شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
واجب المواطن أيام الحرب (3)
ومرة أخرى فإنك في حاجة إلى إبعاد وهم جديد قد يستولي عليك فتظن أن في قدرتك أن تتطوع للعمل الحربي وتحتفظ مع ذلك بجميع المميزات في حياتك الخاصة ولن يكون لحياتك الجديدة أثر فيما كنت تقوم به من عمل في حياتك القديمة.
من المسلم به أن كل إنسان يملك أربعاً وعشرين ساعة في يومه، وأن كل واحد منا يشغل كل ساعة من هذه الأربع والعشرين ساعة. إننا لا يمكن أن ننكر ذلك بأي حال ولو أن البعض يشغل أكثر هذه الساعات في الكسل والاسترخاء دون الجد والعمل وبعضهم يشغلها في العبث واللهو، وأن هؤلاء سيجدون صعوبة كبيرة في التخلي عن ساعات اللهو والعبث أصعب كثيراً من التخلي عن الساعات المشغولة بالعمل المفيد. وأنت عندما تدخل في حياتك عملاً جديداً بالتطوع للعمل الحربي لا بد لك أن تتخلى عن بعض الأعمال التي كنت تشغل بها وقتك قبل ذلك.
إنك إذا عودت نفسك على عمل مفيد في ساعات فراغك فستجد أن تغيير هذه العادة يتطلب جهداً ومشقة؟ أما إذا كنت تقضي هذه الساعات في الكسل واللهو والعبث فستجد فراغك بعد الظهر في استقبال الاصدقاء وزياراتهم، فإنك ستجد صعوبة كبيرة في التخلي عن هذه العادة لتخصص هذا الوقت للعمل الحربي الذي تطوعت له أكثر مما لو كنت تشغل هذا الوقت في البحث والدرس لتنمية معلوماتك. لا يستطيع أحد منا أن يقلل من أهمية الاهتمام بتوسيع المعلومات والتوجه للدراسة في أوقات الفراغ، ولكن التخلي عن عادة الزيارة والاستقبال وتنظيم حفلات الشاي للتفرغ للعمل التطوعي أكثر بطولة من التخلي عن عادة الدراسة والبحث لمثل هذا العمل.
ولصعوبة التخلي عن عادات الزيارات والاستقبال وتنظيم حفلات الشاي، يفكر بعض المتطوعين بأنه من الممكن الجمع بين عمل التطوع للعمل الحربي وبين الاستمتاع بالزيارة والاستقبال وتنظيم حفلات الشاي ويصمم قائلاً: إنني أستطيع الجمع بين الحالتين وأحدد لكل منهما ساعة معينة.
وإني أقول إنك سوف لا تستطيع ذلك على أي حال، فإن روح العمل التطوعي لا تقبل المشاركة بل إن روح التضحية جزء لازم لأعمال التطوع الحربي، فإن لم يكن فيها تضحية فهي لا شيء والتضحية معناها أن تعطي ولا تأخذ ولا يمكن للمرء أن يعطي شيئاً وهو ما زال متمسكاً به.
وإنك لتجد بعض المخترعين الذين يوفقون إلى اختراعات يكون لها نفع عام يبيعون اختراعاتهم لبعض الشركات ويقبضون الثمن ليتخلوا كلياً عن الاختراع، ثم إذا عم النفع بالاختراع يحاولون أن يحصروا الفضل في ذلك لأنفسهم ويعطونها صفة المحسن ويعيشون زمناً في هذا الخيال من دون أن يكون لهم أي فضل في التضحية. هذا مثال مما يحضرني لبعض أولئك الذين يقبضون ثمن جهودهم من المجتمع ثم يتمسكون بصفة المحسنين، ولكن هذا المثال وما جرى مجراه لا ينطبق على المتطوع للعمل الحربي بأي شكل من الأشكال.
قاعدة: إذا كانت الكأس ملأى، فإنك لا تستطيع أن تصب فيها شيئاً ما لم تسكب منها شيئاً، وهكذا التطوع للعمل الحربي إنك لا تستطيع القيام به إذا لم تضح في سبيله بشيء آخر عزيز عليك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج