الحلقة - 24 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جرس شقة فتحي يدق فيفتح الباب وهو يقول): |
فتحي: يا حضرة عايزمين.. |
فرهود: أريد أن أسألك يا أستاذ.. |
فتحي: هل معك أمر من البوليس أو النيابة.. |
فرهود: لا.. |
فتحي: يفتح الله.. مع السلامة.. |
فرهود: يا أستاذ.. لا تغلق الباب.. أنا.. |
فتحي: أنت مين قول.. انطق.. |
(ويصل ضابط البوليس وهو يقول): |
الضابط: حاينطق ويقول هو مين في مركز البوليس.. |
فرهود: ماذا فعلت أنا يا حضرة الضابط؟ |
الضابط: تفضل قدامي.. عسكري.. حط الكلبشة بيديه.. |
(ويسير فرهود أمام البوليس وفتحي يقول): |
فتحي: مع السلامة يا أنت.. |
(يغلق الباب وهو يقول) مع السلامة يا إنت |
خالد: تكلم مين يا فتحي؟ |
فتحي: أرأيت وجه الغرابة؟ |
خالد: حقيقة إنه حادث غريب.. |
فتحي: الحمد لله ربنا سلمنا منه يظهر أنه مجرم خطير وكان البوليس يتعقبه. |
خالد: صدقت. ستقرأ أخباره في جرائد الغد. المهم.. |
فتحي: المهم ماذا؟ |
خالد: المذاكرة يا فتحي. امتحانات السنة النهائية على الأبواب.. |
فتحي: لعلي أنا السبب. |
فتحي: وأنا لماذا تحرمني من هذا الشرف.. |
خالد: شرف ايه.. |
فتحي: شرف لقب المصيدة. |
خالد: |
ما مضى فات والمؤمل غيب |
ولك الساعة التي أنت فيها |
|
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول): |
انطوانيت: ضحى. مدموزيل ضحى.. |
ضحى: نعم يا مدام.. |
انطوانيت: الفطار جاهز.. |
ضحى: أنا آتية حالاً.. |
انطوانيت: عجلي وحياتك أنا جوعانة موت.. |
(موسيقى. تصاحب دخول ضحى وهي تقول): |
ضحى: بردون يا مدام.. أتأخرت عليك.. |
انطوانيت: ما كنت أريد أن أدعوك للفطار.. |
ضحى: لماذا؟ |
انطوانيت: لأنك لم تنم البارحة بعد عودتك من حفل البازار الخيري.. |
ضحى: كيف عرفت يا مدام.. |
انطوانيت: كان نور غرفتك مضاء طوال الليل. وكم من مرة أردت أن أقرع بابك لأطمئن عليك ولكني كنت استحي فأعود إلى فراشي.. |
ضحى: آسف لتسببي في إزعاجك. |
انطوانيت: قولي لي إذا كنت تشكين من شيء.. |
ضحى: لا ولكني كنت أفكر في المعرض والتحضيرات اللازمة له.. |
انطوانيت: ولكن هذا إرهاق يعود بالضرر على صحتك.. |
ضحى: حضور حفلة البازار كان السبب يا مدام.. |
انطوانيت: كيف؟ |
ضحى: الوقت الذي قضيته في الحفل كان من الممكن أن أقضيه في التحضير للمعرض.. |
انطوانيت: إنه استنزاف لصحتك كان يجب أن تتجنبيه ولا سيما والمعرض يتطلب منك الاحتفاظ برصيد كبير من صحتك لمواجهة أيام افتتاحه. ومع ذلك. |
ضحى: ومع ذلك ماذا يا مدام؟ |
انطوانيت: التحضير للمعرض لا يحتاج إلى سهر حتى الصباح. قولي لي. هل هنالك شيء آخر يشغلك.. |
ضحى: إنني يا مدام في دوامة من الصراع. التفكير في والدي. وعملي. وثالثة الأثافي.. |
انطوانيت: وثالثة الأثافي تبقى إيه يا ضحى.. |
ضحى: بداية عاصفة عاتية.. |
انطوانيت: إنك تتكلمين بالأحاجي والألغاز.. |
ضحى: إنها عاصفة يا مدام تقتلع ما أمامها.. |
انطوانيت: كفانا الله شر العواصف العاتية. افصحي يا بنتي أي عاصفة هذه التي تتحدثين عنها. |
ضحى: إنها عاصفة حب (تبكي).. |
انطوانيت: وتبكين من هذه العاصفة.. |
ضحى: نعم يا أماه.. لقد كتب علي الصراع مع الأيام. مع العواصف، مع الآلام. ولا أدري ما هو مصيري في هذه الدوامة. ترى كتب علي الشقاء. |
انطوانيت: هوني عليك يا ضحى فمواجهة تحديات الأيام تحتاج إلى الحكمة والأناة والصبر.. |
ضحى: وهل أبقت لي الأيام ما أتقي به أو أواجه به هذه التحديات.. |
انطوانيت: يا بنيتي.. إنني أرى إطلالة فجر باسم قد بدأت تباشيره في حياتك الحافلة بالصراع والآلام. |
ضحى: قولي لي أين هو هذا الفجر الباسم. بملاحقة ابن عمي لي وما أسمعه من تهديدات وتوعدات منه ومن أعوانه، أهي العاصفة التي أخذت تدمر حياتي.. |
انطوانيت: ابن عمك بلاغ للبوليس يريحنا من متاعبه وملاحقاته. وقد سمعت بعض هؤلاء نزلاء البنسيون عندي يتحدثون البارحة أن البوليس قبض على مجرم خطير من أفراد العصابة الدولية. |
ضحى: العصابة الدولية التي ليلى عدوة فيها.. |
انطوانيت: بلى وقد قالوا عن هذا المجرم أنه من أصل عربي. ويقيني أنه ابن عمك. |
ضحى: يا ما أنت كريم يا رب. |
انطوانيت: أما العاصفة التي تخشينها أنا أرى أنها هي بداية الفجر الباسم.. |
ضحى: متى كانت العاصفة بداية لشيء يا أماه؟ |
انطوانيت: إن هذه العاصفة إن دلت فإنما تدل على أن قلبك بدأ ينفض عنه غبار الأحزان والآلام ويتطلع إلى هزات من نوع جديد. |
ضحى: ولكنها هزة أخاف أن تطيح بكياني.. |
انطوانيت: إنك تهولين الأمر يا ضحى لأنك تنظرين إلى الحياة دائماً بمنظار أسود.. |
ضحى: وهل كانت حياتي إلا سواد في سواد في سواد.. |
انطوانيت: كلام جميل يا ضحى.. إن العاصفة التي تخشينها قد جاءت لتمسح السواد وتفتح صفحة بيضاء تزخم بأعذب الآمال والأحلام. |
ضحى: إذن فأنت من تجاربك يا أماه ترين أن عهد الأتراح والآلام قد ولى إلى غير رجعة.. |
انطوانيت: بلى يا بنتي.. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت ضحى تقول): |
ضحى: دعيني أقبلك يا أماه فقد مسحت بيديك الحنونتين شكوكي ومخاوفي وغمرت نفسي بأفراح من الضياء والسعادة والابتسام. |
انطوانيت: ولكن.. |
ضحى: ولكن ماذا؟ |
انطوانيت: من هو مثير هذه العاصفة؟ |
ضحى: أأسميه لك يا مدام. أم تعطيني الفرصة لأتعرف إليه أكثر فقد تتغير نظرتي له. |
انطوانيت: هذا من شؤونك وأنت التي تقدر الوقت الذي تبوحين فيه باسمه أو تطوينه إلى الأبد. |
ضحى: شكراً يا أماه شكراً.. يا أيتها الشعلة التي سخرها الله تعالى لتضيء لي طريق الظلمات والشقاء. |
انطوانيت: لا تشكريني يا ضحى فقد قلت لك أكثر من مرة أنني فقدت ابنتي (روزا) وقد عوضني الله بك. فالحمد لله والشكر لله. |
ضحى: وأنت والله يا مدام أعز من أمي التي أفتقدتها وأبي الذي لا أدري ما هو مصيره. على فكرة. يا ماما.. |
انطوانيت: ماذا يا ضحى. |
ضحى: نسيت أن أقول لك أني رفعت الإعلان الذي وضعته في النادي اللبناني عن والدي بعد ظهور ابن عمي في الميدان. |
انطوانيت: حسناً فعلت.. |
ضحى: ثم أرجوك.. |
انطوانيت: ترجوني.. |
ضحى: أرجوك ألا تعطي أي معلومات لأي إنسان عن أصلي وفصلي وبلدي وأهلي. |
انطوانيت: كما تريدين يا بنتي.. |
ضحى: شكراً.. اورفوار.. |
انطوانيت: ارفوار.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول): |
دنقل: خواجه خريستو. أنت تعرف.. |
خريستو: يعرف ماذا يا حبيبي.. |
دنقل: فرهود. أنا بعرف طيب.. |
دنقل: فرهود في السجن.. |
خريستو: فرهود في السجن يا دي المصيبة.. |
دنقل: أحقاً إنها مصيبة وأية مصيبة.. |
خريستو: كيف راح للسجن.. |
دنقل: متهم.. |
خريستو: متهم. هوه راح عند ليلى في السجن.. |
دنقل: وأنا معه. |
خريستو: لكن أنت بره وهوه جوا السجن.. |
دنقل: هوه متهم بأنه من أفراد عصابتكم.. |
خريستو: عصابة (اخنا) يا (خبيبي).. |
دنقل: أيوا. ليلى قالت للبوليس على كل حاجة.. |
خريستو: يا خبر زي بعضه. ليلى. قالت للبوليس على كل حاجة.. |
دنقل: ايوا يا خواجا خريستو.. |
خريستو: يخرب بيتها. احنا لازم نوديها في داهية.. |
دنقل: أزاي وهيه في السجن.. |
خريستو: أنت ما يعرف أنا مين أنا خريستو كولمبو روستو ستو فكليس والأجر على الله.. |
دنقل: تشرفنا. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول): |
فتحي: خالد. خالد. خالد.. |
خالد: نعم يا فتحي.. |
فتحي: يا أخي بح صوتي وأنا أدعوك. وقد سمعني الجيران وأنت لم تسمعني. يظهر أنك كنت ساهراً البارحة. لم تنم.. |
خالد: كيف عرفت؟ |
فتحي: من عينيك المحمرتين ووجهك المتغضن.. |
خالد: يا شيخ خفف من اتهاماتك.. |
فتحي: اتهامات إنها حقائق. قل لي من الذي أو التي شغلت بالك.. |
خالد: أتريد أن تفتح محضر تحقيق.. |
فتحي: من حقي أن أسألك وأنا صديقك الحميم.. |
خالد: صحيح ولكن ما كل ما يعلم يقال. |
فتحي: إلا لي أنا فأنا يجب أن أعرف حركاتك وسكناتك.. |
خالد: أأنت وصي عليّ.. |
فتحي: بحكم الأخوة والمحبة.. |
خالد: إذا كان هذا فمعك الحق.. |
فتحي: إذن قل لي ما الذي حرم على عينيك المنام؟ |
خالد: أنت تعرف ولكن تحاول أن تأخذ مني اعترافات. |
فتحي: اسمع أقول لك ولا شيء غير الحق.. |
خالد: قل يا فتحي.. |
فتحي: روعة وأي روعة. جمال وأي جمال. أخلاق وأي أخلاق. |
خالد: من هي؟ |
فتحي: من هي وتسألني من هي، هي، ضحى. ولا أحد غير ضحى.. |
خالد: حقيقة يا فتحي إنها في منتهى الجمال والكمال.. |
فتحي: ليتها تكون من نصيبك.. |
خالد: من نصيبي. من يدري فلعلّها مخطوبة لغيري.. |
فتحي: أتريدني أن أبحث وأنقب. أي أقوم بدور المباحث.. |
خالد: أليس من واجبك تجاه أخيك الذي غرق حتى شوشته.. |
فتحي: ليتني أعرف إذا كان هنالك تبادل في الإعجاب.. |
خالد: هذا يعتمد على همتك العلية.. |
فتحي: سوف يأتيك جهينة بالخبر اليقين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول): |
انطوانيت: متى قررت افتتاح المعرض؟ |
ضحى: بعد ثلاثة أيام من تاريخه. |
انطوانيت: أعانك الله وقواك.. شدي حيلك.. إنها تجربة قاسية لك. |
ضحى: صحيح إنها تجربة ولكنها ليست قاسية فقد تعودت على إدارة المعارض منذ كانت المرحومة والدتي تدير المعرض الدائم لإحدى الشركات الأميركية. |
انطوانيت: أنا زرت مدام جوزفين وهي معجبة بإدارتك وبالخطوات التي اتخذتها لإنجاح المعرض وكانت مسرورة جداً من الناحية الإعلامية. |
ضحى: بشرك الله بالخير يا مدام.. |
|