شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- ورد الدكتور سمير قائلاً: أنا سعيد جداً بكلام معاليك، وأشكرك على هذا الكرم مرةً أخرى، ولكن أقول بالنسبة للنشر في بيروت إنه كما يقال وأرجو أن يكون كلامي خفيفًا عليهم، إن بيروت مطبعة كبرى، إنما الفكر والأدب والكلمة كما بدأت حديثي لا تأتي فقط من بيروت كما تعلم معاليك، وإنما تأتي من كل العقول العربية، والعقول العربية الرائدة ومن بينها العقول المصرية، فعندما تخرج بيروت كتباً فهي تخرج كتباً لأدباء مصريين، وأدباء سعوديين، وأدباء سوريين، وأدباء عراقيين، وأدباء مغربيين، وأدباء من كل الأمة العربية، فهذا لا يعني أن بيروت قد سادت بفكرها الكتاب، فالكتاب هو فكر أولاً كما تعلمون وكما أعتقد أنا، وهذا الفكر قابل للتداول في كل المطابع العربية.
- وأنا في هيئة الكتاب قمت بإعلان منذ أن توليت هذه المسؤولية أعلنت أنني أرجو كل المثقفين العرب في مصر وغير مصر أن يضعوا أيديهم في أيدي الهيئة لكي تطبع لهم كتبهم، لأن الهدف الحقيقي هنا أن ننهض بالثقافة العربية فيما أسميه بعصر كبوتها الحالية. نحن مؤهلون لدينا الإِمكانات، ولدينا البشر، ولدينا المطابع، ولدينا كل شيء، لكن ليس لدينا فعلاً حركة ثقافية زاخرة ومليئة بالثراء كتلك التي كنتم تحكون عنها الآن. في الثلاثينات مثلاً.. لا تزال هناك العقول الكبيرة والأدباء الكبار، لكن لم يعد هناك المناخ الثقافي الذي يسمح.. هذا في تصوري ورأيي الشخصي، وليس رأياً رسمياً. المناخ الثقافي الذي يسمح بعراك الفكر وحوار الفكر، وخصوبة الأرض الثقافية والتي تولد دائماً زهوراً جديدة وعقولاً وأفكاراً جديدة، وكل هذا من واجبنا أن نعيد أولاً قبل أن نتحدث عن الطباعة في بيروت أو القاهرة أو غيرها، من واجبنا أن نعيد فعلاً هذا المناخ الثقافي الثري الرائع الذي كان موجوداً في الأربعينيات مثلاً، أو في الستينات في مصر.
- مبلغ سعادتي هذه الليلة أن مثل هذه الندوة وغيرها، وهؤلاء القمم الذين يجلسون الآن في هذه الندوة كفيلون بأن يعيدوا للثقافة العربية عموماً هذا الخصب وهذا الثراء الذي ميز دائماً حياتنا الأدبية وحياتنا الثقافية. الجلسات والحوار والمعارك الأدبية من وسائل العمل على خصوبة وإثراء الساحة الأدبية والثقافية.
- أذكر في الستينات عندما كانت هناك معركة أدبية ضخمة جداً في مصر حول ما سمي ساعتها بالشكل والمضمون أي هل الأدب شكل فقط أو مضمون فقط؟ وكان طرفاً هذه المعركة الدكتور محمد مندور الذي يدعو إلى الأدب للمجتمع أي أن الأدب مضمون، والدكتور رشاد رشدي الذي كان يدعو إلى أن الأدب للأدب، أي أنه شكل جمالي لا يُعنى بمشكلات المجتمع. وكانت الجرائد في الصباح تصدر حاملة للدكتور مندور مقالاً ساخناً حاراً يهجو فيه الدكتور رشاد ويقول: هل فقد رشادنا الرشاد؟ وينازله في وجهة نظره، ثم تصدر في اليوم الثاني حاملة مقالاً آخر للدكتور رشاد يعارض فيه فكر مندور، وكنا كتلاميذ في ذلك الوقت نتعلم من فكر هذا وذاك، وكنت أشهدهما بنفسي في المساء في قهوة عبد الله التي تحدثت عنها، يتعانقان ويجلسان كصديقين حميمين دون أن يكون ما كتباه في الصحف ذا تأثير على علاقتهما، لأن القضية لم تكن قضية خلافات شخصية ولا خلافات مذهبية، وإنما كانت خلافات حول قيم فكرية وأدبية يريدان أن يَغرساها في الشباب.
- نحن نريد أن نستعيد هذا المناخ، وهذا المناخ موجود وكل إمكانياته موجودة، والكتاب ما هو إلا سفير للفكر ولذلك نحن حرصنا في هيئة الكتاب في المرحلة الأخيرة أن نوسع تماماً من دائرة النشر، أن نجعل الكتاب رخيص الثمن، فهناك كتب الآن في مصر قيمة الكتاب (25) قرشاً.
- وكنت أفضل أن أترك الحديث للأستاذ أحمد فراج، فهو من كبار الإِعلاميين لأن هناك معركة الآن بين الكتاب وبين وسائل الاتصال الأخرى التي تكاد تطغى على الكتاب كالتلفاز إذْ أصبح التلفاز وسيلة اتصال من أخطر وسائل العصر التي في تصوري قللت من عدد القراء وقللت من انتشار الكتاب وأخذت تسعى للقضاء عليه.. إن أعظم كتاب ينشر الآن يباع منه (10.000) نسخة بالكثير، إذا كان رخيص الثمن وطبع طباعة شعبية، وكنت أعتقد أن الكتاب بهذا الرخص قد يكون سبباً في إعادة الكتاب إلى عرشه، فكيف يعود الكتاب إلى عرشه في عصر وسائل الاتصال الجماهيرية الضخمة؟ إنها قضية خطيرة لا بد أن نطرحها للنقاش، وأنا أرجو الأستاذ أحمد فراج أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع، وفي تصوري أن المسألة متشابكة جداً، تبدأ من الأسرة، ثم المدرسة، ثم الجامعة، ثم العادات السلوكية الاجتماعية، ثم طريقة تربية الإِنسان في المجتمع، حتى استخدام وسائل الاتصال نفسها، كالتلفاز والإِذاعة، فالتلفاز وسيلة.. قد تكون وسيلة ثقافية خطيرة جداً في توصيل الثقافة، وما زلت أطالب الأستاذ أحمد فراج بأن يعلن رأيه في الموضوع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.