الحلقة - 23 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول): |
دنقل: تعال يا فرهود تعال بسرعة.. |
فرهود: ما وراءك يا دنقل. |
دنقل: وجدتها. وجدتها.. |
فرهود: من هي التي وجدتها؟ |
دنقل: بنت عمك يا حلو.. |
فرهود: بنت عمي.. |
دنقل: ايوا بنت عمك بشحمها ولحمها.. |
فرهود: في أي مكان.. |
دنقل: (يضحك بسخرية): العشرين أهيف وأنا أقول لك أين هي؟ |
فرهود: بشرفي سأدفع لك.. |
دنقل: (ساخراً) شرفك القديم ولاَّ الجديد.. |
فرهود: ألا تصدقني؟ |
دنقل: لا أصدقك حتى أرى العشرين أهيف في يدي.. |
فرهود: اتفضل هذه عشرون جنيه.. |
دنقل: استنى لمَّا أعدهم.. |
فرهود: عديتهم بالضبط والربط.. |
دنقل: تمام يا فندم.. تمام.. يا لله بينا.. |
فرهود: إلى أين؟ |
دنقل: إلى ابنة عمك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عفاف الصحفية تقول): |
عفاف: لقد اتصلت بدور السينما الهامة وأعطيتهم حسب توصيتك إعلاناً عن المعرض.. |
ضحى: والإذاعة والتلفزيون أهم يا مدموزيل عفاف.. |
عفاف: غداً إن شاء الله سأذهب إلى قسم الإعلانات في الإذاعة والتلفزيون لهذه الغاية. |
ضحى: ما رأيك لو أعلنا عن جوائز لمن يزورون المعرض.. |
عفاف: كيف يا مدموزيل ضحى؟ |
ضحى: نسمي جوائز ونعلن أن بطاقات الدخول للمعرض مرقمة والمرجو من الزائرين الاحتفاظ بهذه البطاقات التي تشتمل على الأرقام من بينها ا,رقام الرابحة.. |
عفاف: فكرة هائلة يا مدموزيل.. |
ضحى: سآخذ موافقة مدام جوزفين عليها.. |
عفاف: عسى أن تسرعي فيها فإنها في رأيي مدهشة رائعة لاجتذاب الزائرين.. |
ضحى: سأعمل كل جهدي يا عفاف.. على كل حال فكري أنت أيضاً في نموذج لبطاقة الدخول.. |
عفاف: في الحقيقة أنا عندي نماذج عديدة وغداً سأريك هذه النماذج.. |
ضحى: لا تنسي ترقيم هذه البطاقات حتى يجري السحب عليها.. |
عفاف: حسناً.. سأفعل.. |
ضحى: إلى الملتقى غداً إن شاء الله.. معك سيارة يا عفاف؟ |
عفاف: لا ولكني بانتظار أخي فتحي يأتي ليصحبني للدار.. وأراه تأخر يظهر أنه انشغل مع خالد.. |
ضحى: من خالد؟ |
عفاف: صديق فتحي وهما زملاء في الجامعة ولا يفترقان عن بعض إلا في وقت النوم.. |
ضحى: أذكر أنني رأيت خالد ولكن أين.. ذاكرتي ضعيفة.. أصبحت يا عفاف.. |
عفاف: الذاكرة لا تعي من الأشياء إلاَّ ما تحب.. |
ضحى: أنا لا أوافقك على هذا الرأي فالذاكرة تنطبع فيها الأشياء ذات الأثر والأهمية.. |
عفاف: ولعلّ رؤيتك لخالد لم تترك أثراً أو لم تكن ذات أهمية.. |
ضحى: بالعكس.. الآن تذكرت أين رأيته.. |
عفاف: أين رأيت خالد؟ |
ضحى: أثناء التحقيق في حادث ليلى.. وقد سألني سؤالاً لم أشأ الجواب عليه.. |
عفاف: لعلّه كان سؤالاً سخيفاً.. |
ضحى: لا.. ولكنه سمح لنفسه بالسؤال من غير استئذان ولذلك استنكفت عن إجابته.. |
(نسمع بوق سيارة هي سيارة فتحي فتقول عفاف): |
عفاف: السيارة فتحي فيها.. |
ضحى: تفضلي.. |
عفاف: وأنت باقية؟ |
ضحى: لا.. سألحق بك.. |
عفاف: تصبحين على خير.. |
ضحى: وأنت من أهله.. |
(موسيقى تصحب نزول عفاف التي ما أن تر فتحي حتى تقول): |
عفاف: تأخرت يا فتحي فأين كنت؟ |
فتحي: قل لها يا خالد.. أين كنَّا؟ |
خالد: كنا نستمع إلى محاضرة الدكتور الأستاذ منصور عن النظريات الاقتصادية المعاصرة.. ثم اشترينا تذاكر لحضور حفل البازار الخيري الذي تقيمه جمعية ((المرأة الفاضلة)).. |
فتحي: فهمت أين كنا؟ |
عفاف: بلى.. ولكني أثقلت على مدموزيل ضحى فقد حبستها في مكتبها أكثر من اللزوم.. |
(ويرى فتحي ضحى وهي تهم بركوب سيارتها فيقول): |
فتحي: صحيح يا مدموزيل ضحى ما تقوله أختي عفاف؟ |
ضحى: ماذا قلت له يا عفاف؟ |
عفاف: قلت له تأخرك جعلني أثقل عليك.. |
ضحى: لا تصدقها يا فتحي فقد أسعدتني بوجودها.. |
عفاف: شكراً ذلك من كمالك ولطفك وإنسانيتك.. ما رأيك يا مدموزيل ضحى لو اسعدتينا بذهابك معنا لحضور حفل البازار الخيري الذي تقيمه جمعية ((المرأة الفاضلة)).. |
ضحى: أأنت ذاهبة إليه؟ |
عفاف: نعم.. |
ضحى: يا لها فرصة طيبة.. |
عفاف: ما رأيك نصرف سيارة مدام جوزفين ونذهب معاً في سيارتي.. |
ضحى: وهو كذلك.. شكراً.. |
(نسمع صوت المحرك وبعده نسمع صوت فتحي يقول): |
فتحي: أنت عارف السكة يا سواق.. |
عفاف: إيه الكلام دا يا فتحي.. |
خالد: دعيه إنه يمزح يا عفاف.. |
عفاف: السواق الذي يمزح معه فتحي هو خالد صديق فتحي وزميله بالجامعة. |
ضحى: أستاذ خالد.. |
خالد: نعم يا مدموزيل ضحى.. |
ضحى: أنا آسفة على إجابتي القاسية لك أمام المحامي السيد مجدي.. |
خالد: شكراً وأنا أعتذر أن سؤالي كان في غير محله.. |
فتحي: لازم نغرمك على سؤالك البايخ يا خالد.. |
ضحى: أتريد غرامة أكثر من السواقة. |
خالد: هذا شرف لي يا مدموزيل… |
ضحى: مرسي يا فندم.. |
فتحي: لقد ترفقت يا مدموزيل في الحكم عليه وأنا أطلب تشديد العقوبة.. |
خالد: أنا بأمركم.. |
فتحي: حكمت المحكمة على المدعو خالد العامري بحفلة غداء في بحيرة الغيوم وتحتفظ المحكمة بحق تعيين مبدأ تنفيذ العقوبة.. |
(يضحكون وتقول ضحى): |
ضحى: حفلة الغداء عليّ أنا بعد يوم افتتاح المعرض.. |
خالد: شكراً.. ألا تشرفيني بهذه الحفلة يا آنسة وحفلتك نحتفظ بحقنا فيها إلى ما بعد افتتاح المعرض أو لأي وقت تختارينه.. |
فتحي: موافقون.. |
عفاف: هل أنت صاحب الحق يا فتحي حتى توافق.. |
ضحى: كلمتك ما تزال على الأرض يا فتحي.. موافقون.. (يضحكون).. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول): |
دنقل: ما دامت ليلى التي رأيتها في السجن هي ليست ليلى بنت عمك. هيا بنا إلى المنزل الذي تشتغل فيه ضحى.. |
فرهود: هيا بنا.. |
(نسمع صوت محرك السيارة يعقبه صوت دنقل وهو يقول): |
دنقل: لعلّ ضحى هذه اسم على اسم كما كان ليلى اسم لليلى غير ابنة عمك.. |
فرهود: أنا من رأيك يا دنقل لكن.. |
دنقل: لكن ماذا؟ |
فرهود: قال بلى.. ولكن ليطمئن قلبي.. |
دنقل: ياه.. أنت تحب ابنة عمك حباً جنونياً. وإذا كانت بنفس حلاوة ليلى التي رأيناها في السجن فأنت معذور لو رحت على السرايا الصفراء.. |
فرهود: السرايا الصفراء يعني مستشفى المجانين.. |
دنقل: ايوا عقبال ما تكون من نزلائه.. |
فرهود: ولم هذه الدعوات الصالحات يا دنقل إن شاء الله صحبة أو جمعاً زي ما يقولوا هنا.. |
دنقل: هل وصلنا.. |
فرهود: وصلنا بعدما صرنا خالصين.. هذه هي الفيلا.. |
(تقف السيارة وينزلان ويسيران صوب الباب ثم يدق الجرس فيفتح بيومي الباب وما أن ير فرهود حتى يقول): |
بيومي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. خير إن شاء الله يا حضرة.. |
فرهود: أنت عارف لأنك رأيت وجهي قبل اليوم.. |
بيومي: وزمارة رقبتك أيضاً.. |
دنقل: أتكلم يا حضرة من دون تريقة.. |
بيومي: وأنت ما دخلك في الموضوع يا حضرة.. أنت محاميه.. |
دنقل: لا.. أنا رفيقه.. |
بيومي: تشرفنا.. وعايز إيه يا رفيقه.. |
فرهود: نريد أن نعرف أين ضحى؟ |
بيومي: قلت لك يا أستاذ في المرة الماضية أن ضحى غير موجودة عندنا.. |
فرهود: لعلّها عادت بعدما خرجت.. لأن البقال الذي بجواركم يؤكد اشتغالها في هذه الفيلا.. |
بيومي: مع الأسف يا أستاذ ليس لدينا من يشتغل بهذا الاسم.. |
فرهود: شكراً.. |
بيومي: أرجوك يا حضرة تخفف من مشاويرك بعدما عرفت وعسى أنك اقتنعت.. |
فرهود: ألا تدلني أين أجدها.. |
بيومي: يا أخي أنا لا أعرف واحدة بهذا الاسم حتى أدلك عليها.. |
فرهود: يعني البقال كذاب.. |
بيومي: اسأله.. مع السلامة.. |
فرهود: أنا يا دنقل شايف أني سأحجز غرفة في السرايا الصفراء.. |
دنقل: لازم أحسن غرفة لأنك من الوزن الثقيل.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خطار يقول): |
خطار: شيخ عامر.. شيخ عامر.. |
عامر: ما بك يا خطار.. |
خطار: تعال واجلس.. |
عامر: ما وراءك.. |
خطار: سأقص عليك هذه الرؤيا.. |
عامر: قل إن شاء الله رؤيا خير.. |
خطار: رأيت فيما يرى أني واقف أمام فيلا جميلة وقد أخذ مني الجوع والعطش مأخذه وكأني قادم من مكان بعيد مشياً على الأقدام وقد نفد آخر قرش في جيبي.. |
عامر: نعم وبعد.. |
خطار: فقلت في نفسي أطرق باب هذه الفيلا لعلّ من فيها يتحسنون علي بشيء يسد جوعي وعطشي.. فطرقت الباب.. وفتح الخادم وسألني فشكوت إليه حاجتي وإذا.. |
عامر: وإذا ماذا؟ |
خطار: وإذا بي أسمع صوتاً كأنه صوت ابنتي ليلى.. فما تمالكت شعوري فدفعت بالخادم وانطلقت وراء الصوت والخادم يصرخ خلفي: لص.. لص.. أمسكوه.. |
عامر: يا له من حلم.. وماذا بعد؟ |
خطار: ووصلت إلى مصدر الصوت وإذا أنا أمام ابنتي ليلى. فانهلت عليها لثماً وتقبيلاً وانخرطنا معاً في بكاء ونحيب ثم صحوت.. |
عامر: خيراً إن شاء الله.. إنه بشرى بقرب لقائك لليلى.. |
خطّار: بشرك الله بالخير.. بشرك الله بالخير.. هل من جديد عن ليلى من خالد؟ |
عامر: خالد كتب لي أنه وجد فتاةً بهذا ولكن اتضح أنها ليست هي.. |
خطار: لقد بدأ اليأس يتسرب إلى نفسي يا شيخ عامر.. |
عامر: لا تيأس وتوكل على الله ولا شك أنه سيكشف عنك هذه الغمة.. |
خطار: ولكن أصبحت شيخاً فانياً قدم في الأرض وأخرى في القبر.. أخشى أن أموت.. وأنا لم أر ليلى.. |
عامر: ما قدره الله سبحانه وتعالى سيكون فسلم أمرك إليه.. |
خطار: سلمت أمري لله. سلمت أمري لله.. |
عامر: هيا يا خطار تهيأ للسفر معنا.. |
خطار: إلى أين؟ |
عامر: إلى منازل الشيخ فرحان.. فنحن مدعوون لحضور أعراس أولاده الخمسة.. وستشهد أعراس البادية كما شهدت أعراس المدن.. |
خطار: شكراً وأنها فرصة للنسيان أيضاً.. |
عامر: بلى.. بلى.. هيا بنا.. |
خطار: هيا بنا.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت بيومي وهو يتكلم بالهاتف ويقول): |
بيومي: هلا.. مين.. مدام انطوانيت.. ست ليلى موجودة.. قولي لها من فضلك بيومي.. |
ضحى: عم بيومي نهارك سعيد.. |
بيومي: نهارك فل وياسمين وورد.. ازي الحال.. |
ضحى: بخير ولله الحمد.. أنت أزيك.. |
بيومي: بخير.. |
ضحى: والست الكبيرة إن شاء الله مبسوطة من الممرضة الجديدة.. |
بيومي: يعني ولكن لن تجد من يملأ فراغك يا مدموزيل.. الست الكبيرة هي التي تقول ذلك وقد كلمت السيد الناظر عنك.. |
ضحى: جزاها الله عن كل خير.. هل سأل عني أحد؟ |
بيومي: نعم ومن أجل ذلك أنا طلبتك بالتليفون.. |
ضحى: مين يا عم بيومي.. |
بيومي: ابن عمك العزيز بسلامته.. |
ضحى: يا إلهي.. ألم يكف عن السؤال؟ |
بيومي: لقد حضر ومعه شخص آخر أخافني منظره.. |
ضحى: وماذا قلت له؟ |
بيومي: كالعادة لا أعرف ورجوته ألاَّ يريني وجهه بعد اليوم.. |
ضحى: كثر خيرك ربنا يكفيني شره.. شكراً على سؤالك يا عم بيومي. تحياتي واحترامي للست الكبيرة.. |
بيومي: لا شكر على واجب.. سلام عليكم.. |
ضحى: مع السلامة.. |
|