شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
واجب المواطن أيام الحرب (2)
إنك عندما تثبت حرارة إيمانك وصدق وطنيتك بتمسكك، بعناد وإصرار بعملك الحربي الذي تطوعت له ولم تستجب للإغراءات الكثيرة لتتحول إلى عمل آخر أكثر تسلية وأقل جهداً.
إنك بهذا التمسك تقف على القمة في صفوف المواطنين الخالدين وتنفض عن نفسك الوهم الأخير الذي يستولي على كل مواطن متطوع، ذلك الوهم الذي نسميه تقدير الخدمات والجهود والإخلاص في العمل.
إن معاني الوفاء والتقدير معان ٍبعيدة التصور في أذهان الجمهور، على أن هذه المعاني ليست هي أحسن ما يطلبه العاملون المتطوعون في أعمال الحرب، فإنك لن تجد في مثل هذا الظرف من لم يتطوع مثلك في عمل ما من أعمال الحرب وينتظر الوفاء مثل ما تنتظر.
وستجد أن المتخلفين الذين يمكنهم تقديم عبارات التقدير والوفاء قليلون جداً وستجد أنهم النفاية الذين لا قيمة لهم ولما يقولون، وأنك عندما تسمع بعض هؤلاء يتحدث عن الأعمال الحربية يداخلك الشك حتى في أهمية الأعمال التي يقوم بها العسكريون ورجال البحرية. إن أحاديثهم ملأى بالنقد والتجريح وهم يتكلمون وكأنهم من رجال الاختصاص في فنون الحرب وأساليبه ويوجهون نقدهم لاذعاً وشديداً، لذلك فإن أكبر أمل يؤمله المتطوع هو أن يتجنب اللوم.
إن أجلّ عمل في الأعمال الحربية هو تنظيم حركة التموين وتوزيعه، وإن المواطنين الذين يقومون بهذا العمل الجليل ليحمدون لأنفسهم جهادها إذا استطاعوا أن ينفذوا بجلودهم في نهاية الشوط مهما اتصف عملهم بالدقة والنزاهة والإخلاص؛ ومن هنا يجب أن نتلقن الدرس الكبير في انتظار الوفاء والتقدير.
قاعدة: إن الوفاء والتقدير والمكافأة التي ينتظرها كل مواطن متطوع في الأعمال الحربية يتجسم في تحقيق السلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.