شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد عبد العزيز أحمد ))
ثم تحدث السيد عبد العزيز أحمد أحد أعضاء الوفد الأندونيسي فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في سبيله لإِعلاء كلمة الله ومن تبعه ونصره ووالاه.. أما بعد:
- أصحاب المعالي وأصحاب السعادة.. إنه لشرف عظيم لي بأن أتيحت لي الفرصة لمشاركتكم في هذا المجلس الكريم، وما كنت أتصور من قبل أن أقوم أمام حضراتكم في هذه المناسبة السعيدة، ولم يخطر على بالي قط أن ألقي على حضراتكم أي كلمة باللغة العربية، لأني ما كنت أهلاً لها، لأن اللغة التي أتكلم بها يومياً غير اللغة التي تتكلمون بها، مع أنني محبٌّ لها حبي لربي وحبي لديني وقرآني، لكنني لم يسبق لي التحدث باللغة العربية الفصحى إلا هذه المرة، وهي المرة الأولى في حياتي، ولذلك أرجو المعذرة إذا خانني التعبير ولم أستطع التعبير بما يجول بخاطري، ولم أستطع إيصال ذلك إلى قلوبكم وعقولكم لأنها تعتبر التجربة الأولى في حياتي، وعلى كل حال إنه جهد المقل، سأحاول في هذه العجالة أن أقرأ على حضراتكم ما قمنا به من عمل بما أوتينا من طاقات وجهد، وما فتح الله به علينا من الإِمكانات وخاصةً فيما يتعلق بالأنشطة والتطورات في مدارسنا ومعاهدنا الإِسلامية التابعة للمؤسسة التعليمية الدينية الطاهرية بجاكارتا.
- أصحاب المعالي وأصحاب السعادة.. اسمحوا لنا أولاً وقبل كل شيء أن نقدم لحضراتكم جزيل شكرنا واعتزازنا وإلى جميع الجهات التي تكرمت بإتاحة هذه الفرصة الطيبة لنا، ممثلين للمؤسسة التعليمية الأهلية الدينية الطاهرية، التي كلفتنا بزيارة المملكة مهبط الوحي ومركز الثقافة الإِسلامية، والتي يتمنى كل مسلم في أرض الله أن يزورها، وقد ظفرنا بزيارة طيبة الطيبة والمسجد النبوي وتشرفنا بالصلاة فيه، كما سعدنا بالسلام على خير خلق الله جميعاً محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما. ومن جهة أخرى نقدم شكرنا العميق لسعادة الشيخ الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، الذي شرفنا بدعوتنا هذه الليلة لحضور هذه الأمسية الممتعة في هذه الدارة المباركة.
- أصحاب السعادة.. أصحاب المعالي.. إن المؤسسة التعليمية الدينية الطاهرية هي مؤسسة تعليمية أهلية وغير حكومية، تنحصر جهودها حول شؤون التربية والتعليم ونشر الدعوة الإِسلامية والأعمال الخيرية، وقد أسسها فضيلة الشيخ الأستاذ حاج محمد طاهر رحيلي أطال الله حياته، الذي تخرج من إحدى المدارس الإِسلامية بمكة المكرمة، وكان من كبار العلماء في المسجد الحرام، ثم رجع إلى وطنه أندونيسيا بعد أن أقام بمكة المكرمة مدة ثمانية أعوام. فقام بنشر التعاليم الإِسلامية في جاكرتا العاصمة مسقط رأسه، ففتح أول مدرسة في تلك المنطقة، منطقة جاتنجارا، وسماها المدرسة الدينية في عام1951م وهي عبارة عن مدرسة ابتدائية مبنية من القصب والأخشاب، بها ستة فصول تدرس فيها العلوم العربية وعلوم الشريعة والعلوم العصرية، وكانت الدراسة بها على فترتين صباحية ومسائية، كما يقام في كل يوم جمعة مجلس المذاكرة، حيث يقرأ فيها بعض المدرسين والأساتذة علوم التفسير وعلوم الحديث وعلوم الفقه واللغة والأخلاق الكريمة، وغير ذلك من الكتب المطولات.
- واستمرت الدراسة حتى عام 1966 وفي عام 1967م هُزم الحزب الشيوعي الأندونيسي، وقامت الحكومة الأندونيسية بزعامة رئيسها الجديد فخامة الرئيس جنرال سوهارتو حفظه الله، فتطورت هذه المدرسة تطوراً ملحوظاً، حيث فتحت فصولاً للمرحلة الإِعدادية وأخرى للمرحلة الثانوية، وقسماً داخلياً للبنات وآخر للبنين، ومعاهد الدراسات الإِسلامية والعربية، وكليتان للتربية والآداب قسم اللغة العربية. وتمشياً مع الظروف الجديدة في أندونيسيا أصبحت المدرسة تحت إشراف المؤسسة الرسمية باسم المؤسسة الدينية الطاهرية، منسوبة إلى مؤسسها الأول السيد الحاج محمد طاهر رحيلي حياه الله، الذي ضحى بأمواله وداره وأرضه لأجل بناء المدرسة الطاهرية.
- وبجانب هذه المدرسة فهناك مجالس العلم للسيدات والرجال، وأقامت قسما خاصاً لمحو الأمية، وقد ساعد على سرعة نشرها على نطاق واسع قيام الإِذاعة المحلية، حيث تذيع برامجها الإِسلامية ليل نهار لتقديم البرامج الثقافية والتربوية والتعليمية والدينية والإِخبارية والإِعلامية والترفيهية، وما إلى ذلك من العلوم والفنون.. فتتبع المسلمون والمستمعون أنشطة المؤسسة الدينية الطاهرية من صغارهم وكبارهم وفتيانهم وفتياتهم وأغنيائهم وفقرائهم، وجميع طبقات الشعب القريبة والبعيدة.
- وقد جذبت الطاهرية قلوب الشعب والأمة الأندونيسية، فتوافدوا إليها يبايعون تحت لوائها وينضمون في صفوفها، متعاونين متحابين يشد بعضهم أزر بعض؛ فمنهم من سلم أرضه وقفاً لله تعالى من أجل المدرسة الجديدة، ومنهم من تعهد بإرسال مواد البناء من الأحجار واللبنات والأخشاب والأسمنت وغير ذلك من لوازم البناء. وهكذا تطورت الطاهرية تطوراً ملحوظاً، دفعها روح التعاون الإِسلامي التي عمت قلوب الأمة الإِسلامية في جاكرتا وضواحيها.
- في عام 1970 فتحت المؤسسة منطقة جديدة بالمديرية قصر منجو المشهور بكثرة الفواكه بجاكرتا الجنوبية، حيث تبرع مسلم مخلص بأرض لبناء المدرسة الإِسلامية وكانت مساحتها 2000م (2) ، فأنشئت مدرسة جديدة تتكون من 9 فصول، 6 فصول دراسية، وأخرى للمكتبة وهيئة التدريس وهيئة التدريب المهني، وأصبح يتلقى العلم بهذه المدرسة طلاب المرحلة الابتدائية الصباحية والمسائية والإِعدادية، وكذلك طلاب الدراسات الإِسلامية والعربية، وهناك مجلس للتعليم الديني للنساء.
- وفي عام 1971 فتحت بمنطقة ثالثة في شينن سار بمديرية دادنجارا بجاكرتا الشرقية مدرسة أخرى للمرحلة الابتدائية صباحية ومسائية، ومجلس تعليم للسيدات.
- وفي عام 1976 أي بعد (5) سنوات تقريباً فتحت بمنطقة رابعة بمديرية جاكوم بجاكرتا الشرقية مدرستان: الأولى للمرحلة الابتدائية الصباحية والمسائية والأخرى للمرحلة الإِعدادية ثم الثانوية، ومعهد تحفيظ القران الكريم في تلك المنطقة، وبكل منهما مجلس لتعليم النساء وآخر للرجال، وبالإِضافة إلى معهد للدراسات العربية والإِسلامية، وقسم خاص لمحو الأمية للمبتدئين.
- وفي عام 1981 فتحت بقرية جشيلاجاش بمديرية أساربو بجاكرتا الشرقية مدرسة للمرحلة الابتدائية صباحية ومسائية، وروضة للأطفال، ومجلس للتعليم الإِسلامي للنساء، والدراسات الإِسلامية والعربية للفتيات.
- وفي عام 1984 فتحت بقرية خارج جاكرتا في ضواحي جاكرتا بمنطقة محافظة بوجور بجاوه الغربية، حيث تبرعت سيدة بأرض مساحتها 2025 متراً مربعاً، وقد أنشأت المؤسسة عليها مسجداً باسم نور المجاهدين، كما فتحت مجلسا تعليمياً للنساء. وسيقام إن شاء الله معهد جديد للابتدائية والإِعدادية والثانوية، بل طلبوا منا أن نفتح روضة للأطفال.
- وفي عام 1985 أي السنة الماضية بدأنا في إنشاء مسجد جديد بعد أن هدمنا المسجد القديم، والمسجد الجديد يتكون من دورين، الدور الأرضي لقاعة المحاضرات للنساء، والدور الأول للمسجد. ويرجى أن ينتهي هذا البناء بأكمله في أول رمضان المقبل إن شاء الله، ليتمكن المسلمون من استعماله لصلاة التراويح.
- وفي بداية عام 1986 استطاعت المؤسسة توسيع منطقة الجامعة بشراء منطقة الأرض المجاورة لمدينة الجامعة، وكانت مساحتها 2000 متر مربع، وقد وافقت الحكومة الأندونسية على مشروع مبنى للجامعة الإِسلامية الطاهرية في هذا المكان، يتكون من عدة أدوار، يشتمل على قاعة كبيرة للمحاضرات والاجتماعات والندوات، تتسع لحوالي 1200 شخصاً من الحاضرين، مجهزة بأجهزة الإلكترون الحديثة، وغرفة للإِذاعة واستوديوهات لتسجيل جميع الأنشطة الدينية والثقافية والأدبية، ومعمل للغة والمكتبة والفصول الدراسية والمكاتب الإِدارية.
 
- وبذلك خطت الجامعة الطاهرية خطواتها، وستخطو إن شاء الله خطوات أخرى في المستقبل القريب بعون الله وقدرته ومشيئته.
 
- أيها السادة، مما يطيب لي أن أذكره في هذه المناسبة المباركة، أن هيئة المدرسين والقائمين بأعمال الجامعة تتكون من الأساتذة المكرمين، الذين تخرجوا في عديد من الجامعات الإِسلامية في البلدان العربية، فمنهم من تخرج في الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، ومنهم من تخرج في جامعة الرياض أو في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وفي جامعة الأزهر بالقاهرة، وغيرها. وبناءاً على إحصائيات المؤسسة فقد بلغ مجموع الطلبة الآن في نهاية السنة الدراسية الماضية 2026 طالباً وطالبة، بينما يبلغ عدد المدرسين 250 أستاذاً ومدرساً ومدرسة. وكان مجموع الحاضرات من السيدات والفتيات اللائي يحضرن مجالس التعليم في كل يوم وكل أسبوع وكل شهر حول 14.000 شخص في الأماكن المختلفة، وهؤلاء ينتمون تحت لواء المؤسسة العربية الطاهرية والحمد لله.
- ومما يجدر ذكره هنا أن السيدات والأمهات يقمن بأدوار هامة في هذا الكفاح، رغم ما عليهن من حقوق وواجبات كثيرة في بيوتهن، وأهمها تربية الأطفال وتعليمهم المبادئ الإِسلامية الصحيحة والأخلاق الكريمة، ويسرني أن أعلمكم بأن إقبال النساء المسلمات في أندونيسيا على حضور الندوات الإِسلامية هذه والمحاضرات الدينية منقطع النظير، وقد أرفقت بعض الصور التي تبرز الحضور من الرجال والنساء لتلك الندوات ضمن الملف الذي أرسلناه لفضيلة الشيخ عبد المقصود خوجه.
- ولقد تشرفت الطاهرية بزيارة بعض الوفود التي قدمت إلى أندونيسيا من البلدان العربية الشقيقة، وشاهدوا هذه التطورات، وكتبوا بسجل الزيارات الخاص بالجامعة مذكراتهم تخليداً لزياراتهم المباركة الموفقة، ومنهم أصحاب السعادة سفراء المملكة العربية السعودية لدى أندونيسيا بجاكرتا معالي الشيخ بكر خميس، ومعالي الشيخ محمد سعيد بصراوي، وكذلك الشيخ إبراهيم يوسف خان الملحق الديني السابق بسفارة المملكة العربية السعودية بجاكرتا، وفضيلة الشيخ محمد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإِسلامي السابق رحمه الله، وفضيلة الشيخ محمد أحمد الرشيد عميد كلية التربية بجامعة الرياض، والدكتور يوسف القرضاوي عميد كلية الشريعة والدراسات الإِسلامية بجامعة قطر، والدكتور عبد الله الزايد، والدكتور عبد المحسن التركي مدير جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية بالرياض، وفضيلة الشيخ عمر محمد فلاته الأمين العام للجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ عبد الكريم نيازي.
 
- كما زارنا أخيراً من وزارة الحج وشؤون الأوقاف السعودية الشيخ أحمد عصمت محمود وكيل أول شؤون الأزهر والمشرف العام على مدينة البعوث الإِسلامية بالأزهر الشريف بالقاهرة، والشيخ عبد السلام الشيراوي الأمين العام لمجمع البحوث الإِسلامية بالأزهر الشريف، والسيد محمد ثروت محمد حلمي عبد اللطيف مدير إدارة المنح الدراسية بالأزهر، وفضيلة الشيخ عبد الله النوري رحمه الله رئيس لجنة فتاوى الكويت السابق، وفضيلة الشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري مدير الشؤون الدينية بوزارة التربية والتعليم بالدوحة - دولة قطر، وأصحاب السعادة بعض سفراء البلدان العربية الأخرى لدى جاكرتا، ومنهم أصحاب السعادة سفراء الجمهورية العربية المصرية وسوريا والعراق والباكستان، وغير ذلك.
 
- وبشوق بالغ أن ندعوكم جميعاً للقيام بزيارة إخوانكم المسلمين بأندونيسيا بلدكم الثاني لتشاهدوا أولادكم وبناتكم من طلاب وطالبات المدارس والمعاهد الطاهرية ومدرسيهم وأساتذتهم، وتشاهدون مالهم من الشوق والغبطة والترحاب، فالمؤسسة الدينية الطاهرية بجاكرتا على استعداد كامل إن شاء الله لاستقبالكم في أندونيسيا الخضراء، وأهلا وسهلا ومرحبا بكم في أندونيسيا إن شاء الله.
- أصحاب السعادة وأصحاب الفضيلة والزملاء الحاضرين، هذه خلاصة ما سنحت لي الفرصة بتقديمة عن سيرة المؤسسة الدينية الطاهرية التي ستتشرف كثيراً بزيارتكم لها. في الحقيقة هذه هي نبذة عن الحركة الإِسلامية التي كانت وستظل البيت الإِسلامي في جاكرتا.. ولكن هناك حركات أخرى غير الحركات الإِسلامية، ولكنها ليست من خصوصياتنا أن نتكلم عنها في هذه المناسبة.
- ويسعدني في هذه المناسبة السعيدة أكثر وأكثر أن أنتهز هذه الفرصة الثمينة الغالية لأعبر باسم هذه المؤسسة عن الشكر الجزيل والتقدير الجم لتفضلكم بالاستماع إلى كلمتي المتواضعة، كما أشكر كل الذين ساهموا وسيساهمون لمساعدة هذه المؤسسة مادياً وفكرياً، وأكرر مرةً أخرى شكري لحضراتكم وخاصةً لفضيلة الشيخ الأستاذ عبد المقصود خوجه، ودعائي للجميع بالتوفيق والنجاح؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :977  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.