الحلقة - 15- |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت تليفون يدق وليلى تمسك بالسماعة وتقول): |
ليلى: هلو.. مين.. الأستاذ كامل.. تقول.. ايه.. ايه.. يا إلهي. |
كامل: تعالي بسرعة.. |
ليلى: أنا آتية حالاً.. |
كامل: لا تتأخري فمدام جوزفين في طريقها إلى مكان المعرض.. |
ليلى: مسافة السكة. |
(نسمع صوت وقع أقدامها وهي تنزل ثم صوت محرك السيارة وسيرها نسمع بعدها صوت كامل يقول): |
كامل: يا حضرة الضابط.. أنا لا أتهم أحداً لأن العمال الذين يشتغلون معنا من عناصر طيبة. |
الضابط: ولكن السرقة وقعت بالفعل. ولا بد أن يكون السارق من بينهم أو ممن يترددون أو يشتغلون في تهيئة المعرض. |
كامل: لا يستبعد ولكني لا أتهم أحداً.. |
الضابط: كما أن هنالك إهمالاً من الشخص المسؤول عن تنظيم المعرض. فأين هو؟ |
كامل: المسؤول عن تنظيم المعرض أو بالأحرى المشرف على تهيئته هي الآنسة ليلى. |
الضابط: أين هي؟ |
كامل: لقد اتصلت بها وهي قادمة حالاً. |
الضابط: وصاحبة المعرض المدام جوزفين. أين نجدها؟ |
كامل: مدام جوزفين قادمة هي الأخرى. |
(تدخل ليلى وهي تقول): |
ليلى: صباح الخير.. |
كامل: صباح الخير يا آنسة ليلى. حضرة الضابط قادم للتحقيق في جريمة السرقة.. |
الضابط: أنت الآنسة ليلى.. |
ليلى: بلى يا حضرة الضابط.. |
الضابط: والمشرفة المسؤولة عن تنظيم المعرض.. |
ليلى: نعم. نعم. |
متى تركت المعرض أمس وفي أي ساعة من الليل؟ |
ليلى: حوالي الساعة العاشرة مساءً.. |
الضابط: وأغلقت كل شيء. |
ليلى: بلى أغلقت كل شيء وسلمت المفتاح الخارجي للحارس.. |
الضابط: أمتأكدة من أنك أغلقت كل شيء. |
ليلى: بكل التأكيد.. |
الضابط: مع الأسف يا آنسة وجدنا أحد صناديق الأزياء الثمينة مفتوحاً وجميع موجوداته مسروقة. |
ليلى: لا بد أنها بفعل فاعل يا حضرة الضابط.. |
الضابط: لا توجد على الصندوق محاولة كسره مما يدل على أنك تركتيه مفتوحاً ولم تقفليه. |
(تدخل مدام جوزفين وقد سمعت آخر كلام الضابط فقالت على الفور): |
جوزفين: وهذا إهمال يجب أن تغرمه الآنسة ليلى. |
الضابط: هذا إجراء لا دخل لنا فيه.. |
ليلى: ولكن يا حضرة الضابط أصدرت حكمك باتهامي بالإهمال من دون أن تأخذ البصمات التي تركها ولا شك الفاعل أو الفاعلين. |
الضابط: بصمات الفاعلين موجودة ولا شك ولكن ليست هنالك محاولة لكسر الصندوق لأنه كان مفتوحاً. |
جوزفين: على كل حال نحن نشكرك يا حضرة الضابط على اهتمامك بالتحقيق ونرجو أن تتمكنوا من القبض على الفاعل أو الفاعلين. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: ليس من العدل يا مدام أن أغرم ثمن الملابس المسروقة قبل أن يصبح في حكم المستحيل معرفة سارقيها أو عدم العثور عليها. |
جوزفين: إنني مضطرة إلى هذا الإجراء لإهمالك من جهة ولأن وقت افتتاح المعرض قد أزف ولا بد من شراء أزياء من المعارض الأخرى وعرضها وفي نفس الوقت أبدي أسفي لأني وثقت بك ولكنك مع الأسف لم تكوني أهلاً لهذه الثقة. |
ليلى: أنا احتج على هذه الإهانة يا مدام كما أرد اتهامك لي بالإهمال وسأقدم شكوى إلى قاضي التحقيق - على تسرع الضابط في اتهامي. |
جوزفين: لولا قرب افتتاح المعرض لعرفت كيف أجيبك.. |
ليلى: من قال لك إني سأبقى عندك حتى افتتاح المعرض.. |
كامل: لا. يا ليلى. لا. مدام جوزفين صاحبة فضل علينا جميعنا فيجب ألا نتخلى عنها في وقت الحاجة.. |
ليلى: ولكن الإهانة جارحة. |
كامل: على كل حال المدام إنسانة نبيلة وسوف تنظر بعين العطف إلى مسألة قرارها بتغريمك ثمن الأشياء المسروقة. هل لي أن أرجوك يا مدام جوزفين. |
جوزفين: رجاؤك عزيز علينا يا مسيو كامل وسآخذه بعين الاعتبار. فسرني عملك فالوقت يضغط علينا وقد أعلنا عن موعد الافتتاح ولا يمكن التأجيل. |
كامل: سنعمل ما في وسعنا أنا والمدموزيل ليلى بأن يكون كل شيء جاهزاً قبل موعد الافتتاح. |
جوزفين: حسناً. العدول عن قراري يعتمد على ما أرى من جهود صادقة وحرص وغيرة. |
كامل: سنكون عند حسن ظنك يا مدام. |
جوزفين: أورفوار.. |
كامل: أورفوار مدام. مع السلامة.. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت ليلى): |
ليلى: أنا عايزه أروح يا مسيو كامل.. ما عنديش رغبة في العمل. |
كامل: معلش. أذهبي وارتاحي وسأقوم به في غيابك. |
ليلى: مرسي. مسيو كامل. |
كامل: أفندم مدموزيل ليلى.. |
ليلى: أتعرف عنوان المدموزيل (ضحى). |
كامل: لماذا يا ليلى؟ بعد أن فصلتها مدام جوزفين إكراماً لخاطرك.. |
ليلى: لقد تجنيت عليها وضميري يؤنبني على ما جرى كان جزاء لي من الله سبحانه وتعالى على إساءتي لها. |
كامل: لا أعرف عنوانها ولعلّها عادت إلى بلدة لبنان.. |
ليلى: أتظن ذلك.. |
كامل: هكذا يخيل لي.. |
ليلى: ليتني لم أسيء إليها. كنت انتفعت بمعلوماتها. إنها تحمل مؤهلاً عالياً في الخياطة والتطريز وتنظيم المعارض وإدارتها.. |
كامل: ولكنها صغيرة السن فكيف حصلت على كل هذا. |
ليلى: من والدتها الأمريكية التي كانت تدير المعرض الدائم لشركة (اس. دي. ) من أرقى معاهد أمريكا. |
كامل: خسارة أنك فرطت فيها.. |
ليلى: قاتل الله الغيرة.. |
كامل: أكنت تغارين من مزاحمتها لك في العمل؟ |
ليلى: هنا من جهة.. |
كامل: من جهة أخرى. |
ليلى: هذا سر ستعرفه فيما بعد.. |
كامل: أورفوار.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول): |
فتحي: أنا ذاهب مع أختي عفاف إلى معرض مدام جوزفين. |
خالد: هل عند أختك برامج إعلامية للإعلان عن المعرض.. |
فتحي: بلى. عندما تريد أن تدربها مع مدموزيل ليلى.. |
خالد: هل الزيارة ملحة بهذا الشكل؟ |
فتحي: لا أدري وكل ما أدري هو أنني عبد مأمور عند أختي وقد أمرتني بأن أوصلها إلى معرض مدام جوزفين.. |
يا سلام عليك يا سلام.. |
قل لي يا حدق.. ما وراء كل هذا اللف والدوران؟ |
خالد: ولا حاجة.. من قبيل العلم بالشيء.. |
فتحي: ما أشد حرصك على الاستزادة من العلم بكل شيء. قل يا حبيبي. ألا ترغب في مرافقتنا إلى المعرض. |
خالد: ذكاؤك جاء متأخراً يا فتحي. |
فتحي: طيب بالله إلى الأمام سر. |
خالد: لنسأل عن ليلى ما إذا كانت بالمعرض أم في المكتب الرئيسي للمشغل؟ |
فتحي: كلام سليم. طيب. التليفون عندك. أسأل.. |
(موسيقى يطلب بعدها خالد المعرض وهو يقول): |
خالد: هلو. المعرض. المعرض. مدموزيل ليلى موجودة. تقول إيه. ليست موجودة. أين نجدها. لا تدري. شكراً. |
فتحي: الحمد لله ربنا أراحني من هذا المشوار.. |
خالد: ولكن اين يا ترى ذهبت ليلى.. |
فتحي: ونت ما لك رقيب عليها. أبوها. أمها.. |
(ثم يضحك ويقول): |
عفوك يا خالد. عفوك الشاعر يقول: |
خالد: يقول ماذا؟ |
فتحي: حامل الهوى تعب. |
خالد: (يتنهد كالمصدور ثم يقول) صحيح. حامل الهوى تعب. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: لم أستطع التحدث معك بإسهاب في موضوع المشكلة الأساسية التي تشغل بالي يا مسيو كامل. |
كامل: أي مسألة يا مدموزيل ليلى.. فدماغي كما تعرفين مشغول بعدة أمور والنسيان أصبح داء من أدوائي.. |
ليلى: اسمع أنا اليوم عندما كنت محتدة في إجابتي لمدام جوزفين كنت أهدف من وراء ذلك الخروج من العمل. |
كامل: لماذا؟ |
ليلى: تسألني لماذا؟ لأني أخشى أن تعرف مدام جوزفين أن الشهادة التي أحملها في الخياطة والتطريز مزورة. |
كامل: ولكنه تزوير لا يمكن أن يلاحظه أحد. ثم إنك. |
ليلى: إنني ماذا؟ |
كامل: إنك بحاجة إلى الوظيفة. |
ليلى: الوظيفة بسيطة سوف أجد غيرها. عندي من يريحني من الوظيفة والعمل. |
كامل: من هو. |
ليلى: أنسيت من وسط زوجتك في هذا الموضوع. |
كامل: أتعنين خالد.. |
ليلى: نعم. إنه صيد ثمين. شاب في مقتبل العمر. مثقف ومن أسرة عربية أصيلة. |
كامل: خالد نعم الفتى. ولكن ما يزال طالباً يا ليلى. ووالده ينفق عليه. |
ليلى: سأنتظر حتى يكمل دراسته ويتخرج. |
كامل: ومن سينفق عليك؟ |
ليلى: خالد. |
كامل: إذا كانت هذه بداية علاقتك بخالد فإن النهاية ستكون كارثة. |
ليلى: كارثة حمانا الله شر الكوارث. إنه غني ومستعد للإنفاق علي. ثم أنا لي الفضل عليه لأني سأنتظره حتى يتخرج من جامعته. |
كامل: ولكنه انتظار سيكلفك غالياً يا ليلى وأنت عزيزة علي وأنا رجل خبر الحياة أكثر منك. |
ليلى: ولكني قررت أن أخطو هذه الخطوة في أول لقاء لي معه. |
كامل: لقد نصحتك وأنت أدرى بصالحك. استأذنك في الانصراف. وثقي بأني سأبقى لك الصديق والوالد.. |
ليلى: أشكرك. أشكرك. مع السلامة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمح بعدها صوت مدام جوزفين تقول): |
جوزفين: مسيو فتحي. أنت فتى مثقف. ومن عائلة كريمة. ثم إنك ولا شك تقدر العلاقة التي تربطني بأسرتك والتي ترجع إلى أيام المرحومة والدتك.. |
فتحي: بلى. بلى يا مدام وإنني أعتز بهذه العلاقة.. |
جوزفين: أختك عفاف على علاقة وطيدة بليلى.. |
فتحي: أجل. أجل. علاقة متينة.. |
جوزفين: وأنت لا بد عرفت بحادث السرقة الذي وقع في المعرض.. |
فتحي: يا إلهي لم أسمع به إلا منك الآن. |
جوزفين: وأريد منك ومن أختك مساعدة بسيطة. |
فتحي: ما هي.. |
جوزفين: وأود أن أبشرك بأني قد سعيت لدى المسؤولين وستعين أختك في وظيفة مناسبة تليق بمؤهلاتها.. |
فتحي: ألف شكر يا مدام. ألف شكر. سأزف البشرى إلى أختي ولا شك أنها ستمر بها. |
جوزفين: بس أرجوك لا تنسى أنت وأختك ما طلبته منكما. |
فتحي: على العين والرأس يا مدام. استأذنك.. |
جوزفين: مع السلامة. |
|