شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 24 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جرس شقة فتحي يدق فيفتح الباب وهو يقول):
فتحي: يا حضرة عايزمين..
فرهود: أريد أن أسألك يا أستاذ..
فتحي: هل معك أمر من البوليس أو النيابة..
فرهود: لا..
فتحي: يفتح الله.. مع السلامة..
فرهود: يا أستاذ.. لا تغلق الباب.. أنا..
فتحي: أنت مين قول.. انطق..
(ويصل ضابط البوليس وهو يقول):
الضابط: حاينطق ويقول هو مين في مركز البوليس..
فرهود: ماذا فعلت أنا يا حضرة الضابط؟
الضابط: تفضل قدامي.. عسكري.. حط الكلبشة بيديه..
(ويسير فرهود أمام البوليس وفتحي يقول):
فتحي: مع السلامة يا أنت..
(يغلق الباب وهو يقول) مع السلامة يا إنت
خالد: تكلم مين يا فتحي؟
فتحي: أرأيت وجه الغرابة؟
خالد: حقيقة إنه حادث غريب..
فتحي: الحمد لله ربنا سلمنا منه يظهر أنه مجرم خطير وكان البوليس يتعقبه.
خالد: صدقت. ستقرأ أخباره في جرائد الغد. المهم..
فتحي: المهم ماذا؟
خالد: المذاكرة يا فتحي. امتحانات السنة النهائية على الأبواب..
فتحي: لعلي أنا السبب.
فتحي: وأنا لماذا تحرمني من هذا الشرف..
خالد: شرف ايه..
فتحي: شرف لقب المصيدة.
خالد:
ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول):
انطوانيت: ضحى. مدموزيل ضحى..
ضحى: نعم يا مدام..
انطوانيت: الفطار جاهز..
ضحى: أنا آتية حالاً..
انطوانيت: عجلي وحياتك أنا جوعانة موت..
(موسيقى. تصاحب دخول ضحى وهي تقول):
ضحى: بردون يا مدام.. أتأخرت عليك..
انطوانيت: ما كنت أريد أن أدعوك للفطار..
ضحى: لماذا؟
انطوانيت: لأنك لم تنم البارحة بعد عودتك من حفل البازار الخيري..
ضحى: كيف عرفت يا مدام..
انطوانيت: كان نور غرفتك مضاء طوال الليل. وكم من مرة أردت أن أقرع بابك لأطمئن عليك ولكني كنت استحي فأعود إلى فراشي..
ضحى: آسف لتسببي في إزعاجك.
انطوانيت: قولي لي إذا كنت تشكين من شيء..
ضحى: لا ولكني كنت أفكر في المعرض والتحضيرات اللازمة له..
انطوانيت: ولكن هذا إرهاق يعود بالضرر على صحتك..
ضحى: حضور حفلة البازار كان السبب يا مدام..
انطوانيت: كيف؟
ضحى: الوقت الذي قضيته في الحفل كان من الممكن أن أقضيه في التحضير للمعرض..
انطوانيت: إنه استنزاف لصحتك كان يجب أن تتجنبيه ولا سيما والمعرض يتطلب منك الاحتفاظ برصيد كبير من صحتك لمواجهة أيام افتتاحه. ومع ذلك.
ضحى: ومع ذلك ماذا يا مدام؟
انطوانيت: التحضير للمعرض لا يحتاج إلى سهر حتى الصباح. قولي لي. هل هنالك شيء آخر يشغلك..
ضحى: إنني يا مدام في دوامة من الصراع. التفكير في والدي. وعملي. وثالثة الأثافي..
انطوانيت: وثالثة الأثافي تبقى إيه يا ضحى..
ضحى: بداية عاصفة عاتية..
انطوانيت: إنك تتكلمين بالأحاجي والألغاز..
ضحى: إنها عاصفة يا مدام تقتلع ما أمامها..
انطوانيت: كفانا الله شر العواصف العاتية. افصحي يا بنتي أي عاصفة هذه التي تتحدثين عنها.
ضحى: إنها عاصفة حب (تبكي)..
انطوانيت: وتبكين من هذه العاصفة..
ضحى: نعم يا أماه.. لقد كتب علي الصراع مع الأيام. مع العواصف، مع الآلام. ولا أدري ما هو مصيري في هذه الدوامة. ترى كتب علي الشقاء.
انطوانيت: هوني عليك يا ضحى فمواجهة تحديات الأيام تحتاج إلى الحكمة والأناة والصبر..
ضحى: وهل أبقت لي الأيام ما أتقي به أو أواجه به هذه التحديات..
انطوانيت: يا بنيتي.. إنني أرى إطلالة فجر باسم قد بدأت تباشيره في حياتك الحافلة بالصراع والآلام.
ضحى: قولي لي أين هو هذا الفجر الباسم. بملاحقة ابن عمي لي وما أسمعه من تهديدات وتوعدات منه ومن أعوانه، أهي العاصفة التي أخذت تدمر حياتي..
انطوانيت: ابن عمك بلاغ للبوليس يريحنا من متاعبه وملاحقاته. وقد سمعت بعض هؤلاء نزلاء البنسيون عندي يتحدثون البارحة أن البوليس قبض على مجرم خطير من أفراد العصابة الدولية.
ضحى: العصابة الدولية التي ليلى عدوة فيها..
انطوانيت: بلى وقد قالوا عن هذا المجرم أنه من أصل عربي. ويقيني أنه ابن عمك.
ضحى: يا ما أنت كريم يا رب.
انطوانيت: أما العاصفة التي تخشينها أنا أرى أنها هي بداية الفجر الباسم..
ضحى: متى كانت العاصفة بداية لشيء يا أماه؟
انطوانيت: إن هذه العاصفة إن دلت فإنما تدل على أن قلبك بدأ ينفض عنه غبار الأحزان والآلام ويتطلع إلى هزات من نوع جديد.
ضحى: ولكنها هزة أخاف أن تطيح بكياني..
انطوانيت: إنك تهولين الأمر يا ضحى لأنك تنظرين إلى الحياة دائماً بمنظار أسود..
ضحى: وهل كانت حياتي إلا سواد في سواد في سواد..
انطوانيت: كلام جميل يا ضحى.. إن العاصفة التي تخشينها قد جاءت لتمسح السواد وتفتح صفحة بيضاء تزخم بأعذب الآمال والأحلام.
ضحى: إذن فأنت من تجاربك يا أماه ترين أن عهد الأتراح والآلام قد ولى إلى غير رجعة..
انطوانيت: بلى يا بنتي..
(موسيقى نسمع بعدها صوت ضحى تقول):
ضحى: دعيني أقبلك يا أماه فقد مسحت بيديك الحنونتين شكوكي ومخاوفي وغمرت نفسي بأفراح من الضياء والسعادة والابتسام.
انطوانيت: ولكن..
ضحى: ولكن ماذا؟
انطوانيت: من هو مثير هذه العاصفة؟
ضحى: أأسميه لك يا مدام. أم تعطيني الفرصة لأتعرف إليه أكثر فقد تتغير نظرتي له.
انطوانيت: هذا من شؤونك وأنت التي تقدر الوقت الذي تبوحين فيه باسمه أو تطوينه إلى الأبد.
ضحى: شكراً يا أماه شكراً.. يا أيتها الشعلة التي سخرها الله تعالى لتضيء لي طريق الظلمات والشقاء.
انطوانيت: لا تشكريني يا ضحى فقد قلت لك أكثر من مرة أنني فقدت ابنتي (روزا) وقد عوضني الله بك. فالحمد لله والشكر لله.
ضحى: وأنت والله يا مدام أعز من أمي التي أفتقدتها وأبي الذي لا أدري ما هو مصيره. على فكرة. يا ماما..
انطوانيت: ماذا يا ضحى.
ضحى: نسيت أن أقول لك أني رفعت الإعلان الذي وضعته في النادي اللبناني عن والدي بعد ظهور ابن عمي في الميدان.
انطوانيت: حسناً فعلت..
ضحى: ثم أرجوك..
انطوانيت: ترجوني..
ضحى: أرجوك ألا تعطي أي معلومات لأي إنسان عن أصلي وفصلي وبلدي وأهلي.
انطوانيت: كما تريدين يا بنتي..
ضحى: شكراً.. اورفوار..
انطوانيت: ارفوار..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول):
دنقل: خواجه خريستو. أنت تعرف..
خريستو: يعرف ماذا يا حبيبي..
دنقل: فرهود. أنا بعرف طيب..
دنقل: فرهود في السجن..
خريستو: فرهود في السجن يا دي المصيبة..
دنقل: أحقاً إنها مصيبة وأية مصيبة..
خريستو: كيف راح للسجن..
دنقل: متهم..
خريستو: متهم. هوه راح عند ليلى في السجن..
دنقل: وأنا معه.
خريستو: لكن أنت بره وهوه جوا السجن..
دنقل: هوه متهم بأنه من أفراد عصابتكم..
خريستو: عصابة (اخنا) يا (خبيبي)..
دنقل: أيوا. ليلى قالت للبوليس على كل حاجة..
خريستو: يا خبر زي بعضه. ليلى. قالت للبوليس على كل حاجة..
دنقل: ايوا يا خواجا خريستو..
خريستو: يخرب بيتها. احنا لازم نوديها في داهية..
دنقل: أزاي وهيه في السجن..
خريستو: أنت ما يعرف أنا مين أنا خريستو كولمبو روستو ستو فكليس والأجر على الله..
دنقل: تشرفنا.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول):
فتحي: خالد. خالد. خالد..
خالد: نعم يا فتحي..
فتحي: يا أخي بح صوتي وأنا أدعوك. وقد سمعني الجيران وأنت لم تسمعني. يظهر أنك كنت ساهراً البارحة. لم تنم..
خالد: كيف عرفت؟
فتحي: من عينيك المحمرتين ووجهك المتغضن..
خالد: يا شيخ خفف من اتهاماتك..
فتحي: اتهامات إنها حقائق. قل لي من الذي أو التي شغلت بالك..
خالد: أتريد أن تفتح محضر تحقيق..
فتحي: من حقي أن أسألك وأنا صديقك الحميم..
خالد: صحيح ولكن ما كل ما يعلم يقال.
فتحي: إلا لي أنا فأنا يجب أن أعرف حركاتك وسكناتك..
خالد: أأنت وصي عليّ..
فتحي: بحكم الأخوة والمحبة..
خالد: إذا كان هذا فمعك الحق..
فتحي: إذن قل لي ما الذي حرم على عينيك المنام؟
خالد: أنت تعرف ولكن تحاول أن تأخذ مني اعترافات.
فتحي: اسمع أقول لك ولا شيء غير الحق..
خالد: قل يا فتحي..
فتحي: روعة وأي روعة. جمال وأي جمال. أخلاق وأي أخلاق.
خالد: من هي؟
فتحي: من هي وتسألني من هي، هي، ضحى. ولا أحد غير ضحى..
خالد: حقيقة يا فتحي إنها في منتهى الجمال والكمال..
فتحي: ليتها تكون من نصيبك..
خالد: من نصيبي. من يدري فلعلّها مخطوبة لغيري..
فتحي: أتريدني أن أبحث وأنقب. أي أقوم بدور المباحث..
خالد: أليس من واجبك تجاه أخيك الذي غرق حتى شوشته..
فتحي: ليتني أعرف إذا كان هنالك تبادل في الإعجاب..
خالد: هذا يعتمد على همتك العلية..
فتحي: سوف يأتيك جهينة بالخبر اليقين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول):
انطوانيت: متى قررت افتتاح المعرض؟
ضحى: بعد ثلاثة أيام من تاريخه.
انطوانيت: أعانك الله وقواك.. شدي حيلك.. إنها تجربة قاسية لك.
ضحى: صحيح إنها تجربة ولكنها ليست قاسية فقد تعودت على إدارة المعارض منذ كانت المرحومة والدتي تدير المعرض الدائم لإحدى الشركات الأميركية.
انطوانيت: أنا زرت مدام جوزفين وهي معجبة بإدارتك وبالخطوات التي اتخذتها لإنجاح المعرض وكانت مسرورة جداً من الناحية الإعلامية.
ضحى: بشرك الله بالخير يا مدام..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :671  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.