شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في حفل استقبال الكشافة العراقية (1)
أحمده وأصلي على رسوله العظيم.
سادتي أخواني:
باسم أهالي البلدة الطاهرة وفي مقدمتهم سمو أميرنا المحبوب أرحب بكم أيها السادة. ثم باسم شباب المدينة خاصة أعبر عن أعظم السرور والابتهاج بقدومكم الميمون وأشكركم بالنيابة على تلبيتكم لهذه الحفلة الزاهرة.
سادتي..
تقديراً للعلم وإعجاباً بالبطولة وتقوية لأواصر المودة والقربى نحتفل بكم أيها السادة في هذه الليلة السعيدة التي طالما تمنينا أن يسعدنا الزمان بمثلها، وإن الزمان بمثلها لبخيل، ولا بدع فأنتم عنوان للمعارف ومثال للبطولة ورمز للوطنية الصحيحة ونموذج للحرية، فأهلاً ومرحباً بكم بارك الله فيكم.
حدثنا التاريخ عن العصر الذهبي العباسي عصر الرشيد والمأمون وعن دار الحكمة والجامعة النظامية وعن مبلغ الحضارة والرقي في ذلك العصر فأمنا بكل ما رواه لنا التاريخ، إلا أننا نصدق يقينا بما شاهدناه من تقدمكم الحثيث وجدكم المتواصل. رأينا نهوضاً علمياً وأدبياً ومادياً وسياسياً وبالجملة نهوضاً في كل ناحية من نواحي الحياة فهناك المدارس العليا والبعوث العلمية والمدارس الحربية ومعامل الذخيرة، ومعامل الصناعات المتنوعة، ومعادن الإسمنت والبترول وغير ذلك مما يطول شرحه وهناك تجدد ظاهر حتى في أسماء المسميات فبدلاً من أسماء الشوارع العتيقة أسماء عربية تدل على عظمة الجدود وتعيد ذكر السلف فهذا شارع الرشيد، وذلك شارع المأمون، إلى شارع الرازي، والمتنبي وأبي نواس، وبدلاً من تسمية النقود بأسماء أعجمية شاع اسم الفلس والدرهم والدينار. عرضت هذا كمثال لما حدث أخيراً من الإنقلاب الإصلاحي ولو سردنا غيره لطال بنا المجال، كل ذلك آية بينة وبرهان قاطع على الحياة الحقيقية والسعادة الموجودة والاستقلال المجيد. ولقد أصبحتم حقاً أيها السادة كما قال فيكم المرحوم شوقي:
أمة تنشيء الحياة وتبني
كبناء الأبوة الأمجاد
أخواني:
أنتم أخواننا في العروبة وشركاؤنا في الآلآم لا فرق بين العراقي والحجازي واليمني والسوري إن هي إلا تجزئات أريد بها تضليل بسطاء العقول وضعاف الأحلام، فالجزيرة بلادنا، والإسلام ديننا، والكرم شعارنا، والعمل دأبنا لنجاح القضية العربية ما دام فينا رمق من الحياة كنتم وكنا بالأمس في سبات عميق من الجهل والخمول منسيين في زوايا الإهمال لا ذكر لنا بين الأمم الحية ولا حسبان. وقعت الحرب الكبرى وقضت على الأخضر واليابس وانتهت بهضم حقوق العرب فنفختم في صور النهضة فقامت كل أمة تدافع عن نفسها ففاز البعض وكتب الرق على البعض ولا يزال البعض في الطريق وشاء الله الخير لهذه البلاد المقدسة فقيض لها بطل الجزيرة المغوار (عبد العزيز آل سعود) وفقه الله. ومذ أن تبوأ جلالته على أريكة المملكة العربية السعودية أخذ في الإصلاح الديني والدنيوي بأكثر مما تسمح له الظروف، أمن شامل وعدل سائد وحركة علمية إلى جانبها حركة صناعية وحركة اقتصادية تبشركم بمستقبل حافل لهذه البلاد، وإن ما قام به جلالته أخيراً من حقن دماء العرب وحبه للمسالمة ومد يده الكريمة لكل من خطب وده من الممالك المجاورة ليسجلها له التاريخ بكل إجلال وإعظام. ولا ننسى في المقام ما قام به صفوة ساكن الجنان فيصل الأول من الأعمال الخالدة والجهود الجبارة لضم شمل العرب عامة وخير العراق خاصة ولنا في جلالة غازيه نعم البدل وعليه معقود كل أمل. وفقهما الله لكل خير آمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :688  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج