شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية لهؤلاء العاملين بجريدة (المدينة)
تقبلت التهاني على استمرار صدور الجريدة بشكلها الرائع القشيب على حد قول بعض المحبين.. وقال محبون آخرون: لقد أعطى القوس باريها، لقد كالوا لي الثناء كيلا، وقالوا عن الجريدة كثيراً بل أكثر من الكثير، ولولا اعتدادي بصداقة الكثير من هؤلاء لقلت إن الأمر لا يعدو هذه المجاملات التي تعودنا أن نكيل منها دون أن ندرك معناها أو بالأصح دون أن نتحرى دقائق معانيها.
وقلت لنفسي: أصحيح أنت جدير بكل هذا الثناء؟ وصحيح أنا الذي تحكمت في استمرار صدور الجريدة بشكلها (الرائع القشيب) وقالت نفسي وهي تبتسم ما شاء الله: هكذا وبهذه السرعة وفي ظرف ستة أيام بلغت خطاك كل هذا المدى - قلت لنفسي: بلاش تريقة - وسأحدثك وأحدث القراء لمن يعود الفضل في هذا التوفيق إن كان هناك توفيق حقاً؟ ! سنرى فيما فعلت - إن كنت حقاً قد فعلت شيئاً يا أصدقائي الأعزاء فهم هيئة تحرير هذه الصحيفة. هذه الهيئة القليلة العدد الكبيرة المدد المخلصة المتفانية في حب خدمة قراء هذه الصحيفة الفتية.. ولا شك أن القارىء يسر لو عرف من يكون هؤلاء.. هؤلاء الذين يسهرون وهو نائم ويكافحون وهو مرتاح ليقدموا له طبقاً شهياً كل صباح.
أول هؤلاء شاب وديع لطيف إذا تكلم حسبته يهمس وإذا صاح ظننت أن المتكلم رئيس التحرير: كفء قدير يملأ كرسيه، فهو الذي يشارك رئيس التحرير في مراجعة كل مواد الجريدة ويلخص ما يطلب منه ويهيىء المانشتات لكل صحيفة: وكل خبر إنه رجل طيب لكنه متردد أدع معي أن يثيبه الله:
الثاني: شاب ملأت نفسه ((الهواية الصحفية)) فهو ينزل من مكة إلى جدة كل يوم ليعيش مع هوايته ساهراً متحمساً متلهفاً، فهو الذي يشرف على الأدوار التي تمر بها كل كلمة تنشر منذ أن تصبح مادة معترفاً بها للعدد، فهو دينامو الجريدة منذ تخطيطها حتى مولدها. إنه يحمل فرشته فهي بجانب ماصته يكتب عليها أثناء العمل ثم بعد أن يهدأ ويحمل مولودته يتصفحها في حب واعتزاز، يفرش فرشته فوق ماصته وينام بهدوء.. (ولكن آه فيه وحدة خصلة بس أقولها..! لا بلاش زعل..). ثالثهم الأستاذ شاكر - إنه رسام الجريدة وفنانها. شاكر شاكر كاسمه وطيب لم أسمع منه قط كلمة لا، فهو دائب العمل دائب الرضا دائب الابتسام.
أما علي عمر جابر فشاب ذوق ومطيع أكثر من الطاعة وأقدم للقارىء أسلوباً من ذوقه أسلوبه في تحقيقاته في جريدة المدينة. ماذا اقول عنه: بلاش أقول وبلاش عكننه. والسيد فخري: شاب مهذب رزين يدأب على عمله ولا يضع قلمه حتى ينتهي منه - أعني العمل - إنه مثال الرزانة والصمود إنه مثال الشاب الطموح..
والأستاذ أحمد محمود بحاثة دقيق الملاحظة عميق الإحساس.
والأستاذ أحمد كامل والأستاذ سليم هلابي شابان طموحان، في معاملتهما لطف وأدب إنهما لا يفارقان الأستاذ نعمان فهما المصححان يعملان بصمت وصبر حتى تضع المطابع حملها.
هذا الجهاز الضئيل بكل ما في هذه الكلمة من معنى يا قارئي العزيز هو الذي يسهر ويجالد ليخرج لك جريدتك المدينة وليقدم لك على صفحاتها جهده وعرقه وتضحيته..
ولا أنسى عمال المطابع وعلى رأسهم السيد حسن مقلد، فلجهودهم ومشاركتهم الوجدانية أثر كبير.
الفضل كله لهؤلاء، فهم وراء كل هذا العمل المسلسل المتواصل الذي فرض عليهم أن يجابهوه كل مساء وصباح في عناد وإصرار.
والأستاذ عبد الحميد سلامة شاب (حلاوة) في عينيه بريق العنان وفي معاملته رقة ولطف، إنه لطيف ولطيف جداً. بس مصروع ودليلي على ذلك أنه اختار لموضوع كتاباته (ضيف المدينة) ففي هذا العنوان رائحة الطعام.
إنني أحيي هذا الشاب المجاهد العامل فحيوه معي فهو جدير بكل إكبار.
أنا وجريدة المدينة
لذلك كان من الواجب علينا ونحن - كما يقولون - من كتاب الصحف في حجازنا المقدس أن نكون في مقدمة المعضدين للمشاريع الأدبية في هذا القطر، وقد كانت جريدة المدينة الغراء حين صدورها تعد عدم موافاتها بالمقالات موقفاً سلبياً منها. لذلك كان من الواجب علينا أن نخترع المواضيع لجريدتنا الغراء حتى لا نتهم - بالموقف السلبي - إزاء الجريدة الناشئة، وأنا شخصياً أكره ((اللت والعجن)) أعني الكتابة في مواضيع بعيدة عن فهم الجمهور الذي أرى أن واجبنا الإصلاحي يقضي بأن نمتزج به امتزاجاً يوحد النزعة فيما بيننا ويوجه سيرنا إلى الإصلاح في طريق إن تشعبت مسالكه كانت الغاية فيه واحدة.
وقد رأيت أن واجبي الإصلاحي يقضي بأن أختار أسلوب المرح والطرافة وأدس بين طياته حقائق تهم الجمهور ويقضي واجب الإصلاح نبشها ووضعها على بساط البحث. وأظن أن القراء يعرفون أني لست من البله بهذه الدرجة بحيث لا أقدر نتيجة التعرض للنكات التي يضطرني إليها القصد الذي ذكرته، ولا أعرف ما أتعرضه لها بسببها من أن أكون لوكة في ألسنة العامة الذين يهمهم قبل كل شيء المرح والمزاح، وقد تحملت نتيجة ذلك بكل صبر وثبات، فإن لفظ فضولي الذي وقّعت به بعض مقالاتي عرضني لكثير من المزاح - من النوع الثقيل - من بعض الجمهور وحتى من بعض الأصدقاء أحياناً، وما كنت لآبه بذلك ما دام القصد هو الإصلاح.
والعنوان الذي اخترت أن أكتب به مقالاتي هو (المدينة في أسبوع) كما يعرف ذلك قراء المدينة، وكان ما كان وعلمت من صاحبي الحطيئة أنني مخطىء فيما ذهبت إليه وأكلت أدمغة القراء - على حد تعبيره - بدلاً من أن أوفق إلى الابتكار في طريق الإصلاح، فلزمت مكتبي المتواضع - كما أمرني صاحبي - وقبلت نصيحته الغالية وقد كان هذا رأيي لولا العوارض والموجبات.
غير أن أديباً من الأدباء راقه فيما أظن أن يكتب تحت هذا العنوان، فاستلم الموضع الذي كنت أكتب فيه من الجريدة والعنوان الذي كنت أكتب عليه وسلسل المقالات مبدياً آراءه وإصلاحاته في مجتمعنا الحجازي.
وقد كان من واجب هذا الأديب وقد أخذ عنواني والطريقة التي كنت أكتب عليها أن يقول كلمة ليعرف القراء أنه غيري وأنه بعد أن تركت الكتابة رغبة في إجابة طلب (صاحبي) أراد أن يوافي قراء الجريدة بآرائه مستعيراً مني العنوان - إن صح هذا التعبير - وما دام قد فات الأديب هذا، فكان من واجب الجريدة الأدبي أن لا يفوتها ذلك. فهل ذهل الأديب عن واجبه هذا وذهلت الجريدة عنه أيضاً؟ إني متأكد من كياسة هذا الأديب ومتأكد أيضاً من كياسة إدارة الجريدة، فالمشاهد يعرف تماماً ما يعترضه الكاتب الاجتماعي الناقد من سخط الأكثرية من الناس وما يوجبه إبداء الآراء من مناقشة حادة من المثقفين والأدباء، فهو لذلك وجد في كتابتي وما يصفني الناس به من الجرأة تكأة شجعته على التعمق في البحث الذي يريده وعلى التلبيس في أمر شخصيته، وقد زاد بأن حوّر الموضوع ودوّره فلبس حتى على المتأدبين بأني أنا المشاهد.
وأنا لا أحاول نفي كوني المشاهد، ففيه كما يقول صاحب المدينة الغراء استغلال لمجهود الغير وكسب الشهرة على حسابه. غير أن الذي يضايقني كثيراً هو أن يعتقد الناس أني من الجبن بمكان بحيث لا أستطيع أن أجاهر الناس بآرائي وأنهم بعد أن عرفوا عني أني (صريح) لا أجامل في إبداء الرأي إذا عَنَّ لي إبداؤه - أي إنسان ليس جباناً إلى هذا الحد. وأكره ما عندي بل أغث الأخلاق عندي أن أصدع بآرائي من وراء ستار وأضلل الناس في شخصي وأجبن عن مقابلتهم وجهاً لوجه، وقد عرفني الأصدقاء بهذا وعرفوا أن المجاملة في الأمر عندي لا تتعدى السكوت عنه. أما التردد والحذلقة في الكلام وإبداء الرأي بطريق غير مباشر، فهي عندي إن لم تكن نفاقاً فإنها لا تقل عنه بكثير، وهذه ميزة في - كما أتخيل - أحب أن أحافظ عليها وأن تكون من أخلاقي الثابتة.
وشيء آخر يضايقني من المشاهد، فإني وإن كنت موافقه على كثير من آرائه الإصلاحية فإني أخالفه أشد المخالفة في بعضها وفي طريقته التي يتناول بها مواضيعه، ولولا نصيحة (صاحبي) واقتناعي بها لمناقشته في شيء منها مناقشة ربما ينتهي أمرها إلى ما لا تحمد عقباه، أعني الشجار القلمي العنيف.
وبعد، فهل يقتنع رئيس التحرير والأديب المشاهد بوجهة نظري فينشر أحدهما اعتذاره وينتهي أمر هذا الالتباس؟ وهل يتشجع المشاهد فيظهر للناس شخصيته؟ فالناس في هذا العصر أدعى إلى التأثر منهم بالكلام وإن لم يفعل - أعني يعتذر - فنستعير ((طاقية الخفية)) للتفتيش عليه وليعذرنا بعد ذلك إذا عثرنا عليه أن نذيع اسمه بين الناس.
عزيزي نائب رئيس بلدية المدينة المنورة.
ما كنت لأكتب كلمة في هذا الموضوع الذي أنا بصدده، والسبب أقوله لك فيما بعد بيني وبينك. ما كنت لأكتب شيئاً لولا أني عندما زرت المدينة يوم الجمعة الماضي واجتمع عندي سكان محلة الدرويشية يتحسرون ويتظلمون من قرار هيئتكم بشأن موافقتكم على بناء عمارة ضخمة لتسد الشارع المستقيم والذي لا يزيد عرضه على خمسة أمتار وسنتيمترات لتخلفوا بدله شارعاً معروجاً: زقاق الطوال (أو زقاق عانقني) - (عاني) - بالله عليك على أي أساس انقسمت هيئتكم في موضوع واضح كالشمس.. وعلى أي أساس انحزتم أنتم إلى رأي الأعضاء غير الاختصاصيين وتركتم الجانب الذي فيه مهندس التنظيم المختص والذي تصرفون عليه المبالغ الكبيرة وعينتموه في البلدية لتستأنسوا برأيه في التنظيم. لا شك أن انحيازكم إليهم سيجعل رأيهم الرأي الأغلب.
فلماذا فعلتم هذا؟ وعلى حساب بلدكم؟
إن البلدية يا سيدي العزيز تضع في ميزانيتها ملايين الريالات لتهد الدور من أجل التنظيم: فلماذا إذن تأتي اليوم وتسمح ببناء عمارة ضخمة لتسد شارعاً لا يكاد يفي بغرضه. من أجل من؟ ولحساب من تسدون المتنفس الوحيد لحي كبير مملوء وآهل بالسكان بل محشو حشو الرمانة؟ ولحساب من يضربون عرض الحائط برأي المهندس المختص الذي يصر على بقاء هذه الأرض كلها متنفساً لسكان الحي الذين يعدون بالآلاف والذين يتضخم عددهم ويزداد في أيام الحج؟ لأن الذين يسكنون بذلك الحي من كبار الأدلاء بمن فيهم شيخ الأدلاء. أتريدون أن يعرف كبار الحجاج تنظيمكم ببناء هذه العمارة وسد الشارع المستقيم وفتح شارع معروج؟!.
لا يا سيدي، هذا مستحيل أن يتم والفيصل العظيم هو الذي يقود السفينة.. إن هذا الحي - حي الدرويشية - أقرب حي مأهول للمسجد، وحي سكانه أكبرهم أدلاء وحجاجهم من النوع الفاهم الراقي، فكان لا بد أن تحسبوا حساباً لكل هذا وتمنعوا البناء في هذا المتنفس وتعوضوا صاحب الأرض تعويضاً سخياً، لأنكم مهما سخوتم والأرض بيضاء لا يتكاثر المبلغ عندما تقوم العمارة ثم تقدر لتهدم ليكون متنفساً كما هي عادتنا.
أنا لا أدري من يكون صاحب هذه الأرض، ولماذا تجاملونه على حساب تنظيم بلدكم وخنق سكانه؟ فإذا كان أميراً فما أسمح الأمراء هذا هو سمو الأمير فيصل أمر الأستاذ العريف أمراً صريحاً مفتوحاً حيث قال سموه: أهدم كل شيء يتعارض مع التنظيم ولتهدم أول ما تهدم لأجل الصالح العام ما أملكه أنا - وإذا كان عيناً من أهل المدينة فما أجدر بهذا العين بأن ترفع قيمة بلده بالتنازل عن العمارة، وإذا كان عالماً فما أجدر أهل العلم بالتضحية للصالح العام! أنتم يا سيدي أمرتم بسير العمل في البناء بعد توقيفه ولم تقيموا وزناً لشعور سكان هذا الحي، فلذلك هم قد رفعوا معروضاً لسعادة أمير المدينة ليرفع للفيصل العظيم - وأنا أطالب بإلحاح أن تعودوا فتأمروا بإيقاف العمل حتى يصدر الفيصل العظيم أمره في الموضوع بعد أن يبدي الاختصاصيون فيه رأيهم - ولن تضيع الحقيقة في داخل الحدود سيرتفع الصوت إلى آخره، فاستجيبوا لمواطنيكم فهم ليسوا ضعفاء عفواً ايها الصديق، هذه ليست حملة عليك. ولكنها كلمة للصالح العام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :825  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.