الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جامعة الملك عبد العزيز

اليوم ستمتد يد ضخمة تدق باب التاريخ الكبير لتدخل منه أمة نامت طويلاً واستيقظت لتجد نفسها متخلفة، يجري العالم وهي تتلكأ. اليوم ستضيء أمنية كبيرة هي أمنية الشيخ الذي فاته الركب فكرس ما بقي من حياته ليضيء لأبنائه الطريق.

اليوم يوم كبير ستتحدث عنه الأجيال في تاريخ هذا البلد العظيم.

لقد كانت فكرة إنشاء الجامعة الأهلية في المنطقة الغربية فكرة جريئة لأن الجامعة أي جامعة وفي أي بلد لا يمكن أن تبنى ليشاهد الناس ضخامة بنائها أو ليتفنن المهندسون في رشاقة ترسمها، إن الجامعات تبنى لبناء الرجال.

ومتى فكر المواطنون في بناء الرجال فقد فكروا في كل شيء لموطنهم العزيز - أعطونا رجالاً وخذوا منا كل شيء، إن الذين يفقدون الرجال يفقدون كل شيء! لقد عشنا أجيالاً نغط في نوم عميق وكلما كانت تبدو بادرة صحو كان الشعبيون وحكام الاستعمار يضربون ضربتهم ليعيدونا إلى الوراء مئات السنين. لقد كان المخلصون والعلماء النابهون مُطاردين. لقد كنا نقدس من يدعونا إلى عبادة القبور وننفّر ممن يدعونا لعبادة الله، نقدس من يتكلم الأعجمية ونستهين بمن يدعو إلى لغة الضاد. هكذا عشنا دهراً طويلاً نخرب بيوتنا بأيدينا ونركن إلى الخمول والجهل ونمد أيدينا ليتصدق علينا الناس، نطلب الجراية من مصر ونستجدي العالم الإسلامي بجيرتنا لبيت الله والمدينة التي هاجر إليها الرسول عليه أفضل الصلوات والسلام. وأخيراً جهدنا وبعد جهد جهيد سطع النور وسمع صوت الحق في قلب الجزيرة ودعا الداعية الكبير محمد بن عبد الوهاب إلى الرجوع إلى مبادىء الدين الصحيحة وقام إلى جانبه آل سعود يناصرون الدين ويدعمون دعوة الحق واستيقظت الأمة العربية من سباتها وعرفت الكائدين لها والمجرمين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله وعمت اليقظة وتفتح الوعي وتقدمت الجموع نحو النور.

نعم إن ما يعم الجزيرة اليوم من نهضة علمية وعمرانية واقتصادية هو شعاع من ذلك القبس المضيء. واليوم التاسع من شهر جمادى الثانية عام 1384هـ الذي يجتمع فيه الفيصل العظيم بخيرة رجالات هذا البلد يوم مشهود وامتداد لليقظة المثيرة.

إننا في هذا اليوم سندخل التاريخ من أوسع أبوابه وسيسجل التاريخ بأحرف من ذهب لكل مواطن مد يده ليضع لبنة في بناء الجامعة الأهلية. اليوم يوم العلم اليوم يوم النور اليوم يوم الوطنية المخلصة الصادقة الهادفة.

فاثبتوا يا رجال وحققوا الآمال الكبار حققوا للأجيال المقبلة بناء الصرح العظيم صرح العلم والمعرفة صرح الخلود واكتبوا أسماءكم في صفحات الخلود. هذه دعوة مخلصة من مواطن مخلص وإني لواثق كل الثقة أنكم ستجيبون. سيتبرع كل رجل بما يستطيع وكل امرأة بما تستطيع لبناء الجامعة الأهلية (جامعة الملك عبد العزيز).

حقق الله الأماني وسدد الخطى.