شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 6 -
(يدق جرس الباب فتسرع ابتسام وتفتحه وإذا بساعي البريد يسلمها برقية فتقول):
ابتسام: برقية.. برقية لسوسن.. لعلّها خير.. لعلّها خير…
ماريا: من أين مصدرها؟.. ألم يقل لك الساعي؟…
ابتسام: من موطن سوسن…
ماريا: من بلدك.. أنت…
ابتسام: أجل.. يا ماريا أجل..
ماريا: ممن تظنين؟
ابتسام: من فؤاد..
ماريا: فؤاد أخوها…
ابتسام: نعم…
ماريا: أنا معك يا ابتسام، فالبرقية من فؤاد.. لقد سمعت سوسن تذكر عرضاً أن أخاها ينوي القدوم إلى أوروبا لأعمال تجارية، وبالطبع زيارة أخته في مقدمة كل شيء…
ابتسام: عسى أن يكون تصويرك في محله…
(تدخل سوسن وهي تقول):
سوسن: هلو ماريا.. هلو ابتسام…
ماريا: هلو سوسن…
ابتسام: مرحبا يا سوسن.. كنا بذكرك الآن…
سوسن: خيراً إن شاء الله…
ابتسام: ليس إلا الخير إن شاء الله.. هذه برقية لك…
سوسن: هاتها.. متى وصلت..؟
ابتسام: قبل مجيئك بساعة تقريباً…
(تفتح البرقية وتقرأها ثم تقول):
سوسن: إنها من فؤاد…
ابتسام: خيراً إن شاء الله….
سوسن: إنه سيأتي في الأسبوع القادم…
ابتسام: يا مرحبا.. يا مرحبا…
ماريا: ألم أقل لك يا ابتسام أن البرقية من فؤاد…
ابتسام: أنت بعيدة النظر يا ماريا…
سوسن: وهل يخامرك شك في ذلك يا ابتسام؟…
ماريا: إنكما تثيران غروري.. أنا أستأذن…
سوسن: ألا تتغدين معنا…
ماريا: ومن يصنع لوالدتي غداءها؟
سوسن: حسناً.. مع السلامة…
ابتسام: مع السلامة…
(تخرج ماريا وبعد خروجها تقول سوسن):
سوسن: لقد أحسن فؤاد بمجيئه فقد اشتقت إليه…
ابتسام: ربنا يجمعك به على خير.. ما رأيك يا سوسن؟
سوسن: في أي شيء؟…
ابتسام: أتدبر لي سكناً مع إحدى الطالبات المسلمات خلال مدة وجود أخيك لديك…
سوسن: ماذا تقولين؟ أتجدين أم تهزلين؟
ابتسام: بل جادة في ما أقول، فوجودي قد يكون فيه مضايقة لك ولأخيك…
سوسن: أتعرفين ما سيضايقني يا ابتسام؟
ابتسام: لا يا سوسن…
سوسن: هو ما تفكرين فيه يا ابتسام، فالشقة واسعة.. أخي ينام في غرفتي وأنا أنام معك والمسألة زيادة سرير واحد وغرفتك تسع هذا السرير…
ابتسام: شكراً لك يا سوسن ولكن…
سوسن: ولكن ماذا؟
ابتسام: أخشى ألا ترتاحي في نومك بغرفتي…
سوسن: سترين أني سأكون مرتاحة جداً والآن اتركينا من هذا التفكير ولننصرف إلى مواضيع أخرى…
ابتسام: شكراً يا سوسن ربنا ما يحرمني منك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فؤاد يقول):
فؤاد: كيف كان الاجتماع يا وجدي؟…
وجدي: أتعني اجتماع المحامي بأم الطفلين؟…
فؤاد بلى.. بلى..
وجدي: لقد تأثر بما سمع وطلب منها عمل وكالة له في ما يتعلق بحصتها من إرث زوجها والد الطفلين، وبالطبع ذلك سيجر إلى الدخول في موضوع الطفلين…
فؤاد: أرأيت كم هو رائع المحامي سلامه…
وجدي: حقاً يا فؤاد إنه رائع بكل ما في هذه الكلمة من معنى ومبنى…
فؤاد: أرى الإسراع في التوكيل لأن سليم لا بد وأنه أبلغ الشرطة باختفاء الطفلين وأمهما…
وجدي: بلى.. بلى.. وهذا الموضوع أثرته مع المحامي وقد طلب الإسراع في التوكيل حتى يقطع على سليم محاولاته…
فؤاد: لا شك أن جلسات هذه القضية ستكون ممتعة للغاية…
وجدي: أجل وسيرى الناس كيف أن الظلم مرتعه وخيم…
فؤاد: على كل حال أنت مفوض بسحب ما تحتاج من نفقات لهذه القضية خلال غيابي في أوروبا…
وجدي: هل يطول غيابك يا فؤاد؟
فؤاد: شهر على الأقل…
وجدي: كتب الله لك السلامة في الحل والترحال ولي رجاء….
فؤاد: ما هو يا وجدي؟
وجدي: أن تنقل سلامي إلى ابتسام وتحياتي واحتراماتي إلى شقيقتك الآنسة سوسن…
فؤاد: سأفعل إن شاء الله…
وجدي: لقد كنت مشغول البال على ابتسام بعد نقل عاصم إلى أمريكا، ولكني اطمأنيت عندما أخبرتني أنها سكنت مع شقيقتك…
فؤاد: سكنى ابتسام مع سوسن أراحك بالنسبة لابتسام وأراحني بالنسبة لسوسن فالراحة والمنفعة متبادلة والحمد لله.. ولكن…
وجدي: ولكن ماذا؟
فؤاد: لم أعرف بعد من الذي كان وراء نقل عاصم…
وجدي: هل أحد غير ضاهر؟
فؤاد: قد يكون ضاهر صاحب الفكرة، ولكن من هو الذي سعى وعمل على تنفيذها؟…
وجدي: لا يخامرني شك في أن سليم هو الساعي فيها حتى بلغ بها إلى مرحلة التنفيذ…
فؤاد: ليس ذلك ببعيد فسليم شيطان مريد…
وجدي: الله له بالمرصاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول):
سامي: أراك اليوم منشرح الصدر يا عاصم وقد سرني ذلك…
عاصم: شكراً يا سامي على شعورك، لقد تلقيت من شقيقتي ما طمأنني عليها وعلى سوسن فهدأ بالي وارتاحت نفسي.
سامي: الحمد لله أني رأيتك على هذه الصورة، فقد كنت أخشى على صحتك من تلك الحال التي كنت تعيشها.. إنك عاطفي يا عاصم أكثر من اللزوم…
عاصم: لقد خلقت هكذا يا سامي، فكيف أستطيع أن أغير ما فطرني الله عليه؟…
سامي: هذا صحيح ولكن…
عاصم: ولكن ماذا؟
سامي: يمكنك يا عزيزي السيطرة على أعصابك طالما أنت الآن مطمئن على مستقبل علاقتك بسوسن…
عاصم: كيف عرفت ما لم أعرف أتتنبأ بالغيب؟
سامي: لا يعلم الغيب إلا الله، ولكني من حديثك ومن سكن أختك مع سوسن أكاد أجزم أن سوسن تحبك…
عاصم: إن سوسن تحب كل الناس حتى أعداءها.. فإذا قلت لك إنها تعطف على أختي وتحسن معاملتها أيام كنت زميلاً لها فهذا لا يعني ما ذهبت إليه…
سامي: هب أنها كما تقول ولكنها على كل حال مقدمات لنتائج طيبة ومع ذلك…
عاصم: ومع ذلك ماذا؟
سامي: ألم تجس نبض سوسن؟
عاصم: لا….
سامي: اسمح لي أن أقول لك إنك غبي…
عاصم: شكراً على هذه التحية اللطيفة…
سامي: أتريد من سوسن أن تجس نبضك؟ يا أخي كن (ملحلح) لا تكن كجلمود صخر حطه السيل من عل.
عاصم: هكذا أنا.. يا أخي..
سامي: أتظن سوسن ستنتظر حتى يعنّ على بالك وتفاتحها في أمر الزواج، هب أن أحدهم تقدم لخطبتها وفيه كل المؤهلات أتظن أنه يفلت من يدها مقابل انتظارها عصفوراً على الشجر؟…
عاصم: سامي يا صديقي، لا تظنني غبياً إلى هذا الحد، لقد فوضت شقيقتي ابتسام بجس النبض وليس أقدر على النساء من النساء…
سامي: هذا كلام سليم وإني أتمنى لك التوفيق من كل قلبي…
عاصم: شكراً يا سامي.. ألف شكر…
سامي: والآن هيا بنا ننتظم دراستنا فقد شبعنا من الدراسات العاطفية…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ماريا يقول):
ماريا: ابتسام، ما لي أراك مضطربة اليوم.. إنك لست في وضع طبيعي.. قولي هل تشكين من شيء؟…
ابتسام: لا يا ماريا.. لا أشكو من شيء…
ماريا: كيف وكل شيء فيك يكاد يفضح ما يعتمل بنفسك؟..
ابتسام: ربما تعرضت للبرد أمس…
ماريا: أأذهب بك للطبيب…
ابتسام: أنا طبيبة نفسي…
ماريا: إذن، ما تشكين منه ليس من تعرضك للبرد بل تعرضك لشيء غير البرد يا مسكينة…
ابتسام: أجل أنا مسكينة يا ماريا…
ماريا: وتستحقين الصدقة والإحسان من؟
ابتسام: ممن؟
ماريا: ممن سبب لك هذه الحال…
ابتسام: كيف عرفت؟
ماريا: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها…
ابتسام: هذا شعر عربي، ممن حفظته؟
ماريا: من سوسن…
ابتسام: هل سوسن مسكينة أيضاً؟
ماريا: يخيل إلىّ ولكنها شديدة الجلد والصبر.. أكثر منك…
ماريا: حسناً لقد قلت لك من هو فتى أحلامي وأنت…
ابتسام: فكري…
(تدخل سوسن وتقول):
ماريا: فؤاد.. أليس كذلك؟…
سوسن: هل من جديد عن فؤاد يا ماريا؟ سمعتك تذكرينه…
ماريا: كنت أسأل ابتسام عن موعد وصول أخيك فؤاد…
سوسن: بل تذهبين معنا سنمر بك الساعة الثالثة والنصف فكوني مستعدة…
ماريا: أوكي.. والآن أستأذن…
ابتسام: ولم العجلة وسوسن الآن قد وصلت؟…
ماريا: ولكن وقت الغداء قد حان ووالدتي تنتظرني لأعد لها الغداء…
سوسن: حسناً يا ماريا وإلى اللقاء…
ماريا: إلى اللقاء…
(تخرج ماريا فتقول ابتسام):
ابتسام: أخوك سيصل غداً إن شاء الله ونحن لم نهييء له بعد أسباب الراحة..
سوسن: غرفتي جاهزة وغرفتك جاهزة لاستقبالي أنا..
ابتسام: ولكن…
سوسن: ولكن ماذا؟
ابتسام: ولكن للرجال حاجات ومستلزمات غير حاجات ومستلزمات النساء، فهل لي أن ألقي نظرة عليها لأرى ما هي بحاجة إليه؟…
سوسن: حسناً.. هيا بنا ننظر معاً لنذهب بعد ذلك ونتسوق ما يلزم..
ابتسام: هيا بنا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :768  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.