شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 30 -
(يدق جرس التليفون فتمسك ضحى بالسماعة وتقول):
ضحى: هلو.. من.. تقول ماذا.. عفاف أخت الأستاذ فتحي..
(يقاطعها فتحي قائلاً بلهفة)..
فتحي: أختي عفاف ما الذي جرى لها..
ضحى: خد يا فتحي كلمهم..
فتحي: ماذا جرى.. خبروني.. ماذا تقول؟ أصيبت بإغماء مفاجىء نقلت على أثره إلى المستشفى. أي مستشفى المؤاساة. أنا آت حالاً.
ضحى: إن شاء الله سليمة..
انطوانيت: مع من كنت تتكلمين يا ضحى؟
ضحى: أخت الأستاذ فتحي نقلت إلى المستشفى. أصيبت بإغماء مفاجىء.
خالد: إغماء.. مستشفى..
فتحي: نعم.. أنا أستأذن..
انطوانيت: نحن معك جميعاً إلى المستشفى. هيا يا خالد. هيا.
فتحي: لا تتعبوا أنفسكم أروح أنا وخالد ومن هناك نطمئنكم.
ضحى: عفاف أختي ويجب أن أطمئن عليها..
انطوانيت: هيا بنا. هيا..
(نسمع محرك السيارة وسيرها نسمع بعدها صوت فتحي يقول):
فتحي: أظن أنه ليس لديكم مانع لو أسرع خالد..
انطوانيت: بالعكس أن يسرع وأن يحاسب في سرعته فالطريق مليئة بالسيارة والمشائين.
ضحى: أهذه أول مرة تصاب فيها أختك أستاذ فتحي بهذه النوبة.
فتحي: إنها أول مرة تصاب بها.
ضحى: إنها في رأيي نتيجة إرهاق لأن أختك لا ترحم نفسها..
فتحي: كم من مرة نصحها خالي ونصحتها أنا بأن لا ترهق نفسها فالعمل لا نهاية له. أما الصحة فلها نهاية.
انطوانيت: إن شاء الله بسيطة وسليمة..
فتحي: إن شاء الله يا رب..
خالد: وصلنا المستشفى..
انطوانيت: بسرعة. برافو مسيو خالد. أنت سواق ماهر..
خالد: مرسي يا فندم..
فتحي: أنتظروا من فضلكم في الاستراحة وأنا سأذهب للاطمئنان وأعود إليكم.
ضحى: حسناً. حسناً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مصطفى خال فتحي وهو يقول):
مصطفى: ألطف بها وبنا يا أرحم الراحمين ويا أمان الخائفين..
فتحي: خالي..
مصطفى: أين كنت؟
فتحي: مع خالد..
مصطفى: الحمد لله الذي جئت..
فتحي: قل لي يا خالي كيف صار الحادث لأختي..
مصطفى: تعشينا معاً ثم جلست هي كعادتها على مكتبها تقرأ وتكتب وأنا جلست أشاهد التلفزيون وبعد نصف ساعة سمعت أنّة غريبة وشيئاً يرتطم بالأرض فأسرعت وإذا بأختك على الأرض لا حراك بها..
فتحي: يا إلهي اللهم نجنا من ساعات الغفلة. وبعد..
مصطفى: كنت أصرخ ولكني تجلدت ووضعت رأسي على صدرها من ناحية القلب فسمعت قلبها ينبض ولكن ببطء وضعف فهاتفت الإسعاف فجاؤوا وحملوها وقلت للخادم يتصل بك ويخبرك..
فتحي: والآن أين هي؟
مصطفى: في الغرفة التي أمامك. والدكتور يمنع الدخول عليها..
فتحي: أما تزال مغمى عليها..
مصطفى: ما أدري يا بني. لأن الطبيب ما يزال عندها..
فتحي: غريبة يا خالي. لم تصب أختي بمثل هذه النوبة من قبل؟
مصطفى: أبداً.. أبداً هذه أول مرة تصاب بذلك..
فتحي: ربنا يشفيها ويعافيها..
مصطفى: ويكتب لها السلامة..
فتحي: خالي خالد ومدام انطوانيت وضحى في الاستراحة اسفل. هل أدعوهم.
مصطفى: تدعوهم والطبيب لم يأذن لنا نحن بالدخول عليها. ثم..
فتحي: ثم ماذا؟
مصطفى: لا أريد أن تدخل ضحى عليها..
فتحي: لماذا يا والدي ضحى بالذات..
مصطفى: لا شيء.. لا شيء..
فتحي: كيف يا خالي. لماذا تريد أن تخفي عني هذا الشيء؟ ألست ابنك كما هي ابنتك.
مصطفى: أختك. يا إلهي. لا. لن أقول..
فتحي: خالي إنك تخيفني وتكاد تقتلني قلقاً بهذا الخفاء.
مصطفى: أختك تكره ضحى..
فتحي: لماذا وضحى تحب أختي وقد تأثرت حين سمعت بالنبأ..
مصطفى: ليتها لم تأت معكم..
فتحي: قل لي يا خالي حتى أعرف كيف أتصرف معها.
مصطفى: أختك تحب خالد حباً جنونياً. وكانت تنتظر لما بينك وبينه من صداقة ومودة أن يتقدم لخطبتها ولكنها صدمت حين علمت بخطبته لضحى.
فتحي: يا لغبائي يا خالي. كان علي أن أعرف ذلك ولكن..
مصطفى: ولكن ماذا؟
فتحي: كل شيء قسمة ونصيب وربنا يمكن يقسم لها بفتى أحسن من خالد..
مصطفى: القلب إذا أحب لا يعرف معنى هذا الكلام. وأختك من النوع الحساس المرهف في حسه..
فتحي: حسناً.. سوف أتصرف معهم بما يرضيك ويرضيني يا خالي.
(يخرج الطبيب من غرفة عفاف ويتوقفه مصطفى قائلاً):
مصطفى: طمني يا دكتور.. طمني..
الطبيب: سليمة إن شاء الله عندها هبوط في الضغط ونقص في السكر سبب لها هذا الإغماء..
فتحي: عسى ألا يكون هنالك خطر عليها..
الطبيب: وأنت من تكون لها..
فتحي: أنا أخوها..
الطبيب: تشرفنا..
فتحي: زادك الله شرفاً يا دكتور..
الطبيب: أختك معها فقر دم من سوء التغذية ومن السهر والإرهاق..
مصطفى: هذا صحيح يا طبيب.. إنها تحب السهر ولا تأكل إلا قليلاً..
الطبيب: لعلّها من حزب (الريجيم)..
مصطفى: إنه حزب الشيطان الرجيم..
الطبيب: في الحقيقة (الريجيم) أو التقنين في أكل المواد النشوية والدهنية والسكرية والزلالية شيء جميل ولكن يجب أن يكون بإرشاد الطبيب لا بما تزخر الجرائد والمجلات والنشرات التي يصدرها أناس يجهلون الطب..
فتحي: صدقت يا دكتور.. أختي عاملة (ريجيم) قاسي وكم من مرة خاصمها خالي واصطدمت أنا معها وعبثاً حاولنا أن نقنعها.
الطبيب: حتى حدث لها ما هي فيه..
فتحي: هل أفاقت من الإغماء..
الطبيب: نعم ولكنها متعبة والممرضة تعطيها حقن (جلوكوز) في الوريد بالإضافة إلى أدوية أخرى..
مصطفى: جزاك الله خيراً يا دكتور..
الطبيب: وسنسمح لها بالخروج بعد يومين إذا لم يحدث ما يمنع ذلك.
فتحي: ربنا يجعل العواقب سليمة.
الطبيب: أنا استأذن..
مصطفى: مع السلامة..
فتحي: ألف شكر يا دكتور..
مصطفى: اذهب لخالد ومن معه وطمأنهم وكن حكيماً في تصرفك معهم.
فتحي: حاضر يا خالي..
مصطفى: مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول):
انطوانيت: فتحي طال غيابه.. إن شاء الله الحالة غير خطيرة.
ضحى: إن شاء الله يا رب..
خالد: هل أذهب وأسأل..
ضحى: كما تريد..
(ترى انطوانيت فتحي قادماً فتقول):
انطوانيت: فتحي جاء..
ضحى: طمنا يا فتحي..
فتحي: سليمة والحمد لله. وعدم المؤاخذة على تأخري لأني أردت أن آتيكم بالخبر اليقين..
خالد: الحمد لله على سلامتها..
انطوانيت: هل نستطيع زيارتها؟
فتحي: آسف يا مدام الدكتور مانع الزيارة عنها لمدة ثلاثة أيام..
انطوانيت: ياه..
ضحى: أوامر الدكتور يجب أن تطاع..
خالد: صدقت يا مدموزيل..
انطوانيت: إذن هلم بنا يا خالة.. إلى البنسيون..
فتحي: ألف شكر..
ضحى: إن شاء الله تقوم بالسلامة..
فتحي: كثر خيركم. مع السلامة. مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عامر يقول):
عامر: خطار. يا خطار.. أين أنت..
خطار: هنا.. أتفرج على أباعر منصور وحميد..
عامر: تعال حالاً..
خطار: أنا آت..
(موسيقى تختلط بوقع أقدام خطار وهو يسعى في طريقه إلى عامر الذي ما أن يراه حتى يقول):
عامر: ما شاء الله مشية شباب وصحة شباب..
خطار: الحمد لله. الحمد لله هذا من لطف الله وعنايته ثم أيضاً بما تشملني به أنت من عطف ورعاية..
عامر: كلنا تحت عناية الله ورعايته..
خطار: أراك استعجلتني الحضور فما عندك؟
عامر: سنتوجه خلال اليومين القادمين إلى القاهرة لحضور حفلة تخرج خالد في الجامعة.
خطار: خلال هذين اليومين..
عامر: بإذن الله وقد بعثت منصور يحجز لنا بالطائرة..
خطار: ألف شكر على اصطحابك لي فأنا مشتاق لخالد كثيراً جداً..
عامر: وأنا مثلك والحمد لله الذي وفق خالد للنجاح..
خطار: الحمد لله..
عامر: هل تحتاج إلى أشياء نشتريها لك من ملابس وغيرها؟
خطار: كل شيء من خير الله وخيرك ميسور ومتوفر ربنا ما يحرمنا منك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت انطوانيت تقول):
انطوانيت: هل كنت مقتنعة بما قاله فتحي عن أخته؟
ضحى: لقد قال كثيراً عنها فأي ناحية من قوله تقصدين؟
انطوانيت: حين قال إن الدكتور يمنع الناس من زيارتها.
ضحى: ولم لم تقتنعي بقوله؟
انطونيت: فتحي يا ضحى من الشباب ذوي القلب الطيب والنوايا الحسنة روحه شفافة ونفسه سفافة يتكشف ما فيها على محياه.
ضحى: ولكني لم أر شيئاً غير طبيعي في محياه..
انطوانيت: لو كان الدكتور حقاً يمنع الناس من زيارة أخته لمدة ثلاثة أيام فهذا يعني أن مرضها خطير وبالتالي ينعكس هذا الخطر محيا فتحي ولكن وجه فتحي كان عادياً وحديثه كان طبيعياً.
ضحى: لعلّ عنده ما لا يريد أن يطلع أحداً عليه أو لعلَّ ما هي فيه أخته لا يرغب أن يراها الناس فيه.
انطوانيت: هذا كلام معقول ولكن لا يدل على خطورة مرض عفاف..
ضحى: أرجو أن يكون استنتاجك صائباً يا أماه فكلنا نرجو لعفاف الصحة والعافية.
انطوانيت: على كل حال لقد مضت الأيام الثلاثة فهل تودين زيارة عفاف.
ضحى: إذا لم يكن لديك مانع..
(يدق جرس التليفون فتمسك انطوانيت بالسماعة وتقول):
انطوانيت: هلو. من..
خالد: أنا خالد. مساء الخير..
انطوانيت: مساء الخير.. هل تريد أن تكلم ضحى..
خالد: إذا سمحت وبسماعك..
انطوانيت: شكراً.. ضحى تكلمك..
ضحى: مساء الخير خالد..
خالد: مساء الخير ضحى..
ضحى: خير إن شاء الله..
خالد: والدي ووالدتي سيصلان بعد عصر هذا اليوم بالطائرة. وسأكون في استقبالهما فمعذرة إن لم أستطع الحضور إليك..
ضحى: وتذهب وحدك لاستقبالهما.. ماما.. والدا خالد قادمان اليوم. ماما تكلمك يا خالد..
انطوانيت: سنذهب معك للمطار لاستقبال والتك.. هل لديك مانع؟؟؟
خالد: أبداً ذلك يسرني..
انطوانيت: ما هي أخبار عفاف؟
خالد: بخير وقد خرجت من المستشفى إلى البيت وصحتها عادية..
انطوانيت: الحمد لله.. خذ كلم ضحى..
ضحى: نحن كنا عازمين على زيارتها ولكن نؤجل ذلك بعد استقبال والدتك..
خالد: حسناً سأكون عندكم حالاً لأن موعد وصول الطائرة قد اقترب.
ضحى: بانتظارك..
انطوانيت: أصدقت ما قلته عن فتحي؟
ضحى: ما شاء الله يا ماما أنت أيضاً عيونك أشعة أكس (x) (يضحكان)..
انطوانيت: لقد جاء أيضاً حل موضوع المعلق ولعلَّ نهاية الصراع قد حانت.
ضحى: ربما تكون النهاية وربما تكون البداية.
انطوانيت: يا إلهي على تشاؤمك. هيا البسي فخالد يسوق وسيكون عندنا قريباً..
ضحى: أنا لا أحتاج إلى تغيير ملابسي ولا لزينة لكي تراني والدة خالد على الطبيعة من دون مكياج أو مساحيق..
انطوانيت: ربنا يكتب لك ما فيه الخير يا بنتي..
ضحى: آمين يا رب. آمين.
(نسمع بوق السيارة. فتقول):
ضحى:إنه بوق سيارة خالد هيا بنا يا أماه):
(نسمع صوت محرك السيارة وسيرها وصوت خالد يقول):
خالد: أنا شاكر لكما على حضوركما لاستقبال والدتي..
انطوانيت: العفو يا بني..
خالد: ما بك يا ضحى ساهمة شاردة التفكير..
ضحى: لا شيء يا خالد.. لا شيء.
خالد: وصلنا والحمد لله.. وها هو المايكرفون يعلن وصول الطائرة. هيا بنا..
(يدخلون إلى حيث يقف المستقبلون وينزل عامر وزوجته ومعهما خطار ويصلان إلى الجوازات فالجمارك وما أن ترى ضحى والدها حتى تصرخ).
ضحى: بابا.. بابا..
(ثم نرى صورة ضحى في ثياب العرس وبجانبها خالد ويسدل الستار على الحلقة الأخيرة).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :723  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.