شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بناء الكعبة
(انظر ص 145 هامش رقم 9)
حصلنا مما أوضحه الأزرقي واتفق عليه المؤرخون الآخرون: أن الكعبة بنيت عشر مرات وهي (1) بناية الملائكة (2) بناية آدم (3) بناية شيت (4) بناية إبراهيم وإسماعيل، (5) بناية العمالقة (6) بناية جرهم (7) بناية قصي (8) بناية قريش (9) بناية ابن الزبير (10) بناية الحجاج.
قلنا: وقد بنيت للمرة الحادية عشر عام 1039 هجرية في عهد السلطان مراد بن السلطان أحمد من سلاطين آل عثمان وإلى القارئ تفصيل نبأ هذه البناية: ذكر الأسدي أنه حصل في أوائل القرن الحادي عشر تشقق بالجدار الشامي ازداد عام 1019 حيث وقع مطر بمكة جاء على أثره السيل فدخل المسجد الحرام فانهلت مياه الأمطار إلى داخل الكعبة من سطحها، وأصاب الجداران الشرقي والغربي وجدران الحجر تصدع فأراد السلطان أحمد بن السلطان محمد هدم البيت الشريف وجعل هذه الجدران حجارة الكعبة المعظمة ملبسة واحداً بالذهب وواحداً بالفضة فمنعه العلماء من ذلك وقالوا له يمكن حفظ بنطاق يلم هذا التشعث فعمل لها نطاق من النحاس الأصفر مغلفاً بالذهب، وجرى تركيبه في أواخر عام 1020 وأوائل عام 1021 وقد أنفق عليه نحو ثمانين ألف دينار.
وفي الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان عام 1039 وقع مطر عظيم بمكة المكرمة وضواحيها لم يسبق له مثيل؛ ونزل معه برد كثير ثم جرى السيل في وادي إبراهيم فيما بين العصربن، فجرف ما وجده أمامه من البيوت والدكاكين والأخشاب والأتربة، ودخل بها بيت الله الحرام. وبقي السيل إلى قريب العشاء، فبلغ الماء إلى طوق القناديل المعلقة حول المطاف، ودخل الكعبة المشرفة بارتفاع مترين عن قفل باب الكعبة. وفي صباح اليوم التالي فتحت سراديب باب إبراهيم فانسابت المياه منها إلى أسفل مكة. وأحصي من مات في السيل المذكور فكانوا نحو ألف نسمة.
وفي عصر اليوم المذكور - أي يوم الخميس - سقط الجدار الشامي من الكعبة بوجهيه وانجذب معه من الجدار الشرقي على حد الباب الشامي ولم يبق سواه وعليه قوام الباب، ومن الجدار الغربي من الوجهين نحو السدس، ومن هذا الوجه الظاهر فقط منه نحو الثلثين، وبعض السقف، وهو الموالي للجدار الشامي، ويقول الغازي: وهذا الذي سقط من الجانب الشامي هو الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي، وسقطت أيضاً درجة السطح.
وعلى أثر ذلك نزل الشريف مسعود بن إدريس شريف مكة والعلماء والأهلون إلى بيت الله الحرام حيث رفعوا الميزاب ومعاليق الكعبة ووضعوها في غرفة في بيت السادن الشيخ جمال الدين ابن قاسم الشيبي الحجبي وكانت عشرين قنديلاً أحدها مرصعة باللؤلؤ والأحجار الكريمة والبقية مموهة بالذهب، وثلاثة وثلاثين قنديلاً من الفضة وغيرها. ثم أرسلوا هذا النبأ إلى استانبول عن طريق مصر.
وبعد بضعة أيام شرع المهندس علي بن شمس الدين يستر حول الكعبة بأخشاب من جذوع النخل، واستمر العمل بذلك سبعة عشر يوماً من 26 رمضان - 13 شوال ثم ألبست ثوباً صبغ باللون الأخضر.
ولما وصل النبأ إلى الخارج أحدث هياجاً شديداً، كما أن موسم الحج كان قد قرب، فرأى والي مصر محمد باشا الألباني أن لا ينتظر ورود الأمر السلطاني من الأستانة خوفاً من ازدياد التصدع في الكعبة المشرفة فأرسل رضوان آغا من حاشية البلاط العثماني، مندوباً من قبله إلى مكة المكرمة وخوله صلاحية تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة، فوصلها يوم 26 شوال من السنة المذكورة، وشرع يوم الثلاثاء تاسع والعشرين من الشهر المذكور بمهمته، حيث عقد مجلساً في بيت الله الحرام للمذاكرة في تنظيف المسجد مما قد تراكم فيه من أطمار السيل، وكانت الأتربة قد تحجرت من تأثير حرارة الشمس، فكانت أكثرية الآراء بجانب رضوان أغا بالموافقة على التنظيف، أما الأقلية وعلى رأسها محمد بن علي بن علان فكانت مخالفة لذلك، طالبة الانتظار لورود الأمر من السلطان الذي هو ولي الأمر، ولم تقف مخالفة الأقلية عند هذا الحد، بل كانت تظر مخالفتها في كثير من الأوقات، أثناء عمارة الكعبة فاضطر رضوان أغا مراجعة العلماء واستفتائهم في المسائل التي يعلن محمد علي بن علان مخالفته لها مرات عديدة، وقد ذكر أيوب صبري باشا هذه الفتاوي وأجوبة العلماء عليها في كتابة مرآت الحرمين بنصها باللغتين العربية والتركية. وأخيراً تغلب رضوان آغا على رأي مخالفيه وشرع في العمل، فأحضر كافة الوسائط النقلية الموجودة في جدة والمدينة والقنفذة، ونظف الحرم والشوارع المطيفة به من الطين الذي غشيه، وكان كالجبال الراسيات، فكان ينقل 30 - 40 ألف حمل يومياً، إلى أن انتهى العمل يوم الثلاثاء الموافق 19 ذي القعدة، ثم انصرف رضوان أغا بعد ذلك إلى تصليح ما خربه السيل في الشوارع والبرك، والعيون، ومدرج منى فانتهى من ذلك يوم الخميس تاسع ربيع الثاني من عام ألف وأربعين، وكان وصل خلال هذه المدة آلات ومؤن من مصر لعمل بناء الكعبة، تحتوي على ما يأتي كما ذكرها ابن علان:
(98) سواحي مجوزة و (67) سواحي مفردة و (24) سوبراً، (49) زناراً وعشرة قراباً وقاضن و12 لوح خشب بكر ودوامس، ومحمسات، ومئة عصى شون، وكورتان كبار ولدى محلول و (13) حبلاً بهروزياً وسحيلا و200 مكتل أعلاف و 100 صرفانية وهي المكاتل التي تحمل على ظهور الجمال - 2 و 23 قتباً للجمال، وسبع أفراد ليف سلب مفتول، وأربع ربطات قتب، وخمسة قرمان تركية و (25) مسحاة و (80) لوجة وهي نحاس مدور للبكر و (13) قفة مسامير و (22) قضيب حديد، والآن نذكر فيما يلي تاريخ عمارة الكعبة المشرفة بالترتيب مقتطفة من يوميات الشيخ محمد علي بن علان الصديقي من علماء مكة المذكورة في كتابه (أنباء المؤيد الجليل مراد، ببناء بيت الوهاب الجواد) ومن يوميات نقلها أيوب صبري باشا في كتابه (مرآت الحرمين) عن المؤرخ التركي (سهيلي) وكلاهما - ابن علان؛ وسهيلي - كانا شاهدي عيان للبناء المذكور:
في أوائل شهر ربيع الثاني، ورد فرمان من السلطان مراد خان إلى عامله بمصر محمد باشا الألباني ينبئه بانتدابه السيد محمد بن السيد محمود الحسيني الأنقروي المعين حديثاً قاضياً للمدينة المنورة ناظراً من قبل جلالته على عمارة بيت الله الحرام، وأجاز السلطان لوالي مصر بانتخاب شخص آخر من قبله يساعد السيد المذكور، وأمر بارسال المؤن والأموال لانفاقها في سبيل ذلك. وقد ثبت والي مصر مندوبه رضوان أغا لمساعدة السيد محمد، وشحن المؤن والأموال على السنابيك التي أبحرت من مصر بقيادة محمد بيك سويدان نقل السيد محمد مندوب السلطان. وفي يوم الثلاثاء 21 ربيع الثاني رست السنابيك المذكورة في ميناء جدة، وأخرجت أحمالها وهي كما ذكر ابن علان: 500 لوح دبسي و 100 زنار و 15 كرك غشم، و 300 لاطة، و 4 تراكه، و 90 سواحي مجوز،.. شواحي مفردة وقرايا واحدة، 200 تمساح رصاص، و 15 قنطار حديد خام، و 10 قناطير مسامير، و 8 سحل؟؟؟؟، و1400 عصى شون، و 140 قتب جمال، و 5 قناطير صلب، و 300 طشت وسطل نحاس.
يوم الأربعاء 22 ربيع الثاني - شرع النجارون بإحاطة الكعبة بسياج من الخشب يطيفون به على قدر حاجتهم، ووضع صفايح من الخشب عليه ما يمنع وصول الناس للعملة. وفي اليوم التالي وصل مندوب السلطان إلى مكة وباشر العمل بالاشتراك مع رضوان أغا مندوب والي مصر.
يوم الاثنين 27 منه - وقع مطر بمكة فسقط على أثره حجران من الجدار الغربي، وأحجار صغار أيضاً، وجاء العمال في هذا اليوم بالأحجار الكبيرة التي اقتطعوها للكعبة الشريفة من جبل الشبيكة قرب الشيخ محمود، وقد كان طول كل منها نحو ذراع ونصف، وسمكه نحو ذراع.
يوم الأربعاء 29 منه - جرى الكشف على بناية الكعبة من قبل السيد محمد الناظر ورضوان أغا وشمس الدين عناقي شيخ الحرم وعلي بن شمس الدين المهندس.
يوم الجمعة غرة جمادى الأول - جمعت أحجار الكعبة المتناثرة في صحنة الحرم وشرع النحاتون في نحت الأحجار الجديدة المارة الذكر، كما سلمت معاليق الكعبة التي كانت وضعت في بيت السادن إلى رضوان أغا.
يوم السبت 2 منه - رفعت الأحجار الرخامية التي بالمطاف ووضعت بمكان قريب من باب السد، وصقل النحاتون أحجار الكعبة الساقطة. وفي خلال الأيام العشرة التالية أعد العمال الأماكن لوضع النورة وتجهيزها، ومد السرادقات للحجارين.
يوم الجمعة 15 منه - 23 منه: قام النجارون في هذا الأسبوع بإصلاح باب سقاية العباس ونشر الأخشاب، والحجارون بقطع الأحجار من جبل الشبيكة، والنحاتون بنحتها وجاءت الأنباء بأن الباخرتين التي سيرهما والي مصر من السويس حاملة بقية مؤون البناء قد غرقتا في ساحل حسان قرب ينبع.
يوم الأحد 24 - 29 منه: وضعت في هذا الأسبوع ستارة ثانية حول الكعبة بارتفاع ستة أمتار منعاً لوصول الناس إلى مكان البناية، واتخذ طريق يسلك منه إلى الحجر الأسود، فكان الطائفون يطوفون بين هذه الستارة وبين الستارة التي وضعت حول المطاف، وعين لمباشرة البناء علي بن شمس الدين المكي مهندس الحكومة، ومحمد بن زين المكي المهدس، وأخوه المعلم عبد الرحمن والمعلم سليما الصحراوي المصري رئيس النجارين ومن البنائين أيضاً فاتح عبد السيد الطباطبي المكي، وسالم القرشي، والمعلم سليمان بن محمد البجع وابن حاتم ونور الدين وهؤلاء الأربعة مصريون وقد صنع النجارون أيضاً سقالة من الخشب لصعود البنائون عليها إلى جدر الكعبة.
يوم الأحد غرة جمادى الثانية - قلع الحزام الذي كان على أعلا الحجر الأسود وكان الطوق الكبير قد سقط حين سقط الجدر، ورفع الميزاب، والصحيفة الذهبية المكتوب عليها باللازورد تاريخ وضع الحزام.
يوم الاثنين 2 منه - اجتمع في الحطيم رجال الحكومة والناظر والعلماء ومعهم المهندسون والبناءون حيث أجروا الكشف على الجدر الباقية والسقف، فأعلن المهندسون أنها مائلة إلى الانهدام وأنه يقتضي تجديد بنائها.
يوم الثلاثاء 3 منه - رفعت الأخشاب التي كانت وضعت بدل الجدر الساقطة من السيل ورفع أيضاً الرخام التي لا تزال قائمة، أما رخام الأرض فقد كبسوا عليه من الجباب ما يمنع تأثره من الأحجار حال انهدامها.
يوم الأربعاء 4 منه - نقض العمال سقف الكعبة ونقلوا الرصاص والرخام وخشبة الكسوة إلى سقاية العباس، وفي اليوم التالي أتموا عملهم هذا.
يوم السبت 7 - 22 منه هدم العمال خلال هذين الأسبوعين الأحجار الباقية من الأبنية وغيرها.
يوم الأحد 23 منه - شرعوا في وضع الأحجار في بناء الكعبة فوضعوها على الأساس من بعض الأطراف وعمل البناءون في الجانب الشامي وهذا المدماك غير معدود في مداميك الكعبة لأنه وراء الشاذروان والمداميك التي فوقه إلى منتهى سمكها في بناء الزبير هي خمسة وعشرون، وقد بنيت كذلك في هذا البناء.
يوم الاثنين 24 منه - وضعت العتبة السفلى التي بسمت الشاذروان. وتبين أنه في أسفل جدار البيت الشرقي دبل صغير فدك في هذا البناء.
يوم الأربعاء 26 منه - عمل البناة أحجار وجه المدماك الأول المنحوت، وذرع سمكه 24 قيراطاً بذرع العمل، ونصبوا تلك الأحجار في الجدر الأربعة، وقد اشترك في البناء ونقل المؤون في هذا اليوم خاصة وفي الأيام التالية رؤساء الحكومة والعلماء والأعيان وغيرهم.
يوم الأحد 29 منه - شرعوا في وضع المدماك الثاني وسمكه 22 قيراطاً ثم صبوا الرصاص على وجه أسفل الجدار اليماني ليساوي المتأكل منه باقي الجدار في سمته.
يوم الاثنين غرة رجب - وضعوا الحجر الذي بطرفه محل استلام الطائفين من الركن اليماني وكان طرف الحجر الذي تحته انكسر من أعلاه فوضع في محل ذلك من الرصاص المذاب ما يساوي به باقي الأحجار سمتاً، ووضعوا حجر الركن الغربي الشامي، ونصبوا أحجار الجدار الشامي.
يوم الثلاثاء 2 منه - ثم نصب أحجار المدماك الثاني من جوانبه الأربعة وشرعوا في دك ما وراء ذلك.
يوم الأربعاء 3 منه - حملت النورة والأحجار ودك بها الجدار اليماني، ووضعوا حجراً في خد باب الكعبة على يمين الداخل إليها.
يوم الخميس 4 منه - وضعت عتبة الباب الشريف بمحلها، وألبس الصاغة النحاس المجعول غلافاً للحجر الأسود فضة.
يوم السبت 6 منه - عمل البناءون الأحجار على المدماك الثالث وذرع سمك أحجاره 20 قيراطاً ورسموا باب الكعبة الغربي، وهو بحذاء الباب الشرقي في الجدار الغربي.
يوم الأحد 7 منه - ثم نصب الأحجار المنحوتة في المدماك الثالث من جميع جوانبه ما عدا محل الحجر الأسود، وموه الصاغة غلاف الحجر الأسود بالذهب.
يوم الاثنين 8 منه - انتهى الدك بين الجدار وما في أصل الكعبة من الرضم وعلى وجهه الرخام المفروش من جانب اليمن، وشرعوا في المدماك الرابع وذرع سمكه 18 قيراطاً.
يوم الثلاثاء 9 منه -: أحضر ما أعد للحجر الأسود من الغلافات المصفحة بالفضة المموهة بالذهب وعددها عشرة لوحات ثم جاءوا بصفائح من خشب مسمر بعضها في بعض في أعواد من ورائها فشدوا بذلك ما كان مفتوحاً بحذاء الحجر الأسود لتقبيله، وقلع الحجر الذي على الحجر الأسود المطيق على أعلاه والمطيف به طرف من الجانب اليماني فوضعوا أخشاباً على طرف جدر الكعبة ودحرجوا عليها ذلك الحجر حتى نزل إلى حذاء باب الكعبة فحمله العتالة وأبرزوه، فلما رفع الحجر الكبير الذي على ظهر الحجر الأسود، وقصد ابن شمس الدين رفعه من محله ورفع الحجر تحته أخذ عبد الرحمن بن زين البنا وصار يقلع به ما على ظهر الحجر الأسود من فضة وجير فقوس به في وسط الحجر والتكى، فإذا يقطع وجه الحجر الأسود انقشر ما كان تحتها، وتفارق ما كان بينها وكادت تسقط، ولكن القائمون بأمر العمارة أمروا في الحال برد الحجر الذي تحته بعزقة وأن يجعل من فوق الحجر، حجر يعزقة ويكون عليه مدار العمل، وقد اشتغل العمال في إلصاق فلق الحجر بضعة أيام.
يوم الأربعاء - 10 منه، حدث نتوء في بعض الأحجار حال وضعها فصار خارجاً عن سطح الحجر وفيه بنى البناءون في المدماك الثالث من الجانب اليماني والجانب الغربي وأتموا بناء المدماك الثاني بأعلى دكة البيت سوى الحجر المحاذي للحجر الأسود.
يوم الخميس - 11 منه: جاؤوا ليلاً بحرف لسد ما بين الحجر الأسود والذي فوقه وسمك ذلك نحو أربع أصابع وعليها فضة وأرادوا لحم طرف الفضة بطرف الحجر الأسود، ولكن العامل المخصص أبى ذلك خوفاً من تفكك الأحجار وعدم تمكنه من إعادته فيما بعد، فتركوا ذلك وأخذوا في حك الفضة من أطراف الحجر واستمر العمل في هذا اليوم أيضاً، وأخذ البناءون في بناء الأحجار التي فوق الحجر الأسود وبجوانبه، فأتموا به المداميك الموازية لها، وشرع قسم من البنائين من الركن الغربي إلى اليماني فبنوا باقي الجدار ودكوا باطنه. وفي مساء هذا اليوم تم تمويه الحجر الأسود بصفائح الفضة.
يوم السبت 13 منه - شرعوا في وضع أحجار المدماك الخامس وذرع سمكه 18 قيراطاً وعمل النجارون من أعلاها تحت السقف قواعد توضع على العمد.
يوم الاثنين 15 منه - شرعوا في بناء المدماك السادس وذرع سمكه 18 قيراطاً.
يوم الأربعاء 17 منه - شرعوا في بناء المدماك السابع وذرع سمكه 17 قيراطاً.
يوم السبت 20 منه - عمل المبيضون في بياض قبب سطح المسجد، وذكر ابن علان أن كل قبة تبيض بثلاثة أرادب من الجص، وأن جملة ما أنفق في ثمن الجص في عمارة الكعبة وتبييض المناير والقبب فوق أربعة آلاف دينار، وفي الخشب فوق سبعة آلاف دينار، وشرع البناءون في بناء المدماك الثامن وذرع سمكة سبعة عشر قيراطاً ونصف قيراط.
يوم الاثنين 22 منه - ألصق في هذا اليوم خدا باب الكعبة المصفح بالفضة وهو من عمل السلطان سليمان، وجاؤا بالباب الشريف الذي كان أولاً وهو من عمل السلطان بيبرس وتصفيحه بالفضة المموهة بالذهب من عمل السلطان سليمان وشرع البناؤون أيضاً في بناء المدماك التاسع وذرع سمكه 17 قيراطاً.
يوم الثلاثاء 23 منه - تم وضع الباب وردف الباب العليا وقفله.
يوم الأربعاء 24 منه - شرعوا في المدماك العاشر وذرع سمكه ستة عشر قيراطاً ونصف قيراط.
يوم الخميس 25 منه - شرعوا في المدماك الحادي عشر وذرع سمكه ثمانية عشر قيراطاً.
يوم السبت 27 منه - شرعوا في المدماك الثاني عشر وذرع سمكه ستة عشر قيراطاً؛ ومن هذا المدماك إلى منتهى العمل عادوا إلى الأحجار التي كانت في الكعبة وتركوا تحت الأحجار بل بنوا بها كما كانت.
يوم الأحد 28 منه - شرعوا في عمل خشب السقف ونشر صفايحه وهو أربع فجوات وكل فجوة اثنان وعشرون عوداً فيكون مجموع أعواده (88) عوداً عدد ما كان فيها أولاً وعلى الأعواد صفايح أخشاب مسمرة عليها من ظهرها.
يوم الاثنين 29 منه - شرعوا في المدماك الثالث عشر وذرع سمكه ستة عشر قيراطاً.
يوم الثلاثاء 30 منه - أتموا المدماك الثالث عشر ومنه الشروع في النصف الثاني من مداميك الكعبة.
يوم السبت 4 شعبان - أتموا خلال الأيام الماضية المداميك الرابع عشر وسمكه 14 قيراطاً ونصف والخامس عشر وسمكه (14) قيراطاً ونصف؛ والسادس عشر وسمكه (15) قيراطاً، وشرعوا في المدماك السابع عشر وذرع سمكه (15) قيراطاً.
يوم الثلاثاء 7 منه - وصلوا إلى المدماك الذي عليه بساتل أخشاب السقف الأول وهي ثلاثة.
يوم الأربعاء 8 منه - كشف الجباب المفروش على وجه رخامة الكعبة وحفروا مكان الأعمدة ووضع لها قواعد من الحجر الشبيكي (وعلى رواية أيوب صبري من الحجر الشميسي) عوضاً عما نشر من أسفل العمد، وبقي من مداميك البيت نحو ستة وذرع سمك كل من المدماك الثامن عشر والتاسع عشر (15) قيراطاً.
يوم الجمعة 10 منه - شرع المرخمون في ترصيص رخام الوزرة من الكعبة.
يوم السبت 11 منه - شرعوا في بناء الشاذروان، وأقاموا واحداً من العمد للكعبة، وأجلسوه على القاعدة من الحجر وجعلوا على الحجر الذي تحته طوقاً من حديد صبوا فيه الرصاص المذاب ليربطوا بينه وبين العمود الخشب.
يوم الأحد 12 منه - أقاموا العمودين الثاني والثالث واستمروا في بناء الشاذروان.
يوم الثلاثاء 14 منه - وضعوا البساتل الثلاثة في محلها من الجدر، وبنوا على المدماك المحيط بها وهو المدماك العشرون وذرع سمكه تسعة قراريط وهو أصغرها ذرعاً.
يوم الخميس 16 منه - بنى المدماك الحادي والعشرون.
يوم السبت 18 منه - بني المدماك الثاني والعشرون والثالث والعشرون، وذرع سمك كل من المدماك الحادي والعشرين إلى الرابع والعشرين (14) قيراطاً.
يوم الثلاثاء 21 منه - وضعوا البساتل الثلاثة للسقف الثاني على أعلا الجدار للكعبة، وبينه وبين السقف تحته نحو ذراع بالعمل، وبني المدماك الرابع والعشرون الذي فيه البساتل العليا.
يوم الأربعاء 22 منه - بدأوا بوضع الأهلة النحاس المموهة بالذهب على قبب سطح المسجد وعدتها نحو الثلاثين.
يوم الخميس 23 منه - شرعوا في بناء المدماك الخامس والعشرين وذرع سمكه (13) قيراطاً.
يوم السبت 25 منه - بدأ النجارون في عمل قطع درج السطح للكعبة وهي ست مراق تدور دوران درج المنارة.
يوم الأحد 26 منه - دكوا السطح بالآجر.
يوم الثلاثاء 28 منه - بيضوا داخل البيت من تحت سقفه إلى محل الوزرة.
يوم الأربعاء 29 منه - جاء العملة بالميزاب وهو من خشب في ذرع نحو ثلاثة أذرع ونصف البارز منه مصفح بالفضة المحلاة بالذهب واللازورد مكتوب فيه اسم مهديه السلطان أحمد خان عام 1020 مع حزام البيت.
يوم الخميس 30 منه - بيضوا طنف سطح الكعبة الآخر.
يوم الجمعة غرة رمضان - ألبسوا الكعبة كسوتها باحتفال مهيب.
يوم الأحد 3 منه - أتموا بناء الشاذروان وكان قد تكسر من رخامه عشرة فأبدلوها برخام جديد وضعوه في الجانب الغربي.
يوم الثلاثاء 5 منه - شرع المرخمون في نصب رخام الوزرة.
يوم السبت 9 منه - تم نصب درجة سطح الكعبة.
يوم الأحد 10 منه - نظفوا باطن الحجر وجانبه عما كان فيه وشرعوا في بناء جداره، وابتدأوا في عمله من الجانب العراقي، فهدموا منه أربع تركينات إلى الأرض وانكشف تحت الرخام حجر صوان شبيكي، يقول ابن علان: لعله من أحجار الكعبة التي أخرجت من بناء الزبير لها في عمل الحجاج فإن الأزرقي ذكر أنه دفن ذلك في جوف الكعبة، والذي وجد في باطنها أحجار صغار مرضومة.
يوم الثلاثاء 12 منه - عمل البناة في الحجر وهدم جداره شيئاً فشيئاً وكلما هدموا شيئاً بنوا ما وراءه وألقوا ما أخرجوه من جبابه وبعض أحجاره بباطنه مع أحجار الكعبة عند المقام، وعمل المرخمون أيضاً في ترخيم الوزرة.
يوم الخميس 14 منه - تم بناء وجه جدار الحجر.
يوم السبت 16 منه - وضعوا أحجار رفرف الحجر بمكانها وهي منقورة فيها أسماء من له في الحجر عمارة من خليفة أو ملك، وكان الجدار الذي تم بناؤه من عمارة الملك الأشرف قانصوه الغوري في أوائل القرن العاشر، وقد فقد منه رخامة فأبدلت برخامة ملساء.
يوم الأحد 17 منه - شرع البناؤون في هدم وجه الجدار الباطني المحاذي للكعبة، وقد تبين أن رخاماً من رخام الطواف تكسر بما سقط عليه من أحجار الكعبة حال سقوطها من السيل.
يوم الاثنين 18 منه - شرعوا في بناء جدار قدر قامة في أسفل درجة سطح الكعبة، وتم وجه جدار الحجر الباطني.
يوم الأربعاء 20 منه - شرع المرخمون في ترخيم وزرة الجدار الشرقي وعمل الحدادون لدرجة باب السطح باباً.
يوم الخميس 21 منه - كحل المهندس ما بين سافات جدار الحجر، وألصق المعلم محمود الهندي قطع الحجر الأسود.
يوم الجمعة 22 منه - عمل المرخمون في جوف الكعبة، وكتب محضر أرسل إلى والي مصر فيه شهادة المكيين بحسن عمارة البيت المعادة.
يوم السبت 23 منه - سدوا الباب الغربي بحجارة شبيكية.
يوم الأحد 24 منه - تم دك الباب الغربي وترخيم الوزرة، وما بقي إلا ترخيم أرضها؛ فإن رخامها وإن لم يقلع من محله إلا أنه تأثر في الجملة، فشرع فيه المرخمون.
يوم الأربعاء 27 منه - أتم المرخمون عملهم، وأخرجوا قواعد العمد التحتية ومشاحب العمد القديمة من سقاية العباس ودخل بها الكعبة لتعاد لمكانها ثم رؤى استبدالها بجديد منها.
يوم الخميس 28 منه - أرسلوا إلى الأرض ثوب الكعبة بعد أن فكوا منه الحبال المربوطة وأعادوا الصفيحة الذهب التي بأعلا الباب مكتوباً فيها باللازورد قوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وتحته ثلاث أبيات فيها تاريخ عمل الحزام للسلطان أحمد خان وهو عام عشرين وألف وهي:
اللوح ذا لما استرم فجددا
قد بدل السلطان أحمد عسجدا
قيداً له من حديد ذو جدا
الله أنعم بالمجدد وأيدا
ألهمت في تاريخه لما بدا
اللوح ذا السلطان أحمد جددا
وفيه عمل المرخمون في سطح جدار الحجر ثم تركوه وعادوا إلى باطن الكعبة.
يوم السبت 8 شوال - رخموا وجه جدار الحجر، وشرعوا في ترميم المتكسر من رخام الطواف بإخراج القطع المتكسرة وإبدالها بسالم من ذلك، وشرعوا في صنع أخشاب لإبدال بعض أخشاب رثت في المقام الإبراهيمي عند بابه وعملوا ذلك من خشب الصنوبر.
يوم الأحد 9 منه - قلع المرخمون المتكسر من الحجار والمتخسف من باطن الحجر وقربوا القدر ووضعوها عند مقام المالكية ورفعوا باب المقام الإبراهيمي وستروا على محله بستارة وشرعوا في عملها حالاً وشرع المنقلون في تكحيل صفة المطاف وأبواب المسجد، وعاد في هذا اليوم المعلم محمود الهندي فأصلح في الحجر الأسود كما فعل في شهر رمضان.
يوم الاثنين 10 منه - وضعت الحديدات بين العمد التي هي محل تعليق قناديل الكعبة وهداياها.
يوم الخميس 13 منه - أبدل المرخمون من رخام الحجر ما تكسر منه، وفيه نقل العملة ما اجتمع مما رث من خشب الكعبة إلى الدكة الموالية لبيت ميرزا مخدوم إلى حذاء السليمانية، وفيه جددوا للعمد مشاحب وقواعد.
يوم الجمعة 14 منه - تم دهان الأخشاب التي بين شبابيك المقام الإبراهيمي بالزنجفر وبالأخضر وجلى الذهب المكتوب فيه اسم الآمر بتجديده السلطان مراد الرابع بن سليم خان.
يوم السبت 15 منه - أصلح درابزين درجة رئيس المؤذنين وكان سقط نصفها التحتي منذ سنة فقلع الباقي وأصلح الجميع وكان العمل الأول للسطان أحمد.
يوم الأحد 16 منه - أصلح أسفل باب الكعبة وأعلاه وسمر ما يحتاج للإصلاح.
يوم الثلاثاء 18 منه - أعاد الدهان دهان ما بين شبابيك المقام الإبراهيمي وأتم المنقلون المقام بالحديد المطيف به بالنورة.
يوم الخميس 20 منه - تم فرش جباب الكعبة في جميع المعد له من الدكة المارة الذكر.
يوم الجمعة 21 منه - جلا المرخمون رخام الحجر البيض والسود ودهنوها بالدهان الأسود والسندروس.
يوم الأحد 23 منه - أجرى النجارون إصلاحاً بالدرجة التي يصعد منها لباب الكعبة، وفيه وزنت ثمانية مثاقيل ذهب تصفح بها مشاحب العمد الجديدة.
يوم الأربعاء 26 منه - أصلح المرخمون رخام باب الحجر الشرقي بقلعه وإبدال الخراب بالصالح وقلعوا الرخام المتكسر في المعجنة.
يوم الأحد غرة ذي القعدة - فتحت الكعبة وصعد المرخمون لجلاء رخام الوزرة وركب النجارون مشاحبها الجديدة على العمد وأخشاب القواعد من تحتها وصفحوها بصفايح الذهب.
يوم الخميس 4 منه - صعد المرخمون لجلاء رخام سطح الكعبة وإصلاحه فإنه من عجلهم في وضعه وقع بعضه في غير موضعه فاقتلعوا ذلك وعملوه على وجه أتم.
يوم الجمعة 5 منه - شرع المرخم ينقر في حجر من رخام الكعبة تاريخاً لعمارة الكعبة صاغ ألفاظه السيد محمد الأنقروي قاضي المدينة وناظر العمارة هذا نصه:
((بسم الله الرحمن الرحيم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. تقرب بتجديد هذا البيت العتيق إلى الله سبحانه وتعالى، خادم الحرمين الشريفين، وسائق الحجاج بين البرين والبحرين السلطان بن السلطان، السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان خلد الله تعالى ملكه وأيد سلطنته في أواخر شهر رمضان المبارك المنتظم في سلك شهور سنة أربعين وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل التحية. سنة 1040)).
يوم الأربعاء 10 منه - أتموا قلع رخام السطح وأعادوه على ما ينبغي وأخذوا الأفونة جعلوها تحت جدر طنف السطح لئلا يدخل ماء المطر فيها إلى الخشب تحتها فتعمل فيه الأرضة.
يوم السبت 13 منه - عمل المرخمون في جلاء رخام الشاذروان وجعلوا معها الوزرة التي تحت بيت زمزم بحذاء الكعبة.
وقد تم أمس نقر التاريخ، فأعطى اليوم الحجر المنقور فيه التاريخ للدهان فحلاه بالذهب وأتم عمله. وقام العمال في الأيام التالية في تبييض بعض جهات المسجد، وفي دفن الحفر التي كانت تلي بعض الأبواب.
يوم الاثنين 21 منه - أحضرت معاليق الكعبة، وكانت كما ذكر في السابق عشرون قنديلاً من الذهب العين، واحدة منها مصطنعة باللؤلؤ، وثلاثون قنديلاً من الفضة، فسلمت إلى سادن البيت الشيخ محمد الشيبي بحضرة الجمع واشهد عليه أنه تسلم ذلك، ثم دعي بشيخ الوقادين فعلقها في أماكنها وفيه بنى المرخمون الحجر الذي نقر فيه التاريخ قبالة الباب الشرقي.
وفي الأيام التالية غسلوا الكعبة بماء زمزم وبخروها، وجلا المرخمون من وجه الحجر.
يوم الجمعة 25 منه - جاء ابن شمس الدين والسادن فكحلوا بالنورة ما بين الفضة المصفح بها الخشب في خدى الباب.
يوم هلال ذي الحجة - أصلحوا الحجر الأسود ودهنوه بسواد وسندروس.
يوم 2 الحجة - عملوا محل شعل النار عند الأهلة والأعياد من أعلا مقام الشافعي، وهو آخر عملهم في هذا البيت والمسجد الحرام.
وقد تم خلال شهر رمضان وشوال والقعدة إصلاحات جمة في أبواب الحرم ومقامات الأئمة وغيرها ورد ذكرها أيضاً في اليوميات التي نقلنا عنها هذا.
قال أيوب صبري: وبعد مضي سنتان عل العمارة المارة الذكر نزلت أمطار غزيرة في مكة المكرمة أثرت على سقف الكعبة، فصدر أمر السلطان مراد إلى عامله في مصر أحمد باشا بانتداب شخص يتولى إصلاح السقف، ومقام إبراهيم، وتجديد باب الكعبة، فانتدب الوالي المشار إليه، رضوان أغا للمرة الثانية للقيام بهذه الخدمة فحضر إلى مكة المكرمة ومعه المهندس عبد الرحمن، وكان وصوله إليها في أوائل ذي الحجة من عام 1044 وبعد النزول من منى شرع في العمل، وكان جمع قبل ذلك مجلساً من العلماء تلى عليهم الفرمان السلطاني، فاعترض ابن علان وحزبه على ذلك وخالفوه، ثم انصاعوا فيما بعد ووافقوه على القيام بالإصلاحات المذكورة.
وقد تم إصلاح الخراب الحادث في سطح الكعبة خلال بضعة أسابيع ثم شرع في تجديد باب الكعبة في شهر ربيع الأول وانتهي من صنعه في شهر رمضان المبارك وعمل الصاغة الفضة للباب ووزن ذلك مائة وستة وستون رطلاً وطلي بالذهب البندقي مما قدره ألف دينار، وجعلوا فيه ما في الأول من الكتابة وكتب عليه بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً الآية وتحتها: ((تشرف بتجديد هذا الباب، من سبقت له العناية من رب الهداية، مولانا السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان بن عثمان، عز نصره في سنة خمس وأربعين وألف)).
وتم خلال ذلك بناء المقام الشريف، وفرش المسجد بالحصباء وسطح الكعبة بالرخام الأبيض وأصلحت المماشي.
وبعد أن انتهى رضوان أغا من عمله عاد إلى مصر فاستانبول ومعه درفتي باب الكعبة القديم حيث قد سلمها إلى السلطان مراد.
وقبل أن نختم هذا البحث نذكر فيما يلي أبياتاً ذكرها الفاسي في شفاء الغرام أجمل فيها تاريخ الكعبة لعهده قال:
بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم
ورتبتهم حسب الذي أخبر الثقة
ملائكة الرحمن، آدم، ابنه
كذاك خليل الرحمن، ثم العمالقة
وجرهم، يتلوهم قصي، قريشهم
كذا ابن الزبير، ثم حجاج لاحقه
وذيله بعضهم بقوله
وخاتمهم من آل عثمان بدرهم
مراد المعالي اسعد الله شارقه
وقال آخر
ومن بعدهم من آل عثمان قد بنى
مراد حماه الله من كل طارقه
وذكر علي الطبري في الأرج المكي أبياتاً نظمها في تاريخ عمارة البيت فقال:
بنى البيت خلق وبيت الإله
مدى الدهر من سابق يكرم
ملائكة، آدم، ولده
خليل، عمالقة، جرهم
قصي، قريش، ونجل الزبير
وحجاج بعدهم يعلم
وسلطاننا الملك المرتضى
مراد هو الماجد المنعم
أدام الإله لنا ملكه
وأبقاه خالقنا الأعظم
ونظم محمد علي بن علان ثلاثة أبيات جمع فيها بناء الكعبة فقال:
بنى الكعبة الأملاك، آدم، ولده
شيث، فإبراهيم، ثم العمالقة
وجرهم، قصي، مع قريش، وتلوهم
هو ابن زبير، ثم حجاج لاحقه
ومن بعد هذا قد بني البيت كله
مراد بني عثمان فشيد رونقه
* * *
ملحوظة - تداخلت كلمتا (هذه الجدران) في آخر السطر العاشر من الصفحة (241) خطأ وصوابها أن تكون في آخر السطر الذي يليه بحيث تصبح العبارة: (وقالوا له يمكن حفظ هذه الجدران) الخ فاقتضى التنويه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2047  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.