| أَمَلٌ قَدْ شَمِلَ الدُّنْيَا، وعَمْ |
| وَتلاَقَتْ، فِي مَساعِيهِ الْهِمَمْ |
| وَنُفوسٌ أخلَصْتْ، راجيةً |
| وِحدةَ الصَّفّ، وَتقْويمَ القِيَمْ |
| وَرِجَالُ الْفِكْرِ، بَل أَعْلاَمُهُ |
| وَسُراةُ العُرْبِ أَقْطَابُ الْعَجَمْ |
| فِي رحابِ اللَّه اَلْقَوا رَحْلَهمْ |
| لَجَأُوا للَّه فِي الْخطْبِ الْمُلِمْ |
| وَأَتَوْا مِنْ كُلّ فَجٍّ زَحَفُوا |
| فِي دُرُوبِ السَّهلِ، مِنْ فَوقِ القمَمْ |
| وَأَجَابُوا دَعْوةَ الدّاعي إلَى |
| نُصرة الْحَقِّ، وتوحيدِ الْكَلِمْ |
| أَخْلَصُوا للَّه بِالتقْوى فَلاَ |
| رَافِثٌ أو فَاسِقٌ أو مُخْتَصِمْ |
| يَا وُفُودَ اللًّه أهلاً مرحباً |
| فِي حمَى الرَّحمنِ في أرض الحرَمْ |
| أنتُمُ أهلٌ وَجِيرانٌ فَمَا |
| فِيكُمُ، إلاَّ نسيبٌ وابنُ عَمْ |
| فَعْلَى الرَّحْبِ، فهذي دَارُكُمْ |
| دَارُ فَيْضٍ، ورضاءٍ ونِعَمْ |
| إنَّ بَيْتَ اللَّه رَحْبٌ وَاسِعٌ |
| كُلُّنا فِيْه، عَبيدٌ وخَدَمْ |
| لَيْس من فَضْل سوى التقْوَى وقد |
| فَازَ بالرضوان إلاّ مَنْ ظلَمْ |
| فَاسْتقَيُموا وَزِنُوا أعْمَالَكمُ |
| طَاشَتِ الأَحْلامُ، إلاَّ مَن رَحِمْ |
| أمَّةَ الإِسْلام هُبُّوا هَبَّةً |
| وَابْعثُوا الْمَاضِي، وأوْفُوا بِالذَّممْ |
| لِنَلُمَّ الشَّعْثَ قَدْ شَتَّتَه |
| فَاجِرٌ غيُّ وَمَوْتُورٌ نَهِمْ |
| مَزَّقَتْ أضْلُعَهُ بَارِقةٌ |
| بَدَّدَتْ فِي الأُفْقِ أَسْتارَ الظُّلَمْ |
| أمةَ الإسلامِ يَا أبْطَالَهُ |
| دِرْعُنا في الخطبْ، إنْ خطبٌ ألَمْ |
| فَيْصَلٌ يَدعوكُمو فِي أرضِكُمْ |
| عِنَد بيت الله، عند الْملتَزَمْ |
| للتآخي، والتصافي، والرِّضَا |
| فَالتآخي، في مَساعِينا، مُهِمّْ |
| إنَّ لِلْمُسْلِمِ حَقًّا واجِباً |
| فَلْنُرَاعِ، حَقَّه ولْنَلْتَزِمْ |
| بِكتَابِ اللَّه في آياتِه، |
| نُنْصِفُ المظلومَ، نجْفُو مَن ظَلَمْ |
| دَعَوةٌ أُرْسِلُها صَادِقَةً |
| مِنْ حِمَى الإِسلامِ، فِي الْبَيت، الأَشَمّْ |
| فيصلٌ أرسلها خالصةً |
| صيحةَ الحق، لإِنْصَافِ الأُمَمْ |
| يجمع الشمل ويسعى مخلصاً |
| لِتَلاقٍ وَصِلاَتٍ للرحمْ |
| مَبْدأٌ ردَّدُهُ فَيْصلُنَا |
| وحْدةُ الإِسلامِ، مَا أحَلى النَّغَمْ |
| نحنُ فِي عَصْرٍ طغت أَحْداثُه |
| وَاستَطَال الشَّرُ، والخيرُ انْعَدَمْ |
| إنما المسلمُ، مَدْعُوٌ إلَى |
| نُصرة الدِّين، فَلا لَومَ، وذَمْ |
| أيها الكاتب في مجمعِنا، |
| أنتَ مَدْعُوٌ لإِشهارِ القَلمْ، |
| أيها الشّاعِرُ في ندوتنا، |
| أنت مَدْعُوٌ، فَبَادِرْ، لاَ تَنَمْ |
| فَلِمَ الْحَجَّ إذا مَا لَمْ يكُنْ |
| مقَصَدٌ أَسْمى، وَكَسْبٌ، يُغْتَنَمْ |
| وَتصَافٍ، وَانْتِصارٌ للأُولى |
| هَدَّهْم جُهدٌ، وَأضنَاهُم ألمْ |
| حَوْلنَا الأحداثُ فِي قسْوتِها، |
| مِحَنٌ تترى، وَخَفْرٌ للذِّمَمْ |
| أيُّهَا الفَيْصلُ سِرْ مُعتمداً |
| فِي أَمان اللَّه مَرْفوعَ الْعَلمْ |
| وَادْعُ للَّه، فإنَّ الله لاَ |
| يَخذل الدَّاعي، دَعَاهُ وَاعْتَصَمْ |
| ورَعى حقه، وَأوْفَى ذمةً |
| وَبحكْم اللَّه، والشرعِ احْتكَمْ |
| دَعَوةٌ نَشْهَرُ فِي نُصْرَتِهَا، |
| مَنْ رعَى أمراً عظيماَ لا تَنمْ! |
| وَفَّقَ اللَّه إمَاماً لِلْهُدَى، |
| وَرَعاه، وتَوَلَّى وَرَحمْ |
| عَاهَد الله، وأعْطَى نَفْسَهُ، |
| فِي سبيلِ اللَّه، مَا خَصَّ وعَمّْ |
| فَلْنُبَارِكْ سَعْيَهُ فِي ثَقَةٍ، |
| نَعْتَصِم بالله نِعَمَ الْمعتَصَمّْ |
| فالإِلهُ الخالِقُ الّذي، |
| مَن تَوَلَّى أمْرَهُ، لَم ينهزمْ |