شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زفرات حزينة
للأستاذ الشاعر: محمود عارف
هذه زفرات حزين… تسيل دموعاً ملتهبة على وفاة الصديق الأستاذ عبد الحميد عنبر. وإذا سكبنا الدموع فإنما نسكب المهج المصدوعة، والقلوب الجريحة للحادث الأليم الذي فجعنا فيه بوفاة الفقيد الراحل رحمه الله رحمة البرار وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان:
وَجَم اللّسانُ لحادثٍ مستفظعِ
أوّاه ما أقساهُ يومَ المصرعِ
نُبِّئتُ بالخبرِ المُشينِ فهالَنِي
ما قد سمعتُ وليتني لم أسمَعِ
قدرٌ أتاكَ وأنت تجهلُ أمرَه
فوقعت مطروحاً بصدق أمع
دربٌ مشيت به على سيّارة
فوصلت ((للنمسا)) بقصد تمتُّع
هلا وجدتَ متاعَ شهرٍ واحدٍ
في رحلة خُتِمَتْ بِرُزْءٍ مُفْزِعِ
هلا وجدتَ العيشَ لقمةَ كادح
أم كنت تعبث في المجال الأوسعِ
كافحتَ في الدنيا فكنتَ كما نرى
حَذِراً.. تعثّر عثرة المُتوقِّعِ
ووقفتَ في عهد الشباب موطداً
ما كنت مدخراً لعهد تطلعِ
وأتى المشيب وبعضُ شعركَ أبيضٌ
كالفجرِ من خلف الظّلام الأسفعِ
يا أيها الصحفي الذي كانت له
فلتاتُ فكرٍ من يراعٍ طيّعٍ
ما كنتُ أدري كيف أنت رسمتَها
وكأنها اللوحاتُ للمستطِلعِ
هي في الطرائف روضة معطاءة
تنداح عطراً في الربيع المُمْرِعِ
واليوم خلّفتَ الطرائفَ تشتكي
منعاك في الدنيا شكاةُ توجُّعِ
وبكاك أهلُك والبنونَ جميعُهم
وبكاؤهم من حسرةٍ وتصدّعِ
والصفوةُ الأحبابُ في أحزانهم
قد شيّعوك إلى الضريح البلقعٍ
ما مسّهم جزعٌ لحادث صدمةٍ
لكنّهم صُعِقُوا بفقدِ سُميذَعِ
في كلّ يوم صاحبٌ مترحِّلٌ
حملوه فوق قوائمٍ من أربعٍ
حملوه فوق سواعدٍ مفتولةٍ
وقلوبهُم في حسرة المُتوجِّعِ
عبد الحميد.. إذا رحلتَ عن الدنا
في كل نادٍ أنت فيه، وموضعِ
إن غاب وجهُك، تحت أستار الثَّرى
فالود باق في الحشا والأضلعِ
العزم نهجُك قد رسمتَ طريقه
للقاعدِ المحرومِ والمتربّعِ
والصّدق دأبُك قد وضعت أصولَه
لبنيك للتاريخِ صفحةَ مرجعِ
شكواك من قلبٍ مريضٍ لم يكن
سبباً لهذا الحادث المُتسرّعِ
لكن ابن آدمَ طائر متجوّل
صياده في جنبه لم يُقْلِعِ
قد رحت تستشفي وأنت مودَّعٌ
في رحلة ((دنيا)) ولمّا ترجعِ
فُوجِئتُ بالنبأ المُشينِ ولم أزَلْ
أبكيك يا وِدّي بفرطِ الأدمُعِ
هل يُرجِعُ المفقودَ ذرفُ مدامعِ
نمْ يا صديقي هانئاً في المضجَعِ
الموت في الدّنيا طريق قوافل
كلٌّ يرى محصوله في المجمعِ
من كان موفورَ العطاء جزاؤه
يُعطي بميزان الثواب الأرفعِ
وإذا الذي ميزانه متأرجِحٌ
يُعطى بمرجوح الكفاءِ الأكتعِ
قد كنت أحسب أن عودَك مُقبِلٌ
وإذا مماتُك وثبةٌ من مُسرِعِ
في ذمّة الخلد المجلّلِ بالسَنا
في جنّة الفردوسِ أخصب مرتعِ
حيث النعيمُ تنالُ منه المرتجَى
ما شاء ربُّك مُعطِياً بتوسّعِ
إن كان في بعض الرجال نبالةٌ
فالنبلُ عندك شيمةُ المترفّعِ
أيّ الرجالِ.. وأنت فينا فاضلٌ
والفضلُ عندي من سمات الألمعي
لا كالرجال الواغلين وكلّهم
مِزَقٌ سداها لحمة بمرقّعِ
لا ينفع التّرقيعُ فيمن فاته
ركبُ الحياة وعاش عيشة مُدْقِعِ
إن الحياة تجدّدٌ وتطلعٌ
للخير للإصلاح بل للأنفعِ
المجدُ للإِنسان حيث طموحُه
متوفِّرٌ في المنتهى.. والمطلعِ
والعاملون همُ المشاعل في الدّنا
والفاشلون طحالب المستنقَعِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :578  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج