شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
توحيد الزي خطوة عملية للتوحيد الاجتماعي العام
توحيد الزي خطوة عملية في طريق التقارب الاجتماعي والاتحاد الروحي الذي ينشده كل إنسان أحس بكيانه القومي وواجبه الديني؛ وليس من شك أن هذا الزي ((المشكل)) الذي يقع عليه نظرك صباح مساء في كل بلد من بلدان الحجاز لا يسر المفكرين الناهضين بل تهلع نفوسهم من مدى تأثيره السيىء في الشيوخ والناشئين.
وأذكر أن الأديب المفكر أبا عبد المقصود أثار مرة هذه القضية على صفحات الجرائد ونالت الفكرة استحساناً وطلبت المعارف العامة الموافقة من المقامات العليا على توحيد الزي في المدارس الأميرية. وفعلاً تمت الموافقة واختير الشكل، وهل ساعد أولياء التلاميذ المعارف العامة فلبوا النداء وفصلوا لأبنائهم الزي المطلوب ما ندري؟ ولكن الذي لا نشك فيه أن بعض الآباء تعسر عليهم إجابة الطلب لضعف حالتهم المادية، غير أن هؤلاء مهما كلف الأمر عليهم فلا بد أنهم - تحت تأثير العوائد والتقاليد - صانعون لأبنائهم بدل العيد، فإذا كان لا بد من البدل الجديدة فلماذا لا تكون البدل الرسمية التي اختارتها المعارف؟ ولماذا لا يجاري الأغنياء الفقراء فيقتصرون هم أيضاً على هذا الزي (تغايير) لأبنائهم فيواسون الفقير بالمساواة في الزي ويخطون خطوة وطنية في نفس الوقت ويساعدون المعارف في تنفيذ مشروعها ويرضون أبناءهم باللباس الجديد.
وما على الأغنياء لو تبرعوا بمناسبة العيد للفقراء من الطلبة بهذه الثياب الرسمية فيؤدون زكاة أموالهم ويكسبون الثناء من الله والأمة والوطن؟ وما علينا نحن الكبار لو خطونا خطوة ثانية فتكاتفنا - كما تكاتفنا على استعمال التمر - على استعمال زي مخصوص للعيد لا يكلف الفقير ولا يحط من أبهة الأغنياء؟ فحسبنا ما نراه من المآسي التي يتقرح لها القلب ويندى لها الجبين وكلها في سبيل ((تغييرات العيد)).
وأعتقد أن الطريق العملي لهذا هو اتفاق الأغنياء على لباس اقتصادي مخصوص والظهور به أمام الجمهور وازدراء ومقاطعة كل من خالفه في هذا اليوم.
فهل يا ترى تجد هذه الكلمة البريئة أذناً صاغية من الوطنيين الأغنياء فترى عيني في هذا العيد السعيد ذلك الغني المتبوع الذي برز للناس بثوبه الاقتصادي الذي ندعو إليه وتسمع أذني عما تبرع به لفقراء الطلبة من الثياب الرسمية وعما بذله لإرضاء أبنائه ((بتغيرات)) المعارف الرسمية سواء كان ابنه طالباً أم لم يكن؟.
وإنه بذلك سوف يضع نفسه في أول القائمة بين الوطنيين الخالدين، فإن هذه الأسس التي قد يعدها البعض غير مهمة سيكون لها في تاريخ هذه الأمة المجيدة لمعان أي لمعان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :661  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.