شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العظمة والخلود (1)
للعظمة معانٍ تختلف في أذهان الناس وتصوراتهم كما هو الشأن في كل من المعاني السامية في هذه الحياة، فنجد الطبقة العامية أو على الأصح الأذهان العلمية تتصور العظمة في رفع الصدر ونفخ الشدقين والتمحك في الكلام والتصدر في المجالس، بينما تجد الطبقة الغنية أو الأذهان المالية تراها في فتح أبواب الدور وإفساح صدرها للرواد والزائرين وكسب الشهرة من هذا السبيل، أما الأذهان الدكتاتورية، فتراها في إثبات الرهبة والخوف في قلوب الرعية والاشتهار بالدكتاتورية على الشعوب والأفراد وقس على هذا. ولئن سلمت بلادنا من العظمة الدكتاتورية، فقد ابتليت بالعظمة العامية ففشى أمرها وضغط كابوسها فلم تر إنساناً ساعده حظه بجاه أو مال أو مركز وألبس نفسه هذه الصفات وجعل ينظر إلى غيره من الناس ولو كانوا من زملائه وأخلص أصدقائه نظرة الواقف على جبل مرتفع على من تحته في سفح هذا الجبل. هذا النوع ما تتألم من وجوده في الأكثر من أفراد أمتنا المتعاظمين.
والعظمة الحقيقية في نظرنا وفي تصورنا على الأصح، هي في تفسير هذا اللفظ الذي يدل على الرفعة والسمو تفسيراً عكسياً لما يفهمه رجل الشارع من حروف (ال ع ظ م ة) فالعظمة في التواضع والتضحية والتفاني في سبيل الصالح العام، وإذا أردت توضيحاً أكثر قلت إن العظمة هي معرفة الإنسان ربه ثم معرفته نفسه ثم تقديره لبني الإنسان. لقد عرفت الأستاذ الصبان منذ أن عرفت الحياة فلم أقرأ له من نفسه إلا ما يكتبه إنسان عرف حقيقة الإنسان فلم يتباه ولم يتمشدق، وقرأت له عن غيره فقرأت له التقدير والإعجاب والاعتراف لمن له حق الاعتراف، وقرأت عن أعماله فلم أجدها غير تضحية وتفانٍ في سبيل الأمة والوطن، ثم قدر لي وأنا ناشىء أن اجتمع به في هذا البلد المقدس فسمعت من درر حديثه ما وعيت منه وما ضاع مني لمرور الزمن، ومما سمعته منه إن لم تخني الذاكرة (أننا في الواقع نقدر لنفسنا أكثر مما يجب لها، يجب علينا كأمة ناشئة أن نعرف قيمة أنفسنا ونزيد في قيمتها بالتوجه إلى العلم والتمسك بالخلق الرفيع؛ إن حكومة جلالة مليكنا المعظم أطال الله بقاءه فسحت المجال أمامنا فما علينا إلا أن نسعى لتكوين أنفسنا):
ولم يقصر من جهده منذ أن قدره الله في مساعدة أي إنسان أراد تكوين نفسه تكويناً علمياً إنسانياً صالحاً، فمساعيه في هذا السبيل معروفة مشهورة.
لقد كان الأستاذ محمد سرور ذا شخصية شعبية محبوبة فلم يلبث أن اكتسب بصفات العظمة الحقيقية التي فيه ثقة حكومته وعلى رأسها جلالة الملك المحبوب؛ فمليكنا المحبوب هو العظيم الأول في المملكة العربية السعودية والزعيم الأكبر للأمة العربية وقد عرف رجاله وقدر إخلاصهم فأكسبهم ثقته وشملهم بعطفه ورعايته ولا يعرف الفضل إلا ذووه، فلا عجب إذن أن يحمل الشيخ محمد سرور اليوم ميزان العدالة بين الحكومة والشعب ويكتسب ثقة الحكومة والشعب وأن يكون له في كل قلب مكان وفي كل بلد تبجيل وتقدير.
هذه هي العظمة أيها المتعاظمون هذه هي العظمة التي يكون الخلود نتيجتها المحتمة، فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم… إن التشبه بالكرام فلاح.
أعز الله مليكنا المعظم الذي أعز الله به أمته العربية المجيدة وأيد بحكمته رجاله العاملين. هذه كلمة أرسلها تحية تكريمية لصاحب السعادة الأستاذ الكبير الشيخ محمد سرور الصبان باسمي وباسم إخواني الشباب المدنيين كدليل على اشتراكنا الفعلي في تكريم سعادته، إن شطت الدار وبعد المزار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :727  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.