الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

ذكر بناء الملائكة الكعبة قبل خلق آدم ومبتدأ الطواف كيف كان ⁽¹⁾

حدّثنا أبو الوليد قال حدثني علي بن هارون بن مسلم العجلي عن أبيه قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري قال حدثني محمد بن علي بن الحسين ⁽²⁾ قال كنت مع أبي علي بن الحسين بمكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه إذ جاءه رجل شرجع من الرجال يقول طويل ⁽³⁾ فوضع يده على ظهر أبي فالتفت أبي إليه فقال الرجل: السلام عليك يا ابن بنت رسول الله إني أريد أن أسألك فسكت ⁽⁴⁾ أبي وأنا والرجل خلفه حتى فرغ من أسبوعه فدخل الحجر فقام تحت الميزاب فقمت أنا والرجل خلفه فصلى ركعتي أسبوعه ثم استوى قاعداً فالتفت إلي فقمت فجلست إلى جنبه فقال يا محمد فأين هذا السائل؟ فأومأت إلى الرجل فجاء فجلس بين يدي أبي فقال له أبي عم تسأل؟ قال أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان وأنى كان وحيث كان وكيف كان؟ فقال له أبي نعم من أين أنت؟ قال من أهل الشام قال أين مسكنك؟ قال: في بيت المقدس قال: فهل قرأت الكتابين؟ - يعني التوراة والإنجيل - قال الرجل نعم قال أبي يا أخا أهل الشام احفظ ولا تروين عني إلا حقاً ⁽⁵⁾ أما بدءُ هذا الطواف بهذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة فقالت الملائكة أي رب أخليفة من غيرنا ⁽⁶⁾ ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون، ويتباغضون ويتباغون؟ أي رب ⁽⁷⁾ اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لا نفسد فيها، ولا نسفك الدماء، ولا نتباغض، ولا نتحاسد، ولا نتباغى، ونحن نسبح بحمدك، ونقدس لك، ونطيعك، ولا نعصيك فقال ⁽⁸⁾ الله تعالى إني أعلم ما لا تعلمون قال فظنت الملائكة إن ما قالوا رداً ⁽⁹⁾ على ربهم عز وجل وأنه قد غضب من قولهم فلاذوا بالعرش، ورفعوا رؤوسهم، وأشاروا بالأصابع ⁽¹⁰⁾ يتضرعون، ويبكون إشفاقاً لغضبه ⁽¹¹⁾ وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله ⁽¹²⁾ إليهم فنزلت الرحمة عليهم فوضع ⁽¹³⁾ الله تعالى تحت العرش بيتاً ⁽¹⁴⁾ على أربع أساطين من زبرجد وغشاهن بياقوتة حمراء ⁽¹⁵⁾ وسمى ذلك البيت الضراح ⁽¹⁶⁾ ثم قال الله تعالى للملائكة طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش قال ⁽¹⁷⁾ فطافت الملائكة بالبيت ⁽¹⁸⁾ وتركوا العرش وصار أهون عليهم من العرش ⁽¹⁹⁾ وهو البيت المعمور الذي ذكره الله عز وجل يدخله في كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً ⁽²⁰⁾ ثم إن الله سبحانه وتعالى بعث ملائكة فقال لهم ⁽²¹⁾ أبنوا لي بيتاً في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور، فقال الرجل صدقت يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان.

[1]	بياض في ب من أول هذا الفصل إلى نهاية فصل ذكر زيارة الملائكة البيت الحرام.
[2]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام نقلاً عن الأزرقي ((حدثنا الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)).
[3]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((إذ جاءه رجل طويل)).
[4]	كذا في جميع الأًصول. وفي الأعلام ((فرد عليه السلام وسكت)).
[5]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((احفظ عني ولا ترو عني إلا حقاً)).
[6]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((أي رب أتخلق غيرنا)).
[7]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((أي رب)) محذوفة.
[8]	كذا رواية الأعلام. وفي جميع الأصول ((قال)).
[9]	كذا في الأعلام. وفي جميع الأصول ((رد)).
[10]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((وأشاروا بالأصابع)) محذوفة.
[11]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((من غضبه)).
[12]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((الله تعالى)).
[13]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((ووضع)).
[14]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((بيتاً وهو البيت المعمور)).
[15]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((يغشاهن ياقوتة)).
[16]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((وسمي ذلك البيت الضراح)) ساقطة وقال ياقوت: الضراح بيت في السماء حيال الكعبة وهو البيت المعمور، وقيل هي الكعبة رفعها الله وقت الطوفان إلى السماء الدنيا فسميت بذلك لضرحها عن الأرض أي بعدها (معجم البلدان).
[17]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((فقال)).
[18]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((بهذا البيت)).
[19]	كذا في الأعلام والروض الأنف. وفي جميع الأصول ((من العرش)) ساقطة.
[20]	كذا في جميع الأصول. وفي الأعلام ((وهو البيت... أبداً)) ساقطة.
[21]	كذا في الأعلام والجامع اللطيف وفي جميع الأصول ((لهم)) ساقطة.