شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً، وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. (سورة آل عمران).
التدوين في الإسلام:
الحجاز من أقدم البلدان التي ردد البشر اسمها في مختلف العصور، مقروناً بالتوقير والتعظيم، وتاريخها حافل بالحوادث بما يجب أن تكون موضع درس وتدقيق، ولما ظهر الإسلام في مكة المكرمة، وسطعت أنواره من بطحائها، وصارت الكعبة المعظمة قبلة المسلمين، اتجهت الأنظار إليها وازدادت العناية بأمرها.
ولما بلغ المسلمون قمة المجد والسيادة في منتصف القرن الثاني، فشت العناية بأكثر العلوم الإسلامية، وتنبه رواة الحديث والمغازي إلى وجوب التصنيف والتدوين فيهما، بحيث صار لكل منهما رجال قصروا عليهما أبحاثهما.
خطط مكة:
وكان طبيعياً أن يعنى خلال ذلك بتاريخ الحجاز ومدنه لما لهذا البحث من علاقة وثيقة بتفسير القرآن الكريم، وشرح الأحاديث النبوية وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان طبيعياً أن تكون مكة المكرمة - مهبط الوحي، ومهوى أفئدة المسلمين - في الطليعة فيهب رجال منهم لتدوين تاريخها وخططها، لأن تاريخ مكة المكرمة هو في الحقيقة يشغل قسماً كبيراً من تاريخ الإسلام، وتاريخ الحضارة الإسلامية، فلا بدع إذا عنى علماء التاريخ منذ هذا الوقت بتدوين المؤلفات القيمة التي تصف أماكنها، وتشرح تطوراتها.
أقدم المؤلفات:
وأقدم ما ذكرته المعاجم في هذا الشأن هي: مؤلفات محمد بن عمر الواقدي (130 - 207) وعلي بن محمد المدائني (135 - 225) وأبي الوليد الأزرقي (.. - نحو 250) والزبير ابن بكار (172 - 256) وعمرو بن شبه (172 - 262) ومحمد بن إسحاق الفاكهي (... - نحو 280)، ويمكن القول بأن هذه المؤلفات سلسلة آخذة بعضها برقاب بعض من حلقة واحدة، دونت في زمن واحد. وقد فقد أكثر هذه الكتب القيمة (1) ولم يبق منها إلا تراث نفيس هو (أخبار مكة المكرمة وما جاء فيها من الآثار) تأليف أبي الوليد محمد الأزرقي، وتبدو أهمية هذا الأثر الخالد بوجه خاص متى ذكرنا أن مكة المكرمة هي البلدة الوحيدة بين الأمصار الإسلامية التي لا تزال تحتفظ بمواقعها وآثارها.
ترجمة المؤلف وروايات المؤرخين عنه:
قال ابن النديم صاحب الفهرست:
((الأزرقي واسمه محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة ابن الأزرق واسمه عثمان بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر بن عمرو بن عوف بن الحارث بن ربيعة بن حارثة بن الحارث بن ثعلبة العنقا بن جفنة بن عمرو بن عامر مزيقيا هذا من خط ابن الكوفي وأحد الإخباريين وأصحاب السير وله من الكتب كتاب مكة وأخبارها وجبالها وأوديتها كتاب كبير)).
وقال الفاسي في كتابه (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين): (2)
((محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة الغساني أبو الوليد الأزرقي المكي مؤلف أخبار مكة حدث فيه عن جماعة منهم جده أبو الوليد أحمد ابن محمد الأزرقي، وإبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر بن الأزرق ابن عمرو بن الحارث بن أبي شمر العدني، روي عنه إسحاق بن أحمد الخزاعي وإبراهيم بن عبد الله الهاشمي ووقع لنا حديثه من طريقه عاليا، وما علمت متى مات إلا أنه كان حياً في خلافة المنتصر محمد بن جعفر المتوكل العباسي وقد تقدم ذكرهما في ترجمته، لأنه ذكر في الخطط أن القصر المسمى سقر والستار في الجاهلية صار المنتصر بالله (3) وترجمه بأمير المؤمنين ولم أر من ترجمه وإني لأعجب من ذلك؛ ووهم النووي رحمه الله في قوله في شرح المهذب بعد أن ذكر في حدود الحرم نقلاً عن أبي الوليد الأزرقي هذا أنه أخذ عن الشافعي وصحبه وروى عنه، وإنما كان ذلك وهماً لأمرين، أحدهما: أن الذين صنفوا في طبقات الفقهاء الشافعية لم يذكروا في أصحاب الشافعي إلا أحمد بن محمد بن الوليد جد أبي الوليد هذا. والأمر الثاني: لو أن أبا الوليد هذا روى عن الإمام الشافعي لأخرج عنه في تاريخه لما له من الجلالة والعظمة كما أخرج عن جده وابن أبي عمر العدني، وإبراهيم ابن محمد الشافعي ابن عم الإمام الشافعي، والسبب الذي أوقع النووي في هذا الوهم أن أحمد الأزرقي جد أبي الوليد هذا يكنى بأبي الوليد فظنه النووي هو والله أعلم وإنما نبهت على ذلك لئلا يعثر بكلام النووي)).
وقال الحاج خليفة في كتابه كشف الظنون:
((الإمام أبو الوليد محمد بن عبد الكريم الأزرقي المتوفي سنة 223، وهو أول من صنف في تاريخ مكة، ومختصره زبدة الأعمال)).
وجاء في كتاب دستور الأعلام (4) بمعارف الأعلام لمؤلفه شمس الدين محمد بن عمر بن عزم المغربي التونسي:
((الأزرقي إلى جده الأزرق صاحب تاريخ مكة محمد بن عبد الله بن أحمد سنة 204 وجده أحمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني المكي روى عن سفيان بن عيينة وداود بن عبد الرحمن العطار وروى عنه حفيده سنة 212)).
هل كان غسانياً؟
فمن أقوال المؤرخين هذه يتضح أن مؤلف أخبار مكة هو أبو الوليد محمد ابن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغساني يمت بنسبه إلى أسرة أبي شمر الغساني.
وقد اتفق في ذلك الأزرقي نفسه (5) والفاسي (6) ، وابن النديم (7) معاً ولكن صاحب الفهرست يختلف وإياهما في نسبه الأعلى. على أن الذي لا شك فيه أن أبا الوليد هو من أسرة عثمان بن عمرو الغساني الملقب بالأزرق الذي عاصر صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم وقد جاء هذا من سورية إلى مكة وصار حليفاً للمغيرة بن أبي العاص بن أمية (8) ويقول ناشر الطبعة الأوربية في مقدمته: ((ولكن إذا كان أبو شمر المذكور هو نفس أبو شمر الذي ذكره ابن دريد فإن أسرة الأزرقي تمت بقرابة إلى آل جفنة)) ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على الأزرق بن عمرو عام الفتح وجاءه في حاجة فقضاها له وكتب له كتاباً أن يتزوج الأزرق في أي قبائل قريش شاء وولده، وذلك الكتاب مكتوب في أديم أحمر فلم يزل ذلك الكتاب عندهم حتى دخل عليهم السيل في دارهم في سنة 80 فذهب بمتاعهم وذهب ذلك الكتاب في السيل وقد كان للأزرق ثلاثة أولاد وهم: عمرو، ونافع مؤسس فرق الأزارقة، وعقبة. وعقبة هذا هو أول من استصبح لأهل الطواف في المسجد الحرام وكانت داره لاصقة بالمسجد الحرام (9) .
وقد ولد المؤلف في مكة المكرمة في القرن الثاني للهجرة ولم يعرف بالضبط تاريخ ولادته، ولا أشار إليه أحد من المؤرخين، لأن الأقدمين أهملوا ذكره بتاتاً. وترجمته التي وصلت إلينا هي من رواية المتأخرين.
أما وفاته، فهي غير مضبوطة على التحقيق أيضاً، فقد ذكر الحاج خليفة صاحب كشف الظنون أنها عام 223، وقال ابن عزم التونسي: أنها عام 212 (10) والحقيقة أن كلاهما أخطأ السبيل، فإن الأزرقي توفي بعد هذا التاريخ بعشرات السنين، فقد ذكر الفاسي في كتابه العقد الثمين أن الأزرقي كان في عهد المنتصر على قيد الحياة.
أما ناشر الكتاب وستنفيلد الألماني فهو يقول في مقدمته: ((بينما نرى أخباراً نقلها عن جده تقع في عام 219 (انظر ص 201) (11) نرى للمؤلف نفسه مذكرات تعود إلى تاريخ سنة 126 (انظر ص 162) (12) وكذلك يخبرنا في صفحة 333 عن أشياء شاهدها ورآها بعينه عام 219، وعن حوادث 220 - 225 (انظر ص 300). وأما كلامه عن صالح بن العباس الذي ولى مكة للمرة الثانية على عهد المعتصم من سنة (219 - 232) وقوله عنه أنه يملك اليوم قصر سقر (انظر ص 492) فالمفهوم من سياق كلامه أنه يروي ذلك بعد عزله، إذ هو يحدث عن سنة 227 (انظر ص 453) وعن سنة 229 (ص 329) فيما يتعلق بالمباني الحديثة ونقشها بمكة لا سيما في عهد الخليفة المتوكل من سنة 236 حتى سنة 243. وفي صفحات (206 (13) - 278، 398، 209 (14) ، 211 (15) ، 332، 179) (16) يروى أخباراً يرجع تاريخها إلى سنة 239، ثم يحدثنا في (صفحة 183) (17) أن كسوة الكعبة من سنة 200 - 244 بلغت 170 ثوباً ويقول أنه ختم أخباره في سنة 244)).
((وأما إشارة الفاسي في مذكرته (ص 492) إلى أنه كان على قيد الحياة في عهد الخليفة المنتصر فأني لا أشاطره الرأي في ذلك فإن المنتصر حكم الثلاثة الأشهر الأخيرة من سنة 247. والثلاثة الأشهر الأولى من سنة 348 وإني أعد هذه الفقرة من الزيادات التي وضعها الراوية لما ورد فيها من كلمة (اليوم) ومما يؤيد ذلك في (صفحة 226) (18) ورود ذكر لوقوع تغيير في عهد المتوكل أي قبل سنة 247 أو فيها مما لم يمكن الأزرقي نفسه يهمل الإشارة إليها لو كان قد شهدها. ومن هذا استنتج أنه ختم كتابه في عام 244 ثم مات عقيب ذلك)) (19) .
أما نحن فإننا نوافق الفاسي في روايته ونخالف وستنفيلد في استنتاجاته لأنه إذا كان الأزرقي أهمل ذكر حوادث وقعت في سنة 247، فليس هذا بينة على موته، وإذا نحن أجلنا النظر في كتابه وجدنا أن الخزاعي يروي حوادث عن سنة 230 ونيف (انظر ص 202) (20) وكذلك أخباراً عن عام 241 (انظر ص 221) (21) في حين أن الأزرقي نفسه يذكر أشياء وقعت في عام 241 (انظر ص 214 و 217) (22) ولم يشر إلى الحوادث التي ذكرها الخزاعي عن تلك السنة.
وكلمة (اليوم) الواردة في (صفحة 492) عن انتقال قصر سقر إلى المنتصر التي اعترض على ذكرها وستنفيلد هي صريحة واضحة، لا تقبل التأويل. فلا يبعد والحالة هذه أن يكون الأزرقي حياً في عهد المنتصر كما روى الفاسي وأنه توفي عقيب ذلك.
أخبار مكة:
((إن هذا الكتاب يشبه من بعض الوجوه كتاب ابن هشام في السيرة النبوية، وذلك باشتراك أشخاص عديدين في تأليفه. بيد أنه لا يشبهه من جهة كونه مختصراً من مجموعات كبيرة، بل بالعكس فقد كان صغير الحجم ثم زيد عليه علاوات كثيرة وضم إليه مواد عديدة أدت إلى اتساعه)) (23) .
والحقيقة التي لا ريب فيها أن واضع كتاب أخبار مكة أو بعبارة صريحة جامعه ومرتبة ومؤلفه هو محمد بن عبد الله الأزرقي رواية عن جده أحمد بن محمد الأزرقي وغيره من الرجال المعروفين، وكانت روايته عن جده أكثر من روايته عن غيره مما يدعونا للقول بأن المؤلف الأصلي للكتاب هو جده أحمد.
جد المؤلف:
وجد المؤلف هو أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث ابن أبي شمر الغساني أبو الوليد وأبو محمد الأزرقي المكي. روى عنه جماعة منهم البخاري في صحيحه، وحفيده محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي مؤلف تاريخ مكة وغيرهما قال: مات سنة اثنتي عشرة ومايتين. وقال الحاكم: مات سنة اثنتين وعشرين ومايتين. وقال صاحب الكمال: مات بعد سنة سبع عشرة ومايتين أو فيها. (24)
الرواة:
وكذلك نرى بين تضاعيف الكتاب أن أشخاصاً آخرين يروون عن المؤلف - أي محمد بن عبد الله، - وهما: إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي أبو محمد، ومحمد بن نافع بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي، فالأول يروي عن محمد الأزرقي والثاني يحدث عن عم أبيه إسحاق.
وقد كان إسحاق مقري مكة حيث قال الفاسي عنه: ((أنه من كبار أهل القرآن وأحد فصحاء مكة، وقال الذهبي: كان ثقة حجة، رفيع الذكاء، توفي يوم الجمعة ثامن شهر رمضان سنة 308 بمكة)). (25) والأخبار التي شاهدها بنفسه رواها في الكتاب بدون إسناد إلى الأزرقي وقعت ما بين عام 231 - 284.
أما محمد بن نافع الخزاعي الراوية الأخير فله على كتاب الأزرقي حاشيتان تتعلقان بزيادة دار الندوة (26) وزيادة باب إبراهيم (27) . هذه رواية الفاسي والحقيقة أن لأبي الحسن محمد الخزاعي تعاليق أخرى منها للباس معاليق الكعبة ذهباً في عام 310 (28) .
ويقول الفاسي: نقلاً عن المسبحي أنه كان في سنة 340 حياً ثم يذكر أيضاً أن أحد الأندلسيين جاء عام 351 إلى الحج ولقي أبا الحسن الخزاعي وقرأ عليه فضائل الكعبة من تواليفه (29) .
اختصار أخبار مكة:
لقد كان كتاب (أخبار مكة المكرمة وما فيها من الآثار) مجموعة صغيرة كما قلنا ثم أضيفت إليه مواد وزيادات جمة، بحيث أصبح تاريخاً ضخماً ومن ثم اختصره اثنان، ونظمه ثالث في أرجوزة، وإلى القارئ خلاصة تاريخية عن ترجمة هؤلاء:
الاسفرائني:
أ) هو سعد الدين بن عمر بن محمد بن علي الاسفرائني المكي من علماء القرن الثامن للهجرة اختصر تاريخ الأزرقي في كتاب سماه (زبدة الأعمال وخلاصة الأفعال): قال في مقدمة كتابه: ((أما بعد فهذه رسالة مشتملة على فضيلة مكة شرفها الله تعالى وكيفية بناء الكعبة و... اختصرتها من تاريخ مكة شرفها الله تعالى وبناء الكعبة وعظم قدرها من جمع الحافظ أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أبي الوليد أحمد بن محمد بن الوليد الغساني (30) الأزرقي الشافعي المكي رحمة الله عليه بعد فراغي من سماعها على.... الشريف أبي اليمن محمد بن أحمد ابن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر العمري القرشي الشافعي المكي الحوازي وذلك بالحرم الشريف تجاه الميزاب في ثالث عشر صفر ختم بالخير والظفر سنة 762 تذكرة لنفسي وترغيباً للطالبين... وسميتها زبدة الأعمال وخلاصة الأفعال وجعلتها على بابين في ذكر فضيلة الكعبة وفيه أربعة وخمسون فصلاً وباب في ذكر فضيلة المدينة وفيه خمسة وعشرون فصلاً..)).
فمن هذه المقدمة يستبان أن هذا الكتاب ينقسم إلى قسمين، الأول في البحث عن مكة وهو الذي اختصره من خطط الأزرقي، والثاني في البحث عن المدينة، وهو من زيادة المختصر. لأن الأزرقي اختص كتابه بمكة المكرمة فقط: ومن مطالعة النسخة الخطية التي بين أيدينا نعلم أن الاسفرائني أهمل البحث التاريخي من مختصره جداً، واكتفى بالبحث في فضائل الحج والعمرة وما لها علاقة بذلك.
وقد كان المظنون أنه لا يوجد من هذا المختصر سوى نسخة في باريس وأخرى في المتحف البريطاني بلندن، بيد أننا حين البحث في مكتبة الحرم المكي وقفنا على نسخة من هذا الكتاب (تاريخ رقم 64 - 234) تقع (في 196) ورقة أو (392) صفحة بخط واضح انتهى الناسخ من كتابتها في 17 ربيع الأول سنة 1009. وقد كانت هذه النسخة في ملك شخص يسمى ((عبد الرحيم بن محمد القاضي)) ثم انتقلت إلى شخص آخر اسمه ((عبد الله الحنفي العباسي)).
الكرماني:
ب) يحي بن محمد الكرماني المصري من علماء القرن التاسع؛ اختصر تاريخ الأزرقي عام 821 وسماه كما في الصفحة الأولى من النسخة الخطية: (مختصر تاريخ مكة المشرفة شرفها الله تعالى للإمام أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الأزرقي رحمه الله تعالى اختصار الفقير الكرماني) قال في مقدمته: (وبعد فهذا مختصر لخصته من كتاب الإمام العلامة أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الأزرقي وحذفت الأسانيد وبعض الزوائد، وأضفت إليه بعض فوائد) وقال في آخر الكتاب: ((هذا آخر ما انتخبه الفقير يحي بن محمد الكرماني من تاريخ مكة للأزرقي رحمه الله تعالى في شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانماية بمصر المحروسة..)) ويوجد من هذا الكتاب نسخة في برلين.
الأرمانتي:
ج) أما ناظم كتاب (أخبار مكة المكرمة) الأرمانتي، فقد ذكره صاحب (الدرر الكامنة) لابن حجر، و (الطالع السعيد في تاريخ الأدب ورجاله العاملين) للأدفوي، وهو: عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك الأنصاري الأرمانتي المنعوت تقي الدين ولد بأرمنت سنة 632، وتوفي بمدينة قوص سنة 722:
وكان من الفقهاء الشافعية، وله أرجوزة في الحلى، ونظم تاريخ مكة للأزرقي أرجوزة: سماها ((نظم تاريخ مكة للأزرقي في أرجوزة)).
قال الأدفوي: كان شاعراً، أديباً، خفيف الروح، كبير المرؤة، كثير المروة، محسناً للناس.
أما أرجوزته لتاريخ مكة فهي مفقودة.
. . .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2745  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.