الحلقة - 7 - |
(يدق جرس الباب فتهرع سوسن لتفتح الباب وعندما ترى أن الطارق أخوها فؤاد تصرخ مبتهجةً وهي تقول): |
سوسن: من.. أنت.. تعالي يا ابتسام.. تعالي.. يا مرحبا.. يا مرحبا.. |
وتسرع ابتسام وعندما ترى فؤاد تصرخ هي الأخرى: |
ابتسام: أستاذ فؤاد.. الحمد لله على السلامة.. مفاجأة سارة وسعيدة.. تفضل وادخل على الرحب والسعة... |
فؤاد: شكراً.. شكراً يا ابتسام.. |
سوسن: لقد أذهلتني المفاجأة يا أخي فانعقد لساني في زحمة فرحتي بك... |
ابتسام: بل فرحتنا معاً أليس كذلك يا سوسن؟ |
سوسن: أجل.. أجل.. كنا نعد الأيام والساعات على مجيئك... |
ابتسام: ولقد زدت سرورنا حين تعجلت القدوم إلينا فأسعدتنا بفرحة يوم جديد... |
فؤاد: شكراً على هذه التحية اللطيفة واللقاء الجميل... |
سوسن: يظهر أنك انتهيت من عملك في سويسرا فأسرعت إلينا... |
فؤاد: كانت مقابلاتي ومفاوضاتي في سويسرا ميسرة بشكل لم أكن أتصوره فانتهت بأسرع مما كنت قدرت لها فأخذت أول طائرة إليكما... |
سوسن: لقد أحسنت بما صنعت... |
فؤاد: أخشى أن تلهيكما زيارتي عن دراساتكما... |
ابتسام: بالعكس، لقد جئت في الوقت المناسب فبعد غد تبدأ إجازة الربيع عندنا... |
سوسن: أجل وستكون فرصة لنا لقضاء كل أوقاتنا معك... |
فؤاد: كم أنا سعيد ومسرور بأني أتيت في الوقت المناسب... |
ابتسام: أنا أستأذن... |
سوسن: إلى أين؟ |
ابتسام: سأذهب لتهيئة الغرفة التي سينام فيها الأستاذ فؤاد.. وفي الوقت نفسه.. |
سوسن: وفي الوقت نفسه ماذا؟ |
ابتسام: أترك لكما التحدث مع بعض: فربما هنالك أمور لا يصح أن يطلع أحد عليها غيركما... |
سوسن: أنت أصبحت منا وإلينا، ثم إن غرفتي لا تحتاج إلى أيّ ترتيب... |
ابتسام: لا شك فكلك ذوق يا سوسن، ولكن يجب أن نضع اللمسات الأخيرة عليها... |
سوسن: لك ما تريدين... |
(تذهب فيقول فؤاد): |
فؤاد: كم هي لطيفة ابتسام!... |
سوسن: وعلى خلق كريم يا أخي... |
فؤاد: لقد أعجبت بسجاياها منذ اللحظة التي تعرفت بها بحضور أخيها عاصم، ولا شك أن سكناها معك قد كشفت جوانب أخرى... |
سوسن: أجل يا أخي.. لقد كشف سكناها معي عن جوانب مشرقة من أخلاقها وفضائلها ورقتها وظرفها، إنها لي نعم الأخت الحنون والأم الرؤوم... |
فؤاد: حقاً لقد أثلجت صدري يا أختاه بما ذكرته عن مزايا هذه الفتاة الفاضلة... |
سوسن: مهما حاولت أن أعدد من محامدها ومحاسنها فلا أستطيع أن أحصيها.. يا حسن حظ من ستكون من نصيبه... |
فؤاد: أراك معجبة بابتسام إلى حد كبير... |
سوسن: نعم هو إعجاب مستند إلى حقيقة... ليتك يا أخي... |
فؤاد: ليتني ماذا؟ |
سوسن: تفكر في وضع حد لحياة العزوبية... |
فؤاد: لا يا سوسن... لن أفكر في الزواج قبل أن تتزوجي أنت واطمئن عليك.. |
سوسن: ولكني لا أريد أن أتعرض لزواج فاشل من جديد... |
فؤاد: إذاً، ليل عزوبتي سيطول يا سوسن… |
سوسن: دعني، أفكر في الأمر يا أخي.. دعني أفكر... |
فؤاد: لك ما تشائين، وعلى كل حال فأنا لم آت هنا لهذه الغاية بل للزيارة والاطمئنان عليك... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: ها هو العام الدراسي على وشك أن ينصرم، ففرصة الربيع بشأن انتهاء العام الدراسي، فماذا عندك عن برنامج لعطلة الصيف؟… |
عاصم: لست أدري يا سامي، فأنا أنتظر ما يأتيني من أختي في أوروبا… هل تفكر في قضاء عطلة الصيف عندي أم أقضي أنا عطلة الصيف عندها؟ |
سامي: يقيني أن قضاء عطلة الصيف في أوروبا أحسن منها في أمريكا… فأنت ترى الأمريكيين يتوجهون بالألوف إلى أوروبا في الصيف.. ثم.. |
عاصم: ثم ماذا؟ |
سامي: إنها فرصة لك يا عاصم لترى سوسن فيها... وستكون مجالا للبت في موضوع الزواج.. |
عاصم: هذا رأي سليم إذا كانت سوسن حقاً ستقضي الصيف حيث هي في أوروبا... |
سامي: أين تظن أنها ستقضيه؟ |
عاصم: ربما تذهب إلى الشرق الأقصى، فقد سمعتها عندما كنت معها أنها تتلهف على القيام برحلة حول العالم... |
سامي: على كل حال، هذا أمر يمكن أن تعرفه من شقيقتك بخطاب بسيط تسألها فيه... |
عاصم: بلى.. بلى.. وأنت لم تقل لي ما هو برنامجك للصيف؟ |
سامي: أنا سأذهب إلى أمريكا اللاتينية، فخطيبتي نسرين ستقضي عطلة الصيف عند والديها المقيمين في بونس إيريس عاصمة الأرجنتين... |
عاصم: يقولون إن الأرجنتين بلاد جميلة... |
سامي: لا أدري، ولكن كل مكان تقيم فيه نسرين هو عندي جميل... لقد دعاني والداها لقضاء عطلة الصيف معهم... |
عاصم: ولبيت الدعوة أليس كذلك؟ |
سامي: بكل سرور... |
عاصم: يا لحظك السعيد... أنت مولود في ليلة القدر... ليت لي بعض حظك.. أنا عندما بدأ الحظ يبتسم لي إذا بالدنيا تكشر عن فيها فتقذف بي من أوروبا إلى أمريكا في أربع وعشرين ساعة... |
سامي: على كل حال لا تيأس يا عاصم، فالفرصة لم تفلت من يدك وما يزال باب الأمل مفتوحاً أمامك، والمهم أن تنتبه لدراستك وتنجح وكل شيء بعد ذلك يهون... |
عاصم: صدقت يا أخي، فأنا منكب على دراستي كما ترى والأمل في الله أكبر بأن أنجح بتقدير جيد.. وأنت إن شاء الله... |
سامي: إن شاء الله... والآن أستودعك الله على أمل أن نلتقي غداً لنذهب (للديزني لاند)... |
عاصم: بإذن الله... |
سامي: إلى اللقاء.. |
عاصم: إلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت وجدي يقول): |
وجدي: ماذا تقول يا أستاذ سليم؟ |
سليم: أقول نصطلح بدلاً من المحكمة والمحامين... |
وجدي: على أي أساس؟ |
سليم: عشرة آلاف جنيه ولك أنت خمسة آلاف جنيه.. |
وجدي: أتريد أن تشتريني وتشتري ذمتي بخمسة آلاف جنيه مقابل الدور والمزارع والدكاكين والنقد السائل الذي تركه والد القاصرين؟ |
سليم: خمسة آلاف جنيه ألا يكفيك نزيدها ألفي جنيه ليصبح سبعة آلاف جنيه... |
وجدي: ألا تخاف الله يا ظالم؟! تريد أن تأكل أموال اليتامى ظلماً وعدواناً وتريد أن تشركني معك في الظلم والعدوان... لا يا سليم لا.. الشرع بيننا والله أحكم الحاكمين... |
سليم: اسمع كلامي.. سوف تندم... |
وجدي: سوف أندم طول عمري لو قبلت رشوتك، والله لولا الحياء لقلت لك أخرج من داري... |
سليم: أتطردني يا وجدي؟... |
وجدي: نعم أطردك لأنك تريد أن ترشوني... |
سليم: سوف تندم على ضياع هذه الفرصة حين لا ينفع الندم... |
وجدي: سوف ترى غداً من منا سيندم عندما تصدر المحكمة قرارها... |
سليم: على كل حال أنا حاضر بالرغم من طردك لي ومستعد لدفع السبعة آلاف في أي يوم قبل انعقاد المدة النهائية للدعوى... |
وجدي: اذهب فساحة القضاء بيني وبينك، ولتعلم أن الله للظالمين بالمرصاد... |
(يخرج سليم نسمع بعدها صوت ابتسام تقول): |
ابتسام: سوسن، ما بك يا عزيزتي متجهمة الوجه شاحبة اللون... لقد كنت البارحة تنقلين كثيراً على فؤاد وقد كنت أوشك أن أسألك ولكني استحيت... |
سوسن: لا شيء يا ابتسام... لا شيء... |
ابتسام: هل حدث بيننا وبين فؤاد شيء لا سمح الله... |
سوسن: لا.. ولكن... |
ابتسام: ولكن ماذا؟ |
سوسن: أمر أخي فؤاد يهمني.. وإضرابه عن الزواج يقلقني... |
ابتسام: ولماذا هو يضرب عن الزواج؟ |
سوسن: حتى أتزوج أنا... |
ابتسام: ولم لا تتزوجين؟ |
سوسن: لا أريد أن أدخل في مغامرة جديدة قد تفشل كالمغامرة الأولى... |
ابتسام: ولكن مغامرتك الأولى كان الفشل مقدراً لها لأنك لم تختاري أنت شريك حياتك ولم يكن لك رأي فيه. |
سوسن: هذا صحيح، فأخي هو الذي زوجني برأيه ثم... |
ابتسام: ثم ماذا؟ |
سوسن: لم أفكر حتى الآن في أحد وتفكيري منصب في الحصول على الشهادة الجامعية... |
ابتسام: ولكن الشهادة الجامعية ستحصلين عليها بعد ثلاثة أشهر بمشيئة الله... |
سوسن: إن شاء الله تعالي... |
ابتسام: أما إن كنت لم تفكر في أحد فهنالك من يفكر فيك اناء الليل وأطراف النهار... |
سوسن: من هو؟ |
ابتسام: لو سألت قلبك لعرفته... |
سوسن: ولكن أين هو؟ إنه بعيد وقد يكون شغل بشيء أحسن... |
ابتسام: لا يا سوسن.. إن آخر رسالة منه يقول فيها... |
سوسن: ماذا يقول فيها؟ |
ابتسام: اسألي سوسن إن كانت تقبل أن أتقدم لخطبتها من أخيها.. فما رأيك؟ |
سوسن: عاصم نعم الفتى ولكن موافقتي معلقة على موافقة أخي فؤاد... |
ابتسام: أتسمحين لي أن أفاتح أخاك في الموضوع عندما يأتي للغداء؟ |
سوسن: افعلي... |
ابتسام: شكراً.. شكراً.. دعيني أقبلك يا عزيزتي.. ألف مبارك.. ألف مبارك... |
(يدخل فؤاد وهو يقول): |
فؤاد: أشركونا في المباركة... |
ابتسام: أأقول يا سوسن؟... |
سوسن: قولي... |
ابتسام: أخي عاصم يا أستاذ فؤاد يسعده ويشرفه أن يتقدم بطلب يد أختك سوسن... |
فؤاد: ما رأيك يا سوسن؟. |
سوسن: ما رأيك أنت؟ |
فؤاد: أنا لا مانع عندي فهو نعم الفتى... |
(تسكت سوسن فيقول فؤاد): |
السكوت إقرار.. مبارك.. مبارك يا أختي.. |
ابتسام: مبارك يا سوسن مبارك من كل قلبي... |
فؤاد: وأنا من سيبارك لي؟… |
سوسن: من هي صاحبة الحظ السعيد؟... |
فؤاد: والله لا أدري هل سيكون حظها سعيداً لأني لا أستطيع أن أزكي نفسي... |
ابتسام: أنا وإن لم أعرفها ولكني موقنة أنها ستكون جد سعيدة بفخر الشباب فؤاد... |
فؤاد: ولكنك تعرفينها يا ابتسام. |
ابتسام: أعرفها.. وأنى لي أن أعرفها..؟ |
سوسن: صحيح كيف تعرفها ابتسام وأنا لم أعرفها… |
فؤاد: أغرت منها يا سوسن؟ إنها… |
سوسن: إنها من؟ |
فؤاد: ابتسام يا سوسن.. |
سوسن: ألف مبروك… ألف مبروك.. لقد أحسنت الاختيار.. ما رأيك يا ابتسام؟… |
ابتسام: يسرني ويسعدني ولكن… |
فؤاد: ولكنك تعلقين موافقتك على قبول أخيك.. |
ابتسام: بلى.. يا أستاذ فؤاد.. يا سيد العارفين… |
فؤاد: سأبرق إلى أخيك بموافقتي على زواجه من أختي وأطلب منه موافقته على زواجي منك… |
سوسن: يا له من يوم حافل بالمفاجآت!… |
فؤاد: ولكنها مفاجآت سارة، هيا بنا نتغدى ولعلّك يا سوسن أعددت مفاجأة لنا في الغداء… |
سوسن: لا يا أخي لأني لم أكن أنتظر كل هذا… |
ابتسام: ولكني اليوم بقيت في البيت فانتهزت الفرصة فأعددت طبقاً من صنع يدي اسمه ((طبق السعادة)).. |
فؤاد: يا سلام.. إن شاء الله سعادة وهناء طول العمر.. وماذا من مفاجآت أخرى؟ |
سوسن: حفلة إكليل ماريا، فقد عاد خطيبها من فيتنام فجأة وطلب أن يعقد إكليله على ماريا قبل عودته إلى مركز عمله.. وسيكون اليوم في الساعة الرابعة والنصف… |
ابتسام: برقية للأستاذ فؤاد.. |
سوسن: اللَّهم اجعلها خيراً يا رب.. |
فؤاد: إنها برقية من وجدي… |
سوسن: خيراً إن شاء الله… |
فؤاد: حكمت المحكمة حضورياً على المدعو سليم الطبرقي بالسجن خمس سنوات لتبديده أموال اليتامى والحجز على واردات أملاكه مقابل الأموال المبددة حتى يتم تسديدها… |
ابتسام: صدقت يا سوسن إنه يوم حافل بالمفاجآت السارة… |
فؤاد: وصدق الله العظيم حين يقول: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (سورة الشعراء آية 227)… |
|