تذكرت ذاك الأهيف المائس القد |
ففاضت لآلي الدمع منّي على خد |
خليليَّ عرجا نحو طيبة إن لي |
بها شادنا يُسبي عقول أولي الرّشد |
وقولا له إن المتيم لم يزل |
على ذلك العهد القديم من الود |
لقد برح الشوق الملم بجسمه |
فأضحى خيالاً لا يعيد ولا يبدي |
فهمٌّ وغمٌّ والتياعٌ وغربة |
فتباً لهذا الدهر كيف بنا يُردي |
رعى الله أياماً تقضت بطيبة |
وليلات أنس في نعيم وفي سعد |
يخيل لي أني خيال من الجوى |
فطوراً إلى جزْرٍ وطوراً إلى مد |
ألا قاتل الله الهوى ما أمرّه |
وأحلى اللقا بعد التفرق والبعد |
وكيف وصولي نحوكم سادة الحمى |
وشتان ما بين المدينة والهند |
ألا ليت شعري هل لطيبة عودة |
أقبّل أعتاب الحبيب وأستجدي |
إلى أحمد المختار زاد تولعي |
وهاجت تباريح الصبابة والوجد |
لعلي إذا ما نلت منه شفاعة |
أنال المنى في القرب منه وفي البعد |
فطوبى لمن قد بات بالجذع هانئاً |
وواحسرتا للواله الصب في الهند |