الحلقة - 25 - |
(يدق جرس التليفون فتمسك به انطوانيت وتقول): |
انطوانيت: هلو.. مين.. ضابط البوليس.. تقول ماذا؟.. صحيح.. صحيح.. تقول إيه.. قبضوا عليه.. الحمد لله.. الحمد لله.. |
ضحى: مين اللي قبضوا عليه يا ماما.. |
انطوانيت: ابن عمي فرهود في السجن.. |
انطوانيت: أي نعم.. |
ضحى: من قال لك؟ |
انطوانيت: عم بيومي.. |
ضحى: عم بيومي.. هذه وكالة أنباء.. |
انطوانيت: شيء غريب.. من أين تسقط الأخبار.. |
ضحى: لا أدري يا ماما.. لعلَّه أصدقاء بين ضباط المخابرات.. |
انطوانيت: أو لعلّه هو نفسه موظف عندهم.. |
ضحى: لا يا ماما عم بيومي يتلقف هذه الأخبار من البواب رجب.. |
انطوانيت: ورجب من أين يستقي معلوماته.. |
ضحى: البواب رجب له أولاد يشتغلوا في المخابرات.. |
انطوانيت: على كل حال كثر خيره عم بيومي.. فرحنا.. وأسرنا. |
ضحى: وأزاح عن صدري هماً تنوء الجبال بحمله.. |
انطوانيت: ولكن العم بيومي لم يذكر نوع التهمة الموجهة إلى ابن عمك.. |
ضحى: سنقرأ عنها في الجرائد يا أماه.. المهم ربنا أراحنا منه ولو إلى حين.. |
انطوانيت: أما قلت لك إن إطلالة فجر باسم بدأت تباشيرها في حياتك.. |
ضحى: لعلّ.. وهي.. |
عسى الكربُ الذي أمسيتُ |
يكون وراءَه فرجٌ قريبٌ |
|
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خالد ينشد والموسيقى مصاحبة: |
خالد: |
عُمرت ليلى الجميل طيوف |
من نحيب يلوح أي نحيب |
وهموم تصر صرعى هموم |
ووجيب يجيء بعد وجيب |
أترع النفس من دنا من عذابي |
وأغنى على أنين رتيب |
أمل ضاع في مجاهل أمسي |
وهوى شاب قبل يوم مشيبي |
|
(يدخل فتحي وهو يردد): |
فتحي: |
أمل ضاع في مجاهل أمسي |
وهوى شاب قبل يوم مشيبي |
|
يا سلام يا شاعر الزمان والعصر والأوان.. |
خالد: لست شاعراً كما تعرف يا فتحي ولكني كنت أردد بعض أبيات حفظتها لشاعر لا أذكر اسمه.. |
فتحي: لا تذكر اسمه وتحفظ شعره.. أليس ذلك من العجائب.. |
خالد: لماذا تعده من العجائب فالذاكرة كثيراً ما تخون الإنسان.. |
فتحي: إلا الأشياء ذات الأثر فإنها تنطبع ولا تمحو.. |
خالد: أنت غريب في استنتاجاتك يا فتحي.. |
فتحي: ما أنا بالغريب ولا بالعجيب أنت الغريب وأنت العجيب.. |
خالد: رمتني بدائها وانسلت.. |
فتحي: يا صديقي وأنت خير صديق.. |
خالد: يا سلام هذا صدر بيت.. هات العجز.. |
فتحي: أين هو العجز وأنا مصاب بالعجز.. يا خالد.. لا مجال للتستر والخفاء فحالك واضحة كالشمس في رابعة النهار.. المهم.. |
خالد: المهم ماذا؟ |
فتحي: عليك بمدام انطوانيت.. ومنها تعرف عن ضحى كل شيء.. |
خالد: لا أريد أن أتهافت كما يتهافت الفراش حول النور.. |
فتحي: ما رأيك لو وسطنا أختي لجس النبض.. |
خالد: يا لأفكارك النيّرة.. |
فتحي: إذن أنت موافق.. |
خالد: لا.. يا أخي لا.. |
فتحي: ولم تمتدح أفكاري إذن.. |
خالد: أتريدني أقول يا لسخف أفكارك.. |
فتحي: كان أحسن من ذلك الاستهزاء المغلف.. |
خالد: ولكن هذا الذي وقع فاسمح.. |
فتحي: سامحتك يا صديقي وهل أستطيع إلا أن أسامح.. ما علينا أتريد أن تبقى معلقاً بين السماء والأرض.. |
خالد: فتحي يظهر أنك تنسى كثيراً أو أنت (فشار) كبير.. |
فتحي: كثر خيرك على هذا المديح والإطراء.. |
خالد: ألم تقل لي في المرة الماضية عندما كنا نتحدث في موضوع (ضحى) سيأتيك جهينة بالخبر اليقين وأرى جهينة أفرغ من فؤاد أم موسى.. |
فتحي: لقد جاءك جهينة بالمفتاح ولكنك قذفت به في وجهي وقلت لك عن مفتاح آخر هو أختي فسفهت رأي.. وسخرت مني.. |
خالد: ولكنك سامحت والمسامح كريم.. |
فتحي: صحيح ولكني لا أريد أن أراك بهذه الحال يجب أن تبت في هذا الأمر برأي.. |
خالد: فلنترك الحل للزمان.. |
فالليالي من الزمان حبالى |
مثقلات يلدن كل عجيب.. |
|
فتحي: اسمح يا خالد.. غداً افتتاح معرض مدام جوزفين.. |
خالد: بلى.. بلى.. وسنذهب لمشاهدة محتوياته.. |
فتحي: فقط لا غير.. |
خالد: ومشاهدة (ضحى) أليس ذلك ما تريد؟.. |
فتحي: قل هكذا يا عزيزي.. |
خالد: حسناً استمر فيما كنت تزمع أن تقوله.. |
فتحي: نعم.. نعم.. وبعد افتتاح يعني ثالث يوم من افتتاحه بالعربي الفصيح سنذهب إلى بحيرة الغيوم.. |
خالد: هل اتفقت أختك عفاف مع ضحى على هذا اليوم.. |
فتحي: أجل.. أجل.. |
خالد: حسناً وماذا تريد أن تقول.. أكمل.. |
فتحي: سيكون وجودنا فرصة يجب أن تستغلها وتخرج منها بنتيجة تريحك وتريح من يحبون لك الهدوء والراحة.. |
خالد: أرجو أن تساعد الظروف على ذلك.. |
(نقلة صوتية تختلط بأبواق سيارات النجدة والإسعاف ثم نسمع بعدها صوت ضابط البوليس يصرخ): |
الضابط: أخمدوا النيران المشتعلة في السيارة يا أونباشي سالم.. |
الأونباشي: النار يا سيادة الضابط أحرقت جميع السجناء والعساكر الذين كانوا داخل بوكس السيارة.. |
الضابط: والسائق ومن بجواره.. |
الأونباشي: حروقهم شديدة وخطيرة.. |
الضابط: لا حول ولا قوة إلا بالله.. انقلوهم جميعاً إلى مستشفى الإسعاف.. |
الأونباشي: بالأمر يا سيادة الضابط.. |
الضابط: أخشى أن يكون الحريق بفعل فاعل.. |
الأونباشي: ذلك ما سيظهره التحقيق.. |
الضابط: هيا إلى المستشفى. |
(نسمع أبواق سيارات النجدة والإسعاف تختلط بضجيج الحاضرين وبموسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت فرهود يقول): |
فرهود: كانت خطة محكمة جهنمية يا خواجا خريستو.. |
خريستو: أنت يا (خبيبي) ما يعرف مين أنا.. |
فرهود: كيف لا أعرف وأفعالك شاهدة عليك.. |
خريستو: لازم ليلى تكون احترقت وصارت فخمة سودة.. |
فرهود: أنا كدت أحترق ولولا أني جلست بقرب الباب الخلفي ما تمكنت من الهرب. |
خريستو: أنت لازم تغادر البلد بأقرب وقت.. وإلاّ فذنبك على جنبك.. (يا خبيبي).. |
فرهود: ألا نتريث قليلاً ريثما تهدأ وتخف مطاردة وتعقيب البوليس.. |
خريستو: البوليس لن يهدأ ولن تخف تعقيباته ومطاردته حتى يقبض على الفاعلين وخصوصاً عندما يعرف أنك كنت الوحيد الذي نجا من هذا الحادث.. |
فرهود: لا شك أن البوليس سيشدد الخناق وسيجند كل رجاله وأعوانه للتفتيش عن الفاعلين ولذلك أصر على رأي بالتريث ريثما تخف حدة التفتيش.. |
خريستو: أتعتقد أن بإمكاننا بمنأى عن أعين البوليس وأعوانهم.. |
فرهود: لا أدري لأني غريب عن هذا البلد.. أما أنت فخبير به أكثر مني.. |
خريستو: هذا المحل أحسن مخبأ لك في الوقت الحاضر بشرط ألا تفكر في الخروج منه مهما كانت الأسباب والدوافع.. |
فرهود: ماذا تقصد بالأسباب والدوافع يا خواجا؟ |
خريستو: يعني مثلاً يا (خبيبي).. |
فرهود: مثلاً ماذا؟ |
خريستو: يهفك الشوق إلى ابنة عمك فتخرج للتفتيش عنها.. تودي روحك وتودينا في داهيه معك.. |
فرهود: وكيف عرفت أن لي ابنة عم هنا يا خواجا.. |
خريستو: (يضحك ويقهقه) عرفنا أن لك ابنة عم منذ كنت عندنا في ليماسول.. وعرفنا الأسباب والدوافع التي طلبت منا أن نوصلك إلى هنا.. |
فرهود: يا سلام أنتم (كوبانية) هائلة.. خطيرة.. |
خريستو: أنت حديث في العمل معنا وسوف نرى منا العجايب.. لذا لم تأتنا منك المصايب.. |
فرهود: تأتيكم مني المصائب.. ومتى حدث ذلك؟ |
خريستو: حتى الآن لم يحدث منك ولكني أنذرك للمستقبل أن حادث اليوم لن يمر بسلام كما تظن فالبوليس سيشدد رقابته.. |
فرهود: على كل حال سأتقيد بتعليماتك ولن أخرج من هنا إلا متى أمرتني بالخروج.. |
خريستو: سأضع (دنقل) رقيباً عليك.. |
فرهود: ضع من تشاء فلن أعصي لك أمراً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول): |
انطوانيت: كانت حفل افتتاح المعرض رائعاً يا ضحى.. تهانينا.. |
ضحى: شكراً يا ماما.. شكراً.. |
انطوانيت: ولا تسألي عن سرور مدام جوزفين بالإقبال الهائل على المعرض وبالتنظيم الرائع الذي قدرته الصحافة المحلية فنشرت عن حفلة في أماكن بارزة من صفحاتها.. |
ضحى: بقدر ما كنت مسرورة بنجاح حفل افتتاح المعرض كنت حزينة جداً على الحادث الذي جرى لليلى المسكينة.. |
انطوانيت: حقيقة مسكينة.. لم يتمكنوا من التعرف على جثتها إلا من الخاتم الذي كانت تلبسه في إصبعها. |
ضحى: والشيء المخيف في الحادث الذي جرى هو.. |
انطوانيت: هو ماذا؟ |
ضحى: فرار مجرم خطير كان بين السجناء في السيارة المحترقة وكان هو الشخص الوحيد الذي نجا من الحريق.. |
انطوانيت: هل ذكروا اسمه؟ |
ضحى: لا.. ولذلك فإنني أعيش على أعصابي حتى أعرف من هو؟ |
انطوانيت: سيعلن اسمه.. |
ضحى: ليتني اتصل بالعم بيومي ليسأل رجب بواب العمارة عنه.. |
انطوانيت: قومي كلميه.. |
(تدير ضحى قرص التليفون وتكلم بيومي وتجري المكالمة كالتالي): |
ضحى: هلو.. مين.. عم بيومي.. مساء الخير.. ازيك.. الحمد لله.. إيه الأخبار.. والله خبر مزعج.. مزعج جداً.. عايزه معروف منك يا عم بيومي.. تعرف لي اسم المجرم اللي هرب من السيارة المحروقة.. مرسي.. ألف شكر.. مع السلامة.. |
انطوانيت: الآن هدئي أعصابك وسيأتيك العم بيومي بأخباره.. |
ضحى: لن تهدأ أعصابي حتى أعرف اسم هذا المجرم يا ماما.. |
انطوانيت: لو فرضنا أنه ابن عمك سنبلغ عنه البوليس إذا ما تنازل في يوم ما وشرفنا بالزيارة.. |
ضحى: لا قدر الله يا ماما.. لا تخضيني أعصابي والله بايظه منذ اللحظة التي سمعت فيها بهرب المجرم.. |
انطوانيت: على كل فالبوليس من دون شك سيضع جميع الأماكن التي كان يتردد عليها ابن عمك تحت الرقابة ومن جملتها هذا البنسيون.. كوني مطمئنة.. |
ضحى: ربنا يكفينا شره.. |
(يدق جرس التليفون فتسرع انطوانيت وتمسك بالسماعة وتقول): |
انطوانيت: هلو.. مين.. |
الضابط: أنا ضابط البوليس مين حضرتك.. |
انطوانيت: مدام انطوانيت.. يا سيادة الضابط.. |
الضابط: المدموزيل ضحى عندك.. |
انطوانيت: نعم.. |
الضابط: خليها تكلمني.. |
انطوانيت: تعالي يا ضحى سيادة ضابط البوليس يريد أن يكلمك.. تعالي.. |
|