الحلقة - 27 - |
دنقل: انظر يا فرهود.. إنها تلك.. |
فرهود: إنها هي ضحى.. بشحمها ولحمها.. |
دنقل: إلى الأمام سر.. |
(ويخرج فرهود من بين الأشجار ويفاجأ خالد ومن معه به وما أن تراه ضحى حتى تصرخ): |
ضحى: مين.. أنت! يا إلهي! من أين جئت؟ |
فرهود: جئت من أجلك يا بنت عمي.. ألا ترحبين بي..؟ |
ويذهل الجميع وخاصة حينما يرون دنقل يلحق به وتقول ضحى وقد عادت إليها رباطة جأشها): |
ضحى: أنا لا أرحب بالمجرمين.. |
فرهود: أنا الذي قطعت هذه المسافات الشاسعة وتعرضت للأخطار والأهوال من أجلك تقولين عني مجرم. أهذا جزائي منك يا ضحى.. |
ضحى: ألست المجرم الذي هرب من سيارة البوليس المحترقة.. |
(همهمة وغمغمة من الواقفين تتجلى بقولهم بصوت واحد): |
أصوات: أنت المجرم الذي هرب من السيارة المحترقة.. |
ضحى: لا تصدقوها.. لا تصدقوها.. إنها خائنة.. |
خالد: اضغط لسانك أيها المجرم وإلا قطعته.. |
فرهود: أنت يا شاب الهيبز.. تقطع لساني.. طيب خذ.. |
(ويلكمه على وجهه فيقع أرضاً والدم ينزف من فيه فتصرخ ضحى): |
ضحى: يا بوليس! يا بوليس.. يا بوليس.. |
(ويسرع دنقل فيكمم فمها وينهض خالد ويهجم على فرهود.. فيحمله ويرمي به أرضاً وفتحي يقول): |
فتحي: برافو يا خالد.. اضربه.. ألكمه كما لكمك.. اضرب.. جامد.. جامد.. |
انطوانيت: يا بوليس.. يا بوليس.. |
ويسحب دنقل خنجراً ويقول: |
دنقل: إن لم تسكتي أنت يا وليه وأنت يا خائنة يا ضحى قتلتكما بهذا الخنجر.. |
فتحي: تقتلنا.. هل نحن فراخ حتى تقتلنا يا مجرم.. |
فرهود: إلحقني يا دنقل.. إلحقني يا خويا.. إلحقني.. |
(ويهجم دنقل على خالد يصرخ فتحي): |
فتحي: اثنتين على واحد يا جبناء.. تشجع يا خالد نحن معك.. |
(ويرفسه دنقل برجله فيصرخ فتحي) ترفسني يا بغل خذ.. |
(وتلتقط ضحى عوداً كبيراً من عيدان الشجر وتهجم به على فرهود وتضرب به فرهود على رأسه فيقع على الأرض وهو يقول): |
فرهود: آه.. قتلتني يا ضحى.. قتلتني.. سامحك الله.. |
ضحى: مدام انطوانيت.. عفاف.. أكملوا عليه بالحجارة تعال يا فتحي أعني على المتوحش الذي يصارعه خالد.. |
(ويضرب فتحي دنقل بحجر ضخم على رأسه فينفجر الدم فيقول دنقل): |
دنقل: تضربني غدراً يا جبان.. |
فتحي: وخالد الذي تضربه يا متوحش.. يا غدار.. يا جبان.. يا.. |
دنقل: طيب.. خذ يا خالد.. وحدة بوحدة.. |
خالد: آخ.. طعني المجرم.. ولكنها سليمة.. لقد خلصت الخنجر من يده أضربه يا فتحي.. اضربيه يا ضحى.. إنه عملاق.. مارد.. متوحش.. |
فتحي: لقد أغمي عليه يجب أن نربطهما جيداً حتى لا يفرا قبل أن يأتي البوليس.. |
خالد: في شنطة السيارة حبل كبير هاته يا عفاف.. إسرعي.. وأنت يا فتحي أسرع وأدع البوليس من تليفون الفندق.. |
ضحى: الدم ينزف من كتفك يا خالد.. |
خالد: بسيطة يا ضحى.. أنت إن شاء الله لم تصابي بسوء.. |
ضحى: أبداً إلا بعض الخدوش التي تشاهدها في وجهي.. |
خالد: برافوا أنت والله البطلة التي خلصتني من المجرمين اللذين كادا يفتكان بي.. |
انطوانيت: لف جرحك بهذا الإيشارب.. |
ضحى: خذي هذا المنديل يا ماما وضعيه على الجرح واربطيه بالإيشارب ريثما نعود للفندق ونسعفه. |
(وتأتي عفاف.. ومعهما الحبل فيقول خالد): |
خالد: برافوا عفاف.. يا الله ساعدوني على ربط المجرمين إنهما مغمى عليهما من ضربة ضحى وفتحي لا شلت يمينها.. |
ضحى: يلا يا ماما.. ساعدينا.. |
انطوانيت: حاضر يا روح ماما.. حاضر.. بس اربط جرح خالد حتى يقف النزيف مؤقتاً.. |
(وما أن ينتهوا من شد وثاق المجرمين حتى نسمع سيارة البوليس فيقول خالد): |
خالد: برافو فتحي.. |
ضحى: برافوا لقوات البوليس المستعدة للطوارىء.. |
انطوانيت: يا لها من حفلة يا ضحى.. |
خالد: أتريدين أحسن من هذه الحفلة يا مدام لقد خلصنا الناس من مجرمين خطيرين.. |
انطوانيت: وخلصنا ضحى ممن يدعي أنه ابن عمها.. |
ضحى: الحمد لله.. وإني جد آسفة لما حدث لكم ولا سيما للأستاذ خالد بسببي.. |
(وتصل سيارة البوليس ويقول الضابط): |
الضابط: عسكر احملوا المصابين.. وأنتم يؤسفني أن اضطر أيضاً لأن أقول لكم اتفضلوا معي إلى مركز البوليس لأخذ إفادتكم.. |
خالد: ولكني يا سيادة الضابط أنا لا أستطيع أن أسوق سيارتي قدمي ينزف كما ترى.. |
ضحى: أنا أسوق السيارة بدلاً منك يا خالد ولكن ليست لدي رخصة.. هل تسمح يا سيادة الضابط؟ |
الضابط: اسمح لك بسواقة السيارة بدون رخصة حتى مركز البوليس.. هيا اتبعينا.. |
(نسمع بوق سيارة البوليس وصوت محرك سيارة خالد الذي يقول): |
خالد: أنت سواقة ماهرة.. |
فتحي: يعني حضرتك فقط السواق الماهر الأوحد.. |
خالد: لم أدع هذا يا فتحي.. |
انطوانيت: إنه يمزح كعادته يا خالد.. |
ضحى: ولا يهمك يا خالد.. |
فتحي: خلاص يا خالد المدموزيل ضحى معك على طول الخط.. |
ضحى: أراك ترتعشين يا ماما.. |
فتحي: من الفرحة بنجاتنا من المجرمين.. أليس كذلك يا مدام؟ |
انطوانيت: من الفرحة ومن الخوف.. |
خالد: الخوف الحمد لله زال والبركة في عصى ضحى البلطة التي قضت على المجرمين.. |
فتحي: أنسيت حجارتي التي زرعت طماطم في رأس المجرمين.. |يضحكون|: |
خالد: الحلقة القادمة ستكون على سلامتنا.. |
فتحي: الحفلة القادمة امتحانات آخر السنة يا خالد.. |
ضحى: صحيح.. |
خالد: نعم يا ضحى.. |
ضحى: أرجو ألا تؤثر الطعنة التي جاءتك بسببي على امتحاناتك.. |
خالد: الطعنة بسيطة خارجية والدم وقف بعد التضميد الهائل من المدام.. |
فتحي: وصلنا نقطة البوليس اتفضلوا على حفلة السين والجيم.. لقد أصبحنا في عداد الأبطال غداً تظهر الصفحات الأولى من الجرائد وهي تحمل صورنا وأخبارنا في لافتات بالخط العريض.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خطار يقول بصوت خافت): |
خطار: منصور! منصور! تعال إلي.. تعال.. |
منصور: نعم يا خطار ماذا تريد..؟ |
خطار: الشيخ عامر.. أين هو..؟ |
منصور: ذهب مع طبيب الوحدة الصحية لمعاينة المرضى من أفراد العشيرة.. |
خطار: ومتى يعود؟ |
منصور: لا أدري ولكنه لن يبطىء هل تحس بشيء.. |
خطار: نعم إني متعب مكدود.. |
منصور: سأرسل إليه من يعلنه بحالك.. |
خطار: افعل.. جوزيت خيراً.. |
(منصور ينادي): |
منصور: سعد.. سعد قل لأبو خالد خطار مريض ويحتاج إلى علاج سريع.. |
خطار: شكراً يا بني.. رباه أكتبت علي بأن أودع الحياة قبل أن أرى ابنتي.. |
منصور: أنت بخير يا خطار.. |
خطار: لست يائساً ولكنني حزين.. |
منصور: هل يعيد الحزن ابنتك إليك.. |
خطار: |
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة |
إذا اخضر منها جانب جفّ جانب.. |
فلا تفرحن منها لشيء تفيده |
سيذهب يوماً مثل ما أنت ذاهب |
وما هذه الأيام إلا فجائع |
وما العيش واللذات إلا مصائب |
|
منصور: ما هذا الذي تقوله يا خطار.. |
خطار: لم اقله أنا وإنما قاله أحد الأدباء.. |
منصور: إنه أديب متشائم مغرق في تشاؤمه.. |
خطار: لعلَّ له عذراً وأنت تلوم.. |
منصور: انظر خطار.. |
خطار: ماذا أنظر.. إن عيني قد شاختا فلا تبصران إلا الشيء الغريب.. |
منصور: الشيخ عامر ومعه طبيب الوحدة الصحية في طريقهما إلينا.. |
خطار: الحمد لله.. الحمد لله.. |
(نسمع صوت وقوف السيارة ونزول الشيخ عامر ومن معه تواكبهما موسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت عامر يقول): |
عامر: تركتك بخير يا خطار فماذا جدّ..؟ |
خطار: سيجيب عني الدكتور يا شيخ عامر.. |
عامر: تفضل يا دكتور وعاينه.. |
منصور: بسيطة.. بسيطة.. زال الباس يا خطار.. |
خطار: إن شاء الله إن شاء الله.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضابط البوليس يقول): |
الضابط: انتهينا من أخذ الإفادات ويمكنكم الانصراف ما عدا خالد الذي يجب أن ينام الليلة في المستشفى لأن الدكتور يشتبه في أن جرحه قد تلوث.. |
خالد: أمر الطبيب مطاع.. ولكن في أي مستشفى يا سيادة الضابط.. |
الضابط: في مستشفى الإسعاف.. |
خالد: حسناً.. |
فتحي: لا لزوم لذلك يا فتحي فالجرح بسيط وغداً صباحاً تعال فربما إذن لي الطبيب بالخروج.. |
ضحى: بودنا جميعاً أن نبقى بجانبك يا خالد.. |
خالد: شكراً.. شكراً إن شاء الله نلتقي غداً.. |
انطوانيت: عندي في البنسيون لعلّنا نعوّض ملابس حفلة اليوم.. |
ضحى: وفي نفس الوقت احتفاء بسلامة خالد.. |
خالد: الله يسلمك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عامر يقول): |
عامر: الدكتور طمأننا يا خطار.. إنه عارض برد وسيزول بإذن الله.. |
خطار: إن شاء الله.. |
منصور: لازم خطار يتغلب على هذا العارض ويقهره.. |
عامر: سيشفى بإذن الله.. |
منصور: ألم تقل لخطار عما جاء في رسالة خالد.. |
خطار: (بلهفة) هل من جديد.. هل من أخبار عن ابنتي.. قولوا لي قولوا طمنوني.. |
|