شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مؤتمر القمة
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين. أين أنت يا إسرائيل ما بال إذاعتك انكتمت أنفاسها - ألم تصلك الأنباء: أين الهيافة التي كان يتنطع بها معلقوك؟! - ها هم يا إسرائيل ملوك العرب ورؤساؤهم قد اجتمعوا وهذا هو مؤتمر القمة قد انتهى بنجاح. ألم تسمعي تصريحات العرب وقراراتهم في مؤتمر القمة الثاني - لماذا لم نسمع رأيك في هذه القرارات؟.
إن ملوك العرب ورؤساءهم يعيشون في القرن العشرين أيتها الحمقاء؛ هم يعرفون أنهم يعيشون لشعوبهم وشعوبهم تعيش لهم؛ لقد مضى الزمن الذي كان يظن المستعمرون فيه أنهم يستطيعون أن يخلقوا شعباً، ورئيساً وينزلوهم في الميدان للمباراة ويوحون للرئيس (نحن معك) ويوحون للشعب مثل هذا الإيحاء.
إن ملوك العرب ورؤساءهم قد توحدت كلمتهم وتأجج حماسهم، فهم اليوم أول من يدرك - يدركون قبل شعوبهم أن توحيد الكلمة وتوحيد الصف وتوحيد الهدف: كلمة الحكام وصف الجيش وهدف الشعوب.
لقد قال سمو الأمير فيصل في خطابه الافتتاحي للمؤتمر: ((إن شعب فلسطين أيها الإخوان ينتظر منكم كل مجهود وإن الشعوب العربية في كل مكان تنتظر منا أن نخدم قضايانا وأن نسعى في تحرير كل البلاد العربية من ربقة الاستعمار ومن نير الحكم الأجنبي، وأن نكون في ذلك مستهدفين مصلحة العرب ومصلحة العرب فقط)) هل سمعت هذا الخطاب؟ اسمعيه وعيه، ففيه لكِ درس مفيد. وهل سمعت خطاب سموه في ختام المؤتمر؟ فقد قال سموه: ((أيها الإخوان يسعدني في هذه اللحظة السعيدة أن أتقدم إليكم بتهنئتي الخالصة وإلى الأمة العربية لما توصل إليه هذا المجلس من القرارات ومن تصميم على تنفيذ هذه القرارات بكل عزم وقوة، وإننا بهذه المناسبة لنرجو الله مخلصين أن يهب الأمة جمع القوة والقدرة على تأدية واجبها والوصول بمهمتها إلى غايتها المنشودة)).
كنتم يا يهود فلسطين تعيشون مع العرب معززين مكرمين لكم كل حقوق المواطن، فما الذي دفعكم للتحدي والاغتصاب؟ - أتظنون - وفي القرن العشرين - أن العرب وصلوا من البلادة إلى هذا الحد؟ - يُغصبون ويقهرون وتؤخذ أموالهم وأراضيهم ثم يبتسمون لكم ويمدون أيديهم ليصافحوكم وليعيشوا معكم في أمان على أرضهم المغتصبة وحقهم المسلوب؟ خسئتم: لن يكون هذا أبداً. فالعرب أمة لا تعيش على الضيم.
إيه صهيون غدا موعدكم
فاستعدوا وأقيموا المأتما
استعدوا واجمعوا أشلاءكم
نحن أقسمنا سنحمي الحرما
ورحم الله امرأً عرف قدره، فقدروا الموقف واسعوا للسلام وردوا الحقوق إلى أهلها، فهذا عمل الإنسانية للإنسانية ولن يكون غير ذلك إما بالصلاح أو بالسلاح.
كلمة ((المدينة))
كان الخطاب الذي افتتح به سمو الأمير فيصل المعظم مؤتمر القمة الثاني خطاباً رائعاً، استعرض فيه سموه التعاون العربي في أوسع مجالاته ودعا إلى توحيد الكلمة ونبذ كل ما من شأنه أن يعرقل سير الموكب العربي نحو تحقيق الأهداف السامية التي تحفظ للعرب كيانهم، وتجعلهم يقفون صفاً واحداً في وجه المطامع التي ما زالت إسرائيل تحلم بتحقيقها. وبيّن سموه في وضوح وصدق ما بذله وتبذله الحكومة السعودية والشعب السعودي من المساعي لجمع الكلمة والتضحية في سبيل صالح العرب العام.
إن الحكومة العربية السعودية وشعبها من ورائها، ترجو أن يعمل كل عربي لصالح عروبته ثم لصالح البشرية أجمع؛ فالعربي في كل بقعة من بقاع العرب داعية سلام ودينه دين سلام وللمعتدين اعتداء وللغاصبين الاندحار فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (البقرة: 194).
إن النقاط الهامة التي ركز عليها الفيصل العظيم في خطابه العظيم هي أماني الأمة العربية في ملوكها ورؤسائها، وهي المطمح التي تشرئب إليه أعناق الأمة العربية.
((إن شعب فلسطين - أيها الإخوان - ينتظر منكم كل مجهود، وإن الشعوب العربية في كل مكان تنتظر منا أن نخدم قضايانا وأن نسعى في تحرير كل البلاد العربية من ربقة الاستعمار ومن نير الحكم الأجنبي، وأن نكون في ذلك مستهدفين مصلحة العرب ومصلحة العرب فقط)).
اللَّهم حقق أمل العرب في ملوكهم ورؤسائهم واجمع الشمل وأنر الطريق.
ورعى الله الفيصل العظيم الذي لم يدع لخطيب ولا لكاتب بعده مقالاً.
عودة الفيصل من مؤتمر القمة العربي:
أهلاً بك أيها الفيصل العظيم. أهلاً بك أيها القائد البطل. أهلاً بك يا حامي الإسلام ويا رافع لواء العروبة. هذه الأمة التي جاءت محتشدة لاستقبالك تفتح ذراعيها لتضمك وتضعك في السويداء.
هذه الأمة التي جاءت تحملك على الأعناق بعد أن حملتك في حبات القلوب. أحبتك لأنها آمنت بقدرتك وأحبتك لأنها آمنت بمبادئك وأحبتك لأنك حميت الإسلام الذي هو قرة عينها ومنبع فيضها ومنار عزها وفخر عروبتها.
لقد كانت أمتك فخورة بك وهي تتتبع أخبار مؤتمر القمة، فقد أيدت مبادئها في رئاستك للمؤتمر وفي خطابك الافتتاحي والختامي التاريخيين. إن الأمة العربية السعودية أمة مسالمة تسالم من سالمها وترد العدوان. إن الأمة العربية السعودية سند لكل عربي أينما كان، لا تدخر وسعاً في تحقيق أسباب العدالة والرفاهية له بقدر ما تستطيع وفي حدود طاقاتها البشرية.
إن الأمة العربية السعودية تسعى لجمع الشمل وتحقيق التفاهم وتدعيم أسباب السلام. إن الأمة العربية السعودية تتمسك بإسلاميتها ولا تحيد عن مبادئها وتقدم في سبيل ذلك كل ثمن. هذه المبادىء التي طالبت بها مؤتمر القمة العربي وهي المبادىء التي يدين بها شعبك ويسعى إليها ويناضل من أجلها.
لقد كنت صريحاً، والعرب اليوم أحوج ما يكونون إلى الصراحة، الصراحة التي تفتت رواسب الماضي، والصراحة هي التي تجعلهم يعيشون بعقلية شعوب القرن العشرين، والصراحة هي التي تجعل العربي يفهم أخاه العربي ويلتقيان في نقطة واضحة مركزة، واختلاف الرأي لا يعني أبداً اختلاف الأهداف.
لقد حقق والدك العظيم وحدة الجزيرة - وينتظر شعبك أن تسعى لتحقيق وحدة العرب، وأنت جدير بتحقيق أمل شعبك فيك. لقد تلاقت القلوب والنفوس وحن الدم للدم وكانت النتيجة الحاسمة بين الأخوين: تصفية الشوائب واستعادة عهد جديد للأخوة في جميع المجالات.
إنها نتيجة رائعة لالتقاء الرئيسين العظيمين.
وفقك الله وسدد خطاك وأنار لك الطريق.
أسبوع ولي العهد المحبوب:
يمتاز الأسبوع الفائت بذلك التيار الكهربائي الساري في نفوس الحجازيين جميعهم، فلا تكاد ترى إلا وجوهاً طافحة بالبشر، وألسنة لاهجة بالثناء، ونفوساً تكاد تطير من شدة البهجة والحبور.
هذه صورة مصغرة جداً للأثر الذي طبعه في النفوس قدوم ولي العهد المحبوب وأخيه سمو الأمير محمد إلى عاصمة ملكهما شامخي الأنف موفوريّ الكرامة مرفوعي الرأس، بعد أن أديا رسالة الشرق للغرب، وبعد أن أثبتا للعالم الغربي أن العربي ابن الصحراء، وإن كان بعيداً كل البعد عن التربية الغربية والأساليب الغربية فهو مرن لطيف شديد الشعور قدير على المحاكاة لأي شعب نزل فيه، لا تمنعه خشونة الصحراء وتباعدها أن يتلطف ويرق وأن يداور ويجاري، وأن يجامل ويتعطف، فيعطي لكل ظرف ما يقتضيه، فلا يفرقه ابن الغرب عن نفسه إلا بذلك الزي الخاص الذي امتاز به العربي الصميم.
ثم إن ولي عهدنا المحبوب دقيق الملاحظة عميق الدرس لكل ما يقع تحت عينيه من أساليب الغرب وحضاراته فيستحسن ما يستحق الاستحسان. ويبدي ملاحظته على ما يستحق الملاحظة، ثم يفرق بعد الاستحسان بين ما يحسن بالشرق تقليده ومحاكاته وما لا يحسن به أن يفعله محافظة على شرقيته وتقاليده.
وهذه الميزة في ولي العهد المحبوب تجعله في عداد عظماء المفكرين في الشرق العربي، وتكشف للغرب جانب العقلية العربية الناضجة، ولا غرو، فهذا الشبل من ذاك الأسد؛ فجلالة مليكنا المحبوب حفظه الله ورعاه، في الطليعة من رجال الفكر في الجزيرة العربية، ومواقف جلالته في ذلك معروفة مشهودة، وأبناء هذه البلدة الطاهرة الذين إن فاتهم أن يحظوا بطلعة ولي عهدهم المحبوب، فلا يفوتهم أن يوصلوا أصوات عواطفهم الجامحة - على صفحات المدينة الغراء - إلى أذن سموه مبلغين إياه إخلاصهم الأكيد وشعورهم الفياض وتهانيهم الحارة لسلامة العودة لسموه ولأميرهم المحبوب الأمير محمد.
ويرفعون بكل إخلاص للأسرة الملكية وإلى سمو النائب العام الأفخم أجمل آيات التهاني بعودة سمو ولي العهد والأمير المحبوب سالمين غانمين موفوري الكرامة عزيزي الجناب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :537  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.