الحلقة - 6 - |
(يدق جرس الباب فتسرع ابتسام وتفتحه وإذا بساعي البريد يسلمها برقية فتقول): |
ابتسام: برقية.. برقية لسوسن.. لعلّها خير.. لعلّها خير… |
ماريا: من أين مصدرها؟.. ألم يقل لك الساعي؟… |
ابتسام: من موطن سوسن… |
ماريا: من بلدك.. أنت… |
ابتسام: أجل.. يا ماريا أجل.. |
ماريا: ممن تظنين؟ |
ابتسام: من فؤاد.. |
ماريا: فؤاد أخوها… |
ابتسام: نعم… |
ماريا: أنا معك يا ابتسام، فالبرقية من فؤاد.. لقد سمعت سوسن تذكر عرضاً أن أخاها ينوي القدوم إلى أوروبا لأعمال تجارية، وبالطبع زيارة أخته في مقدمة كل شيء… |
ابتسام: عسى أن يكون تصويرك في محله… |
(تدخل سوسن وهي تقول): |
سوسن: هلو ماريا.. هلو ابتسام… |
ماريا: هلو سوسن… |
ابتسام: مرحبا يا سوسن.. كنا بذكرك الآن… |
سوسن: خيراً إن شاء الله… |
ابتسام: ليس إلا الخير إن شاء الله.. هذه برقية لك… |
سوسن: هاتها.. متى وصلت..؟ |
ابتسام: قبل مجيئك بساعة تقريباً… |
(تفتح البرقية وتقرأها ثم تقول): |
سوسن: إنها من فؤاد… |
ابتسام: خيراً إن شاء الله…. |
سوسن: إنه سيأتي في الأسبوع القادم… |
ابتسام: يا مرحبا.. يا مرحبا… |
ماريا: ألم أقل لك يا ابتسام أن البرقية من فؤاد… |
ابتسام: أنت بعيدة النظر يا ماريا… |
سوسن: وهل يخامرك شك في ذلك يا ابتسام؟… |
ماريا: إنكما تثيران غروري.. أنا أستأذن… |
سوسن: ألا تتغدين معنا… |
ماريا: ومن يصنع لوالدتي غداءها؟ |
سوسن: حسناً.. مع السلامة… |
ابتسام: مع السلامة… |
(تخرج ماريا وبعد خروجها تقول سوسن): |
سوسن: لقد أحسن فؤاد بمجيئه فقد اشتقت إليه… |
ابتسام: ربنا يجمعك به على خير.. ما رأيك يا سوسن؟ |
سوسن: في أي شيء؟… |
ابتسام: أتدبر لي سكناً مع إحدى الطالبات المسلمات خلال مدة وجود أخيك لديك… |
سوسن: ماذا تقولين؟ أتجدين أم تهزلين؟ |
ابتسام: بل جادة في ما أقول، فوجودي قد يكون فيه مضايقة لك ولأخيك… |
سوسن: أتعرفين ما سيضايقني يا ابتسام؟ |
ابتسام: لا يا سوسن… |
سوسن: هو ما تفكرين فيه يا ابتسام، فالشقة واسعة.. أخي ينام في غرفتي وأنا أنام معك والمسألة زيادة سرير واحد وغرفتك تسع هذا السرير… |
ابتسام: شكراً لك يا سوسن ولكن… |
سوسن: ولكن ماذا؟ |
ابتسام: أخشى ألا ترتاحي في نومك بغرفتي… |
سوسن: سترين أني سأكون مرتاحة جداً والآن اتركينا من هذا التفكير ولننصرف إلى مواضيع أخرى… |
ابتسام: شكراً يا سوسن ربنا ما يحرمني منك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فؤاد يقول): |
فؤاد: كيف كان الاجتماع يا وجدي؟… |
وجدي: أتعني اجتماع المحامي بأم الطفلين؟… |
فؤاد بلى.. بلى.. |
وجدي: لقد تأثر بما سمع وطلب منها عمل وكالة له في ما يتعلق بحصتها من إرث زوجها والد الطفلين، وبالطبع ذلك سيجر إلى الدخول في موضوع الطفلين… |
فؤاد: أرأيت كم هو رائع المحامي سلامه… |
وجدي: حقاً يا فؤاد إنه رائع بكل ما في هذه الكلمة من معنى ومبنى… |
فؤاد: أرى الإسراع في التوكيل لأن سليم لا بد وأنه أبلغ الشرطة باختفاء الطفلين وأمهما… |
وجدي: بلى.. بلى.. وهذا الموضوع أثرته مع المحامي وقد طلب الإسراع في التوكيل حتى يقطع على سليم محاولاته… |
فؤاد: لا شك أن جلسات هذه القضية ستكون ممتعة للغاية… |
وجدي: أجل وسيرى الناس كيف أن الظلم مرتعه وخيم… |
فؤاد: على كل حال أنت مفوض بسحب ما تحتاج من نفقات لهذه القضية خلال غيابي في أوروبا… |
وجدي: هل يطول غيابك يا فؤاد؟ |
فؤاد: شهر على الأقل… |
وجدي: كتب الله لك السلامة في الحل والترحال ولي رجاء…. |
فؤاد: ما هو يا وجدي؟ |
وجدي: أن تنقل سلامي إلى ابتسام وتحياتي واحتراماتي إلى شقيقتك الآنسة سوسن… |
فؤاد: سأفعل إن شاء الله… |
وجدي: لقد كنت مشغول البال على ابتسام بعد نقل عاصم إلى أمريكا، ولكني اطمأنيت عندما أخبرتني أنها سكنت مع شقيقتك… |
فؤاد: سكنى ابتسام مع سوسن أراحك بالنسبة لابتسام وأراحني بالنسبة لسوسن فالراحة والمنفعة متبادلة والحمد لله.. ولكن… |
وجدي: ولكن ماذا؟ |
فؤاد: لم أعرف بعد من الذي كان وراء نقل عاصم… |
وجدي: هل أحد غير ضاهر؟ |
فؤاد: قد يكون ضاهر صاحب الفكرة، ولكن من هو الذي سعى وعمل على تنفيذها؟… |
وجدي: لا يخامرني شك في أن سليم هو الساعي فيها حتى بلغ بها إلى مرحلة التنفيذ… |
فؤاد: ليس ذلك ببعيد فسليم شيطان مريد… |
وجدي: الله له بالمرصاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول): |
سامي: أراك اليوم منشرح الصدر يا عاصم وقد سرني ذلك… |
عاصم: شكراً يا سامي على شعورك، لقد تلقيت من شقيقتي ما طمأنني عليها وعلى سوسن فهدأ بالي وارتاحت نفسي. |
سامي: الحمد لله أني رأيتك على هذه الصورة، فقد كنت أخشى على صحتك من تلك الحال التي كنت تعيشها.. إنك عاطفي يا عاصم أكثر من اللزوم… |
عاصم: لقد خلقت هكذا يا سامي، فكيف أستطيع أن أغير ما فطرني الله عليه؟… |
سامي: هذا صحيح ولكن… |
عاصم: ولكن ماذا؟ |
سامي: يمكنك يا عزيزي السيطرة على أعصابك طالما أنت الآن مطمئن على مستقبل علاقتك بسوسن… |
عاصم: كيف عرفت ما لم أعرف أتتنبأ بالغيب؟ |
سامي: لا يعلم الغيب إلا الله، ولكني من حديثك ومن سكن أختك مع سوسن أكاد أجزم أن سوسن تحبك… |
عاصم: إن سوسن تحب كل الناس حتى أعداءها.. فإذا قلت لك إنها تعطف على أختي وتحسن معاملتها أيام كنت زميلاً لها فهذا لا يعني ما ذهبت إليه… |
سامي: هب أنها كما تقول ولكنها على كل حال مقدمات لنتائج طيبة ومع ذلك… |
عاصم: ومع ذلك ماذا؟ |
سامي: ألم تجس نبض سوسن؟ |
عاصم: لا…. |
سامي: اسمح لي أن أقول لك إنك غبي… |
عاصم: شكراً على هذه التحية اللطيفة… |
سامي: أتريد من سوسن أن تجس نبضك؟ يا أخي كن (ملحلح) لا تكن كجلمود صخر حطه السيل من عل. |
عاصم: هكذا أنا.. يا أخي.. |
سامي: أتظن سوسن ستنتظر حتى يعنّ على بالك وتفاتحها في أمر الزواج، هب أن أحدهم تقدم لخطبتها وفيه كل المؤهلات أتظن أنه يفلت من يدها مقابل انتظارها عصفوراً على الشجر؟… |
عاصم: سامي يا صديقي، لا تظنني غبياً إلى هذا الحد، لقد فوضت شقيقتي ابتسام بجس النبض وليس أقدر على النساء من النساء… |
سامي: هذا كلام سليم وإني أتمنى لك التوفيق من كل قلبي… |
عاصم: شكراً يا سامي.. ألف شكر… |
سامي: والآن هيا بنا ننتظم دراستنا فقد شبعنا من الدراسات العاطفية… |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ماريا يقول): |
ماريا: ابتسام، ما لي أراك مضطربة اليوم.. إنك لست في وضع طبيعي.. قولي هل تشكين من شيء؟… |
ابتسام: لا يا ماريا.. لا أشكو من شيء… |
ماريا: كيف وكل شيء فيك يكاد يفضح ما يعتمل بنفسك؟.. |
ابتسام: ربما تعرضت للبرد أمس… |
ماريا: أأذهب بك للطبيب… |
ابتسام: أنا طبيبة نفسي… |
ماريا: إذن، ما تشكين منه ليس من تعرضك للبرد بل تعرضك لشيء غير البرد يا مسكينة… |
ابتسام: أجل أنا مسكينة يا ماريا… |
ماريا: وتستحقين الصدقة والإحسان من؟ |
ابتسام: ممن؟ |
ماريا: ممن سبب لك هذه الحال… |
ابتسام: كيف عرفت؟ |
ماريا: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها… |
ابتسام: هذا شعر عربي، ممن حفظته؟ |
ماريا: من سوسن… |
ابتسام: هل سوسن مسكينة أيضاً؟ |
ماريا: يخيل إلىّ ولكنها شديدة الجلد والصبر.. أكثر منك… |
ماريا: حسناً لقد قلت لك من هو فتى أحلامي وأنت… |
ابتسام: فكري… |
(تدخل سوسن وتقول): |
ماريا: فؤاد.. أليس كذلك؟… |
سوسن: هل من جديد عن فؤاد يا ماريا؟ سمعتك تذكرينه… |
ماريا: كنت أسأل ابتسام عن موعد وصول أخيك فؤاد… |
سوسن: بل تذهبين معنا سنمر بك الساعة الثالثة والنصف فكوني مستعدة… |
ماريا: أوكي.. والآن أستأذن… |
ابتسام: ولم العجلة وسوسن الآن قد وصلت؟… |
ماريا: ولكن وقت الغداء قد حان ووالدتي تنتظرني لأعد لها الغداء… |
سوسن: حسناً يا ماريا وإلى اللقاء… |
ماريا: إلى اللقاء… |
(تخرج ماريا فتقول ابتسام): |
ابتسام: أخوك سيصل غداً إن شاء الله ونحن لم نهييء له بعد أسباب الراحة.. |
سوسن: غرفتي جاهزة وغرفتك جاهزة لاستقبالي أنا.. |
ابتسام: ولكن… |
سوسن: ولكن ماذا؟ |
ابتسام: ولكن للرجال حاجات ومستلزمات غير حاجات ومستلزمات النساء، فهل لي أن ألقي نظرة عليها لأرى ما هي بحاجة إليه؟… |
سوسن: حسناً.. هيا بنا ننظر معاً لنذهب بعد ذلك ونتسوق ما يلزم.. |
ابتسام: هيا بنا.. |
|