| ذكرت صحباً بجيرون وجيرانا |
| فأجج الشوق في الأحشاء نيرانا |
| يا نائح الطلح قد جددت من شجني |
| فالذكريات تثير الوجد ألوانا |
| يا ويح نفسي مما قد ألم بها |
| فالقلب مبتئس والفكر حيرانا |
| يا ليت شعري هل وصل أفوز به |
| أم ينقضي العمر تلويعاً وأحزانا |
| ما أحسبن بأن الدهر يسعدني |
| يوماً فأروي غليل النفس صديانا |
| أين الليالي التي أمضيتها فرحاً |
| كالطير أقطع جناتٍ ووديانا |
| يوم بنجد ويوم بالعراق إلى |
| معالم الشام حتى جبت لبنانا |
| تلك المغاني وما تحويه من متع |
| من جنة الخلد أرواحاً وريحانا |
| ظل ظليل وأزهار مضوّعة |
| والماء بينهما ينساب تحنانا |
| وبلبل الروض في الأغصان من فرح |
| يشفي الصبابة تغريداً وألحانا |
| وفتية من كرام القوم تحسبهم |
| من حسن طلعتهم حوراً وولدانا |
| إن كنت أنسى فلا أنسى جهابذة |
| هم صفوة القوم أخلاقاً ووجدانا |
| قاموا بنصرة دين الله تعرفهم |
| غراً أماثل أشياخاً وشبانا |
| وأنشأوا صفحة بالحق ناشرةً |
| محاسن الدين إسراراً وإعلانا |
| هذا التمدن في الإسلام ويحكمو |
| صور الهداية تبليغاً وتبيانا |
| كم بين أصدائه نوراً يضيء سناً |
| يزداد منه أولو الأبصار إيمانا |