الحلقة - 14 - |
خالد: تشرفنا.. ورفيقك لم نتشرف باسمه بعد.. |
ليلى: الأستاذ كامل (ديكوريست) ويشرف على تنظيم الديكور للمعرض الذي ستقيمه مدام جوزفين في الأيام القريبة القادمة.. |
فتحي: وسيكون معرضاً هائلاً يا خالد، هكذا سمعت أختي عفاف تتحدث عنه. |
خالد: وما دخل أختك عفاف في المعرض.. |
ليلى: إنها تقوم بالناحية الإعلامية فيه.. |
خالد: يا سلام.. إنه معرض منظم وسيكون تمريناً عملياً لأختك عفاف على الصنعة كصحفية.. |
كامل: كيف لا يكون معرضاً منظماً والآنسة ليلى التي تحمل دبلوماً عالياً في الخياطة والتطريز من معاهد أميركا تشرف عليه. |
خالد: أتمنى للمعرض كل نجاح وتوفيق.. |
ليلى: مرسي مسيو خالد.. |
كامل: ونرجو أن نراك يا سيد خالد وأنت يا سيد فتحي بين زوار مصرفنا.. |
خالد: بكل تأكيد.. |
كامل: وصلنا يا أستاذ خالد.. |
خالد: لم أبلغ بعد يا سيد كامل درجة أستاذ فما زلت طالباً في السنة النهائية الجامعية.. |
ليلى: ما هو اختصاصك؟ |
خالد: سياسة واقتصاد.. |
ليلى: موفق إن شاء الله.. |
خالد: شكراً يا آنسة ليلى.. أظن هذا مكان الوليمة أليس هو يا آنسة أم أنا غلطان؟ |
ليلى: لا أدري.. لأنها أول مرة أزور فيها القناطر الخيرية. |
فتحي: ومتى تنتهي مراسم الوليمة؟ |
كامل: لا ندري ولكن ربما تستغرق ساعتين على الأقل. |
خالد: سنتغدى أنا وفتحي في نفس المطعم الذي تقام به الوليمة وبانتظار صحبتكم في العودة متى انتهيتما من الوليمة.. |
ليلى: شكراً سيد خالد. سنأخذ تاكسي. إننا لا نريد أن نزعجك أكثر مما أزعجناك. فقد يطول جلوسنا وأنت ربما تكون مرتبطاً بمواعيد.. |
خالد: اليوم من حسن حظي أنني لست مرتبطاً بمواعيد مطلقاً. وسيكون كل وقتي تحت تصرفك والأستاذ كامل.. |
كامل: ألف شكر. ألف شكر.. |
(وتأخذ ليلى وكامل طريقهما إلى مكان الوليمة وخالد وفتحي طريقهما إلى زاوية من المطعم ليست بعيداً عن مكان الغداء ثم نسمع فتحي يقول): |
فتحي: مالك ساهماً واجماً يا خالد؟ |
خالد: لا شيء. يا فتحي لا شيء.. |
فتحي: على هامان يا فرعون. قل لي.. |
خالد: ماذا أقول لك؟ |
فتحي: كيف وجدت الآنسة ليلى؟ |
خالد: لطيفة ومهذبة.. |
فتحي: إنها من منتوجات بلاد بره.. |
خالد: ماذا تعني؟ |
فتحي: أعني أن أمها أمريكية وأباها لبناني.. |
(ويتذكر خالد خطاراً وابنته ليلى فيقول): |
خالد: أمها أمريكية وأبوها لبناني. هل هما أحياء؟ |
فتحي: لقد ماتا بعد عودتهما للقاهرة.. |
خالد: غريب. إذن فهي مصرية.. |
فتحي: بلى ولكنها من منتوجات بلاد بره.. |
خالد: هل هذا يعيبها أو يزيد قيمتها في نظرك.. |
فتحي: لا ولكن منتوجات بلاد بره من هذا النوع أكثره غير جيد.. |
خالد: ومنتوجات بلادنا أليس فيه الغث والسمين.. |
فتحي: ولكن منتوجات بلادنا من هذا النوع أكثر جودة وملاءمة لعاداتنا وتقاليدنا ومحيطنا. |
خالد: وليلى في رأيك. ملائمة ولا لا. |
فتحي: ليلى من المنتوجات الجيدة يشهد الله.. |
خالد: والأستاذ كامل الذي كان يرافق ليلى. ما رأيك فيه.. |
فتحي: إنه رجل بسيط طيب القلب.. |
خالد: وعلاقته بليلى.. |
فتحي: علاقة زمالة. عمل. لا أكثر ولا أقل.. |
خالد: ألا ترى أن جذورها تمتد أكثر من ذلك.. |
فتحي: هنالك فارق في السن وفي العقلية. ألم تلاحظ ذلك؟ |
خالد: ربما كان ذلك نوعاً من التعمية (كيموفلاج) ثم لا تنسى أن بنات اليوم يحببن الرجل الكبير لأنه جرب الحياة وخيرها أكثر من الفتى الشاب. |
فتحي: وماذا يهمك أو يهمني من علاقة ليلى بكامل وهل هي عميقة أو سطحية؟ |
خالد: من قبيل العلم بالشيء ولا الجهل. |
فتحي: اطلع من دول يا (نِمْس).. |
خالد: صدقني يا فتحي.. |
فتحي: هذا الكلام بعه لغيري لا لشخص قد عجنك وخبزك.. |
خالد: تصور ما تشاء يا فتحي ما دمت لا تريد أن تقتنع بما أقول.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت ضابط البوليس يقول): |
الضابط: أين هرب المجرم الذي كنت تؤويه يا متري؟ |
متري: أي مجرم يا حضرة الضابط.. |
الضابط: المدعو فرهود.. |
متري: لم أر مجرماً بهذا الاسم ولا بغيره.. |
الضابط: ولكن لدينا شهود يشهدون بأنك اعترفت أمامهم بأن المجرم فرهود موجود في دارك وأنك أعطيت أحدهم موعداً ليقابله.. |
متر: غير صحيح. ثم من هم هؤلاء الشهود.. |
الضابط: ستعرفهم في الوقت المناسب.. |
متري: ماذا تعني يا حضرة الضابط.. |
الضابط: أعني ما دمت مصراً على الإنكار فسأضعك بالسجن ريثما ترجع إلى صوابك وتعترف.. |
متري: أعترف بشيء لم أفعله.. |
الضابط: إذا لم تعترف الآن فستعترف غداً أو بعد غد.. |
متري: وبعد شهر أو شهرين أليس كذلك؟ |
الضابط: مش بعيد.. |
متري: يا حضرة الضابط أنا أريد أن أوكل محامياً عني. وهذا من حقوقي.. |
الضابط: بكل سرور. سم المحامي الذي تريده وسنتصل به. |
متري: ولكني أريد إخلاء سبيلي ومستعد للكفالة. |
الضابط: الجرم الذي فعلته لا تقبل فيه كفالة. |
متري: ولكني لم أرتكب جرماً.. |
الضابط: لدينا البينات وسنبرزها في حينه.. |
متري: و (حينه) هذه متى. عندما يحين (حيني). |
الضابط: أنت تريد ذلك يا مسيو.. |
متري: كيف ذلك يا حضرة الضابط هل يتمنى أحد موت نفسه؟ |
الضابط: أنت بإنكارك.. |
متري: إنني أحاول المستحيل لإقناعك يا حضرة الضابط وقد فشلت فهل تسمح لي أن اسمي المحامي الذي أرغب في توكيله. |
الضابط: بكل سرور.. |
متري: المحامي جبران أبو السيوف.. |
الضابط: سنتصل به ونبلغك قبوله من عدمه والآن.. |
متري: والآن ماذا؟ |
الضابط: عسكري. خذ المتهم إلى السجن.. |
متري: إلى السجن.. في سبيل فرهود.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الخادم بيومي يقول): |
بيومي: مدموزيل ضحى. الفطار جاهز. |
ضحى: أنا جايه يا عم بيومي بعدما أعطي الست الكبيرة الدواء.. |
(يدق جرس) التليفون فيرد عليه بيومي قائلاً): |
انطوانيت: هلو. مين. ايوا يا فندم. الست الكبيرة إن شاء الله بخير. جبنا لها ممرضة ممتازة. والست مرتاحة معها. مع السلامة.. |
(تدخل ضحى وهي تقول): |
ضحى: كنت تكلم مين يا عم بيومي؟ |
بيومي: الخواجه سركيس ابن أخ الست الكبيرة.. |
ضحى: وسركيس هو المسؤول عن الست الكبيرة.. |
بيومي: لا. الست الكبيرة عندها ناظر على أملاكها وهو المسؤول عنها.. |
ضحى: غريبة ابن أخ الست الكبيرة موجود والناظر على الأملاك الرجل الغريب هو المسؤول عنها.. |
بيومي: سركيس الست الكبيرة تكرهه قوي.. |
ضحى: لماذا؟ |
بيومي: سركيس هو الوريث الوحيد للست الكبيرة بعد وفاتها. وقد حاول أن يحجر عليها لكي يتصرف بأملاكها في حياتها ولكن الناظر الحالي كان محاميها وهو الذي كسب لها القضية ضد سركيس. |
ضحى: يا سلام على وسخ الدنيا كم يخلق من مشاكل ومتاعب حتى مع أقرب الناس إليك. |
بيومي: أيعني الخواجه ((سركيس)) لو أحسن علاقته مع عمته وما دخل معها في دعاوى ومحاكم كان استولى - على كل ثروتها وهي مسرورة.. |
ضحى: قاتل الله الطمع والجشع.. |
بيومي: والأقارب عقارب زي ما يقول المثل.. |
ضحى: آه من الأقارب يا عم بيومي آه.. |
بيومي: أنت كمان متلوعة من الأقارب.. |
ضحى: أقاربي سبب بلائي وشقائي.. |
بيومي: مسكينة يا مدموزيل ضحى. خالك زي خالتي.. |
ضحى: وأنت كمان كانت وقعتك سوده مع اقاربك. |
بيومي: أنا حطوني في السرايا الصفراء.. |
ضحى: يعني مستشفى المجانين.. |
بيومي: قالوا علي مجنون حتى يستولوا على القرشين اللي خلفهم أبويا. |
ضحى: وأمك لم تكن موجودة.. |
بيومي: أمي ماتت قبل والدي بشهور قليلة.. |
ضحى: وبعدين يا عم بيومي. |
بيومي: ربنا جاب لي دكتور ابن حلال خرجني من المستشفى وأول ما خرجت بعت كل حاجه وجيت هنا واشتغلت عند الست الطيبة دي. |
ضحى: حكايتك غريبة وعجيبة.. |
بيومي: وأنت لم تقولي لي على حكايتك.. |
ضحى: الأيام بيننا وسأحكي لك. أما الآن فوقت إعطاء الست الكبيرة الدواء التالي قد جاء. |
بيومي: اتفضلي. وأنا سوف آتيك بالجرائد حتى تقرأها لها. إنها مولعة بتتبع الأخبار الداخلية والخارجية.. |
ضحى: شكراً على تنبيهك وحرصك على مساعدتي. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت حسام يقول): |
حسام: الوضع بالنسبة له يا فرهود يتأزم وعيون البوليس تترصدك بشكل واسع ومخيف والمكافأة السخية التي رصدتها دوائر الأمن لمن يقبض عليك جعلت من كل الناس عيوناً عليك. |
فرهود: هذا صحيح. ولا أدري ما العمل؟ |
حسام: وأنا لا أدري ما العمل أيضاً؟ |
فرهود: أرى أن أفر إلى بلد غير عربي.. |
حسام: هذا شيء متروك تقديره لك.. |
فرهود: ولكني أريد أن أفر من دون أن أسبب لك أي إزعاج أو سين وجيم كما حدث للخواجه متري. |
حسام: بسببك.. |
فرهود: لا هو الذي سبب لنفسه ذلك عندما أفشي لأحد أصحابه عن وجودي عنده.. |
حسام: ثق إنني سأكتم أمرك حتى تقدير أمرك.. |
فرهود: شكراً وأنه لجميل سوف أحفظه ولا أنساه.. |
حسام: ما رأيك؟ |
فرهود: رأيي في ماذا؟ |
حسام: لو هربت إلى قبرص بأحد مراكب الصيد أو البواخر اليونانية.. |
فرهود: ألك معارف يساعدونك في تدبر أمر سفري.. |
حسام: زوجتي كما تعلم يونانية ولها أقارب يعملون في هذه السفن وسأدرس معها الأمر فلعلنا نصل إلى نتيجة. |
فرهود: لساني يعجز عن الشكر. |
|