شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لو عدت طفلاً ماذا تتمنى أن تكون؟
ليس للطفل - فيما أعتقد - وهو في سن الطفولة شأن في تكوين نفسه، فالطفولة في الواقع هي أمانة في يد الوالدين والبيئة التي يعيش فيها الطفل. لذلك، فإني أفضل لو عدت طفلاً - على حد تعبيركم - أن أكون لأبوين مثقفيّن اكتملت لديهما أسباب العلم والغنى بحيث يستطيعان في يسر وسهولة تنشئتي تنشئة صحيحة وتوجيهي توجيهاً دينياً وعلمياً يتفق وميولي الفطرية، وأن أولد في بيئة تخطت في تكوينها الأطوار الحيوانية والشهوانية التي تمر على الإنسانية في تطورها إلى مستوى أعلى ونظرة أوسع.. بيئة تمقت الأثرة والأنانية وتتضافر على بناء حياة تتكافأ فيها الفرص ويشترك الجميع في بنائها والاستفادة من مباهجها ولذاتها، بيئة تعطي الحق للجميع لأن الحق من صنع الجميع وتقدس الأنفع والأعلم والأتقى والأكرم تمشياً مع الدستور السماوي.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء وإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ أما إذا كنتم تعنون.. إذا قدر لي وعدت إلى الشباب لأسلك سبل الكفاح من جديد، لتمنيت أن أعود لأصحح ما وقعت فيه من أخطاء وأسلك في دراستي طريقاً منظماً يصل بي إلى نتيجة ثابتة واستغل ميولي الفطرية بالتخصص في المادة التي تؤهلني لها تلك الميول وعن طريق هذا التخصص أكتب صفحة المجد لأمتي وبلادي متفانياً في كل ما من شأنه رفعة بلادي وسمو مكانتها ومن الأخطاء التي سأصححها.. وهي كثيرة.. الرغبة عن زواج الشباب المبكر وتصحيح طريقة اختيار شريكة الحياة.. على أني وأنا على ما أنا عليه - ولا محل للتفاخر.. أعتقد أني سلكت طريقاً مشرفاً حققت فيه الكثير مما يطمح إليه شاب طموح ومكافح، فقد اشتغلت عاملاً في شتى الميادين لأضمن لأسرتي عيشاً كريماً، وقد حملت عبئها وأنا في مستهل الطريق، ولأذلل أمامي سبيل التعليم الذي صبوت إليه وقد كانت سبله في أيامنا عسيرة كل العسر. وإني لراضٍ كل الرضا عن النتيجة التي وصلت إليها، بفضل الله ثم بالجهد والعرق، وراضٍ كل الرضا عما قمت به من خدمة في سبيل أمتي وبلادي في المجالات التي قدر لي أن أعمل فيها: فقد ساهمت بروح مخلصة في ميدان التعليم واشتركت في دفع عجلته إلى الأمام وفي تطوير نظمه وكذلك فعلت في الحقل المالي والاقتصادي، وأنا اليوم أعمل بنفس الروح في ميدان التشريع والإصلاح وأسأل الله مزيداَ من التوفيق. وأنا وإن لم أخرج من هذه الميادين بالشهرة والثروة اللتين تحققا لكثير من الزملاء، إلا أنني خرجت بضمير راضٍ مستريح بأني ((أديت الواجب)) وأعتقد أن كل من كان لي شرف العمل المباشر معه من الفضلاء يشهد لي بذلك.
أما عن المستقبل، فالحياة التي أريدها هي حياة كفاح وأمل.. كفاح للوصول إلى مستوى ثقافي أعلى وبيئة ذات مدارك أوسع في مجتمع يؤمن بالله حق الإيمان، يعيش كل فرد فيه ليؤدي رسالته في البناء والثقيف، يسعى لجمع المال لا للتجميد ولكن للصرف لإيجاد الفرص وتهيئة المجالات للعاملين وللوصول إلى حياة أفضل على الدوام وآمل في الله العظيم - سبحانه - تحقيق ما أصبو إليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1212  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.