الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة الأستاذ أحمد فراج ))

ثم تحدث الأستاذ أحمد فراج فقال:

- الحقيقة إن الأستاذ الدكتور سمير نقل الكرة إلى ملعب الاتصال، وفي الواقع أنه ليس من السهل ونحن نصل أو نقترب إلى أخريات هذه السهرة الممتعة التي استمتعنا فيها بدولة الرئيس النعمان وبالأستاذ الدكتور سرحان، وهو حين يتحدث فهو يتحدث بصوت الخبرة في مجال الكتاب.. لكن أستأذنكم في اختصار الإِجابة في كلمات سريعة، حتى لا نطيل فنمل.

- لقد ثبتت صحة ما قاله الأستاذ الدكتور سمير سرحان: إن الاتصال أنهى احتكار العملية التعليمية والتثقيفية، ولكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عنها، فلا شك أن الاتصال أصبح يشكل قوة منافسة كبيرة جداً، لكنه يمكن في نفس الوقت أن يكون في خدمة ترويج الثقافة في خدمة إثراء الثقافة، والأمر يتوقف على التعامل وأسلوب التعامل مع وسائل الاتصال لتوظيفها في خدمة الكتاب وخدمة الثقافة وليس لكي يكون بديلاً عنها. فمنذ سنوات قليلة أذاع التلفاز البريطاني عملاً من أعمال شكسبير في سهرة تلفازية، وطبقاً للإِحصاءات التي نشرت عن هذا الموضوع تبين أن الذين تابعوا هذا العمل من أعمال شكسبير في هذه الليلة يزيد ببضعة ملايين عن كل ما نشر من نسخ أو وزع من نسخ، وما قرئ من هذا العمل من أعمال شكسبير من يوم ظهوره إلى يوم إذاعة هذا البرنامج التلفازي. وهذا يدل على الأثر الخطير، لكنه كما أقول: صحيح أنه أنهى احتكار العملية التعليمية والعملية التثقيفية، لكنه ينبغي أن يُحسن توظيفه لخدمة الثقافة وإشاعة المناخ الثقافي الذي يُرغب ويثير ويستثير كوامن الرغبة ويربي العادات الثقافية التي تكون في خدمة الكتاب، وفي نفس الوقت لا شك أن الكتاب نفسه، مدعو لمزيد من الإِبداع والامتياز، سواء في مضامينه أو في الحرفة أو في الصناعة، لكي يستطيع أن ينافس ولكي يتكامل في النهاية العمل الثقافي مع الاتصال لأنهما أصبحا شيئاً متكاملاً في كل أنحاء الدنيا، ولا بد من إيجاد الصيغة بدلاً من أن يكون هم وسائل الاتصال خصوصاً في وطننا العربي مع الأسف أن يكون الترويج لكثير من - لا أقول المسلسلات، وإنما المهلهلات أحياناً التي تدعو إلى الرثاء، والتي تربي قيماً سلوكية وعقلية متدنية ليس من شأنها أن تخدم الثقافة. فنحن في حاجة إلى إحسان توظيف وسائل الاتصال لكي تكون رفداً لإِثراء الكتاب والثقافة ولا يكون هناك تعارض بينهما؛ وشكراً.