المشهد الثالث |
ويعود ((عزمي)) إلى داره، وما أن يدخل حتى يسأل زوجته: |
عزمي: أين سامي وسوسن يا عايده.. |
عايده: في غرفتيهما.. |
عزمي: لِم لَم أجدهما حاضرين للغداء معنا.؟ |
عايدة: إنهما مضربان عن الأكل.. |
عزمي: مضربان عن الأكل.. لماذا؟.. ألم تعجبهما الأنواع التي طبختها اليوم.. |
عايدة: لا.. ولكنهما معتصمان في غرفتيهما.. |
عزمي: إيش السبب؟.. |
عايدة: زعلانين.. |
عزمي: من إيش؟ |
عايدة: من الكسوة التي اشتريتهما لهما.. |
عزمي: إيش يقولوا عنهما.. |
عايدة: يقولوا إنها من القماش الرخيص.. بل لقد بلغت بهما الوقاحة أن يقولا إنها من سوق الكانتو ومن القماش الدول.. |
(ويضحك ((عزمي)) حتى كاد يقع من فوق كرسيه.. ثم يقول): |
عزمي: ليش ما اتصلتي بي تليفونياً حتى أجيب لهما معي كسوة ترضيهما.. |
عايدة: ولكن الكسوة التي اشتريتها يا عزمي جميلة ومن القماش الجيد ولكن أولادنا بطرانين أكثر من اللازم بحيث أصبح استمرارهما على هذه ضرراً على مستقبلهم.. |
عزمي: أنت تهولين الأمر يا عايدة.. ضرر إيه.. ومستقبل إيه.. إنها تدخل بها السرور على قلوب ابنائنا بدلاً من التنكيد عليهما.. |
عايدة: ولكن استجابتك لرغبتهما ورضوخك لتهديدهما سيحملهما على اتباع هذه السياسة كلما عنّ لهما طلب.. |
عزمي: إنك تبالغين في تصوراتك يا عايده.. |
عايده: سامي وسوسن يريدان أن يلبسا كما يلبس أولاد جارنا المليونير ((سلامه)).. |
عزمي: على كل حال.. أرى أن نسترضيهما ونلبي طلبهما.. |
عايده: وأنا أرى ألاّ نلبي طلبهما لما فيه من ضرر علينا بسبب سوء حالتنا المادية كما هو ضرر أيضاً عليهما لأنهما سيتعودان على الإسراف والتبذير ((والمبذرين إخوان الشياطين)). |
عزمي: خليهم يخرجوا وينبسطوا وما أظن أننا سنتضرر إلى الحد الذي تتصورين.. |
عايده: لا.. يا عزمي لو اقتصر الضرر علينا وحدنا ربما تحملنا وسكتنا ولكنه سيمتد إليهما وسيندمان عاجلاً.. بل سوف يلعناننا على أننا ما نسد لهما النصح.. |
عزمي: لقد أضعنا وقتاً طويلاً في الجدل.. أنا ذاهب الآن إلى مكان قريب وسآتيك بالمبلغ الذي تشترين به كسوة تضارع كسوة أولاد جارنا المليونير.. |
عايدة: إدخال السرور على قلبي سامي وسوسن سيمداننا بالقوة على الكفاح لتأمين العيش الهنيء لهما.. سوف تندم معهما حين لا ينفع الندم.. |
|