يا وحيداً في حفظه للذِمامِ |
يا ضياءً في ظلمةِ الأَيامِ |
لستُ أَنْسى وقد طَلَعْت بِوَجْهٍ |
مُشرقٍ بالبُشرى وبالإِبتسام |
تملأُ القلبَ بالسرور وتمحو |
ثُلْثَ عام من الشَقَا والظَلام |
في ظلام السجون أحيا وحيداً |
بين أحلام.. يقظة ومنام |
بين جدران غرفة ذات بابِ |
مُحكم الغلق أيما إحكام |
لا ترى العين وجهَ حُر كريمٍ |
أو صَدِيق أو عابرٍ للسلامِ |
لا أرى الشَّمْس أو أُحسُ بدفء |
من لَظَاهَا يدبُ في الأجسامِ |
لا أَرى الجو أو أشم هواءً |
غير جو المِرحَاض والحمَّام |
لستَ تدري ماذا صَنَعتَ بنفسي |
حينَ قَابلْتَني بكل احترامِ |
حين قابلتَني بأكرمِ وَجْهٍ |
وعِناقٍ ورِفْقةٍ وابتسام |
وهَدَمتَ الأَسوار تنقل صوتي |
لصغاري وسائر الأرحامِ |
بعدما حيل بيننا من شُهورٍ |
وأُقيمت كُل السدود أمامي |
حينما رنَّ صوت بنتي بسمعي |
خَنَقتْني الدُموع بالآلام |
بُحَ صوتي عند الحديث إليها |
أنكرته من بعدها المُترامي |
سألتني مفجوعةً أين صوتٌ |
ملء سَمْعِي في يقظتي ومنامي؟ |
أنتَ حقاً أبي تحدَّث وأَفصح |
إن أُمي وأخوتي قُدَّامي |
فكتمت الآلام في ذات صدري |
وخَزَنْت الدموع للأيام |
وتَجلَّدتُ رحمة بِصِغَارٍ |
روَّعتهم فَجَائِع الأيام |
رُوّعوا قَسْوةً بعهد جمالٍ |
مثلما رُوعوا بعهد الإِمام |