جَدّ جِدُّ الحياةِ يا شعبُ فاعلمْ |
وأكْسِبِ المجدَ بالتي هِيَ أقْومْ |
ارتقى الفيصلُ المعظّمُ عرشاً |
هو للفيصلِ العظيمِ مُصمَّمْ |
أملُ الشَّعْبِ حنَّكَتْه اللّيالِي |
فمضَى مُشْرِقاً يَسُودُ ويَغْنَمْ |
مارَسَ الحكمَ نصفَ قرنٍ يُؤدِّي |
واجِبَ المُخْلِصِ الأمينِ المُنظِّمْ |
نِصْفَ قَرْنٍ مضَى ولم يمضِ |
يوم لم يُؤكَّدْ للشّعبِ حقُّ مُدعَّمْ |
كلَّ يومٍ يَشِعُّ في الأفْقِ نورٌ |
في مَشارِيْعَ للسعّادةِ سُلَّمْ |
في لِحاقٍ مُثابِرٍ وحثِيثٍ |
في طريقِ الهُدى وما هو أضْخَمْ |
عَرفَ المُخلِصينَ يعملونَ بِصَمْتٍ |
والمُداجِينَ يَطلبُونَ المغنَمْ |
ليس يغريه مَن تمادَى يُوارِي |
تحت أثوابِه شراهةَ مَغْرَمْ |
عركَتْه الحياةُ حُلواً ومرَّا |
فتسامَى وكان أتقَى وأَسْلَمْ |
ليس يغريه صولجانٌ وتاجٌ |
عنده التّاجُ بالعدالةِ يَحْكُمْ |
سعيُه للهُدى وللدّينِ سعيٌ |
لم يَكُنْ قَطُّ للزّعامةِ سُلَّمْ |
هو لِلشَّعْبِ مُخلِصٌ وأمينٌ |
وهو للظَّالِميْنَ سُمٌّ وعَلْقَمْ |
حَمَلَ العِبْءَ بالتَّمعُّنِ والفِكْرِ |
بحذقِ الأريبِ حذق المُعَلِّمْ |
صانَ لِلشَّعبِ حقَّه وحَماهُ |
من ظَلومٍ وجاهلٍ ظَلَّ يَظْلِمْ |
فاصطفى الشّعبُ فيصلاً وحَباهُ |
ثقةَ المْؤمِنيْنَ بالعُلى والتَّقدُمْ |
صَنَعَ الشَّعْبُ تاجَه بِيدَيْهِ |
وبِحُسْنِ الثَّناءِ والقلبُ مُفْعَمْ |
وُضِعَ التّاجُ فوقَ مَفْرِقِ شَهْمٍ |
خادم الدّين والعُروبةِ مُسْلِمْ |
رحلةٌ حَقَّقتْ كلَّ معنى |
وحثيثَ المسير نحوَ التَّقدُّمْ |
هِيَ للعُرْبِ عزّةٌ وفخارٌ |
ولصهيونَ مأتمٌ أَيُّ مَأتَمْ |
تَعِسَ الأغبياءُ ظنَّوا ضلالاً |
قوّةَ الحقّ بالتفاهاتِ تُهْزَمْ |
فأثاروا بِضَجَةٍ خلقوها |
إثمَهم للملا وظنُّوه مَغنَمْ |
تَعِسُوا فالضّلالُ ما فعلُوه |
وكبيرُ الضّلال ثورٌ مُعمَّمْ |