الحلقة - 22 - |
(يدق الجرس في شقة خالد فيفتح الباب وإذا هو أمام شخص غريب هو فرهود الذي يقول له): |
فرهود: حضرتك الأستاذ خالد.. |
خالد: نعم وحضرتك تبقى مين؟ |
فرهود: أنا.. |
(ويمسك ضابط البوليس بفرهود وهو يقول): |
الضابط: وأنا ضابط البوليس.. |
(يرتبك فرهود فيقول خالد): |
خالد: مرحباً حضرة الضابط. تفضل. |
الضابط: سأدخل ولكني أريد أن أعرفهن هذا الذي كان يدق على بابك.. |
فرهود: أنا غريب وقد جئت أفتش عن شقة خالية.. |
الضابط: أين هويتك؟ جواز سفرك؟. |
فرهود: تفضل يا حضرة الضابط.. |
خالد: تفضل يا حضرة الضابط أنت والرجل الغريب. وهنا يمكنك استكمال أسئلتك مع هذا الرجل.. |
الضابط: شكراً. انتهيت من مراجعة جواز سفره.. هل لديك شقة خالية يا سيد خالد.. |
خالد: آسف أنا مستأجر ولست بمالك.. |
الضابط: مع السلامة يا سيد فرهود. إن شاء الله تجد لك شقة خالية. |
فرهود: شكراً.. شكراً.. |
(ويسرع فرهود وهو لا يلوي على شيء ويدخل الضابط وهو يقول): |
الضابط: معي يا سيد خالد أمر من النيابة بتفتيش شقتك. هل تسمح؟ |
خالد: تفضل. |
الضابط: تسمح أدعو بعض الجنود الذين كانوا برفقتي ليساعدوني في التفتيش.. |
خالد: بكل سرور.. |
(يقوم الضابط بالتفتيش ثم يقول): |
الضابط: انتهينا. اونباشي صلاح. شكراً. انتظرني بأسفل العمارة. |
خالد: تشرب حاجة يا حضرة الضابط. |
الضابط: شكراً ولا حاجة. عندي كم سؤال أريدك أن أسألك. |
خالد: تفضل.. |
الضابط: منذ متى تعرفت بليلى.. |
خالد: منذ ثلاثة شهور.. |
الضابط: هل كنت تزور ليلى في شقتها. |
خالد: نعم كنت أزورها بحضور قريبتها وزوجها. |
الضابط: أكان يزورها أحد غيرك. |
خالد: لا أعرف لأن زيارتي كانت بمواعيد. |
الضابط: هل كنت تفكر في الزواج من ليلى؟ |
خالد: أجل وكان هذا هو السبب الحقيقي لزياراتي لأني كنت أريد أن أتعرف على شريكة حياتي قبل أن ارتبط بها. |
الضابط: كيف وجدتها. |
خالد: لم أجد في سلوكها ما يشينها. |
الضابط: والتزوير والتزييف أليس مما يشينها. |
خالد: التزوير والتزييف لا دخل لهما بأخلاقها أو سلوكها الشخصي. |
الضابط: هل ما تزال مصمماً على الزواج منها بعد الاتهام الذي وجه إليه. |
خالد: لقد عدلت عن الزواج لأني ما أزال طالباً ثم إني لا أدري ما هي نتيجة الحكم عليها. |
الضابط: هل هذه هي الأسباب. |
خالد: أجل. ثم إن الزواج قسمة ونصيب يا سيادة الضابط. |
الضابط: هل عندك أقوال أخرى؟ |
خالد: لا. هل عندك يا سيادة الضابط أسئلة أخرى؟ |
الضابط: لا. شكراً.. |
(يدق جرس الشقة فيقول خالد). |
خالد: هل تسمح يا حضرة الضابط بأن أرد على الجرس.. |
الضابط: تفضل.. |
(يفتح الباب وإذا الطارق فتحي فيقول له خالد). |
خالد: أهلاً وسهلاً يا فتحي.. |
(وعندما يرى فتحي الضابط يرتبك. ولكن خالد يزيل عنه ارتباكه حين يقدمه للضابط قائلاً). |
صديقي فتحي وزميلي في الجامعة.. |
الضابط: أهلاً سيد فتحي. |
فتحي: أهلاً بك يا سيادة الضابط.. |
خالد: والآن وقد انتهيت من تحقيقاتك. هل تسمح بأن نقدم لك شيئاً ساخناً أو بارداً؟ |
الضابط: شكراً. عندي ارتباطات وتحقيقات في عدة أماكن. |
خالد: كما تريد. مع السلامة. |
( نسمع بعدها صوت جوزفين تقول): |
جوزفين: أنا سعيدة بعودتك يا ضحى وآمل أن تنسى الماضي وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون والعمل المثمر.. |
ضحى: ثقي يا مدام إني تناسيت الماضي وأنا جد آسفة وحزينة لما حدث لليلى.. |
جوزفين: كلنا آسفون لما جرى لليلى ولكن ذلك كان من صنع يدها وعليها أن تتجرع الكأس حتى الثمالة. |
ضحى: المحامي الذي وكلته من أبرع المحامين ولعلّه يستطيع تبرئتها أو تخفيف عقوبتها على الأقل. |
جوزفين: ربنا هو العليم بذنبها من براءتها وهو القادر على إنقاذها مما هي فيه. المهم خلينا نفكر في تخطيط جديد للمعرض غير التخطيط السابق. |
ضحى: اتركي لي هذا الأمر فبعد غد إن شاء الله سأوافيك بمشروع مخطط للمعرض أرجو أن يحوز على رضاك.. |
جوزفين: كلام سليم يا ضحى وأنا بانتظار المشروع.. |
ضحى: ولكن.. |
جوزفين: ولكن ماذا؟ |
ضحى: أن تطلقي لي الحرية فوقت افتتاح المعرض قد اقترب ونحن لم نفعل شيئاً مما يجب علينا أن نفعله.. |
جوزفين: البركة فيك يا ضحى تعوضين ما فات وأنا أمنحك الحرية الطلقة في اتخاذ ما ترينه من خطوات وإجراءات لإنجاح المعرض. |
ضحى: المسألة الإعلامية وهي في رأي أهم جانب في الأمر هل كان ثمة ترتيب بشأنها. |
جوزفين: كانت ليلى قد اتفقت مع آنسة اسمها عفاف تحمل مؤهلاً في الصحافة على القيام بالناحية الإعلامية.. |
ضحى: وما هي الخطوات التي اتخذتها أو قامت بها الآنسة عفاف حتى الآن؟ |
جوزفين: قامت ببعض الإعلانات في الجرائد والمجلات وبتوزيع بعض النشرات. ولكن.. |
ضحى: ولكن ماذا يا مدام.. |
جوزفين: هل ترغبين في استمرار التعاون بينك وبين هذه الصحفية؟ |
ضحى: أريد أن أقابلها بادىء ذي بدء وعلى ضوء المقابلة أعرض لك رأي. |
جوزفين: سأرتب هذه المقابلة. |
ضحى: أرجو أن تكون في أسرع وقت ممكن فالناحية الإعلامية أهم عنصر في إنجاح المعرض. |
جوزفين: سأفعل. |
ضحى: شكراً.. |
جوزفين: هل من مواضيع أخرى تريدين تدارسها معي؟ |
ضحى: مسألة الموظفات اللائى سيشتركن معي في التحضير والإدارة. ولا أدري هل لديك أسماء بالذات - ترغبين في الاستفادة منهن. |
جوزفين: لا يا ضحى.. أريدك أنت تنتقيهن بمعرفتك فأنت ستكونين المسؤولة تجاهي ولا أحد غيرك. |
ضحى: شكراً وأرجو أن أكون أهلاً لحمل هذه المسؤولية. |
جوزفين: أورفوار. |
ضحى: اورفوار مدام. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة بعدها صوت فرهود يقول): |
فرهود: أنا اليوم حظي من السما يا دنقل.. |
دنقل: كيف يا فرهود. |
فرهود: وبينما أنا أدق باب شقة خالد ويفتح هذا الباب ويسألني من أنت فقلت له وإذا بضابط البوليس يمسك بكتفي ويقول وأنا ضابط البوليس. |
دنقل: ياه. ياه. وكيف أفلت من قبضة البوليس. |
فرهود: سألني ماذا أفعل هنا؟ |
دنقل: هل قلت له إنك تفتش على ابنة عمك؟ |
فرهود: لا. يا دنقل بل قلت له إني غريب وأفتش عن شقة لسكني. |
دنقل: هائل. هائل. |
فرهود: فطلب مني إبراز بطاقة الهوية أو جواز السفر. فأبرزت جواز السفر فقلبه ثم سمح لي بالانصراف فانصرفت وأنا أطوي سلالم العمارة كالطير.. |
دنقل: حقيقة حظك من السما يا فرهود. بس دير بالك يا حدق. ما كل مرة تسلم الجرة. |
فرهود: أول ما أتعرف على ابنة عمي سأقنعها بالزواج بي ومن ثم نذهب ونعيش في أي بلد أوروبي. |
دنقل: وابنة عمك ألم تقف لها على أثر. |
فرهود: أنا محتار يا دنقل أينما ذهبت وسألت عنها قيل لي إنهم لا يعرفونها. |
دنقل: كيف. أليس عندك عنوانها هنا. |
فرهود: بلى. لقد دخلت هنا باسم مستعار.. |
دنقل: ما هو؟ |
فرهود: ضحى. |
دنقل: واسمها الحقيقي. |
فرهود: ليلى ولكن.. |
دنقل: ولكن ماذا؟ |
فرهود: توجد آنسة بأوصاف ضحى اسمها ليلى. |
دنقل: ربما تكون ضحى قد عادت إلى اسمها الحقيقي. |
فرهود: وجواز السفر الذي تحمله مذكور فيها اسمها (ضحى).. |
دنقل: هل فتشت عليها تحت اسم ضحى.. |
فرهود: بلى. بلى. ذهبت إلى البنسيون الذي تسكن به فأنكرت صاحبته وجودها. |
دنقل: شيء غريب عجيب. |
فرهود: وذهبت إلى دار سيدة يونانية قيل لي إن ضحى تشتغل فيه فسألت فأغلظ لي بواب الفيلا القول وكدنا نتخانق. |
دنقل: هل عندك صورتها. |
فرهود: لا. |
دنقل: إذن فليل تفتيشك طويل. وطويل جداً. |
فرهود: ألا تستطيع مساعدتي يا دنقل. إنك من أهل البلد وأهل البلد أدري بشعابها. |
دنقل: التفتيش لوجه الله.. |
فرهود: عندي لك مكافأة سخية.. |
دنقل: كم؟ |
فرهود: عشرين أهيف. |
دنقل: اتفقنا. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول): |
فتحي: عارف البنت ضحى يا خالد.. |
خالد: ماذا جرى لها؟ |
فتحي: حلت محل ليلى في إدارة مشغل مدام جوزفين. |
خالد: ماذا تقول؟ |
فتحي: هذه هي الحقيقة.. |
خالد: ولكن كيف حدث هذا؟ |
فتحي: لا أدري.. |
خالد: طيب كيف عرفت بتعيينها مديرة لمشغل مدام جوزفين.. |
فتحي: من أختي عفاف. |
خالد: أختك عفاف.. |
فتحي: أجل يا خالد أجل.. |
خالد: ولكن كيف عرفت أختك.. |
فتحي: (يضحك فتحي وهو يقول) أختي بقيت المسؤولة عن الناحية الإعلامية بعد تعيين ضحى مديرة.. |
خالد: غريب وعجيب.. |
فتحي: ما وجه الغرابة يا خالد.. |
خالد: أن تبقى ضحى أختك في مكانها.. |
فتحي: إنها فتاة مثقفة والمثقفات يقدرن غيرهن من المثقفات.. |
خالد: حقيقة أنها فتاة واسعة المدارك لا تتحيز إلا لما يعود بالخير للمشغل الذي تديره. |
فتحي: يا سلام على تحليلك الرائع يا خالد. إن ضحى يهمها رفع مستوى المشغل ونجاح معرضه المزمع فتحه قريباً وهي تستعين في سبيل ذلك بالكفايات لا يهمها مع من كان يشتغل أو يعمل المهم كفايته للعمل - المنوط به. |
خالد: وأختك يا فتحي يشهد الله وليس هذا مجاملة لك أنها ملمة بعملها مخلصة له. |
فتحي: شكراً يا خالد شكراً. |
خالد: وما رأي أختك في ضحى؟ |
فتحي: إنها معجبة بها إلى درجة المغالاة في بعض الأحايين.. |
خالد: لولا أني أعرف أختك لقلت إنها تنافق.. |
فتحي: هذا هو الواقع.. |
خالد: كيف يا فتحي. |
فتحي: حضرت اجتماعين لضحى مع أختي عفاف وخرجت أنا الآخر معجباً جداً. علم ومعرفة. وكمال وأخلاق.. |
خالد: شوقتني لمعرفتها يا فتحي.. |
فتحي: قد تجمعك الصدف بها في يوم من الأيام.. |
|