شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 9 -
يزيد: (ينشد والموسيقى مصاحبة):
أيا شجر الخابور مالك مورقا
كأنك لم تجزع على ابن طريف
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى
ولا المال إلا من قنا وسيوف
فلا تجزعا يا بني طريف فإنني
أرى الموت نزالا بكل شريف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فديناك من دهمائنا بألوف
الرشيد: ما أروع ما قالت.. إنه شعر يعتصر أقسى القلوب.. أين أخته الآن يا يزيد؟
يزيد: ليلى بنت طريف..
الرشيد: أقصد الأنثى الشاعرة..
يزيد: إنها مع الأسرى والأسيرات..
الرشيد: أطلق سراحها يا يزيد وخذها إليك واستتبها ثم زوجها بالرجل الكفء من قومها..
يزيد: إن إذن لي مولاي زوجتها من ضرخام فتى من فتيان بني شيبان الأشداء كان يحبها وتحبه ولكن أخاها الوليد لم يشأ زواجه منها لعداء بينه وبين والد الفتى..
الرشيد: إذن موته كان رحمة لهما عجل بزواجهما وأصدقها عني عشرين ألف درهم بعد أن تتأكد من توبتها وعودتها إلى حظيرة الإسلام..
يزيد: سأفعل.. جزاك الله خيراً يا مولاي..
الرشيد: والآن أذهب إليها فلعلّ زواجها من فتاها يخفف عنها لوعة ثكلها لأخيها..
يزيد: أمرك يا مولاي..
(يخرج زيد نسمع بعدها صوت جعفر يقول):
جعفر: لقد جئت مولاي الرشيد ويزيد بن مزيد الشيباني عنده فعدلت عن الدخول..
يحيى: إذن رضى أمير المؤمنين عن يزيد بن مزيد..
جعفر: أجل يا أبتاه..
يحيى: ومن ترى كان شفيعه إلى أمير المؤمنين..
جعفر: علمت أنه الفضل بن الربيع و..
يحيى: ومن؟
جعفر: وزبيدة يا أبي..
يحيى: زبيدة.. الويل لها مني.. سوف أجعل حياتها جحيماً لا يطاق بالعذاري من بنات فارس..
جعفر: إنك تحسن صنعاً يا أبي فهذه الذهبة يجب أن تضع حداً لسلطانها على أمير المؤمنين..
يحيى: والفضل بن الربيع حاجب أمير المؤمنين أنسيته.. إنه العقل المدبر والمحرك والهادم لكل ما نبني..
جعفر: صدقت يا أبي.. صدقت.. ولكن أمير المؤمنين لا يستلطفه أنه يستثقل دمه فكم من مرة سمعته يقول ذلك عنه..
يحيى: ولكن ابن الربيع يحني رأسه للعواصف حتى إذا ما مرت قام وانقضى على خصومه وفتك بهم فتكاً ذريعاً..
جعفر:أتراه يستطيع مقاومة سلطانك يا أبي على أمير المؤمنين..
يحيى: لا أظنه يستطيع في الوقت الحاضر على الأقل ولكن ربما استطاع في ساعة من ساعات رضا أمير المؤمنين..
جعفر: ولم لا نبعده من طريقنا يا أبتاه ما دمنا قادرين على ذلك قبل أن تنقلب الموازين..
يحيى: ولكن ابعاده يا بني ليس بالهين فأنصاره بين العرب كثيرون أنه يتزعم العرب ضد الفرس. كما تعلم..
جعفر: ولكننا نستطيع أن نغري بعض العرب عليه وهكذا نجعلهم يضربون بعضهم بعضاً وبذلك يصفو لنا الجو..
يحيى: أتستطيع أن تقوم بذلك يا بني..؟
جعفر: لا أستطيع الجزم يا أبي ولكن لأخي الفضل صداقات كثيرة بين العرب وإني لموقن من قدرته على حمل هذه المسؤولية..
يحيى: على كل حال سنتدبر الأمر بعد عودة أمير المؤمنين من حملته على الروم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع هرجاً ومرجاً وأهازيج وأصواتاً مبهمة تعلو وتنخفض ثم نسمع بعدها صوت جعفر يقول):
جعفر: أتسمع يا أبي..
يحيى: أجل يا بني ويخيل إلى أنها طبول فارس.. اذهب وانظر..
جعفر: إنها طبول فارس يا أبي.. إنه أخي الفضل يتقدم هذه الإمدادات..
الفضل: أرجو أن يكون هو.. أرجو..
جعفر: سأذهب يا أبي وآتيك بالخبر اليقين..
يحيى: أذهب بورك فيك.. بورك فيك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عاتكة تقول):
عاتكة: فرحتي يا مولاتي بعفو أمير المؤمنين عن يزيد بن مزيد الشيباني والسماح له بالدخول عليه والخطوة التي نالها منه لا تعادلها فرحة والفضل لله ثم لك يا سيدتي..
زبيدة: لقد قمت بواجبي يا عاتكة نحو قائد عربي مخلص لأمير المؤمنين ولأمته المسلمة..
عاتكة: كان مصير يزيد بن مزيد الهلاك لو لم تتدخلي يا مولاتي في الوقت المناسب فقد استطاع البرامكة أن يوغروا صدره بشكل مخيف..
زبيدة: صدقت يا عاتكة.. كان جد غاضب على يزيد بن مزيد حتى أنني كدت أفشل في مسعاي لولا نفحة من عون الله وتأييده.. ثم لا تنسى..
عاتكة: أنسى ماذا يا سيدتي؟
زبيدة: مساعي الفضل بن الربيع خففت كثيراً من سورة غضب أمير المؤمنين على يزيد بن مزيد ولقد تحمل المسكين قسطاً كبيراً من هذا الغضب..
الرشيد: إذن فلتأخذ في الأسباب وليكن خروجنا للجهاد يوم الاثنين القادم بمشيئة الله..
يحيى: توكلنا على الله..
الرشيد: أصدر الأوامر يا أبي..
يحيى: بالأمر يا أمير المؤمنين..
الرشيد: وبلغ عبد الملك بن صالح وإبراهيم بن جبريل ليكونا في الحملة وسأصحب معي يزيد بن مزيد الشيباني..
يحيى: ولكن يزيد بن مزيد عاد مؤخراً من حملته على الخارجي الوليد بن طريف وقد يكون متعباً..
الرشيد: لكنه التمس مني الصحبة وقد وعدته..
يحيى: فليكن ما يرى أمير المؤمنين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نقفور يقول):
نقفور: ميخائيل! ميخائيل!
ميخائيل: نعم سيدي الإمبراطور..
نقفور: هل قضيتم على إيريني وأعوانها؟
ميخائيل: أعدموا جميعاً يا سيدي..
نقفور: والقائد براسكوس هل أتم استعداداته على الحدود للمواجهة..
ميخائيل: بلى أيها الإمبراطور بلى..
نقفور: عسى أنها استعدادات جيدة فجيش خليفة المسلمين سيكون ضخماً متميز بالعديد من المحاربين الأشداء والأعداد الهائلة من المعدات..
ميخائيل: سندفنهم تحت ثلوج الأناضول..
نقفور: لا تغتر يا ميخائيل فمن الغرور ما قتل..
ميخائيل: كلام سيدي الأمبراطور كله درر وحكم ولكن..
نقفور: ولكن ماذا؟
ميخائيل: جنود سيدي الإمبراطور قد وطنوا أنفسهم لهذه المعركة التي أعددنا لها أحسن ما عندنا من عدة وعدد..
نقفور: هل جاءت أخبار من جواسيسنا الذين بعثناهم في شمالي العراق وبلاد فارس.. لإذكاء نار الفتن ضد خليفة المسلمين..
ميخائيل: لا لم ترد منهم أخبار ولكن..
نقفور: ولكن ماذا؟
ميخائيل: يتحدث القادمون من شمالي إفريقية عن إرهاصات لحركات تحررية من سلطان الخليفة..
نقفور: وجواسيسنا هل جاء منهم ما يؤيد ذلك؟
ميخائيل: لم يأت شيء بعد إذ لو جاء لعرضته في حينه على أنظار مولاي الإمبراطور..
نقفور: على كل حال الأجواء الإسلامية محسومة بالفتن والاضطرابات ولو كان للمسلمين خليفة غير هارون الرشيد لقضى على سلطة الخلافة في فارس وشمالي إفريقية..
ميخائيل: أرى يا سيدي الإمبراطور أن نمكن للتعاون بين القسطنطينية وروما لأن العدو مشترك والوحدة في العمل بين الإمبراطوريتين ضرورية لضمان بقائهما..
نقفور: ستكون هذه سياستي التي سأتبعها طالما أنا على رأس هذه الإمبراطورية..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت زبيدة تقول):
زبيدة: إنها إمدادات هائلة يا عاتكة..
عاتكة: لقد وقف الفضل بن يحيى فيها فحظى برضا أمير المؤمنين وعطفه عليه..
زبيدة: إن هؤلاء البرامكة يعرفون أين يضعون أقدامهم..
عاتكة: لا تنسي يا سيدتي يحيى بن خالد البرمكي العقل المدبر لكل هذه الأمور..
زبيدة: صدقت وإني أعتقد أن سلطان البرامكة معلّق على وجود يحيى فمتى ولى ولى معه عزهم وسلطانهم..
عاتكة: صدقت فجعفر ابنه ليس فيه من صفات أبيه شيء.. وربما عند الفضل شيء من مزايا أبيه ولكن أين الثريا من الثرى..
زبيدة: لا شك أن ((مراجل)) والدة عبد الله بن أمير المؤمنين لا تسع الدنيا أفراحهما وقد رأت جنود فارس يملأون شوارع بغداد..
عاتكة: ودنانير يا سيدتي أنسيتها.. إنها هي الأخرى لا بد سهرت حتى الصباح وهي تنشد وتغني ليحيى بن خالد..
زبيدة: عجيب أمر دنانير ويحيى بن خالد.. هذا العجوز الذي فتن بدنانير فأصبح لا يطيق البعد عنها ليلة واحدة..
عاتكة: حب الكهولة فظيع يا سيدتي.. إنه يغوص إلى العمق فيستولي على كل شيء..
زبيدة: وفي دنانير ما يحببها إلى الشباب والشيب.. جمال وظرف أدب وفن.. إنشاد وغناء.. حتى مولاي الرشيد..
عاتكة: ما به مولاي الرشيد؟
زبيدة: مفتون بدنانير أليس كذلك؟
عاتكة: لا يا سيدتي.. أرجوك..
زبيدة: أنا أعلم أنك تدافعين عن أمير المؤمنين بحياتك لو أن الأمر ولذلك سوف تحاولين الدفاع عنه ستقولين مثلاً..
عاتكة: مثلاً أقول ماذا؟
زبيدة: ستقولين إنه يستظرفها.. أليس الاستظراف بداية الحب؟
عاتكة: هذا رأي سيدتي..
زبيدة: وأنت..
(بعدها يدخل هارون الرشيد فجأة فتقول عاتكة والدهشة تتعثر في كلامها):
عاتكة: مولاي أمير المؤمنين..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج