حيِّ في منهل الزلال رحيقاً |
في جنى وردة رحيق المعاني |
وتفيأ ظلاله وتلمس |
في زواياه من قطوف دواني |
واسمع العندليب فيه يغني |
ببديع النشيد والألحان |
أدب زاخر وفن رفيع |
وحديث وحكمة وقرآن |
روضة للعلوم ماءت فأوعت |
فتعالت في قدرها والمكان |
يا رعى الله فتية وشيوخاً |
قد تماروا في ذلك المهرجان |
فكأني بطرفة ولبيد |
وكأني أصغي إلى حسان |
وكأني بمعبد حين يشدو |
وكأني أرى بديع الزمان |
يا له محفل عظيم فكبر |
وتجاهر بالقول في إيمان |
يا عكاظاً تألق الشرق فيه |
من أغاديره إلى بغدان |
آن للعرب أن يفيقوا ويبنوا |
مجد أسلافهم بحد اليمانى |
إنما المجد وثبة وطموح |
واقتناص الفنون والعرفان |
إيه عبد القدوس عمرك الله |
ووقيت فتنة الحدثان |
ربع قرن قضيته في كفاح |
وجهاد فنلت خير الأمان |
أنت شيخ الصحافة في العهد |
السعودي مفرداً في البيان |
هاك رمز الفخار في يوبيلك الفضي |
تزهو به على الأقران |
فلتعش رائداً لكل أديب |
كاتباً باحثاً رفيع المكان |
وليدم منهل العلوم يروي |
كل صاد على ممر الزمان |
فتقبل تحية من صديق |
حافظ الود واحد الأخدان |
خانه الحظ أن يفوز بقربٍ |
وطوته الأيام بالحرمان |
هذه مهجتي إليك ترامى |
بين حر النوى ومن أشجاني |