أبا سعود قد بعثت تحيتي |
مقرونة بالشوق ملء فؤادي |
أرسلتها لك من رحاب المصطفى |
تسري كنسمات الربيع الهادي |
أصبحت مكلوم الفؤاد متيماً |
لفراق من أهوى وطول بعادي |
لم تلهني قيثارة وربابة |
حتى ولا نغم الهزار الشادي |
بل راحتي لتلاوة وعبادة |
كيما أنال الأجر يوم معاد |
ما كنت أدري أن نفارق بعضنا |
بعد اجتماع طال من آماد |
لولا محبة مسكني في طيبة |
ألقيت في بلد الرياض عتادي |
لا سيما وكما علمت بأن في |
هذي الربوع استوطنت أولادي
(1)
|
فعسى الإله يعود يجمع شملنا |
في طيبة بلد الرسول الهادي |
* * * |
صافيتني وجعلت مني صاحباً |
وبذلت جهداً كي أفوز بزاد |
لكنه حظ وقسم قدراً |
لا يُقتنى بالكسب أو بجهاد |
هيهات أن أنسى صنائعك التي |
جادت علي بوافر الإمداد |
قابلتها بالشكر لما لم أجد |
رد الجميل بمثله وزياد |
فلنحمد المولى على نعمائه |
ولنسألنه نوال خير الزاد |
عبد المجيد حباك ربك رتبة |
مرموقة من أعين الحساد |
كافحت في دنياك في طلب العلا |
حتى بلغت نهاية الأمجاد |
علمت جمعاً من شباب أصبحوا |
من كاتب أو شاعر نقاد
(2)
|
وعدلت في الأحكام لما كنت في |
دار القضاء بحكمة وسداد |
ذكراك في الأفواه مسك عاطر |
ما أن ذكرت بمجلس أو نادي |
ولقد بلغت الغاية القصوى من |
التقدير والتكريم والإسعاد |
فاهنأ بمنصبك الرفيع كجهبذ |
متبحر في العلم والإرشاد |