شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قابلت معالي الوزير
حقيقة أنا أعيش داخل قوقعة كما قال صديقي:
لا أدري! لكني أحس أني مقصر في كثير من واجباتي الاجتماعية نحو من أحمل لهم في نفسي الحب والتقدير وأكبر فيهم نشاطهم وإخلاصهم ونجاحهم في ميدان الجهاد.
كان علي وقد وضع على عاتقي عبء رئاسة تحرير جريدة المدينة أن أزور معالي وزير الإعلام فذهبت بعد أن علمت بوجود معاليه في مكتبه.
ذهبت وأنا مثقل الخطى متضارب الأحاسيس، وهذا أمر طبيعي يبدو لمن يجد نفسه وجهاً لوجه أمام مسؤول أو بالأحرى أمام من يعتبر المسؤول الأول عن كل خطوة تخطوها صحافة هذه البلاد وعن مجالها الواسع ومسؤولياتها المتعددة.
دخلت على معاليه فاستقبلني هاشاً باشا، وقف محيياً متلطفاً. وسرعان ما تلاشت من نفسي أثقال الأحاسيس فجلست وأنا بحالة طبيعية جداً جداً. قلت لمعاليه أنا أشعر بالخجل لقصوري في أداء واجبي نحوكم، فأنا كمواطن فخور بكم وبنتائج أعمالكم التي سمت بمستوى إذاعتنا إلى مستوى عالٍ أثير وأجدني مؤاخذاً لأني لم اسع لأبلغكم هذا الإعجاب.. فأنا أؤمن أن الثناء على العمل الصالح سبيل على تقوية دوافعه في نفوس العالمين.
وقال معاليه: لا داعي لهذا الثناء، فأنا أشعر منذ وضعت في الثقة أني موضع التقدير من جميع المواطنين. فقد شعرت بهذا بالحاسة السادسة كما يقولون حاسة الوحي والإلهام، وإن كانت الإذاعة قد خطت خطوات لا أزال أراها بدائية فهي نتيجة لازمة لوحي هذا الشعور، وهذا التجاوب الروحي بيني وبين المواطنين الذي أرجو أن يدوم ويزداد أكثر فأكثر وتندفع به إذاعتنا إلى الأمام أكثر فأكثر.
قلت: أنا أشعر بثقل الحب وكبر المسؤولية التي ألقيت على عاتقي، وهذا الشعور جعل الأحاسيس تتضارب في نفسي وأوجد عندي حالة من القلق ما زالت تتردد فتؤرقني..
قال: اسمع يا عبد الحميد، إن أعضاء المؤسسة هم من خيرة رجالات هذا البلد وقد وضعوا ثقتهم فيك. ولا شك أنك أهل لهذه الثقة فلا تتردد وأعمل ونحن معك نساعدك ونمد لك يد العون وأنت جدير بأن تقوم بما وكل إليك خير قيام وأن تكون أهلاً لهذا الثقة التي وضعت فيك، ونحن على استعداد لكل ما تطلب منا لمساعدتك وليس معنى هذا أننا نرسم لك خط السير أو نوجهك إلى شيء معين، فحرية الصحافة مكفولة كفلها رئيس الدولة في تصريحاته، ونحن نقدر الرجل الذي يعرف قيمة حريته ولا يتعدى حدودها إلى حرية الآخرين.
نحن أمة لها تاريخها المجيد وتقاليدها وقواعد دينها التي يجب ألا نفرط فيها - ولا يستطيع إلا مكابر أن ينكر أننا نتقدم، فنحن اليوم غيرنا بالأمس ووعي الشعب وإدراكه غير الذي كان عليه. ورئيس الدولة - رعاه الله - فتح قلبه ووهب نفسه لأمته وبلاده والباب مفتوح أمام كل مواطن للعمل الصالح والإنتاج المفيد. وأثنى معاليه على رؤساء الصحف وقال إنه يقدر مسؤوليتهم وجهادهم ورأيت من واجبي أن أبلغهم هذا التقدير والثناء من الرجل المسئول.
ومددت يدي مستأذناً مصافحاً وودعني معاليه وأحسست أنني لا أودع رئيساً مسئولاً وإنما وداعاً أخوياً حبيباً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :618  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج