شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في معاليق الكعبة وقرني الكبش ومن علق تلك المعاليق
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن خاله مسافع بن شيبة عن صفية بنت شيبة أن امرأة من بني سليم ولدت عامتهم قالت لعثمان بن طلحة: لم دعاك النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من البيت؟ قال: قال لي: إني رأيت قرني الكبش في البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل (1) مصلياً قال عثمان: (2) وهو الكبش الذي فدى به إسماعيل (3) بن إبراهيم عليهما السلام.
حدّثني محمد بن يحيى عن سليم بن مسلم عن عمرو بن قيس أنه كان يقول: كان قرنا الكبش في الكعبة فلما هدمها ابن الزبير وكشفها وجدوهما في جدار الكعبة مطليين (4) بمشق قال: فتناولهما فلما مسهما همدا من الأيدي، قال محمد بن يحيى: عن هشام بن سليمان عن ابن جريج عن عبد الله بن شيبة بن عثمان قال: سألته هل كان في الكعبة قرنا كبش؟ قال: نعم كان فيها، قلت: رأيتهما قال: حسبت أنه قال أبي أخبرني أنه رآهما، وعن ابن جريج عن عجوز قالت: رأيتهم وبهما مغرة. (5)
حدّثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن أشياخه قال: لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدائن كسرى كان مما بعث به إليه هلالان فبعث بهما فعلقهما في الكعبة وبعث عبد الملك بن مروان بالشمستين وقدحين من قوارير وضرب على الاسطوانة الوسطى الذهب من أسفلها إلى أعلاها صفايح وبعث الوليد بن عبد الملك بقدحين وبعث الوليد بن يزيد بالسرير الزينبي (6) وبهلالين وكتب عليهما اسمه بسم الله الرحمن الرحيم أمر عبد الله الخليفة الوليد بن يزيد أمير المؤمنين في سنة إحدى ومائة؛ قال أبو الوليد: أخبرنيه إسحاق بن سلمة الصايغ (7) أنه قرأ حين خلق الكعبة وأخبرنيه غير واحد من الحجبة سنة اثنتين وأربعين ومائتين وبعث أبو العباس بالصحفة الخضراء وبعث أبو جعفر بالقارورة الفرعونية، كل هذا معلق في البيت وكان هارون الرشيد (8) قد وضع في الكعبة قصبتين علقهما مع المعاليق (9) في سنة ست وثمانين ومائة (10) وفيهما بيعة محمد وعبد الله ابنيه وما عقد لهما وما أخذ عليهما من العهود وبعث المأمون بالياقوتة التي تعلق في (11) كل سنة في وجه الكعبة في الموسم بسلسلة من ذهب وبعث أمير المؤمنين جعفر المتوكل بشمسة عملها من ذهب مكللة بالدر الفاخر والياقوت الرفيع والزبرجد بسلسلة من ذهب تعلق في وجه الكعبة في كل موسم.
حدّثني سعيد بن يحيى البلخي قال: أسلم ملك من ملوك التبت (12) وكان له صنم من ذهب يعبده في صورة إنسان، وكان على رأس الصنم تاج من الذهب مكلل بخرز الجوهر والياقوت الأحمر والأخضر والزبرجد وكان على سرير مربع مرتفع من الأرض على قوائم، والسرير من فضة وكان على السرير فرشة الديباج وعلى أطراف الفرش أزرار من ذهب وفضة مرخاة (13) والأزرار على قدر الكرين (14) في وجه السرير فلما أسلم ذلك الملك أهدى السرير والصنم إلى الكعبة فبعث به إلى (15) أمير المؤمنين عبد الله المأمون هدية للكعبة والمأمون يومئذ بمرو من خراسان فبعث به المأمون إلى الحسن بن سهل بواسط وأمره أن يبعث به إلى الكعبة فبعث به مع نصير بن إبراهيم الأعجمي رجل من أهل بلخ من القواد فقدم به مكة في سنة إحدى ومائتين (16) وحج بالناس تلك السنة إسحاق ابن موسى بن عيسى بن موسى فلما صدر الناس من منى نصب نصير (17) بن إبراهيم السرير وما عليه من الفرشة والصنم في وسط رحبة عمر بن الخطاب بين الصفا والمرة فمكث ثلاثة أيام منصوباً ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا سرير فلان بن فلان ملك التبت أسلم وبعث بهذا (18) السرير هدية إلى الكعبة فاحمدوا الله الذي هداه للإسلام وكان يقف على السرير محمد ابن سعيد ابن أخت نصير الأعجمي فيقرأه على الناس بكرة وعشية ويحمد الله الذي هدى ملك التبت إلى الإسلام ثم دفعه إلى الحجبة وأشهد عليهم بقبضه فجعلوه في خزانة الكعبة في دار شيبة بن عثمان حتى استخلف حمدون بن علي بن عيسى بن ماهان (19) يزيد بن محمد بن حنظلة (20) المخزومي على مكة وخرج إلى اليمن فخالفه إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي (21) إلى مكة مقبلاً من (22) اليمن فسمع به يزيد بن محمد فخندق على مكة وسكها بالبنيان من أنقابها وأرسل إلى الحجبة فأخذ السرير وما عليه منهم فاستعان به على حربه (23) وقال: أمير المؤمنين يخلفه لها وضربه (24) دنانير ودراهم وذلك في سنة اثنتين ومائتين فبقي (25) التاج واللوح في الكعبة إلى اليوم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1023  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.