شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رباع حلفاء بني عبد شمس
دار جحش بن رياب الأسدي هي الدار التي بالمعلاة عند ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال لها: دار أبان بن عثمان عندها الرواسون، فلم تزل هذه الدار في أيدي ولد جحش وهم بنو عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهم أميمة بنت عبد المطلب فلما أذن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الهجرة إلى المدينة خرج آل جحش جميعاً الرجال والنساء إلى المدينة مهاجرين وتركوا دارهم خالية، وهم حلفاء حرب بن أمية بن عبد شمس، فعمد أبو سفيان بن حرب إلى دارهم هذه فباعها بأربع ماية دينار من عمرو بن علقمة العامري من بني عامر بن لؤي، فلما بلغ آل جحش أن أبا سفيان قد باع دارهم أنشأ أبو أحمد بن جحش يهجو أبا سفيان ويعيره ببيعها وكانت تحته الفارعة بنت أبي سفيان.
أبلغ أبا سفيان أمراً
في عواقبه ندامه
دار ابن أختك بعتها
تقضي (1) بها عنك الغرامه
وحليفكم باللَّه رب
الناس مجتهد القسامه
اذهب بها اذهب بها
طوقتها طوق الحمامه (2)
فلما كان يوم فتح مكة أتي أبو أحمد بن جحش وقدذهب بصره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها، وقال: يا رسول الله إن أبا سفيان عمد إلى دارنا فباعها، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساره بشيء فما سمع أبو أحمد بعد ذلك ذكرها بشيء، فقيل لأبي أحمد بعد ذلك: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: قال لي: إن صبرت كان خيراً لك وكانت لك بها دار في الجنة، قال: قلت أنا أصبر، فتركها أبو أحمد، ثم اشتراها بعد ذلك يعلى بن منبه التميمي حليف بني نوفل بن عبد مناف فكانت له، وكان عثمان بن عفان قد استعمله على صنعاء ثم عزله وقاسمه ماله كله كما كان عمر يفعل بالعمال إذا عزلهم، قاسمهم أموالهم، فقال له عثمان: حين عزله يابا عبد الله؟ كم لك بمكة من الدور، فقال: لي بها دور أربع، قال: فإني مخيرك ثم اختار قال: افعل ما شئت يا أمير المؤمنن فاختار يعلى دار غزوان بن جابر بن شبيب بن عتبة بن غزوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الوجهين التي كانت بباب المسجد الأعظم الذي يقال له: باب بني شيبة، وكان عتبة بن غزوان لما هاجر دفعها إلى أمية بن أبي عبيدة بن همام بن يعلى بن منبه، فلما كان عام الفتح وكلم بنو جحش بن رياب الأسدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارهم فكره لهم أن يرجعوا في شيء من أموالهم أخذ منهم في الله تعالى وهجروه لله أمسك عتبة بن غزوان عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره هذه ذات الوجهين وسكت المهاجرون فلم يتكلم أحد منهم في دار هجرها لله سبحانه، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسكنيه كليهما مسكنه الذي ولد فيه، ومسكنه الذي ابتنى فيه بخديجة بنت خويلد وولد فيه ولده جميعاً، وكان عقيل بن أبي طالب أخذ مسكنه الذي ولد فيه، وأما بيت خديجة فأخذه معتب بن أبي لهب وكان أقرب الناس إليه جواراً فباعه بعد من معاوية بماية ألف درهم، وكان عتبة بن غزوان يبلغه عن يعلى أنه يفخر (3) بداره فيقول: والله لا ظني سآتي دل بن علي فآخذ داري منه، فصارت دار آل جحش بن رياب لعثمان بن عفان حين قاسم يعلى دوره فكانت في يد عثمان وولده لم تخرج من أيديهم من يومئذ، وإنما سميت دار أبان لأن أبان بن عثمان كان ينزلها في الحج والعمرة إذا قدم مكة فلذلك سميت به، وقال أبو أحمد بن جحش بن رياب: يذكر الذي بينه وبين بني أمية من الرحم والصهر والحلف وكان حليفهم، وأمه أميمة بنت عبد المطلب، وكانت تحتة الفارعة بنت أبي سفيان فقال أبو أحمد بن جحش بن رياب:
ابني أمية كيف أظلم فيكم
وأنا ابنكم وحليفكم في العسر
لا تنقضوا حلفي وقد حالفتكم
عند الجمار عشية النفر (4)
وعقدت حبلكم بحبلي جاهداً
وأخذت منكم أوثق النذر
ولقد دعاني غيركم فابيتهم
وذخرتكم لنوايب الدهر
فوصلتم رحمي بحقن دمي
ومنعتم عظمي من الكسر
لكم الوفاء وأنتم أهل له
إذ في سواكم أقبح الغدر
منبع الرقاد فما أغمض ساعة
هم يضيق بذكره صدري،
قال: ولآل جحش بن رياب أيضاً الدار التي بالثنية في حق آل مطيع بن الأسود ويقال لها: دار كثير بن الصلت در الطاقة ابتاعها كثير بن الصلت من آل جحش بن رياب في الإسلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 253 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج