعد وابن أخيه أبي عبد الله محمد بن الحسن المعروف لدى الإسبان بـ (بوايديل) والملك الصغير وفي عهده اكتسحت جيوش (فرناند الرابع) (وايزابيلا) جميع المدن الإسلامية وضيقا الحصار على غرناطة وفي سنة 1492م الموافق سنة 897هـ دخلت جيوشها مدينة غرناطة وخرج أبو عبد الله المقهور في كوكبة من رجاله وأهل بيته في صمت حزين وألقى النظرة الأخيرة على قصره وترقرقت الدموع في عينيه وأسلم مفاتيح غرناطة ليد (فرناند وايزابيلا) وأطلق الإسبان على ذلك ((زفرة العربي الأخيرة)) وصدق عليه قول الشاعر: |
أوتيت ملكاً ولم تحسن سياسته |
وكل من لا يسوس الملك يخلعه |
|
عود على بدء |
ولنعد إلى وصف ما رأينا وشاهدنا في قصر الحمراء. |
يقع القصر على ربوة عالية يوصلنا إليها منحدر من الأرض تحف بجانبيه تلال تكسوها أشجار باسقة وينبت على حواشيها أزهار مختلفة لها أريج عطري وتتخذ الأطيار من تلك الأشجار مساكن تعشش عليها وترسل أغاريدها عذبة شجية تهز أوتار القلوب، وما كدنا ننتهي من هذا الممر الجميل حتى يواجهنا باب عظيم يسمى (باب الشريعة) استوقفنا الدليل أمامه وأخذ يرطن بالإنكليزية لا نفهم منها إلا كلمات ويتوج مدخل الباب نص عربي يقول: (أمر ببناء هذا الباب المسمى باب الشريعة اسعد الله به شريعة الإسلام كما جعله فخراً باقياً على الأيام مولانا أمير المسلمين السلطان المجاهد العادل أبو الحجاج يوسف ابن مولانا السلطان المجاهد المقدس أبو الوليد بن نصر كافاه الله في الإسلام على صنائعه الزاكية وتقبل أعماله الجهادية فشيد ذلك في شهر المولد العظيم من عام 749 جعله الله عزة وافية وكتبه في الأعمال الصالحة الباقية). |
ومن اسم هذا الباب نستطيع أن نتصور أن قضاة المسلمين أيام حكم الإسلام كانوا يجلسون للمتقاضين عند هذا الباب يفصلون في قضاياهم على كتاب الله وسنة رسوله. |
ونواصل السير صعداً فيعترضنا باب آخر يسمى باب الحمراء ووراءه ساقية الجب وعليه تقع قصبة الحمراء وفي الجهة المقابلة يقع قصر شارع الخامس ومن ورائه قصر الحمراء وأول أقسام القصر هو (المشور) وهو المكان المخصص للموظفين الذين يعاونون السلطان في إدارة شئون مملكته وإلى اليمين منه أبنية حديثة يشغلها متحف الحمراء وعلى اليسار توجد مكاتب الحراس ونجد في هذه القاعة بعض الأشعار هي: |
يا منصب الملك الرفيع |
ومحرز الشكل البديع |
فتحت للفتح المبين |
وحسن صنع أو صنيع |
إثر الإمام محمد |
ظل الإله على الجميع |
|
ووراء هذه القاعة يوجد المصلى الذي يحتفظ بمحرابه وتتوجه عبارة بالخط الكوفي: (اقبل على صلاتك ولا تكن من الغافلين) وإلى اليمين منها ساحة المشورة تتوسطها نافورة وإلى الشمال منها سقيفة جميلة يقول لك الدليل إنها (الغرفة الذهبية) نسبة للزخارف الذهبية التي كانت تزدان بها، وإلى الجنوب من هذه الساحة سقيفة أخرى تحتها بابان الأيسر منها يفضي إلى قاعة صغيرة تقود الزائر إلى (ساحة الريحان) والباب الأيمن يفضي إلى المدخل الأصلي للقصر وقد سدت معالمه وفوق هذين البابين طراز من الخشب حفرت فوقه هذه الأشعار: |
منصبي تاج وبابي مفرق |
يحسد المغرب فيه المشرق |
والغني بالله أوصاني أن |
أشرع الفتح لفتح يطرق |
فأنا منتظر طلعته |
قبل ما يبدي الصباح الأفق |
أحسن الله له الصنع كما |
حسن الخلق له والخلق |
|
وينفذ المشور إلى القسم الثاني من القصر وكان يعرف بالديوان وهو يشمل ((ساحة البركة)) و ((قاعة البركة)) ثم ((قاعة العرش)) أو قاعة السفراء وتمتد أمام هذا المدخل ساحة كبيرة تتوسطها بركة ماء تحف بها أشجار الريحان وفي طرفها الشمالي والجنوبي نافورتان صغيرتان ويزين هذه الساحة شعر للشاعر أبن زمرك الذي يقرأ على الجدُر: |
تبارك من ولاك أمر عباده |
فأولى بك الإسلام فضلاً وأنعما |
فكم بلدة للكفر صبَّحت أهلها |
وأمسيت في أعمارهم متحكما |
وطوقتهم طوق الإسار فأصبحوا |
ببابك يبنون القصور تخدما |
فلو خير الإسلام فيما يريده |
لما اختار إلا أن تعيش وتسلما |
|
وبالتأمل في الزخارف التي تزدان بها الجُدران تتجلى لك عبقرية الفنان العربي أروع ما تجلت في الزخرفة الكتابية إذ استطاع أن يخلق بحذقه ومهارته من الحروف العربية طرازاً خزفياً ينطق بنضجه الفني. |
قاعة البركة |
ونترك هذه الساحة إلى ((قاعة البركة)) التي تقع على الشمال منها وتتقدمها سقيفة شبيهة بالسقيفة التي رأيناها إلى الجنوب وتتكون من سبعة عقود تتكىء على ثمانية أعمدة رشيقة ومدخلها عقد كبير في كل من ساقية حنية ذات عقد صغير من الرخام بها أبيات من الشعر: |
أنا مجلاة عروس |
ذات حسن وكمال |
فانظر الإبريق تعرف |
فضل صدقي ومقالي |
واعتبر تاجي تجده |
مشبهاً تاج الهلال |
وابن نصر شمس ملك |
في ضياء وجلال |
دام في رفعة شأن |
آمناً وقت الزوال |
|
وفي الحنية اليسرى تقرأ هذا الأبيات: |
أنا فخر لصلاة |
سمته سمت السعادة |
تحسب الإبريق فيها |
قائماً يقضي عبادة |
كلما يفرغ منها |
وجبت فيه الإعادة |
|
ويقوم وراء قاعة البركة برج عظيم يعرف ببرج ((قسارش)) تقع بداخله (قاعة العرش) والقاعة مربعة الشكل تزدان جُدُرها بزخارف شتى، وحنايا مختلفة وكان فيها عرش السلطان بدليل الأبيات المكتوبة: |
تحييك مني حين تصبح أو تمسى |
ثغور المنى واليمن والسعد والإنس |
هي القبة العليا ونحن بناتها |
ولكنني لي الفضل والعز في جنسي |
جوارح كنت القلب لا شك بينها |
وفي القلب تبدو قوى الروح والنفس |
كساني مولاي المؤيد يوسف |
ملابس فخر واصطناع بلا لبس |
وصيرني كرسي ملك فأيدت |
علاه بحق النور والعرش والكرسي |
|
* * * |
ساحة الريحان وقاعة بني سراج |
ونعود أدراجنا إلى ساحة الريحان وننفذ منها إلى ((قاعة المقرنص)) والمقرنص نوع من الزخرف ابتدعه العرب وله صور شتى بعضها يشبه الرواسب الكلسية المخروطة الشكل وبعضها يشبه خلايا النحل، ونخرج من قاعة المقرنص إلى ((ساحة الأسود)) وما إن تتوسطها حتى يدهشك منظرها وهي مستطيلة الشكل طولها ضعف عرضها زينت أرضها بالرخام في وسطها نافورة تتكون من قطعتين من الرخام: العليا صغيرة والسفلى كبيرة محمولة على اثني عشر عموداً قصيراً تتكيء على ظهور اثني عشر أسداً نحتت من الحجر يندفع الماء من أفواهها فيزيد منظرها بهاء وجمالاً. ومن (ساحة الأسود) تدخل إلى “قاعة بني سراج” وهي مربعة الشكل وتخترق هذه القاعة ست عشرة نافذة وتتوسط أرضها نافورة من الرخام الأبيض تتخلله عروق حمر. وتنسب القاعة لبني سراج لوقوع مذبحتهم فيها على يد السلطان علي أبي الحسن الملقب بـ ((الغالب بالله)) وكانوا قد حقدوا عليه وانحازوا إلى زوجته عائشة الحرة ضده فانتقم منهم. |
قاعة العدل |
ونخرج من ساحة الأسود إلى ((قاعة العدل أو قاعة المشور)) حيث نرى في وسط سقفها صوراً ملونة مذهبة تمثل مجلساً لعشرة رجال يظن أنهم قضاة أو يمثلون السلاطين العشرة السابقين على السلطان أبي عبد الله آخر سلاطين بني الأحمر؛ وفي مواجهة قاعة بني سراج (قاعة الأختين) ونسبتها للأختين لعلَّها كان يسكنها أختان من بنات السلاطين وهي من أجمل قاعات القصر، وتنسيق الفسيفساء فيها أجمل من أي قاعة أخرى وزخارفها غاية في الروعة والجمال وتتملكنا الحيرة ونحن نشاهد هذه القاعة وعلى جُدُرها قصيدة عصماء من نظم الشاعر ابن زمرك: |
مطلعها: |
أنا الروض قد أصبحت بالحسن حاليا |
تأمل جمالي تستفد شرح حاليا |
|
ومنها: |
أباهي من المولى الإمام محمد |
بأكرم من يأتي ومن كان ماضيا |
ولم نر قصراً منه أعلى مظاهراً |
وأوضح آفاقاً وأفسح ناديا |
مصارفة النقدين فيها بمثلها |
أجاز بها قاضي الجمال التقاضيا |
|
قاعة ستائر الخشب المخروطة |
ومن قاعة الأختين ننفذ إلى قاعة تسمى بقاعة ستائر الخشب المخروطة استطاع النجارون أن يحدثوا فيها زخارف مختلفة من كلمات عربية وأشكال نباتية أو صور أوان. |
ومن هذه الغرف ننفذ لدار عائشة الملقبة بالحرة زوجة السلطان أبي الحسن الملقب بالغالب بالله ومنها نخرج لحديقة البرتقال ومن الحديقة إلى ((برج أبي الحجاج)) وله باب فخم نقش عليه (الباسل أبو عبد الله الغني بالله ابن مولانا أمير المسلمين السلطان الجليل الملك الأصيل ذو المحامد والمناقب والعطايا الجزية والمواهب الحامي الديار القامع أعداء الكفار أبو الحجاج ابن مولانا السلطان الأعظم).. وآخر بناء في قصر الحمراء هو الحمام الملكي ويعتبر من أقدم أجزاء القصر التي احتفظت بشكلها وتخطيطها وظل محتفظاً بمراجله النحاسية التي يسخن فيها الماء ويتكون الحمام من ثلاث غرف: غرفة الاستراحة والغرفة الدافئة والغرفة الساخنة، وبعد الحمام انتهت جولتنا في قصر الحمراء جولة كشفت لنا عن براعة مهندسي العرب الذين صمموا بناء هذا القصر الشامخ البنيان وسطروا في سجل الخلود صفحة رائعة تجلى فيها جمال الفن العرب. ووقفة لدى النصوص المكتوبة تكشف لنا عن ذوق فني وحسن دقيق هذا عدا النصوص المقتبسة من القرآن مثل: وما النصر إلا من عند الله أو: والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين أو ما كان متخذاً من الحكم (كالسعد والتوفيق نعم الرفيق) أو ذلك الشعار الذي اتخذه بنو الأحمر لأنفسهم وتراه منقوشاً على معظم ساحات القصر وأبهائه وهو ((ولا غالب إلا الله)). ومهما يكن فوقفة على هذا القصر توجب لنا الحسرة على مجد الإسلام الضائع لاختلاف الملوك والأمراء وركونهم إلى الدعة وتركهم الجهاد في سبيل الله، كما أن تلك الآثار تدل على أن أجدادنا كانوا سادة العالم يسعى الناس ليتلقوا على أيديهم دروس الحضارة والتمدن وكأني بلسان حالها يقول: |
تلك آثارنا تدل علينا |
فانظروا بعدنا عن الآثار |
|
|